التفكير في التفكير 81 -81                          (( اجعل أفعالك.... لله ))..                         البروفيسور الدكتور الشريف علي مهران هشام ..         يمر الانسان في حياته بمراحل متفاوتة  وأدوار متقلبة منها الرخاء والعسر ..والضيق والسعادة والرفعة والسمو  او الانكسار ...وفي لحظة الحقيقة يري أنه قد ضل الطريق ...وانحرف عن الصواب ...وفي لحظة تفكير وصدق مع النفس لابد لضوء الحق وشمس الحقيقة أن تضيء  وان نراها ببصيرة القلب والعقل...أنه اليقين   ان الصواب والابقي هو ارضاء الله ...وان ماينفع النفس والناس هو الابقي ....الحياة مليئة بالعبر والعظات والدروس ...علي سبيل المثال   الملياردير الشهير ستيف جوف ترك بعد وفاته ثروة مادية  ، قدرها 7 مليارات دولار ، وتوفي عن عمر يناهز 56 عامًا  متأثرا بمرض  سرطان البنكرياس ، و ذكر في  كلماته الأخيرة قبل الرحيل دروس للجميع :

" يقول ستيف من وجهة نظر أخرى، حياتي هي جوهر النجاح، لكنني بصرف النظر عن العمل، ليس لدي فرح كبير، وفي النهاية الثروة مجرد حقيقة من حقائق الحياة التي اعتدت عليها.

في هذه اللحظة، مستلقيا على سريري، مريض وأتذكر طوال حياتي، أدرك أن كل تقديري والثروة التي أمتلكها  لا معنى لها في وجه الموت الوشيك.

يمكنك استئجار شخص ما لقيادة سيارة لك، او كسب المال من أجلك، ولكن - لا يمكنك استئجار شخص لحمل المرض من أجلك ولو دفعت له كل ثروتك . يمكن للمرء أن يجد أشياء مادية، ولكن هناك شيء واحد لا يمكن العثور عليه عند فقده - " الحياة. ".

إذن ، عامل نفسك بشكل جيد، واعز الآخرين. كلما تقدمنا ​​في السن أصبحنا أكثر ذكاءً، وندرك ببطء أن ساعة تبلغ قيمتها 30 دولارًا أو 300 دولار - كلاهما يعرض نفس الوقت.

سواء كنا نحمل محفظة بقيمة 30 دولارًا أو 300 دولار - يظل مبلغ المال فيها كما هو. سواءً كنا نقود سيارة بقيمة 150،000 دولار أو 30،000 دولار - الطريق والمسافة متساوية، سنصل في النهاية إلى نفس الوجهة.

إذا كان المنزل الذي نعيش فيه هو 300 متر مربع، أو 3000 متر مربع - الوحدة هي نفسها سواء حجرة أو قصر كبير بحديقة تبهر الناس  عندما يدركك النوم أو النعاس. متر x مترين يكفي للنوم ...سواء  نمت علي سرير وفرش فاخر او علي حصيرة علي الارض ....

سعادتك الداخلية الحقيقية لا تأتي من الأشياء المادية. سواء كنت تسافر في الدرجة الأولى،

أو الدرجة الاقتصادية - إذا تحطمت الطائرة، يتحطم معها كل الركاب.

من هنا، يجب  أن نفهم أنه عندما يكون لديك أصدقاء أو شخص ما للتحدث معه - فهذه هي السعادة الحقيقية!...حافظوا علي أصدقائكم الأوفياء فهم الثروة الحقيقية ...في هذه الدنيا الخادعة ...

.حقائق لا يمكن إنكارها: -

1. لا تعلم أطفالك أن يكونوا أغنياء. علمهم أن يكونوا سعداء والي الله اقرب . - لذلك عندما يكبرون سيعرفون قيمة الأشياء، وليس التكلفة.

2. تناول طعامك كدواء، وإلا ستحتاج إلى تناول الدواء كغذاء..الوسطية من سنن الكون.

3. كل من يحبك لن يتركك أبدًا ، حتى لو كان لديه 100 سبب للتخلي عنك. سوف يجد دائمًا سببًا إضافيًا للتشبث بك.

4. هناك فرق كبير بين الإنسان والإنسانية.

5 - الرضا هو الطريق الي السعادة والأهم هو رضا الله قبل رضا البشر .                                                     6 - كن  مبتسما متفائلا إيجابيا راضيا مرضيا ...قنوعا...جابر الخواطر الناس .                                                                نعم التوتر والقلق والحزن والكآبة وجلد النفس وحب الذات ....أمراض نفسية وعصبية وعضوية تقلل السعادة وتؤدي إلى الشيخوخة والهرم  المبكر حتي ولو كنت في مقتبل العمر ..الحقيقة أن .الشباب والحيوية والنضارة  وبشاشة الوجه والجسد  والروح  ليست لها علاقة كبيرة  بسنوات عمر الانسان...  إن قمة الطمأنينة..... أن تكون علي يقين بأن رحمة الله ستشملك ( ورحمتي وسعت كل شئ ) 

     فمن صفا مع الله...... صافاه

     ومن أوى إلى الله....  آواه...

     ومن فوض أمره إلى الله... كفاه

     ومن باع نفسه إلى الله... إشتراه

     وجعل ثمنه جنته ورضاه....

أترك الاشياء  تأتي كما كتبها الله لك لعلها تأتي كما تمناها قلبك بل أكثر مما كنت تتوقع وتتمني... 

     اللهم أقبلنا في التائبين وأدخلنا في الصالحين.... تذكروا دوما ، قول سيدنا يعقوب عليه السلام في الشدة  "وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوحِ الله" 

لم يقُلهَا  مع بوادرِ الفرج حين وجد ريح يوسف وأُلقي إليه قميصه، بل قالها وقد ابيضّت عيناه، وبلغ الحزن به مُنتهاه.. لنعلمَ أنّ الثقة باللهِ والفأل الحقيقي هو الذي يكون في أَوْجه المعاناة، وتحت مرارة الشدائد....لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين ...قيلت في بطن الحوت وظلمات البحر وظلامه...فكانت النجاة بسلام...وقالها سيدنا يوسف عليه السلام ربي أن السجن أحب إلي مما يدعونني إليه...فأصبح عزيز مصر وامينا علي كنوز الارض وخزائنها..

وخلاصة القول ،

كن مع الله ...وثق في الله ورحمته وعفوه ...تنال خير الدنيا والآخرة ...ثم أستمتع بحياتك بلا كذب أو ظلم او رياء او تكبر  او نفاق او انانية واجعل حياتك كلها لإرضاء الله فلا تدري متى اللقاء...فاترك الأثر الطيب والعمل الصالح واحرص الا ينقطع عملك في الدنيا بعد الفراق ..وهو ما يمثل لك صدقة جارية سواء في العلم أو الذرية  الصالحة وان الأثر والعمل  النافع  هو الابقي والصدقة الجارية التي لاتنقطع ..                                                                 والله المستعان،،،،