اليوم العالمي للمعلم 2020
الشريف البروفيسور الدكتور علـي مهـران هشـام
( الحاصل علي الجائزة العالمية للابداع البيئي – اليابان 2001 )
النائب الأول ، الأمانة العامة للسادة الأشراف ال البيت
يحتفل العالم في الخامس من أكتوبر من كل عام وذلك منذ عام 1994، والذي دشن إحياء ذكرى توقيع توصية اليونسكو ومنظمة العمل الدولية لعام 1966 بشأن أوضاع المدرسين. وتضع هذه التوصية مؤشرات مرجعية تتعلق بحقوق ومسؤوليات المعلمين، ومعايير إعدادهم الأولي وتدريبهم اللاحق، وحشدهم، وتوظيفهم، وظروف التعليم والتعلم. أما توصية اليونسكو بشأن أوضاع هيئات التدريس في التعليم العالي فقد اُعتمدت في عام 1997 لتكمِّل توصية عام 1966 فيما يخص أوضاع هيئات التدريس والبحوث في التعليم العالي. يتم تنظيم اليوم العالمي للمعلمين بالشراكة بين منظمة الأمم المتحدة للطفولة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة العمل الدولية والاتحاد الدولي للمعلمين، وتشارك الحكومات والمؤسسات العلمية والبحثية والقطاع العام والخاص والالاف من المعلمين والطلاب في كافة أنحاء العالم الاحتفال بهذه المناسبة بعمل العديد من الفعاليات والانشطة الثقافية والترويحية والمسابقات الجذابة . شعار احتفال اليوم العالمي للمعلم هذا العام 2020 ، بعنوان "المعلمون: القيادة في أوقات الأزمات ووضع تصوّر جديد للمستقبل". وسيكون هذا اليوم فرصة للاحتفال بمهنة التعليم السامية في جميع أنحاء العالم، وإجراء تقييم شامل لما أُنجز ولفت الانتباه إلى المعلمين الذين يمثلون نواة الجهود المبذولة من أجل بلوغ الهدف العالمي للتعليم المتمثل في عدم ترك أي أحد خلف ركب الترقي والتحضر .
علي كل حال ، جاءت جائحة كورونا المستجد، " كوفيد- 19" في 2020 لتزيد من حجم الصعوبات التي تعاني منها النظم التعليمية المجهدة أصلاً في العالم وخاصة في الدول النامية ، وليست هناك مبالغة في القول إنّ العالم يقف عند مفترق طرق، ، والمخاطرأكثر تعقيدا ومركبة ويعاني منها جميع قطاعات المجتمع ، ولكن في يوم المعلم لابد من توفير عوامل الراحة والامان المعيشي والصحي والسلام الاجتماعي للمعلمين وحماية الحق في التعليم للافراد وتطبيقه في ظلّ الظروف الجديدة القاسية التي فرضتها الجائحة.
هناك أيام كثيرة دولية لرفع قيمة العلم والتعلم والتدريب والثقافة الفردية والمجتمعية ، علي سبيل المثال يوم المعلم العربي واليوم العالمي للتعليم واليوم العالمي للطفل واليوم العالمي للمدرب واليوم العالمي للصحة النفسية .
كان لتحديات جائحة كورونا المستجد انعكاس واضح وضروري علي طرق ووسائلالتعليم مثل التعلم عن بعد والتعليم الالكتروني والتعليم الرقمي. إن الاحتفال بهذا اليوم يؤكد على أهمية دور وعظمة مهنة المعلم ( وبالطبع الاحتفال بيوم المعلم هو احنفال بالمعلمة ) على مر التاريخ، فقد كاد المعلم أن يكون رسولًا حريصًا على تبليغ رسالة العلم والمعرفة والتثقيف والوعي إلى المتعلمين.. إنني أتقدم بخالص الشكر وعظيم الامتنان والتقدير والثناء الى جميع المعلميين والمدربين في العالم وخاصة كل معلم عمل وأجاد وطور نفسه بالنمو المهني وواكب التطورات التي تحدث في التعليم واستفاد ويفيد من التقنية الاكترونية والثورة المعلوماتية في الارتقاء بالأداء المتطور ومواكبة كل التحديثات في التعليم الحديث وبلغة وأمكانيات العصر الالكترونية، أما علي المستوي الشخصي فإنني أقيل رأس ويد بل قدم كل كن علمني حرفا أو جملة أو حكمة كانت وراء تفوقي العالمي ، بداية من دراستي في بلدي الغنايم باسيوط أو الجامعة في القاهرة أو دراستي في ألمانيا أو اليابان ... فقد كان لكل مرحلة منها تأثير كبير في صقل شخصيتي وقيمتي العلمية والعملية وسأظل أنحني إجلال لهم جميعا ما حييت في هذه الدنيا - يقول المثل الياباني : ( أيها التلميذ عندما تمشي خلف معلمك ، ضع مساغة بينك وبينه حتي لاتدوس قدماك ظله ).
أيها المعلم أنت الطريق المضيء ونور الأرض وملحها الذي أضاء العالم بالمعرفة والتعلم والفكر والاختراعات والابداعات التي غيرت في الأسباب والنتائج والتي سخرتها بمعارفك واجتهادك لراحة الانسان وتعمير الأرض وتنميتها المستدامة .
يقول خليفة المؤمنين عمر ابن عبد العزيز رضي الله عنه : ( إذا أستطعت فكن عالما، فإن لم تستطع فكن متعلما ، فإن لن تستطع فأحبهما ، فإن لم تستطع فلا تبغضهما ).
علي الطرف الاخر ، علي المعلم أن يكون متواضعا وقدوة ومثال طيب للسلوك والأخلاق الحسنة ويتسم بالشخصية القيادية والثقة في الله أولا ثم بنفسه وأن يطور من معارفه وثقافته وأن يواكب كل جديد من علوم حديثة وابتكارات حتي يكتسب ثقة طلابه ومحبيه والاهم أن يكون قنوعا ومحبا للاخرين- وألا يكون متزمرا متوترا أو قلقا مهموما ، بل أرضي بما قسمه الله لك تكن أغني الناس مع الأخذ بالاسباب وعدم الركون للاتكالية أو السلبية المعوقة. يقول الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم وعلي ال بيته الطاهرين السلام :
( من أستطاع منكم أن ينغع أخاه فليفعل ). ولم نري في الحمد الا زيادة عطاء، فالحمد لله رب العالمين. والله المستعان.
<!--<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
ساحة النقاش