<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
عالم البيئـة
اليوم العالمى للمعلم
بقلم: د/علـى مهـران هشـام
--------------------------------------------------------------------
يكاد تجمع جميع المدارس العلمية والفكرية ، أن التعليم هو قاطرة أى تنمية أو نهضة مستدامة لأى مجتمع ، ويمثل المعلم أهم عناصر المنظومة التعليمية . من هنا، خصصت اليونسكو الخامس من أكتوبر من كل عام للاحتفال بالمعلم واعتبرته اليوم العالمى للمعلم . واقعيا، يمارس المعلمون مهنتهم في ظروف صعبة ، في المجتمعات الريفية النائية، وفي المناطق التي تتعافى من النزاعات والحروب ، وفي المناطق التي تضربها الكوارث الطبيعية، ويعمل المعلمون مع المهجرين واللاجئين وأطفال العائلات الرحَّل أو ذوي الاحتياجات الخاصة.
المعلم هو القدوة والباحث وصاحب الرسالة هو القائد التربوي والمصلح الإجتماعي والقدوة الحسنة هو مصنع الرجال. إن العلاقة الإنسانية التي تقوم بين المعلم وطلابه من أسمى العلاقات منها علاقات الأب بأبنائه فهو حريص كل الحرص على نفعهم والشفقة عليهم والعناية بهم فعلى الطلاب تقدير المعلم وأن يبادلوه الحب والتقدير والعرفان بالجميل.
المعلم روح العملية التعليمية ولبها، وركنها الركين، لذا فالاهتمام به ورعايته نابع من هذه المكانة وعظم الرسالة التي يتشرف بحملها، وهو الرائد في البناء الفكري والثقافي والأخلاقي، ويتفق المربون وقادة الفكر التربوي والعلماء على أن المعلم هو العنصر الرئيس والفعال في العملية التعليمية الذي بدونه لا يمكن لأي نظام أن يؤدي دوره على الوجه الأكمل، فالمعلم بإخلاصه وفعاليته ومدى استعداده للمزيد من النمو في مهنته، وبقدرته على الإبداع وبرغبته في التطوير والتجديد يستطيع أن يحقق للنظام التربوي ألاهداف والغايات السامية . المعلمون هم القيمون على تراث الأمة، يحفظونه وينقلونه إلى الأجيال الجديدة، ويرسخون القيم والعادات والنظم والتقاليد، ويبنون الأمة ويشكلون مستقبلها.
إن من حقوق المعلم اعداده لمهنة التدريس وتأهيله تأهيلًا يمكنه من أداء رسالته التربوية باقتدار، ويتحقق ذلك عن طريق تحديث وتطوير البرامج الأكاديمية والمهنية الخاصة بإعداد المعلمين، مع ضرورة التمسك بمعايير واضحة وقوية في اختيار معلمي المستقبل، ومن ثم ضرورة اختيار أفضل العناصر لمزاولة مهنة التدريس، وإعدادها الإعداد الجيد من جميع النواحي الأكاديمية والأخلاقية والثقافية والجسدية طبقًا للمعايير العالمية، مع ضرورة تخصيص منح ومساعدات مالية تكفل لمن يريد الالتحاق بالتدريس توفير الحياة الكريمة بعد الخدمة وأثنائها. إن الرؤية التي تكرس مفهوم التعليم على أنه عقد شراكة مع المجتمع، يضطلع به القادرون على حمل مشعل العلم والمعرفة من أبنائه المتصفين بصفات تؤهلهم لمسؤولية القيام بواجبات التعليم، وينهل الطلاب التربية الصحيحة من سلوكهم قبل علومهم ومعارفهم.
إن توفير البيئة المدرسية المناسبة يمكن المعلم من العمل بشكل جيد ومريح، ويساعد الطلاب على الاستيعاب، مثل: المباني ذات المواصفات المدرسية الجيدة، من فراغات وملاعب وناطق خضراء، وكل ما يتطلبه العمل من وسائل وأدوات تعليمية حديثة تساعد على تحقيق أهداف رسالة التعليم وغاياتها، لذا فإن عمل المعلم يجب أن يكون عملاً منظمًا، ويجب أن يحرص من حوله على مساعدته حتى لا يضيّع وقته الثمين أو طاقته فيما لا يفيد، ويتحقق ذلك من خلال جعل كثافة الفصل ملائمة حتى يستطيع أن يتابع جميع طلابه، كما يجب تخصيص مساعدين له، وتوفير الوسائل التعليمية المناسبة.
إن رفع مستوى أداء المعلم وتطويره أثناء الخدمة من الاهمية بمكان ، وذلك من خلال تهيئة الفرص التدريبية اللازمة لكل معلم أثناء الخدمة، وتيسير التحاقه بها، وتشجيعه على ذلك، وإطلاعه على ما يستجد من معلومات في حقل التربية والتعليم، وما يصدر من قرارات تربوية وتعليمية، ومساعدته على التخلص من الطرق التقليدية القديمة، والأخذ بيده لاستخدام الطرق الحديثة، والاستفادة من التقنيات التربوية الحديثة، وكذلك تأهيله عن طريق البعثات الخارجية، وتشجيع برامج الدراسات العليا. يلزم أن يدرك المعلم أن النمو المهني واجب أساس، والثقافة الذاتية المستمرة منهج في حياته، كما يدرك أن الاستقامة والصدق، والأمانة، والحلم، والحزم، والانضباط، والتسامح، وحسن المظهر، وبشاشة الوجه، سمات رئيسة في تكوين شخصيته، وأن الرقيب الحقيقي على سلوكه بعد الله سبحانه وتعالى هو ضميره اليقظ وروحه الانسانية.
وخلاصة القول ، فإن المعلم لم يعد هو الشخص الذي يصب المعرفة في أذهان طلابه، وأنه المرسل لهذه المعرفة، ولكنه أصبح الإنسان الذي يستعمل ذاته بكفاءة وفاعلية من أجل مساعدة طلابه ليساعدوا أنفسهم نحو الابتكار والابداع ، فهو يسهل العملية التعليمية ولا يحدثها، يدير الموقف التعليمي، ولكن لا ينشئه، يوجه ويرشد ولا يلقن ويحفظ. كما لم يعد المعلم يقتصر في استخدامه لتكنولوجيا التعليم على الكتاب أو الكلمة المطبوعة، بل أصبح عليه أن يتعامل مع تكنولوجيا التعليم الحديثة، والتي أصبحت جزءًا أساسيًا من المؤسسة التعليمية العصرية كمعامل اللغات وأجهزة العرض والتلفزيون والفيديو والكمبيوتر وشبكة الإنترنت وأن يواكب كل جديد وحديث.
والله المستعـان ،،،،
http://kenenaonline.com/drmahran2020
ساحة النقاش