<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

( عالـم البيئــة )

الأسلحـة الكيماويـة

      بقلـم : 

             د/علـى  مهـران  هشــام

---------------------------------------

في حين يتزايد القلق والخوف بشأن التهديدات  الإرهابية وإمكانية استخدامه مواد  كيماوية  , يجب أن ندرك بأن التهديد ليس إلا شكلاً واحداً من بين مجموعة متنوعة من التهديدات المتعلقة بإساءة استعمال هذه الأسلحة الشريرة. تعد الأسلحة الكيماوية من أسلحة الدمار الشامل  والتى تدعو مصر دائما إلى نزعها من منطقة الشرق الأوسط ، وذلك  لما لها من تأثير تدميرى كبير على البيئة والكائنات الحية وغير الحية في المناطق التي تستخدم فيها.

ومع أن تلك النوعية من الأسلحة تحتاج لبعض الخبرات العلمية حتى يكون استخدامها مؤثرا ، فإن إنتاجها يعد أسهل من إنتاج الأسلحة التدميرية الأخرى ( الأسلحة النووية مثلا ) ، كما يمكن إخفاءها بسهولة.

تاريخيا ،  فرغم  التطورات التي ضاعفت من قدرات الأسلحة الكيماوية، فإنها لم تستخدم إبان الحرب العالمية الثانية، غير أن الولايات المتحدة الأمريكية أستخدمتها فى حربها ضد فيتنام وخاصة في مجال تخريب المحاصيل وتدمير الغابات. في عام  1995 قامت جماعة دينية متطرفة فى اليابان بنشر الطاعون والكوليرا والإيبولا من رشاشات مزودة بالسيارات والتي أخذت تجوب الشوارع الرئيسية للعاصمة طوكيو،  وكان اليابانيون وقتها قد إنتابهم الذعر عقب إلقاء مجهول بزجاجة بها غاز السارين المدمر للأعصاب في نفق مترو طوكيو وقد أودى وقتها بحياة 62 شخص وأصيب حوالى 5000  شخص آخرين .

عموما، الأسلحة الكيماوية من وسائل  الحروب التى تستخدم بغرض قتل أو تعطيل الإنسان أو الحيوان، ويتم ذلك عن طريق دخولها الجسم سواء باستنشاقها أو تناولها عن طريق الفم أو ملامستها للعيون أو الأغشية المخاطية  وهذه المواد الكيماوية قد تكون غازية أو سائلة سريعة التبخر ونادراً ما تكون صلبة، وقد  تُطلق في الفضاء أو تُلقى على الأرض سواء بالرش مباشرة بواسطة الطائرات على ارتفاع منخفض أو وضعها في ذخائر ، على شكل قنابل أو قذائف بحيث توضع الكيماويات السامة في أوعية من الرصاص أو الخزف حتى لا تتفاعل مع مواد الانفجار أو مع جدار القذيفة، وعند وصول القذيفة إلى الهدف وانفجارها تتصاعد الكيماويات السامة على شكل أبخرة مسببة الإعاقات الجسدية والنفسية والموت الجماعي  . 

على كل حال، تستخدم الأسلحة الكيماوية لتدمير أو تحجيم أو الحد من نشاط مجموعة بشرية معينة لتحقيق أهداف مختلفة، حيث أن ما تتميز به الأسلحة الكيماوية  هو التأثير غالبا على الكائنات الحية فقط (بخلاف الأسلحة النووية التي يكون تدميرها شاملا ومتعديا حدود الأماكن الجغرافية). تصنف الأسلحة الكيماوية  عدة تصنيفات، طبقا لشدة تأثيرها أو حسب إمكانية السيطرة عليها والحد من أضرارها.        

  وتتميز الكيماويات السامة بروائح مميزة ولذلك يمكن الابتعاد عنها أو استعمال الأقنعة والقفزات والملابس الواقية حتى يمكن تخفيف الأضرار الناتجة عنها.

تضم الأسلحة الكيماوية غاز الأعصاب والسموم الكيماوية وغاز الخردل السام ، كما تضم غازات الأعصاب  مثل السارين الذي لا رائحة له وهي تتلف الأعصاب وتمنع الإشارات العصبية للوصول إلى المخ،  ومن بين هذه الغازات أيضا غاز الفوسجين الذي يمنع التنفس.

ذكر السكرتير العام السابق للأمم المتحدة يوثانت - في مقدمة كتابه  "الأسلحة الكيماوية والبيولوجية" الذي صدر عن الأمم المتحدة في العام 1962 أن :( كل الدول تقريباً - بما فيها الدول النامية والبلدان الصغيرة - بإمكانها الحصول على الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، نظرا لسهولة تحضير بعضها بمصاريف زهيدة وسرعة فائقة في مختبراتها وفى معامل بسيطة. وهذه الحقيقة تجعل مسألة السيطرة على هذه الأسلحة ومراقبتها شديدة الصعوبة)؟!!. حيث يمكن لأي شخص أو مجموعة إقامة معمل لتحضير هذه الجراثيم القاتلة،  ولن تكلف العملية سوى أجهزة ومعدات رخيصة الثمن ومكان لاتتعدى مساحته  100 متر مربع. ويمكن زراعة الجراثيم في مكان بحجم برميل الطرشي ، يوضع به مواد غذائية بروتينية وسكرية ليحدث عملية الزراعة بالتخمر حيث تتضاعف الجراثيم بالملايين.  لذا ، فالأسلحة البيولوجية سهلة الاستخدام لأي دولة، مما يجعلها تنتشر بسهولة وتُشكل خطراً أكبر على البيئة وتعمير الكون وأستمرار الحياة بسلام وأمان.

إن التقدم الذي نلحظه اليوم في مجال المعرفة وعلوم الحياة قد يجعل استعمال الأسلحة الكيماوية  والبيولوجية أكثر فعالية , وتصنيعها أسهل , واستعمالها أكثر  ومن ثم  ستشكل إغراء أكبر لأية دولة أو مجموعة أو أفراد تبرز لديهم رغبة في التخطيط لعمليات هجومية وإرهابية ضد الإنسانية.

لقد أستخدم البشر على مرّ العصور أدوات لحماية أنفسهم من السموم والتسميم والنشر المتعمد للجراثيم والبكتريا الضارة  شملت مجموعة من الوسائل والمعايير الأخلاقية,  وقواعد السلوك والفضيلة والقيم الانسانية وأحترام القوانين وتفعيل  التدابير العلمية  والعملية الوقائية  من أجل سلامة الحياة على كوكب الأرض.

وخلاصة القول، لقد أكد  المجتمع الدولي على حظر استعمال الأسلحة الكيماوية والبيولوجية منذ  الحرب العالمية الأولى وأكد على هذا الحظر مجدداً في عامي 1972 ، 1993 عن طريق منع تطوير هذه الأسلحة وإنتاجها أوتخزينها ونقلها. وجاءت التطورات الحديثة في العلوم الحديثة  والحيوية والتكنولوجيا البيولوجية، فضلاً عن التغييرات في البيئة الأمنية لتزيد من قلق كل الأفراد والمجتمعات والعالم من سوء أستخدام هذه الأسلحة الفتاكة. العالم اليوم ،  مطالب بالجدية فى التعاون والتكاتف وتبادل الخبرات والمعلومات والصرامة الأممية للوقف الفورى والإلزامى وتطبيق القوانين والمعاهدات والعقوبات الدولية ضد  أستخدام أو التهديد بأستخدام الأسلحة الكيماوية  ضد البشر أو الشجر أو الحجر  وفى أى مكان وزمان.

والله  المستعـان,,,,

http://kenanaonline.com/drmahran2020

 

 

 

 

المصدر: * د/على مهران هشام : " مجلة العلم " العدد 440 ، يونيه 2013 م - أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا ودار التحرير للطبع والنشر - القاهرة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 129 مشاهدة
نشرت فى 2 يونيو 2013 بواسطة drmahran2020

ساحة النقاش

د/على مهـران هشـام

drmahran2020
......بسم الله..... لمحة موجزة (C.V) 2021 البروفيسور الدكتور المهندس الشريف علي مهران هشام . Prof. Dr. Eng. Ali Mahran Hesham ## الدكتوراه من جامعة هوكايدو.. اليابان ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية... ألمانيا. 2012 ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية - جامعة خاتم المرسلين العالمية - ، بريطانيا، فبراير 2021 ** »

ابحث

عدد زيارات الموقع

650,903