كان ياما كان ....كان هناك صياد طيب القلب عنده ثلاث بنات.
وكان الصياد كل يوم يأخذ إحدى الفتيات معه إلى شاطىء النهر لتساعده فى الصيد ....ثم يعود عند غروب الشمس و قد امتلأت السلة بالسمك.
وفى أحد الأيام كان الصياد يتناول الطعام مع بناته.
فأراد الصياد أن يمزح مع بناته فقال لهن : إن السمكة لا تقع فى الشبكة إلا إذا غفلت عن ذكر الله ....
فقالت إحداهن : وهل هناك أحد غير الإنسان يذكر الله ....
قال الصياد لابنته : إن كل المخلوقات تذكر الله .... فالطيور و الحيوانات و الأسماك تسبح الله .....
تعجبت احدي الفتيات من كلام ابيها وقالت : لكننا يا ابي لا نسمعها وهي تسبح ....
ابتسم الاب وقال : ان لكل مخلوق لغة يستطيع ان يتفاهم بها مع غيره من افراد جنسه ...
قال تعالي :( وان من شيئ الا يسبح بحمده ولكن لا تتفقهون تسبيحهم ) .
وفي اليوم التالي جاء الدور علي احدي الفتيات لتخرج مع ابيها لتساعده.
وعندما وصل الاب والفتاة الي شاطئ النهر رمي الاب بالشبكة ودعا الله ان يرزقه ...
ثم مر وقت طويل واخرج الصياد الشبكة فوجد بها سمكة كبيرة .
فرح بها ثم اعطاها لابنته لتضعها في السلة ... ثم رمي الشبكة مرة اخري واستمر الاب هكذا وفي كل مرة كان يصطاد السمكة ويضعها في السلة ...
اما الفتاة فكانت تاخذ السمكة وتعيدها الي النهر مرة اخري ..
وعندما جاء المساء قال الاب لابنته : هيا يا ابنتي ناخذ السلة ونعود الي البيت ...نظر الصياد الي السلة فتعجب فليس بها سمك فقال للفتاة :اين
السمك؟ قالت الفتاة :لقد اعدته الي النهر مرة اخري يا ابي .
قال الاب :وكيف تعيدين السمك الي النهر وقد تعبنا كى نصطاده ...
قالت الفتاة : لقد قلت بالامس يا ابي ان السمكة لا تقع في السبكة الا حين تغفل عن ذكر الله ... وانا لا احب ان يدخل بيتنا شيئ لا يذكر الله تعالي .....
نظر الصياد الي ابنته والفرح يملا وجهه وقال لها : لكني يا بنتي انا كنت اريد ان اعلمكم ان كل شيئ يسبح الله .
قالت الفتاة : هل معني ذلك يا ابي ... ان السمك الذي نصطاده يذكر الله ايضا .
قال الصياد : نعم .
ثم عاد الصياد وابنته الي المنزل وليس معهم شيئ ... وكان امير البلدة يمشي في الشارع ليطمئن علي الناس ، ولما وصل الي بيت الصياد احس بالعطش الشديد ... فطرق الباب وطلب كوبا من الماء ...
فاحضرت الفتاة كوبا من الماء واعطته للامير وهي لا تعرف انه الامير ... فشرب الامير وحمد الله ....
ثم اخرج كيسا به مائة درهم من الذهب وقال لها خذي يا فتاة هذه الدراهم هدية لك ثم مشي .
واغلقت الفتاة الباب وهي تشعر بالفرح الشديد ... وقالت لابيها : لقد عوضنا الله خيرا من الاسماك يا ابي .
الدروس المستفادة :
1- ان الكون كله يسبح بحمد الله .... فقد قال تعالي : (تسيح له السموات السبع والارض ومن فيهن وان من شيئ الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ) .
ولذلك ينبغي علي المسلم ان يكون ذاكرا لله دائما ... فليس من المعقول ان يسبح الكون كله وان يغفل المسلم عن ذكر الله .
2- انه يجب علي الوالدين ان يحرصا كل الحرص علي تعليم الابناء كل طاعة تقربهم من الله ( جل وعلا ) وتجعلهم يفوزون برحمته وجنته و رضوانه .
ساحة النقاش