( عـالـم البيئـة )

 

   التبــرع   بالــدم

بقلم :                                                                       

د/على مهــرا ن هشــام

-----------------------------------------------------------------

يحتفل العالم فى الرابع عشر من يونيه  من كل عام باليوم العالمى  للتبرع بالـدم  

 (World Blood Donor Day)

وقد اختارت منظمة الصحة العالمية    

هذا اليوم لتعزيز الوعي الصحي والبيئي لدى الناس بأهمية

 الـدم و ضرورة وجود وتوفير

السليم  للنقل إلى  المرضى في حالة احتياجهم له. يوم التبرع بالدم العالمي هو يوم عيد ميلاد

   جائـزة نوبـل  على العالم النمساوي  كارل لاند شتاينر الحاصل        

عام 1930 م وذلك تكريما له و لأبحاثه و لا اكتشافاته لمجموعات الدم الثلاثة

( ABO )

و التي  سهلت كثيرا عملية نقل الدم بين البشر وإنقاذ أرواحهم


انضمت منظمات  الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر والاتحاد الدولي لمنظمات المتبرعين بالدموالجمعية الدولية لنقل الدم إلى منظمة الصحة العالمية التي تشارك في رعاية هذاالحدث السنوي . وتمثل تلك المنظمات، فيما بينها، 192 دولة عضواً و181جمعية وطنية من جمعيات الهلال  والصليب الأحمر و50 منظمة وطنية منمنظمات المتبرعين بالدم في جميع أنحاء العالم.

  أعلن فريق دوليمن الباحثين يرأسه العالم الدانماركي هنريك كلوزين الأستاذ بجامعة كوبنهاجناكتشاف إنزيم بكتيري يمكنه تحويل خلايا الدم الحمراء من الفصائل‏AB,B,Aإلي الفصيلة ‏O‏ السالبة‏,‏ بالتخلص من الأنتيجينات المستضدات السطحيةالمميزة لها‏,‏ مما يوفر القدرة علي تحسين سلامة عمليات نقل الدم بصورةهائلة‏.‏ ويتم الآن إجراء التجارب اللازمة للتأكد من صحة وسلامة هذهالطريقة علي المرضي‏.‏

وذكر الباحثون أن الطريقة الجديدة ستساعد في تخفيف حدة النقص في وحدات الدمالمطلوبة للمرضي‏,‏ ومن المعروف أن نقل سلالات دم غير متوافقة مع دمالمريض المنقول له يعرض حياته للخطر‏,‏ لأن خلايا الدم من الفصيلتين‏B,Aتحتويان علي أحد جزيئين مختلفين من السكر يعملان كمستضدات‏,‏ مما يؤديلحدوث تفاعلات مناعية مضادة‏,‏ وبينما يمتلك أصحاب السلالة‏AB‏ النوعين منجزييء السكر‏,‏ فإن أصحاب الفصيلة‏O‏ لا يكون لديهم أي منهما‏,‏ والمعتادأن ينتج الأفراد أجساما مضادة للمستضدات التي يفتقدونها‏,‏ مما يعني أنالفصائل‏AB,B,A‏ يمكن إعطاؤها فقط لأصحاب فصائل الدم المتوافقة‏,‏ في حينيمكن إعطاء الفصيلة‏O‏ لأي إنسان ما لم تكن سالبة بالنسبة لمعامل ريسوس‏.‏

وقد تم اكتشاف نوعي البكتيريا المحتويان علي الإنزيمات القادرة علي فصل جزيئاتالسكر أو المستضدات من سطح خلايا الدم الحمراء بالفصيلتين‏A,B‏ بعد إجراءأبحاث مكثفة علي أكثر من‏2500‏ نوع من الفطريات والبكتيريا‏,‏ ويريالعالمان جوف دانيال من معهد بريستول لأبحاث نقل الدم وستيفن ويزرز منجامعة كولومبيا البريطانية بكندا أن استخدام الإنزيمات لتحويل فصيلة الدمهو إجراء تم اقتراحه قديما لكن لم يتمكن العلماء من تطبيقه بسبب عدم كفاءةالإنزيمات المتاحة وعدم توافقها‏,‏ إلا أن الإنزيمات المكتشفة حديثا يمكنهاأن تتغلب علي المشاكل السابقة‏,‏ وقد تمكنهم من تصنيع خلايا دم حمراء يمكنأن تقلل إلي حد كبير من الضغط علي موارد الدم من الفصائل النادرة‏,‏ لكنالطريقة الجديدة لا يمكنها أن تفعل شيئا تجاه أي مستضد آخر يمكن أن يتسببفي حدوث رد فعل مناعي‏,‏ ويعرف الدم الحامل لهذا المستضد باسم‏'‏ موجبريسوس‏'.‏

 

عموما, تنظم وزارات  الصحة  وجمعيات الهلال الأحمر في العالم حفلا ت تثقيفية وتوعوية واعلامية  بمناسبة اليوم العالمي للتبرعبالدم  حيث أن (أكرمالكرم تبرعك بالدم)  وتركز الفعاليات  على أهمية توفير دم مأمون وسليم لأمومة صحيةوآمنة  ويتم التركيز أيضا على الاهتمام بإنقاذ الحياة عبر التبرعبالدم للأمهات والمواليد حيث يوجد في العالم (500) حالة وفاة سنوية أثناءالولادة

 ( 99) بالمائة منها في البلدان النامية وحوالي (34)  في أفريقيا (31 (في آسيا وحوالي (21) بالمائة في أمريكا اللاتينية والكاريبي وتنسب حالاتالوفاة إلى النزيف أو سوء الحالة بسبب شدة النزف وهذه الحالات تكثر عندالنساء الحوامل المصابات بفقر الدم  الملا ريا  وتعفن الدم  عند  النساء المصاباتبالإيدز والأمراض التناسلية.

 وعادة ما تتضمن الفعاليات  تكريم عدد من المتبرعين بالدم الذين  تبرعوا بالدملأكثر من خمسين مرة وتحرص الحكومات ومتخذي القرار  على تشجيعالمتبرعين بالدم بمنح ميدالية الاستحقاقمن الدرجة الثالثة لمن يقوم بالتبرع لأكثر من (10) مرات ومن ثم لأكثر من (50) مرة كما يحدث في السعودية مثلا  مما يساعد على  زيادة المقبلين على التبرع بالدم طوعيا لكافةالمحتاجين إليه.

على كل حال , اليوم العالمي للتبرع بالدم مناسبةلتقديم الشكر لسكان العالم الذين يتبرعون بدمهم طواعية وبشكل منتظم كما أنهمناسبة لتشجيع المتبرعين الذين لا يشكون مرضا للحفاظ على صحة المرضى منخلال ضمان إمدادات كافية ومأمونة للدم يتم من خلالها إنقاذ آلاف الأرواح  يوميا عبر بنوك الدم المنتشرة في أنحاء العالم .
يعتبر التبرع بالدم عملاً إنسانيا وأخلاقيا حيث يسهم في إنقاذ حياة الآلاف من المرضىالذين تكون حالتهم الصحية في أمس الحاجة لنقل الدم حيث أن 10بالمائة منالمرضى الذين يدخلون المستشفى يحتاجون نقل دم وخاصة الذين يعانون من أمراضخبيثة أو مستعصية.

وتطبق أدق المعايير الطبية العالمية للتأكد من سلامة الدم عند المتبرع وذلك من خلال قرارات وضوابط يتم تنفيذها لتوفير الدم للمرضى منها : أن يتمالتبرع داخل المستشفيات وخضوع المتبرع الذي يتم الاستعانة به من أهلالمريض للإجراءات الروتينية من فحوصات وكشف  طبى وغيرها من الإجراءات, أما فيالحالات العاجلة فيتم نقل الدم للمريض فورا على أن يتم الاستعانة بدمالمتبرع في وقت آخر وتقوم بنوك الدم بفصل وحدات الدم إلى مشتقاته المختلفةمن بلازما وصفائح دموية وكريات دم مركزة للاستفادة منها بالمستشفيات لعلاجكثير من المرضى والمصابين.

إن التبرع بالدم هو فضيلة وصدقة جارية حيث من خلالها يتم إنقاذ حياة إنسان فى حاجة إلى المساعدة كما أنه عمل تكافلى يحقق الأمان والطمأنينة

 والسلامة الصحية بين البشر.

 

والله   المستعـان  ,,,,,,

 

http://kenanaonline.com/drmahran2020

 




 

 

المصدر: * د/على مهران هشام : " مجلة العلم " - باب عالمِِ البية - شهر مايـو العدد 427 - مصـــر - القاهرة 2012 م
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 206 مشاهدة
نشرت فى 1 مايو 2012 بواسطة drmahran2020

ساحة النقاش

د/على مهـران هشـام

drmahran2020
......بسم الله..... لمحة موجزة (C.V) 2021 البروفيسور الدكتور المهندس الشريف علي مهران هشام . Prof. Dr. Eng. Ali Mahran Hesham ## الدكتوراه من جامعة هوكايدو.. اليابان ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية... ألمانيا. 2012 ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية - جامعة خاتم المرسلين العالمية - ، بريطانيا، فبراير 2021 ** »

ابحث

عدد زيارات الموقع

659,608