<!--
<!--<!--
( عالـم البيئــة )
التـدريب القيـادى
بقلـم :
د/علـى مهـران هشـام
تلعب البيئة الطبيعية والاجتماعية والتكنولوجية دورا بارزا فى التنمية والنهضة المجتمعية لكونها تمثل الحاضنة الرئيسية للتفكير والتميز والابداع سواء على مستوى الفرد أو الضمير الجمعى. تطوّر التدريب تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، فبات لا يعتمد على التدريب المباشر من خلال الطاولة والتعلم والكتاب واللوحة أو السبورة الذكية ٍ ٍSMART BOARD بل تعدّى ذلك بمراحل كثيرة، ولعل من أهم وسائل التدريب الحالية هي السفر لمختلف بلدان العالم لاكتشاف ما بها من جوانب ناجحة ورائدة يطلّع عليها المتدربون وينهلون من نبع أفكارها ثم ينقلون خبراتهم ومعارفهم الجديدة لبيئاتهم المحلية.
القيادة تتطلب جهداً مضنياً لإتقان المهارات الذاتية والجماعية للنهوض بالمجتمع والأمة. إن الاستخدام السليم للطرق والوسائل التي تشمل مجالات الأفكار والإدارة والاتصال والعصف الذهنى للابتكار والابداع، إضافة إلى الخبرات اللازمة لإعداد وإدارة المشروعات التنموية وورش العمل والمخيمات بأنشطتها المختلفة والمؤتمرات والندوات والاجتماعات من أجل اللحاق بصناعة المعرفة أو التفكير فى التفكير وهو ما نطلق عليه " عولمة التدريب ". المهارات القيادية الفعالة والمؤثرة يتم اكتسابها بشكل أفضل من خلال التدريب والمعايشة والممارسة والاختلاط بالشخصيات الناجحة وسماع تجاربهم ثم محاكاتها بما يتناسب ويتكيف مع الموارد والسمات والظروف البيئية والاجتماعية والاقتصادية لمجتمعاتهم .
هناك سؤال يتناقل بين القاعات التعليمية والجامعية والبحثية وهو
هل القادة .. يولدون أم يصنعون؟ وهل القيادة .. ولادة أم صناعة؟
المجال هنا لايسمح بذكر الاراء المختلفة للعلماء والباحثين مثل بيتر دراكر (القائد يولد ولا يصنع ولا داعي لإضاعة الوقت في تدريبه ) أما بينيس: وهو من أشهر علماء القيادة فيقول: )لا تستطيع تعلم القيادة، القيادة شخصية وحكمة وهما شيئان لا يمكن تعليمهم ). أما جيمس كوزيس وباري بوزنز:
فيتفقان أن القائد يمكن صناعته وتدريبه. عموما، يرى ستيفن كوفي رائد المدرسة الحديثة فى القيادة أن القيادة وبروز القائد تعتمد على الثقافة فهناك بيئتين ثقافتين : بيئة ثقافية تشجع على التقوقع و الإنزواء وهي ثقافة لا تشجع على ظهور القيادات حتى لو كانت موجودة وامتلك القائد صفات القيادة الفطرية فالبيئة والنظام الذي يتواجد فيه القائد تحاربه وتقمعه، والثانية بيئة ثقافية تشجع على الإبداع والتحفيز وهذه الثقافة هي التي تنتج القيادات الرائدة والتاريخية .
وهناك بعض علماء القيادة يرون أن فئة قليلة نسبتها 1% تكون القيادة عندها فطرية وفئة أخرى لا تصلح للقيادة ونسبتها أيضا 1% وأما معظم الناس ونسبتهم 98% فيستطيعون اكتساب القيادة بنسب مختلفة تبدأ من 2% إلى 98% يتفاوتون حسب صفاتهم الشخصية وكفاءاتهم المعرفية والأدائية ورفع مهاراتهم من خلال التدريب والتحسين المستمر وهو مايطلق عليه منهج الكايزن اليابانى . وأنا أميل لهذا الرأي وأضيف عليه فأقول أن القيادة ثلاثة أثلاث فالثلث الأول معرفة وثقافة ويمكن تعلمها والثلث الثاني مهارة والمهارة يمكن إتقانها من خلال التعلم والتدريب المتواصل ( 10 % من ساعات العمل للتدريب التخصصى ) والثلث الثالث وجدان وهو الأصعب في الإكتساب. ( أى أن ثلثي القيادة مكتسب والثالث فطري).
إن المرونة والتكيّف والتأقلم مع البيئة المحيطة بمختلف مظاهرها ومحتواها يمثل أحد الطرق الناجعة للنجاح والتفوق والتميّز والمرونة تعنى القدرة على التكيّف والتغيير للأفضل، المرونة صفة ملازمة للحياة، في حين أن صفات التصلب و القساوة والتخشب ملازمة للموت والفناء، فعندما تموت الشجرة الخضراء المرنة تتحول إلى مادة قاسية صلبة ومتخشبة لا تصلح للنمو والخصب والازدهار أوالإثمار، بل لتكون حطباً لموقد تنتهى فيه إلى رماد، المرونة تعني أن نبحث عن بدائل للخيار الواحد الذي تعودنا ممارسته، وعن وسائل جديدة ونماذج جديدة، قد تكون أفضل وأنجح وأسرع وأكثر كفاءة.
إن التدريب الحديث التخصصى والقيادى يتبنى منهج تكنولوجيا المعلومات IT ) ) وهي عصر جديد لنهاية البيروقراطية والتعاملات الورقية وسرعة الإنجاز ومقاطعة الواسطة والمحسوبية البغيضة والتقليل من طوابير الانتظار المملة لانهاء المعاملات الحياتية والباعثة على التوتر والقلق والمرض كما تساعد هذه التكنولوجيا الحديثة في تخفيف حدة التلوث البيئي الناتج عن ازدحام الطرق بالمركبات والمراكز الحكومية بالبشر من أجل إنهاء معاملتهم وبالطبع فإن الاستفسار عن أية معاملات عن طريق مواقع الوزارات الإلكترونية ( الحكومة الالكترونية ) يساعد في تحسين المزاج العام للناس واحتراما لحقوقهم الانسانية وبالتالي يتحقق الجودة في العمل والاجتهاد فيه بذهن وفكر صافي وجهد وفير. إن إدمان الإنجاز يصنع كاريزما القيادة.
إن التشجيع والتحفيز على تبادل أفضل الممارسات واستخلاص الدروس والعبر من التجارب الناجحة فى العالم والبيئة الاقليمية والمحلية المحيطة وخاصة فى مجال صناعة المعرفة والدخول إلى اقتصاد المعرفة يمثل أهمية كبيرة لتحقيق التنمية المستدامة والوصول إلى النهضة الشاملة وهى واجب قومى على القيادة ومتخذى القرار والتى يلزم أن تشارك فيها جميع قطاعات ومكونات المجتمع سواء الأشخاص العاديين أو الاعتباريين وبروح الأنتماء الفعال للوطن ومقدراته المتعددة. إن العمل بروح الفريق أصبح ضرورة بشرية ومجتمعية ، الإنسان بطبيعته يميل إلى الاجتماع والتكتل، فهو ضعيف بنفسه قوي بمجتمعه. والله المستعـان ،،،،
http://kenanaonline.com/drmahran2020
ساحة النقاش