الملخص:

يمثل التفكير في المستقبل أحد النوازع الإنسانية في مختلف العصور، غير أن أهمية هذا التفكير بدأت تزداد مع
سرعة التحولات التي يشهدها العالم في مختلف المجالات. ولقد شاع في الآونة الأخير حوارٌ واسع، لإصلاح النظم
التعليمية لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل. ولأنه لا يمكن الحديث عن إصلاح التعليم بمعزل عن إصلاح المعلم
وأحواله؛ فإن معلم المستقبل استأثر بمجال كبير من هذا الحوار ، باعتباره أحد المكونات الأساسية لمنظومة المستقبل،
ومن هنا تأتي أهمية التعرف علي ملامح مستقبل المعلم، وتحليل صفاته وأدواره، كما تأتي مشروعية طرح قضية تطوير برامج إعداده وتنميته مهنيا ، لمواجهة تحديات المستقبل.
وانطلاقاً مما سبق فقد استهدف البحث:
• تحليل أهم التحديات المستقبلية التي تواجه المعلم ، ومتطلبات ھذه التحديات المستقبلية من المعلم وبرامج إعداده.
• التعرف علي مختلف السيناريوهات المطروحة حول مستقبل المعلم،المتفائلة منھا والمتشائمة وخصائص وأدوار معلم المستقبل في إطار منظومة المستقبل
• استخلاص أهم المقترحات لتطوير برامج إعداد المعلم ، لمواجهة تحديات المستقبل.
وتوصلت الدراسة باستخدام المنهج الوصفي التحليلي إلى مجموعة من التحديات وثيقة الصلة بالمعلم ، وهي:
١- التحديات الخارجية أو العامة؛ مثل تحديات التكنولوجية والمعلوماتية ، وتحديات العولمة والديمقراطية، والتحديات الاجتماعية والسكانية والبيئية والاقتصادية.
٢- والتحديات الداخلية، كالأنماط الجديدة وغير التقليدية من التعليم والمتعلمين، والتعددية الثقافية، والطبقية الأكاديمية،وانتشار العنف داخل المدارس، و ضغوط العمل.
٣- كما أشارت الدراسات إلي وجود تحديات التوتر بين التعليم والأنظمة المحيطة سواء كانت اقتصادية؛ كھيمنة القيم الاقتصادية علي التعليم (قيم الجودة والاعتماد وربط الأجر بالأداء)، أو اجتماعية (كضغوط الطلب الاجتماعي
المتزايد، وضغوط الشراكة) .
٤- توجد سيناريوهات ثلاثة لمستقبل المعلم متأثر اً بالتحديات تراوحت بين التشاؤم الذي ذهب إلي حتمية اختفاء المعلم من خريطة المستقبل، والتفاؤل بما تبشر به تطورات المستقبل من الفرص للمعلمين، وسيناريو وسيط يؤكد علي ضرورة تطوير منظومة التعليم والمعلم لمواكبة التحديات وأن الذي سيختفي هو المعلم التقليدي.
٥- ثم قدم البحث مقترحات لتلبية متطلبات المستقبل.