كان ياما كان ...كان هناك خروف جميل ذكي يقف عند حافة النهر ينتظر صاحبه حينما فوجيء بالثعلب يمسك به وهو يقول : اخيرا وقعت في يدي ايها الخروف .... سوف اكلك في التو واللحظة ، ولن ادع منك شيئا .
فكر الخروف في حيلة تخلصه من الثعلب وتفلته من الموت الذي اصبح وشيك الحصول له ، وتصور نفسه والثعلب يلتهمه فاقشعر جسمه .
فقال للثعلب : ايها الثعلب ! انك اذا تركتني اشرب بعض الماء ، فاروي به لحمي سوف تنال مناك ، فالماء الذي خلقه الله وجعل منه كل شيء حي ، سوف يجعل طعم لحمي الذ واطري علي انيابك ، كما انه سوف يجعله اشهي واسهل .
ايها الثعلب ! فالماء سوف يجعل لك لحمي طعمه جميل ، تعال وانظر بنفسك الفرق قبل الماء وبعده .
فقال الثعلب : هل تقول ان لحمك فيه بعض المرارة الان ؟
فالتقط الخروف الكلمة فقال علي الفور : مرارة فقط ، بل به كثير من المرارة ، ولن يذهبها الا الماء الذي خلقه الله ، وبه حياة النفوس ان كنت ايها الثعلب لا تصدقني ، جرب بنفسك لحمي قبل الماء ان كنت تحب المرارة ، ولكني اعلم انك تحب اللحم الجميل .
فقال الثعلب لنفسه وهو يمني نفسه بالطعام اللذيذ : سوف اكل هذا الخروف لا محالة فهو تحت يدي الان ، ولا مانع ان يشرب من الماء فالماء فعلا مغذي ومفيد لجميع الاحياء .
هيا اشرب الان من النهر كما شئت واقترب الخروف فشرب من النهر بعض الماء وهو يفكر في حيلة جديدة تبعد عنه الثعلب ، فجاءته فكرة غسل صوفه .
وانتظر الثعلب حتي شرب الخروف من النهر ثم اقترب منه وكاد يهجم عليه غير ان الخروف قال له : انتظر لا تقترب الان مني ، انك لو تركتني اغسل صوفي بالماء سوف تزيد شهيتك بالتاكيد ، وسوف تاكل حتي تشبع ، ولن يصيبك اي اذي ، لان النظافة تقتل الميكروبات والفطريات التي لابد انها علقت بصوفي .
ابتسم الثعلب وهو يقول لنفسه :
ان هذا الخروف فرصة وهو نظيف لا مانع فانا لست جائعا الان ثم قال للخروف : حسنا هيا اغسل صوفك جيدا وتعالي الي حتي اكلك بهدوء ومن غير ان اؤلمك .
وحينما انتهي الخروف من غسل صوفه قال الثعلب :- وقد اعجبه منظر الخروف النظيف :- الان طاب لي لحمك .
ولكن الخروف الذكي ساله هذه المرة : ايها الثعلب ! من اي جزء مني سوف تيدا الاكل ؟
قال الثعلب : افضل ان ابدا بقدميك .
فقال الخروف : ولكن هل تاذن لي بطلب اخير ؟
قال الثعلب : انك مزعج ايها الخروف وكثير الطلبات ، ماذا تريد هذه المرة ان كان هذا هو طلبك الاخير ؟
قال الخروف : اريدك ان تنظر الي قدمي الخلفيتين وتري ان كانتا نظيفتين ام لا قبل ان تقوم باكلي ؟
فقال الثعلب ! هذا الخروف نظيف فعلا ، ..........علي الرحب والسعة .
ثم التفت لينظر الي اسفل قدمي الخروف فقام الخروف برفسه بقوة فتدحرج الثعلب وسقط في النهر وهو يصيح ويصرخ : الويل لك ايها الخروف ، الويل لك .
نظر اليه الخروف وهو داخل الماء وقال له : كم انت احمق ايها الثعلب .
واسرع يجري ، وهو مسرور بنجاته من الثعلب ، حتي وصل الي الدار .
الدروس المستفادة :
1- انه لابد للمسلم ان ياخذ حذره من اي شيء يعرض حياته للخطر ... فقد راينا كيف ان الخروف كان يقف في مكان قريب من بيت الثعلب فكاد ان يفقد حياته بسبب تلك المخاطرة .
2- ان المسلم اذا وقع في موقف خطير قد يفقد بسببه حياته فعليه ان يحتال وان يتصرف بذكاء لينجو بحياته من هذا الخطر .
ساحة النقاش