اليـوم  العـالــمى  للمـعـلم

بقلم:

د/عـلى مهــران هشـام

-----------------------------------------------------------------------------

يمثل المعلم أهم أضلاع مربع المنظومة التعليمية والتى تشمل المبنى التعليمى والتربوى والطالب ثم الأدارة والقيادة بما فيها الأسرة

تحتفل اليونسكو  فى الخامس من أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للمعلم  تقديرا لدورهم الهام فى تنمية وأستثمار وتطوير البشر وتحقيق الريادة والتفوق للمجتمع.

حيث يمارس المعلمون فى الكثير من دول العالم عملهم المهنى والتربوى في ظروف صعبة  وقاسية وخاصة فى المناطق النائية والفقيرة ومناطق النزاعات والحروب أو فى مناطق الكوارث البيئية سواء الطبيعية أو التى من صنع الأنسان إضافة إلى المعلمين الذين يعملون  مع المهجرين واللاجئين وأطفال العائلات الرحَّل أو ذوي الاحتياجات الخاصة.

المديرة العامة لمنظمة اليونسكو إيرينا  بوكوفا،  أحيت يوم المعلم  بشعار " تحية للمعلمين " وركزت على كيفية مساهمة التقنيات الحديثة في  عملية تطوير المعلم.
أما تاريخيا  ففى أول جلسة من جلسات المؤتمر العام لليونسكو عام 1946م ، قدم الوفد الصيني طلبًا لإعداد ميثاق عالمي للمعلمين، يضمن لهم: أحوالاً معيشية ملائمة، وبيئة معنوية مشجعة، وحرية في التطوير والتدريس، وفي مؤتمر عالمي  آخرعقد  بباريس وأشرفت عليه اليونسكو، شاركت فيه معظم حكومات العالم، ووقعت عليه جميع الدول العربية التي أنضمت إلى الأمم المتحدة، وتمت الموافقة الجماعية عليه في الخامس من أكتوبر عام 1966م.
 خرج الميثاق الذي يحمل قضايا  المعلم، ويحفظ حقوقه  التي يجب حمايتها وأدائها كاملة لأصحابها، حتى تستقيم أمور التربية والتعليم، وتؤتي ثمارها المرجوة لتنمية المجتمعات الإنسانية، وتطويرها وبث روح المحبة والثقة الغائبة بين عناصر المنظومة التعليميةا.
لقد تغيّر التعليم تغيّرًا كبيرًا على مدى العقود الخمسة الماضية، ويتحتم إدخال الإصلاحات على النظم التعليمية لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية  والتكنولوجية  الجديدة لعالم يتجه نحو العولمة . إن نسبة التسرب من التعليم لاتزال مرتفعة وخاصة بين الإناث  كما أن حوالى  بليون  نسمة  فى العالم من الكبار لا يزالون يجهلون القراءة والكتابة  ويتركز معظمهم فى الدول النامية والفقيرة رغم أن الدول المتقدمة  تخلصت من  أمية  الكمبيوتر والأتصالات ؟!! .

المعلم هو روح العملية التعليمية ، ، لذا فالاهتمام به ورعايته ينبع من هذه المكانة وعظم الرسالة التي يتشرف بحملها، فهو القائم بمهنة الأنبياء والرسل ومعلمي البشرية الخير، وهو الرائد في البناء الفكري والثقافي والأخلاقي، ويتفق المربون وقادة الفكر التربوي والعلماء على أن المعلم هو العنصر الرئيس والفعال في العملية التعليمية ويقف وراء نجاحها أو إخفاقها .   فالمعلم بإخلاصه  وأتقانه  لعمله وفعاليته ومدى استعداده  للمزيد من النمو والتطور في مهنته،  وبقدرته على موكبة التقنية الحديثة  وبرغبته الصادقة وإرادته الجادة  في التطوير والتجديد  يستطيع أن يحقق للمجتمع  والنظام التربوي  أهدافه وغاياته القريبة والبعيدة المدى . فالمعلم يرسخ  القيم والعادات والنظم والتقاليد، ويساهم  فى  بناء الأمة وتشكيل نسيجها فى المستقبل.

وخلاصة القول , لتحقيق النهضة التعليمية والتربوية نقترح بإيجاز التالى :

@ ضرورة  رفع المستوى  المهنى  والأكاديمى  للمعلم والتواصل مع كل جديد  للمعلومات والاتصالات والمعرفة والتشجيع والتحفيز الأدبى  والمادى على البحث العلمى مثل وسائل الإعداد ومجال المناهج وطرق التدريس ورفع المهارات التكنولوجية للمعلم وتوظيفها فى التدريس .

@ أحترام  المعلم من جميع فئات المجتمع  ففى  المأثورات اليابانية  :" أيها التلميذ عندما تمشى خلف معلمك ضع مسافة بينك وبينه حتى لاتدوس  قدماك  ظله " ومن هنا فإننا  نقدر ونجل  ونرفع القبعة  أحتراما  لما  قام  به   سمو أمير دولة قطر الشقيقة من عمل عظيم هو من شيم الكبار حين حضر من  قطر إلى  مصر الأهرامات  ولمدة ساعتين من أجل  تقديم  واجب العزاء  فى  وفاة  أستاذه  ومعلمه المصرى  رحمه الله   أثناء مراحل دراسته الأولية  , إنه الوفاء والقدوة  والرمز الذى  يجب إحياؤه  بعد أن كاد أن ينقرض وخاصة  فى  المجتمعات العربية ؟!! .

@ على المعلم أن يكون قدوة حسنة  فى المجتمع من حيث التواضع  والسلوك والأخلاق والأمانة والقيم  والفضيلة  والعلم  والتدريب والتحديث المستمر لمعارفه  ومعلوماته.

@ الأمان  الوظيفى  ( ماديا  وأدبيا ) للمعلم ضرورة لتحقيق الأستقرار المعيشى حتى يتفرغ لعمله ويبدع  فيه  فالعدالة والحق والحرية المجتمعية مدخل حقيقى لكل إبداع  ونهضة.

@ يلزم الأهتمام الجاد بالأفعال والخطط العلمية والأليات التنفيذية وليس فقط بالأقوال والخطب الأنشائية الصماء بتطوير وتحديث  الأضلاع الأخرى للمنظومة التعليمية  والتى تشمل الطالب  والمدرسة  والأدارة والأسرة مع إحياء  الضمير الأنسانى  لمنع الخلل  والأختلال  ولتحقيق التوازن  وأستمرار النهضة المنشودة .

سبحانك اللهم خير معلم XXX   علمت بالقلم العصور الأولى

والله   المستعان ,,,,

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: * مجـلة العـلم المصـرية : " باب عـالم البيئـة " - للدكتور عـلى مهـران - القاهـرة - مصر - يناير 2011 م
  • Currently 34/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
11 تصويتات / 274 مشاهدة
نشرت فى 1 يناير 2011 بواسطة drmahran2020

ساحة النقاش

د/على مهـران هشـام

drmahran2020
......بسم الله..... لمحة موجزة (C.V) 2021 البروفيسور الدكتور المهندس الشريف علي مهران هشام . Prof. Dr. Eng. Ali Mahran Hesham ## الدكتوراه من جامعة هوكايدو.. اليابان ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية... ألمانيا. 2012 ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية - جامعة خاتم المرسلين العالمية - ، بريطانيا، فبراير 2021 ** »

ابحث

عدد زيارات الموقع

650,066