( اليوم العالمي للإعاقة ). البروفيسور الدكتور الشريف علي مهران هشام.... يوافق الثالث من شهر ديسمبر من كل عام اليوم العالمي لذوي الاعاقة أو أصحاب التحدي والهمم..
في اليوم العالمي للمعاقين ندعو لهم وهم أهل لنا وأخوة في الانسانية وشركاء في الأوطان أن يكونوا بخير وصحة وعافية وستر وراحة بال والي المزيد من التألق والتميز والإبداع ، ليست الإعاقة في جسم وروح و بدن الإنسان وإنما الإعاقة عندما يحيط الياس والإحباط أو الانطواء أو العزلة بالبشر..الإعاقة الحقيقية في الناس الذين نزعت الرحمة من قلوبهم ونسوا رحمة وعفو رب العالمين ، المعايير والتجارب و المقاييس العلمية والحياتية والواقعية تبرهن وتثبت كل يوم عن جديد و أن المعاق لو أعطيت له الفرصة سيكون في مقدمة الصفوف والقيادة ولكنها إرادة وقدر الله الحق العدل ... بالنسبة لما أبتلاه به وليس له يداً فيه ، بل يسعي المعاق دوما بالإرادة والعزيمة والتحدي والإصرار والطاقة الإيجابية الذي بداخله لأثبات ذاته وتحمل المشقة ومن الأمثلة التي لاقت هذه المشقة في الصغر ومنذ الطفولة ابن المنيا وصعيد مصر عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين عندما فقد بصره وهو صغير وتعلم القرآن الكريم وحفظه وكان الله في رعايته وطيب قلوب بعض الناس وليس الكل فحينما قال له أحد أساتذة العمود بالأزهر الشريف أقرأ يا أعمي وهو صغير فقد كان محدثه هو أعمي البصيرة وفاقد لنعمة المشاعر والأحاسيس بل انه فاقد لميثاق وشرف مهنة المعلم ، وحينما قابلت الدكتور طه حسين صعوبة السفر إلي فرنسا لأنه يلزم له مرافق وتكفلت الجامعة بالنصف وتكفل أحد الباشوات بالنصف الآخر وسافر وتحدي..وحقق ما لم يستطيع مئات المبصريين الوصول اليه..وكانت رعاية الله معه في كل شدة فقابل سوزان الفرنسية السويسرية في الجامعة الفرنسية لتعاونه علي مواصلة النجاح وعدم اليأس ثم تزوجها بعد ذلك وأنجب منها الولد د. مؤنس والانثي د. آمنة وقد حصل د. طه علي الدكتوراة من جامعة مونبليه بفرنسا وحصد جوائز كثيرة ثم أستاذاً بالجامعة ووزيراً للمعارف في مصر عام ١٩٥٠ ورئيسا لجريدة الجمهورية منذ تأسيسها وله من المؤلفات الكثير ولا ننسي حديث الأربعاء ، دعاء الكروان ، وقصة الأيام.. التي شرح فيها قصة حياته ، فهو بالفعل لم يعلم نفسه فقط بل تعلم منه الكثير من الناس حول العالم ...نعم لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس..ولاتزال قولته سكنة في الأذان والعقول والنفوس الطيبة ( العلم كالماء والهواء ) هذا نموذج واحد فقط . ومثل د. طه حسين الالاف من المبدعين الذين فقدوا أبصارهم الظاهرة ولكنهم اضاءوا ببصيرتهم ظلام الدنيا كلها . الاعاقات تشمل الإعاقة الحركية والذهنية ولكن إعاقة البصر من أصعب الاعاقات، فقد قال تعالي لو أخذت من بني آدم حبيبتيه أي عينيه فَصبرَ دخل الجنة ، كان الدكتور طه حسين رمزا الاصرار وتحقيق الأهداف وقدوة للناس للتحدي والإرادة وقنديلًا مشعا ينير لهم طريق الياس والتردد والخوف وقهر السلبيات والمستحيل.
ايها الناس علي كوكب الارض ، مشاركتنا الإيجابية في اليوم العالمي للإعاقة أن نشاركتهم بالإضافة والمحبة والانسجام والأخوة وعدم العزلة فمدوا إيديكم لذوي الهمم والإرادة والتحدي فهم فقط يحتاجون الاحساس وتبادل المشاعر النبيلة وتعزيز القيم الفاضلة والسلوك الحسن عند التعامل معهم ..هم ليسوا في حاجة إلي العكف أو الشفقة أو الاحسان المذل... هم في حاجة للوقوفن معهم ومعرفة مشاكلهم ومطالبهم سواء في العمل أو السير في الطريق أو الخدمات أو المنزل او مواصلة الحياة والتشجيع المعنوي والادبي والمادي لهم لمواصلة تقوية عزيمتهم وإرادتهم وإصرارهم وتحديهم للوصول إلى أهدافهم هم وهن يستحقون بل واجب علينا ذلك سواء أفراد أو مؤسسات أو مجتمع مدني بجانب الدولة الرسمية ومتخذي القرار . اخوتنا واحبتنا في يومكم العالمي ..كتبت كل ايامكم سعادة وخير وصلاح ودمتم في صحة وامان وسلام وتسامح ومحبة وأمن واستقرار في مصر والوطن العربي وفي كل دول العالم وكوكب الإنسانية . والله المستعان،،،.
ساحة النقاش