كان ياما كان في قديم الزمان وسالف العصر والاوان ... كان هناك رجل طيب القلب يحب الناس من حوله ويتمني لهم الخير .
فاذا سمع ان احد اخوانه قد مرض فانه يزوره ... واذا علم انه يحتاج الي المال اعانه وساعده .
وفي يوم من الايام تذكر احد اخوانه في احدي البلاد البعيدة فقد انقطعت عنه اخباره منذ فترة طويلة .
فقرر ان يسافر اليه ليطمئن عليه علي الرغم من طول المسافة ومشقة السفر .
فخرج هذا الرجل في هذه الرحلة الطويلة الشاقة لزيارة احد اخوانه الذين يحبهم في الله .. وعندما اقترب من القرية قابله ملك في صورة رجل فقال له الملك : الي اين انت ذاهب يا ايها الرجل ؟
فقال له : ذاهب لزيارة احد اخواني الذين احبهم في الله .
فقال له الملك : هل لك مصلحة تريد ان يقضيها لك ..
فقال له : لا .. ليس لي مصلحة .
قال له الملك : هل لك دين تريد ان تاخذه منه ..؟
قال له : لا .. ليس لي دين عنده .
قال له الملك : اذا لماذا تريد ان تذهب اليه ؟
قال له : انه صديقي .. وانا احبه حبا شديدا .. فقد جئت من قريتي لاطمئن عليه ..
قال له الملك : اذا ابشر ايها الرجل الطيب .. فان الله يحبك كما تحب انت صاحبك .
فانا رسول الله من الملائكة وقد امرني ربي ان اخبرك بهذا .
الدروس المستفادة
1- فضل الحب في الله والتزاور في الله ، فان الله احب هذا الرجل لحبه لاخيه ورحلته اليه لزيارته .
2- مشروعية السفر لزيارة الاخ لاخيه في الله .
3- قد يرسل الله الي بعض عباده ملائكة لابلاغهم بعض الامور . دون ان يكونوا من الانبياء او المرسلين .
4- قدرة الملائكة علي التشكل في صورة البشر ، فالملك جاء ذلك الرجل في صورة رجل ، لا في صورته الملائكية .
5- فضل الاخلاص ، فهذا الرجل نال ما ناله لحبه لذلك الاخ في الله ، لا من اجل انعامه عليه ، ولا من اجل مصالح بينه وبينه .
ساحة النقاش