<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif";} </style> <![endif]-->
إن لكل مجتمع هويته الثقافية الخاصة به ، النابعة من طبيعته الدينية والاجتماعية والمعرفية والتى يحرص على الحفاظ عليها من سيطرة بعض عناصر الثقافة العالمية ، فى وقت أصبح العالم فيه قرية صغيرة فى ظل ثورة المعلومات والاتصالات .
لذا تسعى بعض الدول المتقدمة بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى نشر ثقافتها وإلباسها ثوب الحضارة الإنسانية المعاصرة ، وكان من نتائج ذلك اندثار ثقافات محلية أو إختفاء بعض عناصر ثقافات محلية ، أو صراع بين ثقافات وقوميات وعصبيات، صاحب ذلك ظهور عدة مشكلات منها ظاهرة الاغتراب بين الشباب داخل الوطن ، والبحث عن الهوية الذاتية الثقافية.
فالثقافة هى أصل الهوية ، كما أنها تعبر عن ذاتية هذه الأمة وشخصيتها فى إطار المعارف التى يكتسبها الإنسان من خلال الاحتكاك الدائم بين الأفراد والذى يؤدى بدوره إلى رقى الأمم، فالثقافة فى حقيقتها سلوك أو نظرية فى السلوك أكثر من كونها نظرية فى المعرفة ، بمعنى أنها إذا كانت من الوجهة النظرية معارف فإنها من الوجهة العملية سلوك وممارسة.
وتعتبر عولمة الثقافة من أخطر التحديات التى تواجه التربية مما يحتم على كليات التربية أن تواكب المتغيرات التى تخترق كل الحدود دون أن يفقد معلمو المستقبل هويتهم الثقافية اللازمة لإكسابها للمتعلمين.
ويعتبر جهاز الإعلام عنصرا أساسيا فى الثقافة والتعليم والتربية وبصفة خاصة التليفزيون لماله من شعبية وانتشار ، فهو يعتبر مصدرا أساسيا لتربية الأجيال وتحديد الأعراف الأخلاقية والاجتماعية والتربوية .
وعلى أنظمة التربية أن تضع الأساس لتعبئة الموارد الثقافية المحلية ، ولا يمكن ضمان ذلك إلا من خلال السياسات القائمة على المشاركة ، التى تؤكد الهوية الثقافية ، ومن خلال استخدام مواد الأنشطة فى غرس أسس التربية والثقافة للمتعلمين .
فهذه الثورة الثقافية الكاسحة التى تنتاب المجتمعات المعاصرة تلقى على عملية التعليم والتعلم مجموعة من المسئوليات نحو بناء شخصية قادرة على الفرز النقدى من بين ما يعرض عليها من رسائل إعلامية ، وهو ما يتطلب من كليات التربية أن تسعى إليه للحفاظ على هوية المتعلمين الثقافية ببث روح الإبداع فى المتعلمين
وذلك بإقامة المعارض التى تعبر عن انصهار مواهبهم فى حب الوطن ومواكبة المتغيرات العالمية .
وللمعلم دور هام وخطير فى مواجهة الغزو الثقافى حين يساعد المتعلمين على البحث لأنفسهم عن الذاتية والهوية الثقافية، لمواجهة عالم الغد في أثناء تعلم المهارات المختلفه، ولتنمية قدرة الفرد على الابتكار والإبداع وبث روح المنافسة فى المتعلمين ، ومن ثم إعداد الأفراد القادرين على أن يجدوا لهم مكانا فى المجتمع العالمى الجديد .
د. محمد نصحى ابراهيم
ساحة النقاش