بسم الله الرحمن الرحيم
إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى
صدق الله العظيم ( الكهف / 13 )
حقائق هامة بشأن
الغارة الإسرائيلية على سيناء
لعل الكثير منا يعلم ما حدث من إعتداءات إسرائيلية على الحدود المصرية بل داخل حدودنا المصرية راح على أثرها أربعة شهداء مصريين هم ضابطين وجنديين .. وأسأل الله لهم جنات الخلد .. لكن ما أردت قوله في كلمتي هذه عدة حقائق على إخوتي وأخواتي المصريين تحت لواء جيشنا العظيم الإنتباه إليها وتوخي الحيطة والحذر مما قد تحمله الفترة القادمة :
أولا : ذكرت في كتابات كثيرة أنه ينبغي تهدئة الأمور في الداخل ليتفرغ جيشنا إلى حماية حدود الوطن ولا أدري لماذا كان المقابل نقدا كثيرا ولم أري برأيي الشخصي مبررا لإستمرار الإعتصامات بعد دخول مبارك قفص المتهمين .. ورجوت كل أهل وطني عدم إثارة الشك في المجلس الأعلى للقوات المسلحة حتى وإن لم يفصح عن أسباب تصرفاته الغامضة أحيانا فهو يرى مالا نراه نحن وربما كان في إفصاحه عن دوافعه في التصرف على نحو معين كشفا لأسرار عسكرية أو توجيه إتهامات لدول معادية بما يتضمنه ذلك من إثارة للتوتر في العلاقات معها لكن يبدو أن الحماس أقوى من الفكر الهادئ أحيانا .
ثانيا : علينا أن نثق ونتأكد من غدر اليهود وأن نعد لهم ما إستطعنا من عدة فيهود إسرائيل لم ولن ينسوا سيناء لأسباب عديدة تتمثل في الآتي برأيي الشخصي :
( 1 ) عندما قامت ثورة أحرار مصر يوم 25 يناير وتم حرق أو تفجير بعض خطوط البترول المصري واتي تبدأ من العريش لتوصيل وينتهي نزيف بترولنا في عسقلان داخل إسرائيل .. إستشعر اليهود خطرا فادحا يحدق بهم فماذا لو قطع المصريون عنهم الطاقة ؟ هدد اليهود والأمريكان مصر باللجوء إلى التحكيم الدولي بسبب توقف الشركات المنتجة المصرية عن ضخ البترول إلى إسرائيل فضلا عن تهديدهم بالمطالبة بتعويضات جسيمة .. لكن الدكتور عبد الله حسن الأشعل ( سفير ومساعد وزير الخارجية الأسبق - إستقال من منصبه في عهد أحمد ماهر ) أحرق بلغة القانون على الإسرائيليين مسعاهم وتهديداتهم لمصر باللجوء للتحكيم الدولي بشأن قطع البترول إذ أكد الدكتور الأشعل أن التحكيم الدولي لا يختص قانونا بنظر هذه المنازعة لأن التعاقد على تصدير البترول لإسرائيل قد تم بين شركتين مصريتين ولم تكن الحكومة الإسرائيلية طرفا مباشرا في العقد ومن هنا فإن القضاء المصري هو المختص بنظر هذه المنازعة وليس قضاء التحكيم الدولى بل وأكد د. الأشعل تصريحات ألمانية مضمونها أن الألمان سيوقفون عمل المفاعلات النووية لديهم حتى عام 2017 وهو مايعني أن ألمانيا يمكن أن تتعاقد مع مصر لشراء بترولنا بالسعر العالمي ليكون بدلا لطاقة المفاعلات النووية ومن ثم فإن ألمانيا وبعض الدول الأوروبية ستتجه إلى البترول فترتفع أسعاره .. ومن هنا فإن مشكلة الطاقة داخل إسرائيل ستصبح كارثة فمصر أقرب الدول إليها وبترولها غير مكلف لكن البترول الروسي والقطري الذي تعتمد عليه إسرائيل أشد كلفة بسبب بعد المسافة .. هذا هو الدافع الأول لدى اليهود لإحتلال سيناء وال‘تماد على بترولها .
( 2 ) سيناء بالنسبة لليهود أرض لها قدسية دينية خاصة وحساسة وهذا ثاني اسباب الرغبة اليهودية الخبيثة في سيناء .
( 3 ) تأمين حدود إسرائيل لا يكتمل إلا بإحتلال سيناء .. خلال ثورة المصريين الأحرار إتفق المتظاهرين على جمعة الزحف إلى غزة والقدس ولا يخفى على أحد القدر البالغ من الذعر الذي أصاب الصهاينة اليهود عندما رأوا ملايين المصريين يصرون على الزحف إلى إسرائيل ودخولها ولقد كان لهذا الحدث إنعكاسات خطيرة على الحكومة الإسرائيلية ومواطنيها بل على الأمريكان أنفسهم وقد رأيت أحد مقاطع الفيديو سجل فيه حاخام يهودي تحذيرات شديدة ليهود إسرائيل من زحف المصريين وكان الحاخام مرتعدا من الخوف وهو ماتناولته الأوساط الإعلامية في تل أبيب وأثار كل الذعر والهلع وهو ما دفع اليهود لتوقع حدوث ذلك يوما ما فبإمكان المصريين الزحف إلى سيناء بكل يسر وسهولة فهي أرضهم وتحت سلطانهم لكن ماذا لو وصلوها عند الحدود ؟ بالطبع لن يكن بينهم وبين إسرائيل غير كيلومترات معدودة وإن حدث ذلك فلابد أن الجيش المصري سيقوم بتغطيتهم وحمايتهم أرضا وجوا وبحرا .. ومن ثم فإن إحتلال اليهود لسيناء سيبعد الخطر عن تل أبيب ويحصره في ميدان آخر هو سيناء بمعنى آخر نقل ميدان المعركة والمواجهة إلى سيناء يضمن سلامة تل أبيب وبعدها عن موقع الصراع .. هذا السبب الثالث لتفكير اليهود مجددا في سيناء .
( 4 ) يحلم اليهود بالإستقرار الداخلى إذ يزعجهم كثيرا العمليات الإنتحارية التي يقوم بها فدائيو فلسطين وسط المدنيين الإسرائيليين ولعل هذا ما دفعهم إلى إقامة الجدران العازلة بينهم وبين الفلسطينيين ومن ثم فإن رغبتهم في سيناء سوف تسمح لهم بطرد الفلسطينيين وتهجيرهم ليسكنوا سيناء ومن هنا تستقل الأرض الفلسطينية بالكامل لليهود بغير منازع لها من الداخل وبغير مخاطر من الفدائيين ومن هنا تنقل إسرائيل ميدان معركتهامع الفلسطينيين إلى سيناء بدلا من الداخل . وهذ سببا آخر من أسباب الرغبة اليهودية في سيناء .
( 5 ) سيناء متنفسا سياحيا هاما لليهود فضلا عما حباها الله به من ثروات وخيرات من أرض زراعية ومعادن نفيسة ... الخ .
والحقيقة أن الأسباب عديدة لا يتسع لذكرها جميعا هذا المقام .
ثالثا : أعتقد أن أحدا منا لم ينسى الجواسيس اليهود الذين تم القبض عليهم في مصر خلال الثورة بالقرب من قناة السويس وغيرها من المدن المصرية الأخرى وفي أنحاء متفرقة من مصر .. ترى ماذا كانوا يفعلون تحديدا في هذا التوقيت ؟ ولماذا ؟ وهل يجمعون معلومات عن القناة ؟ عن عدد قوات الجيش المتواجدة في داخل المجتمع ؟ هل يحصرون دباباتنا وعرباتنا المصفحة وغيرها من آلتنا العسكرية التي إنتشرت في أحداث الثورة في ربوع مصر ؟ وإذا كنا قبضنا على بعض الجواسيس الإسرائيليين فكم عدد الجواسيس الذين لم نقبض عليهم ؟ وما هي المعلومات التي جمعوها عن قواتنا ؟
رابعا : صرح رئيس جهاز الإستخبارات الإسرائيلية أن سيناء خارج نطاق السيطرة العسكرية أو الأمنية المصرية و أن الجيش المصري عجز عن تطهيرها ممن يقوموا بعمليات عسكرية ضد إسرائيل .. وبدأت إسرائيل تحشد قواتها على الحدود المصرية وتهدد بعمليات عسكرية داخل سيناء مما إضطر القوات المصرية لنقل عدد من الجنود إلى سيناء و ‘لان حالة الطوارئ .. لماذا صرح رئيس جهاز الإستخبارات الإسرائيلية أن سيناء خارج نطاق سيطرة الجيش المصري ؟ يقينا هذا التصريح سبقه دراسة أمنية عسكرية لسيناء وجمع إستخبارات عنها وعن عدد قواتنا فيها ونقاط التحصين والتسليح وهذا جميعه لا يعني إلا أن اليهود يضمرون لسيناء نوايا خبيثة .
خامسا : نداءات إسرائيلية متكررة لكافة اليهود بالخروج من سيناء والبعد عنها .. وهو ما يعني أن وجود مدنيين إسرائيليين في سيناء يشكل خطرا عليهم وربما كان مصدر هذا الخطر عمليات عسكرية إسرئيلية محتملة مستقبلا في سيناء وهذا ما هدد به صراحة وزير الدفاع الإسرائيلي .
سادسا إخواني الشباب وأخواتي الفتيات وكل أهل وطني .. مصر في خطر حقيقي ودماؤنا جميعا فداء لها .. ولن يدخل سيناء القردة والخنازير إلا على أشلاء جثثنا ولكن هناك واجبات وإلتزامات يفرضها علينا حب هذا الوطن الساري في أوردتنا وموجز إلتزاماتنا مايلي :
أولا : مناشدة جيشنا العظيم بتكثيف وحشد كل مابوسعه من قوات بسيناء فضلا عن الآلة العسكرية فلا ينبغي أن تحشد إسرائيل على الحدود تلك الآلة العسكرية ونكتفي نحن بالتسليح الشخصي إحتراما لمعاهدة السلام وذلك لأن هذه المعاهدة تلقي إلتزامات على الطرفين فإن أخل أحدهما بإلتزامه تحلل وأعفي الطرف الآخر من ألتزاماته .. وإني أري برأيي الشخصي أن إسرائيل قد خرقت معاهدة السلام بالفعل عندما حلقت طائراتها المقاتلة .. وهي طائرات عسكرية .. في السماء وفتحت نيرانها على أرض مصرية خلف الحدود وأصابت وقتلت مصريين هذا خرق للمعاهدة يعفينا من الإلتزام بها ويعطينا الحق في تسليح سيناء .
ثانيا : قرار الحرب ليس قرارنا يا أبناء مصر .. وإنما هو قرار قواتنا المسلحة .. فهي التي تدرك حجم إمكاناتها العسكرية لتقرر أنها تكفي أو لا تكفي لمواجهة العدو .. وهي التي تخطط وتحدد وهذا عملها لذلك أأمل ألا يأخذنا الحماس فنضغط على جيشنا فيضطر إلى إعلان حرب ربما هو غير مستعد لها إو ربما إمكاناته العسكرية لا تسمح أو ربما نضطره إلى إعلانها في غير الموعد المناسب .. لذلك أرجو من كل الشباب الداعين للحرب أن يتركوا القرار للجيش بغير ضغط عليه أو تظاهرات أو إعتصامات فقواتنا المسلحة هي أعلم بظروفها وإمكاناتها منا .. أما واجبنا نحن تجاه وطننا الحبيب مصـــــــــــــــــــــــر هوأن نضع أنفسنا تحت تصرف قواتنا المسلحة وننفذ على أشلاء جثثنا التعليمات بكل دقة بصورة منظمة ومخططة ومدروسة من قبل قواتنا .
ثالثا : إن المخاطر التي تواجهها مصر الآن في مسيس الحاجة إلى الهدوء الداخلي والإستقرار حتى لا ينشغل الجيش بالظروف الداخلية ويتفرغ لتأمين وطننا الحبيب من التهديدات الخارجية لذلك أرجو وقف الإعتصامات والتوحد في مواجهة البلطجية والخارجين على القانون وحماية أمننا الوطني من جهة الداخل بالتعاون مع الداخلية ورفع هذا العبء عن كاهل الجيش .
رابعا : رفع مستوى إقتصادنا المصري بأداء كافة أعمالنا بغية زيادة الإنتاج والتنمية لخفض الأسعار وتوفير كافة إحتياجاتنا في الداخل وإحتياجات رجالنا وأبنائنا على الحدود .
خامسا : القضاء على كل الفتن والإضطرابات الداخلية التي من شأنها هدم وحدة شعبنا وإثارة الفتنة بين أوصاله .
نموت نهلك ولكن .. تحيــــــــا مصــــــــــر
حـــــــــرة .. شامخــة .. قـــــــوية
وما النصرإلا من عند الله
العزيز الحكيم
د. حسام جادو
ساحة النقاش