<!--
<!--<!--
( عالـم البيئــة )
التخطيـط العمـرانى المستـدام
بقلـم :
د/علـى مهـران هشــام
تعتبر الاستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية البكر من أكثر المفاهيم حداثة وشيوعا في الوقت الحالي حيث تقل المصادر وتستنزف وتشح. والاستدامة ليست نتيجة واحدة واضحة ومحددة المفهوم، وليست معادلة رياضية نتعامل معها بالفرضيات والمعطيات والمعادلات، فبالتالي لا يمكن أن نتوقع منها نتائج محددة تتحقق بعد فترة زمنية معينة، بل هي في الأساس طريقة ونهج علمى وسياسي ومنهج حياة مستمر ديناميكي ومتطور إضافة إلى ، وجود نظرة شمولية ووضع سياسات متناغمة من التخطيط المستدام في مختلف مناحي الحياة. تعرف التنمية المستدامة بإيجاز بأنهـا: عمليـة Sustainable Development تطوير الأرض والبيئة والمدن والمجتمعات العمرانية وكذلك الأعمال التجاريـة بشـرط أن تلبـي احتياجات الحاضر بدون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية حاجـاتها ، ويواجـه العالم خطورة التدهور البيئي الذي يجب التغلب عليـه مع عدم التخلـي عـن حاجات التنمية الاقتصادية والاستثمار النفعى وكذلك المساواة والعدل الاجتمـاعي.
التخطيط العمراني هو أداة ووسيلة فنية وهندسية وعلمية لتحقيق المصلحة العامة لكافة قطاعات وفئات المجتمع من خلال وضع ورسم تصورات ورؤى علمية وتخطيطية لأوضاع مستقبلية تتعلق بتوزيع الخدمات والانشطة المتعددة وأستعمالات الأراضى في الموقع الملائم والوقت المناسب وبما يحقق التوازن بين احتياجات التنمية في الحاضر والمستقبل من ناحية وبين احتياجات التنمية لاجيال المستقبل البعيد من ناحية أخرى، أي تعمل على دمج مفهوم التنمية المستدامة والمجتمعات المستدامة في صلب العملية التخطيطة العمرانية الشاملة.
عموما، الأسس الرئيسية للتخطيط العمران المستدام نوجزها فى التالى:
# الدراسة الشاملة لجميع الموارد والامكانيات المتاحة والمتوقعة للموقع العمرانى وإمكانية التوظيف الأمثل لها.
# استرجاع التنوع الحيوي للمنطقة.
# الاستغلال الأجود للمياه والنباتات.
# التشكيل المتناغم بين الكتل والفراغات .
# التجانس والتوازن بين التقنية الحديثة والنسيج البيئى والعمرانى للمكان.
# توجيه استهلاك الطاقة نحو مصادر غير ملوثة للبيئة.
إن كل أسس التخطيط العمراني الكلاسيكي السليمة والمتعارف عليها هي ضمن منظومة التخطيط العمراني المستدام الذي يسعى إلى إضفاء قدر أكبر من الاهتمام بالنواحي المناخية والبيئية والخصائص الطبيعية المحلية للمنطقة بكل محتوياتها الثقافية والاجتماعية وبما يضمن أفضل استغلال للموارد والإمكانات المتاحة، وهذا التوجه في تزايد عالمى، خاصة في ظل التدهور البيئي المتزايد لكوكب الأرض.
على كل حال، إن كل ما يتعلق بالتنمية الداعمة والمستدامة في التخطيط العمراني والحضري والتى يجب أن يأخذ بالاعتبار بعض العناصرالتالية: تقليل استخدام الطاقة وتقليل الانبعاثات الضارة لكل مساحة من المدينة أو التجمع العمرانى بحيث تكون منسجمة مع المستوى المقبول بيئيا وحسب معايير التنمية المستدامة ، ثم الأهم الحفاظ بشكل واضح على التنوع الايكولوجي البيئي والمناطق الطبيعية ومصادر التربة وانتاج الطعام وحماية البيئة وحماية المدن من أضرار النفايات والحفاظ على الثروات الطبيعة وتحقيق الجمال البصرى للعمران ...الخ . السؤال القائم الآن هل تتطلب التنمية العمرانية المستدامة إعادة تجديد وتخطيط استعمالات الاراضى؟ وهل يمكن للتنمية المستدامة الحضرية والعمرانية أن تعيد احياء التخطيط العملي بشكل فعال؟ وهل للتنمية المستدامة الحضرية أوالعمرانية أن تعدل وتنقح ؟ وهل تكلفة التخطيط العمرانى المستدام توفر للدولة الكثير فى اقتصادها وميزانيتها وصحة البيئة والمجتمع على المدى القريب والبعيد سواء بشكل مباشر أو غير مباشر؟ ويقع على شكل وطبيعة العقلية الادارية والتفكير والسلوك المجتمعى دور كبير فى منظومة البيئة والعمران من حيث الشكل والجماليات أوالمضمون والمحتوى.
وخلاصة القول، التخطيط العمرانى والحضري " الأخضر " هو مصطلح آخر شائع للتخطيط المستدام.حيث التطوير المستدام هو مصطلح عام لجعل كل من التخطيط الحضري والاقتصاد أكثر استدامة. كما يهدف التخطيط المستدام لغلق الحلقة المتشابكة والمعقدة من خلال الغاء الاثر البيئي لتطوير المدن عن طريق توفير جميع احتياجاتها محليا ، بحيث تشمل جميع جوانب الحلقة الإنتاجية لضمان استدامة جميع المراحل، ويضمن التخطيط المستدام أيضا توفير احتياجات المد ن من غذاء وكهرباء وطاقة ومياه نظيفة وصرف صحى وغذاء ومأؤى ملائم، حتى يحقق التخطيط الأخضر للمدن الهدف الأهم والأبقى وهو العيش بتواصل وسلام وأمان وراحة ورفاهية روحية ومادية.
والله المستعـان ،،،،
http://kenanaonline.com/drmahran2020
ساحة النقاش