<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

( عالـم البيئــة )

أخطـار الألغـام

      بقلـم : 

             د/علـى  مهـران  هشــام

---------------------------------------

تمثل الألغام رعبا وخطرا كبيرا على الأفراد والممتلكات وتعوق التنمية والأستثمار فى المجتمعات ونظرا لكونها سلاحا رخيصا وسهل التنفيذ نحو  التدمير والتخريب ونشر الشر والاعتداء على البيئة البرية والحيوانية والزراعية على كوكب الأرض , فقد قررت الأمم المتحدة فى هذا العام الأهتمام بالتوعية الدولية والمحلية لمجابهة هذا الخطر المؤلم للإنسانية.

تعتبر زراعة الألغام في العالم من المشكلات الجوهرية الخطيرة التي يجب الاهتمام بها من الحكومات المحلية والمجتمع الدولي وفقا للألتزامات الدولية المنصوص عليها في القانون الدولي الإنساني, وأحتراما للأتفاقيات الدولية المتعلقة بالألغام الأرضية وبخاصة إتفاقية أوتاوا لعام 1977م التي أصبحت نافذة المفعول عام 1999, ونقصد هنا بالمشكلات  , الأمور الصعبة الملتبسة التي تحتاج إلى حلول , ومن هنا فإن وجود الألغام المخزونة والمدفونة في الحقول يعني ازدياد مخاطر التعرض إلى الموت أو الإعاقة الجسدية والمرض النفسي والعقلي مما يوجب معالجة الأخطار وحل قضية حقوق ورثة الضحايا وتوفير العلاج للمتضرر في جسده من عجز كلي أو جزئي ومعالجة الأمراض النفسية والعقلية لضحايا الألغام . ومن هذا يتبين أن هناك سلسلة متشابكة  من المشاكل ناتجة عن وجود الألغام يتوجب حلها وتذليل عقباتها من خلال وقف إنتاجها من الأصل من الدول المنتجة وإزالة الألغام القائمة فمثلا يوجد فى مصر أكثر من عشرين مليون لغم – تمثل خمس الألغام فى العالم -  وهى من مخلفات الحروب الدولية والتى أديرت على تراب مصر بدون إذن أو تصريح – وعلى الملوث أن يدفع أضرار تلويثه للأرض والفرد ؟!!  وخاصة فى منطقة العلمين وكذلك معالجة المصابين وتوفير الأموال اللازمة فضلا عن توفير الخبرات الفنية والطبية في هذا الميدان وبدون ذلك ستبقى حقول الموت مصدرا للموت والتدمير سواء على الإنسان أو البيئة ومستقبل الأجيال القادمة.

تتركز حقول الألغام الخطرة  في مصر إضافة إلى العراق والتى دارت على أرضها الحروب لأكثر من عشرين عاما  حيث زرعت الألغام بصورة عشوائية أو ضمن خرائط عسكرية سرية ولكن بفعل عوامل التعرية الجغرافية وسيول الأمطار تتغير أماكن الكثير منها ولم تعد هذه الخرائط التي تكشف مناطق حقول الألغام ذات فائدة كبيرة  فى الكشف عنها ,  بل إن كثيرا من حقول الموت زرعت فيها الألغام بلا خرائط أي بصورة غير فنية وانعدمت المعلومات عنها وصارت مصدرا كبيرا للخطر ضد البيئة والأرض والإنسان
إن حجم الإصابات البشرية والحيوانية من الألغام تشير الى جدية المخاطر الناتجة عن زراعة الموت , فالكثير من الضحايا يموتون أو يصابون بالعجز الكلي أو الجزئي في الجسد وهم لا يعرفون كيف يحصلون على حقوقهم فضلا عن أن أعداد الضحايا يكشف عن أن زراعة الألغام كانت أيضا في المناطق المأهولة بالسكان وهو ما يؤكد خطورة  القضية وضرورة اتخاذ التدابير الفعالة  من الحكومات والهيئات الدولية ومن خلال دعم حقيقى من الأمم المتحدة والدول الصناعية والغنية  للتخلص من حقول الموت ووفقا لبنود اتفاقية أوتاوا لعام 1977  م . غير أن المسألة الأساسية التي يجب أن نسلط الضوء عليها هي قضية تطهير الأرض من هذه الألغام وإنشاء شبكة معلوماتية للحماية والتحصين ضد الألغام , كما تساعد الناس المتضررين للحصول على حقوقهم القانونية والإنسانية.

وخلاصة القول, يمكن التركيز على النقاط التالية:

#  الاهتمام المتواصل بقضية إزالة الألغام .
وأقترح هنا, أستحداث هيئة أو مؤسسة وطنية مستقلة فى مصر يطلق عليها (( الهيئة المصرية لإزالة الألغام )), ونعنى بذلك إصلاح البيئة وتطهير الأرض  ورعاية ضحايا الألغام حيث العمل الجاري في إزالة الألغام من مصر  لا يزال دون المستوى العلمى والتنموى المطلوب فمنذ أكثر من نصف قرن ولا تزال الألغام تهدد حياة الأبرياء من المصريين فى سيناء والبحر الأحمر والعلمين بمطروح.  

# قضية تطهير الأراضى المصرية من الألغام يجب أن يشارك فيها المجتمع الدولى وهيئاته المختلفة
وذلك طبقا لقواعد القانون الدولي .
# يحق  للمتضررين ( جسديا – نفسيا – اقتصاديا ) أن يحركوا دعاوى أمام المحاكم الجنائية المحلية  والدولية للحصول على حقوقهم القانونية والمدنية  .

# تتحمل وسائل الإعلام بأشكالها وألوانها المتعددة دورا مهنيا وإنسانيا فى توعية الأفراد والجماعات من أخطار الألغام وطرق الوقاية اللازمة عند التعامل معها وأن تظل القضية متواصلة إعلاميا حتى إزالة آخر لغم من الأراضى المصرية.
# تفعيل الاتفاقيات الدولية لمكافحة الألغام فى العالم ( سواء الانتاج أو الاستعمال أو التجارة  أو التخزين)
 وقد أدركت الأمم المتحدة مدى خطورة  الألغام وبخاصة في المناطق الساخنة من العالم وفي بؤر الصراعات ، لذا أقرت بموجب قرار الجمعية العامة الصادر بتاريخ 8/11/2005 اعتماد الرابع من أبريل من كل عام يوما عالميا للألغام  للتاكيد على خطورة الالغام وعرض النشاطات والفعاليات والانجازات في هذا الشأن .

والله  المستعـان,,,,

http://kenanaonline.com/drmahran2020