( عـالـم البيئـة )
معالجـة التلـوث الضوضائى
بقلم :
د/علـى مهـران هشـام
------------------------------
الضوضاءنوع من التلوث الجوي/الاهتزازي يصدر على شكل موجات وتتسبب زيادة الضوضاء عن المعدلات القياسية فى حدوث تلوث للبيئة وأمراض بدنية ونفسية للإنسان. كلمة ضوضاءمشتقة من التعبير اللاتيني " NAUSES " ويوجد هناك تعاريف كثيرة ومختلفةللضوضاء منها أنه"الصوتغير المطلوب" ( الموسوعة البريطانية )
أو " الصوت غير المرغوب " ( الموسوعة الأمريكية ) .
يعتمد التلوث الضوضائي على مدى استيعاب أذن الإنسان له لأن بعض البشر يستحملالضوضاء بنسب متفاوتة عن الآخر، واعتمادا كذلك على العوامل النفسية فمثلا عنما يزيد معدل الضوضاء عن 100 ديسيبل يصاب الإنسان بالصمم. وبشكل عام, فإن أي صوت ينتج عنه ضوضاء يعتبر مزعجا وهو من وجهة النظر القانونية , قديُعرف بأنه تلوث خاطئ من الجو أدى إلى جرح مادي ونفسى لحق الأفراد فى الراحة والهدوء .
إنمشاكل التلوث الضوضائي تزداد يوما بعد يوم وخصوصا في المناطق الحضرية "المزدحمة بالسكان"، بجانب المناجم، الطرق السريعة، المطارات، المناطقالصناعية ومناطق أخرى توجد بها مشروعات تشييد كالبناء وتنفيذ المشاريع.
على كل حال, يتصل الإنسان مع الوسط الخارجي بحواسه الخمس، ومنها حاسة السمع، التي تقوم بهاالأذن بأقسامها كافة.وتسمع الأذن البشريةالأصوات ضمن مجال معين، وتواتر معين، فحينما تتجاوزمستويات الضجة حدوداً معينةتصبح مؤذية ومبعث إزعاج وقلق، والأمثلة على ذلكسيارات الشرطة، وصفارات سياراتالإسعاف، السكك الحديدية، وصوت الطائرات عند الهبوط والإقلاع،
وتتسبب الضوضاء فى أن يفقد الإنسان هدوءه وتجعلهسريع الانفعال والتوتر والغضب، وتضعف لديه عمليةالتركيز في العمل والابتكاروالإجادة، ويصبح متوتراً بشدة وهذا ما يعرفبالتلوث بالضجيج أو الضوضائى . إناستمرار هذه الحالة ينعكس على صحة الإنسان وقدرته على مقاومةالأمراض، وهذا مانراه عادة عند بعض عمال المصانع وحولها وورش العمل، وأماكن إيواء السيارات وإصلاحها (أعمال الإصلاحات والصيانة المعدنية ) ، وفي مراكز المدن المكتظة،حيثالمركبات والقطارات وحركة السير برمتها تولد الضيق والأمراض وقلة الانتاج. ناهيك عن إلحاق أضرار جسيمة بالصحة البدنية والعقليةللإنسان وخاصة الأطفال، فمثلاً قد يصاب الإنسان بفقدان السمع نهائيا.
وهناك أعمالا أخرى ينتج عنها التلوث الضوضائى مثل الآلات الميكانيكية والحفارات الكهربائية وكذلك عمال المصانع الذينيتطلب عملهم التعامل بآلاتتصدر ضوضاء مفرطة وأذى وتلويثا للبيئة والمحيط الحيوى.
تنعم بعض الدول بقوانينوتنظيمات وخطط فعالة تقيها شر التلوث بضجيج المصانعوالطرقات والمركبات والأماكن العامة الأخرى, مثلايحظر على السائقينإطلاق أبواق سياراتهم، واستعمالها في أوقاتمعينة ضمن المدن، كما تمنعقطارات خطوط السكك الحديدية التي تسير تحت الأرض،والشاحنات ذات الحمولةالثقيلة من السير ضمن حدود المدينة أو يسمح لها فى السير فى طرق معينة وأوقات محددة ...... الخ.
عموما, وسائل معالجة التلوث بالضجيج نوجزها فى التالى:
* يساعد الإكثار من زراعة أشجار الجازورينا Casuarina د في الحد من الضوضاء .
* الإصلاح والصيانة المستمرة للمكائن والآليات التي توجد بالمصانع وبذلك يمكن أن تخفض أو تُعدم الضوضاء.
* المراقبة الصارمة على المصانع وتعديل العمليات للسيطرة على الضوضاء أثناء إصدار وتجديد تراخيص العمل.
* إصدار التشريعات اللازمة وتطبيقها بحزم وعدل لمنع استعمال منبهات السيارات ومراقبة محركاتها وإيقاف تلك المصدرة للأصوات العالية والمقلقة .
* مراعاة الدقة عند فحص المركبات بأنواعها المختلفة وخاصة عند تجديد تراخيصها وعمل دوريات مرورية على مدار العام وفى جميع المناطق لسحب أية سيارات أو مركبات متهالكة أو لا تنطبق عليها شروط السلامة والمتانة أو عدم توافقها مع الأشتراطات البيئية الآمنة والمريحة .
* تعتبر النباتات من أنجع الوسائل لإمتصاص الضوضاء , إن زراعة الأشجار
مثل نباتات Casuarina، بانيان، تمر هند و Neem على طول الطرق السريعة أَوالشوارع يساعد في تخفيض الضوضاء .
* منع استعمال مكبرات الصوت وأجهزة التسجيل في شوارع المدن وفصل المقاهيوالمحلات العامة والأسواق عن المناطق السكنية أو وقف نشاطها على سبيل المثال من الساعة 10 مساءا حتى الساعة 6 صباحا.
* نشر الوعي البيئى والمجتمعى وذلك عن طريق وسائل الإعلام المختلفة ببيان أخطار هذا التلوثعلى الصحة البشرية بحيث يدرك الشخص أن الفضاء الصوتي ليس ملكا شخصيا.
* إبعاد المدارس والمستشفيات عن مصادر الضجيج وإحاطتها بسياج من الأشجار والنباتات كفلاتر طبيعية لامتصاص التلوث.
* إبعاد المطارات عن المدن والمناطق الآهلة بالسكان مسافة لا تقل عن 30 كم.
* يجب أَن تكون خطوط السكة الحديدية والطرق السريعة بعيدة عن المناطق السكنية قدر الإمكان وإحاطتها بالنباتات والأشجار .
وأخيرا , إن الالتزام بالسلوكيات الرشيدة والتحلى بالأخلاق السامية والقيم والفضائل الإنسانية وإضفاء روح التعاون والتراحم وتقديم المصالح العامة وحماية الوطن على المنافع الفردية الضيقة يمثل أهم الوسائل لمكافحة الضوضاء والتلوث بالضجيج.
والله المستعـان ,,,,,
http://kenanaonline.com/drmahran2020
ساحة النقاش