قال تعالي : ( كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) صدق الله العظيم .
قال الامام ابو حامد الغزالي : ان هذه الاية تتضمن بيان حال هذه الامة في الفضل علي غيرها من الامم ، وان هذه الخيرية مشتركة بين اول هذه الامة واخرها بالنسبة الي غيرها من الامم .
اما لماذا هي خير امة ، فلانها تامر بالمعروف وتنهي عن المنكر فاذا تركوا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر زالت عنهم هذه الخيرية ، لذا يقول رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم : خير الناس من ينفع الناس ، وشر الناس من يضر الناس وقال ايضا صلي الله عليه وسلم : من راي منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان ،يعني اضعف فعل اهل الايمان . قال بعض العلماء .. التغيير باليد للامراء وباللسان للعلماء وبالقلب للعوام .
وفي الحديث القدسي يقول الله تعالي : ( يا ابن ادم لا تكن ممن يؤخر التوبة ويطول الامل ويرجع الي الاخرة بغير عمل يقول قول العابدين ويعمل عمل المنافقين ، ان اعطي لم يقنع وان منع لم يصبر ويحب الصالحين وليس منهم ويبغض المنافقين وهو منهم يامر بالخير ولا يفعله وينهي عن قول الشر ولم ينته
وعن علي كرم الله وجهه قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: سياتي قوم في اخر الزمان احداث الاسنان نواقص العقل يقولون من قول خير البرية لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، قال تعالي :( اتامرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب افلا تعقلون ) يعني اتتلون كتاب الله ولا تعملون بما فيه ، فكانو يامرون بالصدقة ولا يتصدقون فيجب علي المؤمنين ان يامروا بالمعروف وينهوا عن المنكر ولا ينسوا انفسهم ..
ساحة النقاش