جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
تدريس المفاهيم الجغرافية واهميتها
|
يتسم العصر الحاضر بالانفجار المعرفى فى شتى المجالات ، وإزاء هذا التزايد المستمر فى المعارف الإنسانية لم يعد مقبولاً أن تقتصر وظيفة المدرسة على تزويدالطلاب بقدر معين من الحقائق ، إذ اصبح واضحاً أنه لا يمكن حصر المعرفة وحقائقها وتعليمها للفرد فى فترة وجيزة . ومن ثم ظهرت الحاجة إلى مواطن قادر على تعليم نفسه بصفة دائمة طالما هو على قيد الحياة ، واقتضى ذلك إعادة تنظيم المعارف والمعلومات فى فئات محددة ، أو بمعنى آخر تبويبها إلى مفاهيم أساسية تمكن العاملين فى أى علم من الإلمام بها حيث يبنى على أساسها ميدان دراستهم ، وبهذا يستطيعون التحكم فيه والتقدم به عن طريق البحوث المرتبطة بهذه المفاهيم الأساسية وعلاقاتها. ومن هذا المنطلق أصبح لكل علم هيكله الذى يبدأ من مجموعة كبيرة من الحقائق والمعارف التى يمكن تصنيفها وفقاً للعوامل المشتركة بينها لتضم كل مجموعة منها مفهوماً واحداً ، وعن طريق إدراك العلاقة بين هذه المفاهيم تنشأ المبادئ والقوانين. وفى ظل هذا العصر أصبحت إحدى القضايا الرئيسة التى تواجه المربيين هى كيفية مساعدة الأجيال الصاعدة على مواجهة هذه التطـور ، ونتيجة لذلك برز الاتجـاه الذى يرى ضرورة الاهتمام بأساسيات العلم وخاصة المفاهيم والتعميمات فى تدريس المواد الدراسية المختلفة، وخاصة الجغرافيا التى شهدت الكثير من التطور فى أهدافها ومحتواها من خلال الاهتمام بتحديد المفاهيم وتكوينها وتطويرها وتعلمها وإكسابها للمتعلمين. وتجدر الإشارة إلى أن حركة تحديد المفاهيم الأساسية للعلوم المختلفة قد بدأت منذ مطلع منتصف هذا القرن ، وما زالت مستمرة ، حيث ذكر إليس " Ellis " أن هناك جهوداً كبيرة بذلت من قبل العلماء في الميادين المختلفة ، بغرض تعرف المفاهيم الهامة التى تبنى على أساسها المناهج ، ولذلك نشطت حركة البحوث فى هذا المجال ، وكان من بين المفاهيم الأساسية التى أبرزها المعنيون بالتربية الجغرافية ما يلى : الجغرافيا ( بأقسامها المختلفة ) والأرض ، والوطن ، والزمان ، والمكان ، والإنسان ، والثقافة ، والبيئة ، والمجتمع ، والسكان ، والعمران، والظواهر الطبيعية والبشرية ، والحضارة ، والحيوان ، والمساحة ، والإقليم ، والتربة ، والموقع ، والعالمية ، والبقاء . وحيث إن اكتساب المفاهيم الأساسية للعلم من الأهداف الهامة فى مجال إعداد المعلم ، فتعد عملية تحديد المفاهيم الجغرافية الأساسية اللازمة لمعلم الجغرافيا على جانب كبير من الأهمية. ماهية المفهوم الجغرافى :- تتعدد تعريفات المفهوم ، وتختلف باختلاف قائليها ومجال تخصصهم ودرجة تركيز كلٍ منهم على جوانب معينة من المفهوم ، وفيما يلى بعض من هذه التعاريف . تعرف فارعة حسن المفهوم الجغرافى : " بأنه تصور عقلى أو فكرة عامة مجردة ، يعطى اسماً أو لفظاً ليدل على الظواهر الجغرافية المختلفة ، وهو يتكون عن طريق تجميع الخصائص المشتركة التى تميز أفراد هذه الظاهرة ويعرفه رشدى لبيب بأنه :" تجريد للعناصر المشتركة بين عدة مواقف أو حقائق ، وعادة ما يعطى هذا التجريد اسماً أو عنواناً ، وأن المفهوم ليس كلمة وإنما مضمون هذه الكلمة وما تعنيه."
أما اللقانى فيعرف المفهوم بأنه " عبارة عن تجريد يُعبر عنه بكلمة أو رمز، يشير إلى مجموعة من الأشياء أو الأنواع ، التي تتميز بسمات وخصائص مشتركة، أو هي مجموعة من الأشياء أو الأنواع التي تجمعها فئات معينة ، أو تصور عقلى مجرد يعطى اسماً أو لفظاً ليدل على ظاهرة جغرافية ويتم تكوينه عن طريق تجميع الخصائص المشتركة لأفراد هذه الظاهرة ." ويعرف أحمد السيد محمد جوهرى المفهوم الجغرافي بأنه : " اسم أو لفظ يشير إلى فكرة مجردة ، ويستخدم للدلالة على ظاهرة جغرافية أو فئة من الظاهرات الجغرافية الطبيعية أو البشرية التي تنتمي إلى نفس النوع أو التي لها نفس الأثر مثل : حركة تكتونية (باطنية) ، جبل، مسطح مائي ، جرم." ويعرف جودت سعادة وجمال اليوسف المفهوم بأنه : " مجموعة من الأشياء ، أو الأشخاص ، والحوادث ، أو العمليات ، التى يمكن جمعها معاً على أساس صفة مشتركة أو أكثر ،التى يمكن أن يشار إليها باسم أو رمز معين ." ويعرف الطيطى المفهوم بأنه : " زمرة من الأشياء أو الرموز أو الحوادث جمعت بعضها إلى بعض على أساس خصائص مشتركة يمكن أن يشار إليها باسم أو رمز معين" نستخلص من العرض السابق للعديد من التعاريف أنها تجمع على وجود عنصرين أساسيين لتعريف المفهوم . الأول أن المفهوم عبارة عن كلمة أو فكرة أو تصور عقلى سواء كان مجرداً أو محسوساً، والثانى هو وجود صفة مشتركة أو أكثر لنفس المفهوم والذى يمكن أن يشار إليه باسم أو رمز معين . وبناءً على ذلك فإن المفهوم الجغرافى يمكن تعريفه كما يلى :"المفهوم هو كلمة أو فكرة أو تصور عقلى ـ تجريدى أو محسوس ـ يشير إلى ظاهرة جغرافية ، سواء كانت طبيعية أو بشرية، ويمكن أن يُدَل عليه برمز أو اسم معين ، مثل : تضاريس ، إقليم طبيعى ، سكان ، زراعة …الخ. خصائص المفهوم الجغرافى :- من التعريفات السابقة للمفهوم الجغرافى تتضح الخصائص الرئيسية للمفهوم الجغرافى ، وهى: درجة التجريد 1- تختلف المفاهيم من حيث درجة تجريدها ، فالمفهوم ذو الأبعاد المميزة يسمى مفهوم حسى Concrete ، وهو المفهوم الذى يمكن الإشارة إليه ، أو خبرته مباشرة عن طريق الحواس مثل مفهوم "جبل" ، أما النوع الأخر فهو المفهوم المجرد Abstract التى تشير أبعاده لوقائع لا يمكن الخبرة بها مباشرة عن طريق الحواس مثل مفهوم التكامل والكثافة السكانية ، ولا شك أن المفاهيم الحسية أسهل وأسرع فى التعلم من المفاهيم المجردة : Complexityدرجة التعقيد- 2- تختلف المفاهيم تبعاً لعدد الأبعاد اللازمة لتعريفها ، فالمفاهيم التى تقوم على أبعاد كثيرة تعتبر أكثر تعقيداً من المفاهيم التى تعتمد على عدد قليل من الأبعاد . مثل مفهوم تل فهو مفهوم يحتوى على بُعد واحد وهو الارتفاع ، أما مفهوم الرطوبة النسبية فإنه يتضمن علاقة بين أبعاد كثيرة هى درجة الحرارة ، وحجم الهواء ، وبخار الماء .
Differentiation ع أو درجة التنو : درجة التمايز 3- تختلف المفاهيم فى عدد الظواهر المتشابهة التى تمثلها ، أى من حيث عدد وصفات الأشياء التى تضمها فئة المفهوم . فمفهوم الجزيرة على سبيل المثال ، لا يتصف بالتنوع حيث تأخذ شكلاً واحداً ولا توجد فى اللغة كلمات أخرى تصف أنواعاً مختلفة من الجزر . على العكس من ذلك مفهوم المسطح المائى يتصف بدرجة كبيرة من التنوع لأنه يأخذ أشكالاً مختلفة من محيط ، وبحر ، وخليج ، ونهر …. إلخ .
Centrality of dimensi : درجة تمركز الأبعاد 4- هناك مفاهيم ترتكز على صفة واحدة أو صفتين فقط ، فى حين يرتكز البعض الآخر على مجموعة من الأبعاد ، والأبعاد أو الصفات التى يرتكز عليها المفهوم تسمى الصفات المميزة (صفات السيادة) ولا شك أن هذه الصفات المميزة لها دور كبير فى تعلم المفهوم. فمفهوم الجزيرة على سبيل المثال يقوم على ثلاث خصائص رئيسية : الأرض ، الإحاطة بالمياه ، الإحاطة من جميع الجهات . ويصعب تطبيق المفهوم على أى منطقة لا تنطبق عليها الخصائص الثلاث السابقة. تصنيف المفاهيم الجغرافية :- تتعدد الأبعاد التى تصنف على أساسها المفاهيم ، ولعل ذلك راجع إلى ضخامة الحشد الهائل لها ، والغاية من وراء عملية التصنيف. فقد أشار سعادة أن المفاهيم فى الدراسات الاجتماعية عدة أنواع هى : مفاهيم تدور حول الوقت ، وهى مفاهيم تقسم إلى نوعين:الأول يعطى الوقت المحدد لشئ ما مثل يوم الجمعة. ومفاهيم تختص بالمكان وهى أكثر صعوبة من مفاهيم الوقت وأكثر تجريداً،وتلعب الخبرة السابقة للتلاميذ دوراً هاماً فى تعلم هذا النوع من المفاهيم ، ومن مفاهيم المكان فى الجغرافيا الكواكب والقارات والخلجان . فى حين يتعلق النوع الثالث بالمفاهيم الجديدة ، ومنها طاقة ، الدول النامية ، التلوث البيئى. :- أنواع المفاهيم ثلاثة هى 1- المفهوم المتحد Conjunctive concept : وهو المفهوم الذى يعرف بخاصيتين أو أكثر وتكون جميعها ممثلة فى الشيء . فمثلاً مفهوم " جزيرة " هو مفهوم متحد يعرف بأنه أرض محاطة بالمياه من جميع الجهات. 2- المفهوم المنفصل Disjunctive concept : وهو المفهوم الذى يعرف بخصائص بديلة ، أو الذى يتضمن قرار أما 000أو000 أى يتضمن مجموعة من الخصائص المتغيرة أو غير الثابتة من موقف إلى آخر. فمثلاً مفهوم استعمار يمكن أن يطلق فى حالة سيطرة دولة من الدول على مساحة من الأرض لم تكن تابعة لها أو على سكان تلك الأرض ، أو على الأرض والسكان فى آن واحد . 3- المفهوم الرابط " العلاقى " Relational concept وهو المفهوم الذى لا يعرف بخصائص معينة ، بل بعلاقة بين الخصائص . فمثلاً مفهوم "كثافة السكان " وهو مفهوم رابط يعرف بأنه عدد السكان فى الميل المربع . وهذه الأنواع الثلاثة تختلف اختلافاً بيناً من حيث درجات الصعوبة فى التوصل إلى مستويات التمكن منها، وتختلف بالتالى فى نوعية الاستراتيجية التدريسية المناسبة لكل منها, وقد لوحظ أن المفاهيم من النوع الثالث " العلاقية " هى أصعب الأنواع من حيث قدرة الطالب على التوصل إلى درجة عالية من التمكن منها ، وهذا يرجع إلى طبيعة هذا النوع التى تقتضى أن يكون المتعلم قد استطاع أن يتمكن من العديد من المفاهيم المنظمة فى نسق أو نظام هرمى . وجمع"نلسون ومايكلز" كل التصنيفات السابقة فى تصنيف واحد وذلك على النحو الآتى: - التصنيف على أساس مستوى شمولية المفهوم -1 ويشير هذا التصنيف إلى المدى الذى تندمج فيه المفاهيم الأخرى بمفهوم واحد محدد ، ويظهر له مستويان : الأدنى ويتمثل فى المفاهيم المختصرة والأكثر تخصيصاً ، وهى تلك المفاهيم التى يطبقها الفرد على أقطار أو مواقع أو أوقات أو مجموعة من البيانات الخاصة ، وتكون هذه المفاهيم أكثر دقة . وبالتالى تكون أقل عرضة للتفسيرات المتعارضة ، ومن الأمثلة عليها مفهوم العائلة النووية ، وإعادة الإصلاح ، وأما النوع الثانى فهو المفاهيم ذات المستوى الأعلى ، وهى أكثر شمولية وتندمج فيها مفاهيم أخرى ، وتكون أقل اتساقا ًفى تطبيقها ، ولكنها أكثر عالمية من المستوى الأدنى ، ومن الأمثلة عليها مفاهيم السلام والحرية والوقت والمجتمع ويلاحظ على هذا التصنيف من المفاهيم أنها تتخذ خطاً متصلاً يبدأ بالمفاهيم الأقل شمولية، وينتهى بالمفاهيم الأكثر شمولية . أى أن هذه الأنماط تمثل امتداداً وليست مجرد مستوى أدنى ومستوى أعلى من المفاهيم التصنيف على أساس مستوى التجريد : وتأتى المفاهيم هنا على مستويين أيضاً-2 ( أ ) مفاهيم محسوسة ، وهى ثابتة نسبياً ، ومن الأمثلة عليها : تربة ، وكرة أرضية ، وغابة ، ونهر ، وبحيرة ويمكن تطوير هذه المفاهيم من خلال الملاحظة والخبرة المباشرة ، ويتم التحقق منها وتعرف خصائصها باستخدام الحواس. (ب) المفاهيم المعنوية : وهى أكثر تجريداً من الأولى ، وتحتاج إلى تفسيرات واضحة ، وإلى استخدام الأمثلة والمقارنات ، وتتصف هذه المفاهيم بالمرونة والظرفية . ومن الأمثلة عليها :الحرية ، والديموقراطية ، والنظام الاقتصادى. 3- التصنيف على أساس الصورة أو الحالة التى تكون فيها المفاهيم عبارة عن مجموعة من الخصائص ، وهى على مستويات ثلاثة: أ) المفاهيم الجمعية وتكون صفاتها الحرجة مرتبطة ببعضها حسب قاعدة جمعية ، وتجمع هذه المفاهيم أكثر من خاصية، ومن الأمثلة عليها الثورة والتشريع. ( ب ) المفاهيم الفصلية : وهى التى يمكن تحديدها والتعريف بها من خلال خصائص بديلة ، حيث يستخدم أما | أو ، فمثلاً مفهوم المواطنة يمكن أن يكون بميلاد الشخص أو ميلاد أبويه أو من خلال اجتياز اختبار خاص بالمواطنة ( ج ) المفاهيم العلاقية : وترتبط خصائص بعضها ببعض ارتباطاً نسبياً،فمثلاً فى مفهوم المساحة يربط بين الطول والعرض ، وفى مفهوم الكثافة السكانية يربط بين السكان ووحدة المساحة وهكذا. ( د ) التصنيف على أساس التكافؤ : وترد فيه المفاهيم على مستويين : وصفى وقيمى . وتكون الوصفية محايدة مثل المصادر،والدور،والعملية،والتشريع ، بينما تكون المفاهيم القيمية ذات عناصر تفصيلية من شأنها أن تحرك الشعور كالديموقراطية ، والولاء ، والتحرير. تعلم المفاهيم وتنميتها:- يرى معظم المعنيين بالتربية أن أحد الأهداف المهمة التى ينبغى أن تؤكد عليها المؤسسات التعليمية فى تدريس مختلف المواد الدراسية، والمستويات التعليمية هو التأكيد على تعلم المفاهيم. ويقصد بتعلم المفهوم: " بأنه العمليات المعرفية الخاصة باستنتاج السمات المشتركة بين مجموعة من المثيرات والمتضمنة القاعدة التى تجمع هذه المثيرات فى مجموعة واحدة ." (أحمد الد جاسر ،1989، ص282) وهذا يعنى ": قدرة المتعلم على تصنيف الظواهر الجغرافية المختلفة فى فئات ، وضم الظواهر التى تنتمى إلى نفس الفئة معاً ، واستبعاد تلك التى لا تنتمى إليها كنتيجة لتفاعل الفرد مع مواقف وأنشطة تعليمية تم تهيئتها له" وتعتبر عملية تعلم المفهوم عملية منظمة تخضع لقواعد وشروط منها : طبيعة المتعلم،وطبيعة المفهوم ، وخبرة الطلاب ، والتدرج من السهل إلى الصعب ، ومن البسيط إلى المعقد ، ومن المحسوس إلى المجرد. ويتفق مع ذلك ما أشار إليه فؤاد سليمان قلادة بقوله :" إن المفاهيم يجب أن تنسج فى خيوط المنهج ، ويراعى فى تقديمها أن تكون مناسبة لمستوى نموالطلاب ، كما يجب أن تكون متسلسلة ، وذات فعالية للارتقاء بمستوى تفكيرهم باعتبار أن تعلم المفاهيم يسهل عملية التعلم، حيث لايمكن لعملية التعلم أن تحقق نجاحا الااذا كان لدي المتعلم ثروة من هذه المفاهيم ." ولذلك فإن عملية تعلم المفاهيم الجغرافية تأخذ مكاناً رئيسياً فى العملية التعليمية. ولذلك سعى كثير من الباحثين إلى تسهيل عملية تعلم المفاهيم ، وفى هذا المجال يشير كل من رشدى لبيب وفؤاد سليمان قلادة إلى أن هناك طريقين أساسيين لعرض المعلومات الخاصة بالمفهوم وتعليمه للطلاب، ويمكن استخدام الطريقتين معاً أو كل على حدة : الأولى تعرف بالطريقة الاستنتاجية Deduction أو القياسية ، والثانية تعرف بالطريقة الاستقرائية Induction. وتتضمن الطريقة الاستنتاجية التعريف متبوعاً بالأمثلة ، فيعطى المدرس هذا التعريف ، أما الأمثلة فإنها تجمع من الطلاب . وبالعكس فى حالة الطريقة الاستقرائية فإن المعلم يقوم بضرب أمثلة يتبعها التعريف وهذا التعريف يكون عادة من اكتشاف ا لطلاب. ويعتبر الاستقراء هو الطريق نحو تكوين المفهوم ، وأن الاستنباط أو القياس هو الطريق نحو تأكيد المفهوم وإنمائه، والتدريب على استخدامه فى عمليات التصنيف والتمييز والتفسير. ويرى حلمى الوكيل أن الاستقراء بدأت ترجح كفته حيث يتمشى مع الاتجاهات التربوية التى تطالب بنشاط المتعلم وإيجابيته فى عملية التعلم ، وتعويده على عمليات الربط بين المعلومات التى يتوصل إليها واستخلاص النتائج السليمة تدريس المفاهيم بالطريقة الاستقرائية :- الطريقة الاستقرائية من وجهة نظر جود " Good " هى طريقة تعليمية تقوم على عرض عدد كاف من الأمثلة الخاصة وفق برنامج تعليمى يمكن الفرد من التوصل إلى الحقيقة أو القاعدة بنفسه . وهذا يعنى أن الاستقراء أداء عقلى يقوم به الفرد ويتم عن طريقه الوصول إلى القاعدة العامة من خلال الجزئيات والحالات الفردية ويحتاج الفرد إلى دراسة العديد من الحالات والمواقف الجزئية الفردية ليكشف الصفة أو الخاصية أو السمة المشتركة بينهما وصياغتها فى شكل صورة عامة. ويمكن إيجاز خطوات تلك الطريقة فيما يأتى: . صياغة الأهداف المتوقع حدوثها فى سلوك الطلاب بصورة سلوكية إجرائية 1- . تقليل عدد خصائص المفهوم متعدد الخصائص مع إبراز الخصائص الرئيسة المهمة المميزة 2- . تزويد التلاميذ باسم المفهوم أو الصنف كوسيط لغوى 3- . تزويد التلاميذ بالأمثلة الموجبة والأمثلة السالبة للمفهوم 4- . 5- عرض الأمثلة الموجبة والأمثلة السالبة بترتيب متزامن أو متتابع . عرض أمثلة جديدة للمفهوم ومطابقتها على المفهوم 6- . التحقق من صحة تعلم التلاميذ للمفهوم 7- .صياغة تعريف للمفهوم. 8- . إعطاء التلاميذ فرصة كافية لإعطاء الاستجابة وتعزيزها 9- ويمكن تطبيق هذه الطريقة فى الدراسات الاجتماعية والجغرافيا ، ومثال ذلك إذا أراد معلم الجغرافيا أن يدرس مفهوم الصناعة التقليدية ، يمكن أن يتم عن طريق تقديم أمثلة إيجابية مثل زى شعبى مطرز بالإبرة ، وتماثيل خشبية مصدفة ، وحقائب جلدية يدوية الصنع ، وأمثلة سلبية مثل ملابس جاهزة أو مستوردة ،ويطلب استخلاص الحالات التى بينها صفات مشتركة وتمثل صفات مميزة للصناعة اليدوية مثلاً: أن الأمثلة الإيجابية تدل على أن جميع هذه الصناعات شعبية متوارثة عبر الأجيال ، وأن جميع هذه الصناعات تعتمد على مهارات الأيدى العاملة ولكى تكون القاعدة صحيحة يتطلب ذلك دراسة حالات كثيرة ممثلة إن لم تكن جميع الحالات ، ولكن يمثل ذلك غاية فى الصعوبة، ولذلك يمكن الاكتفاء بدراسة بعض الحالات كأمثلة باعتبار ما يصدق على البعض يصدق على الكل.
تدريس المفاهيم بالطريقة الاستنتاجية :- الطريقة الاستنتاجية كما يراها جود "Good " هى طريقة تعليمية تقوم على دراسة ومناقشة القواعد العامة فى تطبيقها على القضايا الخاصة للتحقق من صحة هذه القضايا الخاصة . أى أن الفرد يقوم باشتقاق الأجزاء من القاعدة العامة ، ويمكن أن يتوصل إلى صحة هذه الأجزاء أو الحالات الخاصة به من خلال تطبيقها أو قياسها على القواعد العامة. ويمكن تلخيص تلك الطريقة فى الخطوات الآتية: 1-تحديد نوع المفهوم سواء كان مفهوماً مادياً أو مفهوماً مجرداً. صياغة تعريف المفهوم المراد تعليمه . ويتم على أسس منها 2- . أ – التعريف على أساس الصفات المدركة للمفهوم . .ب – التعريف على أساس المترادفات ودلالاتها . ج – التعريف على أساس المسلمات أوالنظريات د – التعريف على أساس الوظيفة أو الاستخدام . تحديد الصفات المميزة للمفهوم 3- . تحديد قاعدة المفهوم ، سواء كانت مفاهيم إثباتية أو مفاهيم متصلة أو مفاهيم منفصلة أو مفاهيم علائقية 4- . تحديد موقع المفهوم من هرم المفاهيم الأخرى 5- . اختيار الأمثلة الموجبة والأمثلة السالبة المناسبة لتدريس المفهوم 6- . تطبيق المفهوم أو انتقال أثره ، ويتم ذلك على النحو التالى 7- . أ – تصنيف الطلاب للأمثلة الموجبة والسالبة التى يقابلها باعتبارها أمثلة تنتمى للمفهوم أو أمثلة لاتنتمى إليه . ب – إدراك الطلاب للمفاهيم الأخرى التى تشمل المفهوم أو تكون معه على نفس المستوى أو أنها تقع تحته . ج – تكوين المبدأ وحل المشكلات د – يتيح تعلم المفهوم للمتعلم تعلم مفاهيم أخرى لها الدرجة نفسها من الصعوبة ولكن بزمن أقل. ويمكن تطبيق ذلك فى الجغرافيا ، ومثال ذلك إذا أراد المعلم أن يدرس مفهوم الجزيرة ، يمكن أن يتم عن طريق تقديم تعريف للمفهوم يتضمن الخصائص والسمات المميزة للجزيرة ، وتقديم أمثلة إيجابية وأمثلة سلبية لمفهوم الجزيرة ، ويطلب من التلاميذ تطبيق هذه الخصائص والسمات على أمثلة جديدة تعرض عيهم . نلاحظ أن تعلم المفهوم يتطلب من المتعلم القيام بالجمع بين خاصيتين أو أكثر من أجل التصنيف، وهذا يفترض فيه أنه يؤدى إلى نمـو المفاهيم ـ بمعنى أن الفرد يعتبر قد تعـلم المفهوم عندما يقوم بعملية تصنيف للأشياء بدرجة مقبولة . أهمية تعلم المفاهيم الجغرافية :- إن المفاهيم لم تعد اليوم مجرد جانب من جوانب التعلم ، بل إنها تعد محوراً أساسياً تدور حوله كثير من مناهج الدراسة. ولعل هذه الأهمية وهذا الاهتمام يرجع أساساً إلى الوظائف التى يؤديها تعلم المفاهيم الجغرافية، والتى يمكن إيجازها فيما يلى: : 1-يعد تعلم المفاهيم من الأهداف الرئيسة لمناهج الجغرافيا ,إذ أن المتعلم يمارس أثناء اكتسابه تلك المفاهيم الجغرافية والتعميمات والمهارات عمليات عقلية منها: التنظيم, والربط, والتمييز , والتعميم , وتحديد الخصائص المشتركة, وغير ذلك من مهارات يحتاج إليها الإنسان فى حياته اليومية , بحيث تصبح تلك المفاهيم وما يرتبط بها من معارف وحقائق وسيلة لتحقيق أهدافه المنشودة. 2-تساعد المفاهيم على تنظيم الخبرة العقلية ، لإن المفاهيم الرئيسة تصنف عددا ًكبيراً من الأشياء والأحداث والظواهر فى البيئة ، وتجمع بينها فى مجموعات أو فئات ، تساعد على التقليل من تعقد البيئة ، وتسهل من دراسة التلاميذ لمكوناتها وظواهرها المختلفة ، والوقوف على حقائق مشكلاتها, ومن ثم تبحث فى محاولات إيجاد الحلول ، و التى تحد من سلوك الإنسان الخاطئ تجاهها ، و الذى تسبب فى هذه المشكلات. . تساعد المفاهيم على التقليل من ضرورة إعادة التعلم-3 , إذ أنها أكثر ثباتاً ، و أقل عرضة للتغيير من المعلومات القائمة على مجموعة من الحقائق المفككة ، كما أنها تربط بين الحقائق المنفصلة والتفصيلات الجزئية ، وتوضح العلاقات القائمة بينها ، كما أنها تسمح بالربط بين مجموعة من الأشياء والأحداث والظواهر البيئية ، وهذا يساعدالطلاب على زيادة فهمهم لطبيعة الجغرافيا وتحقيق أهدافها . فى التنبؤ والتوجه لأى نشاط يقوم به الإنسان , إذ أن تعلم المفاهيم المرتبطة بالزراعة وعوامل قيامها وشروطها, وكذلك الصناعة مثلاً يجعل الإنسان قادراً على التنبؤ بقيامها إذا ما توفرت تلك الشروط والعوامل فى مكان ما لم يسبق له دراسته ، وتلك بداية لتعلم المتعلم كيف يفكر بشكل علمى سليم. 5- إن إدراك الطالب المتعلم عموماً لبنية علم الجغرافيا وخريطته وتفرعه فيه إدراكاً لعلم الجغرافيا من حيث النشأة فى البداية وتطوره حاضراً ومستقبلاً ، وإن تعلم تلك الأساسيات يساعد المتعلم على التعلم المستمر وتعميق تعلمه عما تعلمه بشكل مبسط فى المدرسة . تقويم تعلم المفاهيم الجغرافية :- يتم تقويم المفاهيم عن طريق أكثر من وسيلة تقويمية ، فيمكن تقويمها عن طريق الاختبارات التحريرية والشفهية ، ومن خلال المناقشة والملاحظة. و يمكن القول أن الطالب قد تعلم المفهوم إذا استطاع أن 1- يقوم بالتعبير لفظياً عن تعريف المفهوم ، وهذا يتضمن معرفته بمضمون المفهوم وأبعاده وما يدل عليه ، بمعنى أن يكون مدركاً للقاعدة التى يستند إليها المفهوم. 2- يتعرف على الأمثلة الموجبة والسالبة للمفهوم ، أى تلك التى تندرج تحت المفهوم وتنتمى إليه ، وتلك التى لا تندرج تحته ولا تنتمى إليه وتصنيفها . 3-يطبق المفهوم الذى سبق تعلمه فى مواقف جديدة . 4- يدرك العلاقة الهرمية بين المفهوم وغيره من المفاهيم الفرعية التى تندرج تحته أو المفاهيم الرئيسية التى ينتمى إليها . فالمفاهيم الرئيسية تتضمن مفاهيم أخرى فرعية ، وهذه المفاهيم الفرعية قد لا تقتصر على تكوين أبعاد مفهوم واحد حاكم أو رئيسى ولكنها قد تدخل فى علاقات أخرى ، وعلى مستويات مختلفة فى تشكيل أبعاد مفاهيم رئيسة أخرى .
المراجع: 1- أحمد إبراهيم شلبي: تدريس الجغرافيا فى مراحل التعليم العام ، القاهرة ، الدار العربية للكتاب ، يناير، 1997 ـ ــــــــــ وآخرون : 2- تدريس الدراسات الاجتماعية بين النظرية والتطبيق ، القاهرة ، المركز المصرى للكتاب ، .1998 3- أحمد حسين اللقانى، وبرنس أحمد رضوان: 3- تدريس المواد الاجتماعية، ط ،1 القاهرة ، عالم الكتب، 1974ـ ــــــــــ، وآخرون. : تدريس المواد الاجتماعية ، الجزء الأول ، القاهرة ، عالم الكتب ، ـ ــــــــــ، وعلي أحمد الجمل 5- معجم المصطلحات التربوية المعرفة في المناهج وطرق التدريس، ط2 ، القاهرة ، عالم الكتب، 1999 6- وعودة أبوسنينة : أساليب تدريس الدراسات الاجتماعية ،الأردن ، عمان ، مكتبة دار الثقافة ، 1990
7- أحمد سيد إبراهيم ، وآخرون : المفاهيم اللغوية والدينية ـ تطورها وتنميتها ، الإمارات العربية المتحدة ، دبى ، مكتبة دار القلم ، 1998. 8- أحمد السيد جاسر :" تعلم المفاهيم " ، مجلة كلية التربية ، جامعة الزقازيق ، العدد التاسع ، السنة الرابعة ، مايو1989،ص ص (281ـ305). 9- أحمد السيد محمد جوهري : " تقويم بعض المفاهيم الجغرافية لدى طلاب الفرقة الرابعة شعبة الجغرافيا بكلية التربية "، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة الزقازيق، 1985 . 10- إدريس سلطان صالح : " مستوى تمكن معلمي الجغرافيا قبل الخدمة من المفاهيم الجغرافيا الأساسية وعلاقته بمستوى أدائهم التدريسى واتجاهاتهم نحو الجغرافيا " ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية التربية ، جامعة المنيا ، 2003 . 11- جميل محمد أحمد الحصنى :"المفاهيم الجغرافية لدى طلبة الصف الأول الثانوى في الجمهورية اليمنية ." رسالة ماجستير غير منشورة ، المركز الوطنى للمعلومات باليمن ،2000. 12- جودت أحمد سعادة، وجمال يعقوب اليوسفي: تدريس مفاهيم اللغة العربية والرياضيات والعلوم والتربية الاجتماعية، بيروت، دار الجبل، 1988 . 13- رجاء محمد عبد الجليل : " تقويم بعض المفاهيم البيئية المرتبطة بمادة الجغرافيا لدى طلاب دور المعلمين والمعلمات وخريجيها "، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية تربية بنها، جامعة الزقازيق، 1986 . 14- رشدى لبيب قلينى : نمو المفاهيم العلمية ، القاهرة ، الأنجلو المصرية ، 1974 . 15- سالم بن على سالم القحطانى :" تمكن الطلاب من تعلم بعض مفاهيم الدراسات الاجتماعية ، دراسة استكشافية على طلاب الصف السادس الابتدائى بمنطقة أبها التعليمية ."، مجلة مركز البحوث التربوية بجامعة قطر، العدد الواحد والعشرون ، السنة الحادية عشر ،يناير 2002 ، ص ص (65-98. 16- السعيد الجندي عبد العزيز : " تقويم بعض مفاهيم المواد الاجتماعية بالحلقة الأولى من التعليم الأساسي لدى طلاب دور المعلمين والمعلمات"، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية تربية بنها، جامعة الزقازيق، 1987. 17- عبد الرحمن بن محمد الشعوان:" نحو تدريس فاعل لمفاهيم الدراسات الاجتماعية باستخدام أسلوبى الاستنتاج والاستقراء ـ دراسة نظرية ." ، جامعة الملك سعود ،كلية التربية ، مركز البحوث التربوية 114 ، الطبعة الأولى 1417 هـ/1996 م. 18" مدى اكتساب تلاميذ المرحلة المتوسطة بمدينة الرياض المفاهيم التاريخية والجغرافية الواردة بالكتب المقررة ."، المجلة التربوية بالكويت ، المجلد الثالث عشر ، العدد الثانى والخمسون ، صيف1999، ص ص (97-137. 19- فارعة حسن محمد : "تقويم المفاهيم الجغرافية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية "، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية التربية ، جامعة عين شمس،1975. 20- لولوه سعد راشد الكوارى:" أثر استخدام استراتيجية التعلم للإتقان فى تنمية بعض المفاهيم الجغرافية والاتجاه نحو تدريسها لدى الطالبات المعلمات بكلية التربية جامعة قطر"، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية التربية ، جامعة المنوفية ،1994. 21-ماجدة حسين حسن محمد : " أثر استخدام الأطلس على تعلم بعض المفاهيم الجغرافية بالمرحلة الثانوية "، رسالة ماجستير غير منشورة ، كليات البنات ، جامعة عين شمس ، 1991 22- محمد أمين عطوه محمد : " أثر مدخل التعلم بالاكتشاف الموجه على نمو المفاهيم والاتجاهات نحو مادة الجغرافيا لدى طلاب المرحلة الثانوية "، رسالة دكتوراه غير منشورة ، كلية التربية ، جامعة طنطا، 1986. 23- محمد حمد عقيل الطيطى : " أثر مدى اكتساب معلمى الجغرافيا فى المرحلة الإعدادية للمفاهيم والمهارات الجغرافية ، فى تحصيل طلبتهم فى الصف الثالث الإعدادى لتلك المفاهيم والمهارات فى الأردن ." ، رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة اليرموك ، الأردن ، 1983. 24- تدريس المفاهيم ـ نموذج تصميم تعليمى ، الطبعة الأولى ، الأردن ، إربد ، دار الأمل ،1993. 25- يعقوب عبد الله أبو حلو :" المفاهيم والتعميمات فى بناء المناهج الجغرافية العربية "، دراسات فى المناهج وطرق التدريس ، العدد الخامس ،1989،ص ص (13-35) . 26- Badr, Ahmed Mahmoud “: A Conceptual Framework for The Development of High School Social Studies Curricula for Palestinian Students. ”, D.A.I, vol.41, no.12, pp.4951, 5952 27- Kaminske ,V:” Geographical Concepts : Their complexity and Their Grading , International Research in Geographical and Environmental Education ,vol.6,No.1,1997,pp.4-26.
|
كـلّ نـورٍ غير نـورِ الله ظـلُ ******** كل عــز غير عــز الله ذل ................ للمراسلة والتواصل والاستفسار من خلال
[email protected]
ما يقدمه هذا الموقع هو خالص لوجه الله تعالي ... ولانستهدف منه التربح بأي شكل من الأشكال.
الموقع الرسمي للدكتور خالد عمران
https://staffsites.sohag-univ.edu.eg/Prof.khaledomran?p=home
ساحة النقاش