اليــوم العـالمي للمــراة  2022

البروفيسور الدكتور الشريف علي مهران هشام

تحتفل الأمم المتحدة  والعالم في الثامن من شهر مارس من كل عام  باليوم الدولي للمرأة , والذي يأتي هذا العام   تحت  شعار " المساواة المبنية على النوع الاجتماعي اليوم من أجل غدٍ مستدام "  , عادة  في هذه  المناسبة  يشارك الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، ورئيسة لجنة وضع المرأة، والمديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، في فعاليات وأنشطة  للتأكيد علي الدور القيادي والمهم   للمرأة  في التنمية المجتمعية , بالإضافة إلى  مشاركة الناشطات والناشطين في التغيرات البيئية  والمناخية  والمساواة المبنية على النوع الاجتماعي  وتشمل الفعاليات  حلقات نقاشية وورش عمل  وندوات  توعوية وتثقيفية رفيعة المستوى وتقديم العروض الفنية  والموسيقية.

تمثل قضية تغير المناخ  حاليا عنصرا  إضافيا عاي  الحياة  وخطرا كونيا ، أي أنه يزيد من حدة التوترات والضغوطات  الاجتماعية والسياسية والاقتصادية  , خاصة في البيئات الهشة  والفقيرة  والمتأثرة بالصراعات الأقليمية والدولية ,   وحيث أن تغير المناخ يدفع الصراع في جميع أنحاء العالم،  فإن النساء والفتيات يواجهن تزايد في أوجه الضعف  والضرر إزاء جميع أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك العنف الجسدي و الجنسي  المرتبط بالنزاعات، والاتجار بالبشر،  وترويع وتزويج الأطفال، وغير ذلك من أشكال العنف  والعدوانية وعدم أحترام  حقوق الإنسان . 

تغير المناخ هو أكبر تهديد للبشرية وتعمير الارض  ,  حيث  يؤثر بالضرر  على الأمن الغذائي والمياه النظيفة  والاستقرار المجتمعي ويزيد من مستويات الفقر والمرض  وعدم المساواة بين فئات المجتمع.  

إن التغير المناخي لا يؤثر في الرجال والنساء على نحو متساوٍ وعادل .  النساء والفتيات تعاني أشد من  آثار تغير المناخ وسخونة الكون  ، مما يؤدي إلى تفاقم أوجه عدم المساواة المبنية على النوع الاجتماعي ، ويفرض تهديدات فريدة من نوعها على سبل عيشهن وصحتهن وسلامتهن ومساهمتهن الفعالة في التطوير والتنمية الوطنية والعالمية المستدامة.

من المعلوم, أن النساء  تعتمد في معظم  أنحاء العالم بدرجة أكبر على الموارد الطبيعية، ومع ذلك تقل فرص حصولهن عليها، كما تتحمل النساء في العديد من المناطق مسؤولية غير متناسبة عن تأمين الغذاء والماء والوقود، وتعد  الزراعة أهم قطاع عمل للنساء في البلدان منخفضة الدخل والبلدان ذات الدخل أقل من المتوسط، وخلال فترات الجفاف وعدم انتظام هطول الأمطار،  تبذل النساء،  بوصفهن عاملات بقطاع الزراعة ومساعدات رئيسيات،  جهد أكبر في العمل من أجل تأمين الدخل والموارد لأسرهن، وهذا يؤدي إلى فرض ضغوطًا إضافية على الفتيات اللائي كثيرًا ما يضطررن إلى  التخلي عن  التعليم والدراسة المنتظمة لمساعدة أسرهن على تحمل أعباء الحياة  والمعيشة  المتزايدة .

علي الجانب الاخر,  يؤثرندرة  وفقر الطاقة   أو أستخدام  الطاقة غير النظيفة   على النساء أكثر من الرجال، لذلك تحتاج النساء إلى أن تلعب دورًا فعالًا في تشكيل السياسة العامة للطاقة, وخاصة في الدول العربية.

الطاقة المتجددة هي أرخص وأنظف  أنواع الطاقة علي المدي القريب والبعيد مثلا مع  وجود الشمس  وسطوعها لفترات  طويلة سواء في مصر أو الوطن العربي  وأيضا طاقة الرياح، حيث  يمكن إنتاج الكهرباء والوقود النظيف ,  فعندما تقوم بتثبيت لوحًا شمسيًا، سواء لشركة أو فردًا، فإن فترة الاسترداد المالي لتكاليف التشغيل يمكن استردادها اقتصاديا في غضون خمس سنوات  أي أن الأستثمار في الطاقة المتجددة ناجح إقتصاديا إضافة إلي المزايا البيئية والصحية الأخري والأكثر أهمية في المدي البعيد.  توظف  الألواح الشمسية لمدة تصل إلي 25  عاما مع تكاليف صغيرة للصيانة  بمعنى آخر، إذا قمت بتثبيت أي لوح شمسي فإن  الكهرباء المستخدمة ستكون مجّانية بعد ثلاث سنوات من التشغيل.     تحتاج الشركات والقطاع الخاص  إلى إدراك أن الطاقة المتجدّدة أرخص غقتصاديا بكثير على المدى الطويل,  يلزم علي الحكومات ومتخذي القرار تشجيع الأفراد والمؤسسات والقطاع الخاص علي ضرورة  أستخدام الطاقة المتجددة والنظيفة وتقديم الحوافز والتسهيلات لها وسن القوانين والتشريعات  الميسرة لتوظيف وأستخدام الطاقة المتجددة والنظيفة  .

وخلاصة القول , اليوم الدولي للمرأة  هو  مناسية  للتثقيف والتوعية الأسرية  والمجتمعية وتعظيم مفردات القيم النبيلة والمحبة وجبر الخواطر ولأحترام الاخر  والأحترام والأخلاق وتهذيب السلوك العام والأنتماء للوطن بين جميع أفراد الأسرة والمجتمع. المرأة هي الأم والزوجة والأبنة والاخت...وهي أساس منظومة الأسرة والمجتمع المتقدم  والناجح والأمن والمستقر .                                                        هذه مناسبة لاهدي الوفاء والصدقة الجارية  لروح امي وابي يرحمهما  الله ويسكنهما فسيح جناته ...                                    اليوم العالمي للمرأة فرصة قومية وعالمية  ,  لتعزيز دور وسائل  التواصل الأجتماعي  عبر الإنترنت  وأستخدام المنصات  الإلكترونية والقاعات الأفتراضية  للأحتفال بيوم المرأة وتقديم  التهاني لها وتعزيز المبادرات وتقديم  الأفكار الإبداعية  والمشروعات التنموية المستدامة والنظيفة , إضافة إلي الدفاع عن المساواة المبنية على النوع الاجتماعي وبيان مساهمات النساء والفتيات اللائي يقدن العمل المجتمعي والتنموي والإداري والثقافي ومؤسسات المجتمع المدني   وكذلك المجال المناخي والبيئي  المستدام  وبناء مستقبل مشرق ومبدع من الأ جيال الأمنة والمستقرة  للسنوات  القادمة  . والله المستعان,,,

<!--<!--<!--<!--