د . حسام عبد المجيد جادو - دكتوراه في القانون الجنائي

 

 

زينب المتهمة وصفاء شقيقة المتهمة وعبداللطيف المجنى عليه

 

 تفاصيل الجريمه الكامله لقصة الخيانة والدم بقرية سلمنت التابعة لمركز بلبيس بالشرقية 


شقيقة المتهمة: زوج أختى كان   يجلب لها الرجال مقابل 200 جنيه فى الليلة ويصورها عارية فوضعت له المخدر فى الشاى للهرب ولم تطلب من صديقه قتله

 

كتب : احمد رافت

 اتصال هاتفى تلقته نوباتجية مركز شرطة كفر شكر فى الساعات الأولى من صباح الثلاثاء 9 نوفمبر من أحد المزارعين، أفاد فيه أنه عقب وصوله إلى حديقة الموالح التى يملكها عثر على جثة لشخص مجهول تغطى الدماء ملابسه، وعلى الفور تم إخطار اللواء محمد الفخرانى مدير أمن القليوبية، وكلف رجال المباحث بالانتقال إلى محل الواقعة وإجراء التحريات وبيان ملابسات الحادث.

التحريات الأولية لفريق البحث توصلت إلى أن المجنى عليه يدعى «عبداللطيف.ف» يبلغ من العمر 46 عاماً، عاطل عن العمل ويقيم مع زوجته التى أنجب منها 3 بنات، بالإضافة إلى طفل آخر أنجبه من زوجة سابقة بقرية سلمنت مركز بلبيس محافظة الشرقية.

 وأضافت التحريات أنه اكتشف خيانة زوجته مع صديق له يدعى «م.ع» وقام بتصويرهما فى أوضاع مخلة لإثبات الخيانة عليها وعقب معرفتها باكتشافه خيانتها، طلبت منه الطلاق فرفض طلبها، فقررت التخلص منه بمساعدة عشيقها ووضعت له المخدر بالشاى حتى تأكدت من إغمائه ثم اتصلت بعشيقها الذى حضر إلى الشقة وضربه بسكين حتى تأكد من وفاته ثم اشترك مع الزوجة فى نقل جثته بسيارة المجنى عليه إلى منطقة كفر شكر وتخلص منه بحديقة موالح وفرا هاربين، وبتضييق الخناق على الزوجة قامت بتسليم نفسها إلى رجال المباحث وتم بعدها ضبط المتهم.

«صفاء» شقيقة الزوجة المتهمة تروى لـ«عيون الشرقيه » قصة شقيقتها.

قالت: شقيقتى تعرفت على المجنى عليه ووقعت فى غرامه وتزوجها عرفياً، وحملت منه وفور علمنا بما حدث أجبرناه على الزواج الرسمى منها، واختفت معه بعدها وبحثنا عنها فى كل مكان، إلا أننا لم نعثر عليها حتى فوجئت باتصال منها تخبرنى فيه أن زوجها يتنقل بها بين عدد من القرى، بلغ 13 قرية بالشرقية، يقيمان فى كل منها فترة من الوقت ويتركانها للتوجه إلى غيرها دون أى استقرار حتى أنجبت منه 3 فتيات «سلمى وحبيبة وفرح.

وخلال تلك الفترة فوجئت شقيقتها بزوجها يجبرها على العمل كخادمة فى البيوت وراقصة فى الأفراح وعندما علم أهلها بما تفعله قاطعوها. ولم يكتف الزوج بذلك بل تمادى فى أفعاله حيث بدأ يجبرها على ممارسة الجنس مع الرجال مقابل 200 جنيه فى كل ليلة، وعندما علمت شقيقته المنتقبة بفداحة الأفعال التى يرتكبها حاولت توجيه النصائح له، إلا أنه لم يستجب لها حتى طلبت زوجته الطلاق منه للإفلات من بشاعة معاملته لها وتفريطه فى عرضها، وتمكنت من الحصول على الطلاق منه دون رجعة وتزوجت من آخر يدعى «عمرو.ج.س» إلا أن طليقها لم يتركها فى حالها حيث بدأ يرسل تهديدات لزوجها ويطلب منه تطليقها مهددا إياه بحرقه بماء النار حتى تفشى الخوف فى نفس زوجها مما دفعه لتطليقها، وانتهز زوجها الأول الفرصة وتمكن من استدراجها بحجة أن طفلتهما الصغيرة مريضة واصطحبها لرؤيتها فى منزل منعزل بقرية سلمنت بالشرقية تحيط به الأراضى الزراعية وفوجئت به يجبرها على الإقامة معه ولم يسمح لها بمغادرة المنزل من حينها كما فوجئت به يعود مرة أخرى إلى أفعاله البشعة.

 

وأضافت صفاء: خلال تلك الفترة حاولت شقيقتى الهرب أكثر من مرة إلا أنها فشلت فى ذلك خاصة مع تهديده لها بإرساله الأسطوانات التى سجل عليها لقاءاتها الجنسية مع الرجال، التى سجلها لها بالإجبار، إلى أهلها وفضحها بها، وكان من بين أصدقائه المترددين عليه فى المنزل أحد الأشخاص يدعى «م.عفشة» الذى تعاطف معها وقرر مساعدتها فى الهرب بأطفالها، فأحضر لها مادة مخدرة وطلب منها وضعها له فى كوب شاى وبالفعل نفذت ما طلبه منها وقبل إغمائه شعر بحالة من الغثيان مما دفعه للاتصال بصديقه المقرب «م.ع» لمساعدته فى الذهاب للطبيب، وانتهزت هى فرصة إغمائه وبدأت تبحث عن الأسطوانات الجنسية التى يخفيها بالمنزل وأثناء ذلك فوجئت بدقات على باب المنزل وبفتحها الباب وجدت صديقه يخبرها باتصال زوجها به وتركته يدخل وتوجهت لاستكمال بحثها عن الأسطوانات داخل غرفة النوم وأثناء ذلك سمعت صوت استغاثة من طليقها فأسرعت لاستكشاف الأمر لتفاجأ بـ«م.ع» يتعدى عليه بمفك حديدى ويصيبه بعدة طعنات برقبته وصدره وبطنه ثم طعنه بسكين ولف حبلا حول عنقه لخنقه حتى تأكد من وفاته، وعندما بدأت بالصراخ قائلة له: إنها لم تطلب منه قتله وإنما كانت ترغب فى الهرب فقط هددها بتلفيق التهمة لها وترك الجثة بالمنزل والفرار من المكان، وطلب منها مشاركته فى التخلص من الجثة ، فقامت بمساعدته فى وضع الجثة بحقيبة سيارة المجنى عليه وتخلصا منها بحديقة الموالح.

الدكتور حسام جادو محامى المتهمة قال إن النيابة العامة استدعت عددا من الرجال الذين كانوا يمارسون مع المتهمة الرذيلة، الذين أفادوا أن المجنى عليه هو الذى كان يجلبهم لممارسة الجنس معها كما أن علاقة المجنى عليه والمتهم كانت مليئة بالخلافات بسبب تهديد المجنى عليه للمتهم بعدد من إيصالات الأمانة التى تمكن من الحصول عليها ضده، بالإضافة إلى أن والدة المجنى عليه عثرت على الاسطوانات الجنسية وسلمتها إلى رجال المباحث. من جانبها نفت والدة المجنى عليه كل ما ذكرته شقيقة المتهمة قائلة إن نجلها كان مستقراً مع زوجتيه وأطفاله الستة حتى تمكنت المتهمة من لف شباكها حوله والإيقاع به، بالرغم من علمها بأنه متزوج بعد أن تعرفت عليه أثناء تدخله لحل نزاع عائلى خاص بأحد أقاربها، وبعد زواجها به أقامت بمنزل العائلة بالمطرية، إلا أن خلافاتها ومشاجرتها معها لم تهدأ فأجبرت زوجها على ترك المنزل والإقامة معه فى شقة خاصة فاستجاب لها منعا للخلافات، إلا أنها استمرت فى مشاكلها فطلقها فى المرة الأولى ثم تدخل الأقارب وأعادوها إليه وأجبرته على تطليق زوجتيه وإهمال أطفاله الآخرين، وعادت للمشاكل مرة أخرى بسبب قيامها بالرقص بالأفراح دون رضاه، مما دفعه لتطليقها دون رجعة، وتزوجت خلال تلك الفترة من آخر يدعى «عمرو» الفكهانى الذى طلقها بعد فترة قصيرة وعندما وجدت نفسها بمفردها عادت إلى زوجها الأول معترفة بأخطائها ونادمة على ما بدر منها راجية منه الزواج مرة أخرى، إلا أنه رفض فاستعانت بأقاربها وعدد من البلطجية لتهديده وأجبروه على توقيع إيصالات أمانة على بياض وهددوه بها لإجباره على الإقامة معها والزواج بها مرة أخرى مما دفعه للخضوع لهم والإقامة معها فى قرية سلمنت بالشرقية.

 

 تعليقنا كدفاع للمتهمة في هذه القضية

 

وردت هذه القضية إلى مكتبي بعد وقوع الجريمة بأيام معدودات, حيث إلتقيت بأسرة المتهمة وشرحوا لي ما إتهمت به إبنتهم زينب, لكني كالعادة طلبت أجلا للإطلاع على التحقيقات لأقرر ماإذا كنت سأقبل مهمة الدفاع عنها من عدمه .. لكن لا أخفي قولا أنني قد إستراح ضميري لقبول الدفاع عن هذه المرأة منذ الوهلة الأولى بسبب ملحوظة إستخلصتها من بين الكلمات التي إستمعت إليها من أسرتها, ولكني طلبت مهلة لحين الإطلاع على التحقيقات لكي يطمئن قلبي.

 

 وتلك الملحوظة هي أن المتهمة إتهمت بوضع مادة منومة للمجني عليه في كوب الشاي بإتفاق مع عشيقها ثم إتصلت بهذا العشيق ليأتي ويطعنه بالسكين .. لم أرى ذلك منطقيا إذ كان بوسعها وضع مادة سامة فيموت بمجرد تعاطيها بغير إسالة دماء خاصة مع وجود أطفال بالمنزل ويمكن تفسير الجريمة عندئذ بتعاطي السم خطأ فمادة سم الفأر يمكن تعاطيها خطأ لأنها توضع عادة للفئران بثمرة طماطم أو بقطعة خبز ثم يجوز أن يلتقطها المجني عليه ليأكلها, ومن هنا يختلف توصيف الجريمة من وصف القتل العمد وهو جناية إلى جنحة التسبب خطأ في موت شخص وهو جنحة ..

 

 طالعت تحقيقات النيابة العامة وعندئذ تيقنت من براءة المتهمة من الجريمة وقررت قبول مهمة الدفاع عنها .. الحقيقة كانت سلطة التحقيق الإبتدائي مقتنعة تماما بما نشرته صحف عديدة تصور المتهمة أنها الزوجة التي إتفقت مع عشيقها على قتل زوجها الذي إكتشف خيانتهما وقام بتصوير الزوجة وعشيقها حال ممارسة العلاقات الحميمة .. لكن للجريمة أبعاد أخرى

 

وقد قدمت إلى النيابة العامة مستندات دامغة تكشف ملابسات الواقعة وتشير إلى الجاني الحقيقي في هذه الواقعة, وذلك حتى تتجه النيابة العامة بتحقيقاتها صوب القاتل الحقيقي بدلا من إهدار الوقت في إجراءات لا طائل لها .. إبتسم المحقق وقال لي .. المتهمة إعترفت بوضع المنوم للمجني عليه يا دكتور وإعترفت بالمشاركة في قتله وشريكها إعترف عليها فهل من بعد ذلك شئ ؟ ..

 

قلت لا نعرف ظروف الإعتراف, ولا نعرف هل قرأت المتهمة ماسطر بالأوراق من أقوال على لسانها قبل أن توقعه من عدمه , ولا نعرف أيضا حجم الضغوط التي مورست عليها للإقرار بإرتكاب الواقعة من عدمه .. لا نعرف غير العدالة والتقارير الفنية وسيرد لسيادتكم تقرير المعمل الكيماوي يقرر أن العينة الحشوية المأخوذة من معدة المجني عليه خالية تماما من ثمة مادة منومة أو مخدرة .. فإندهش المحقق متسائلا .. وكيف يمكن الجزم بذلك ؟ .. قلت عندما سألت النيابة المتهم الثاني كم كانت المسافة الفاصلة بينك وبين المجني عليه وقت طعنه قال ( هوه كان واقف أمامي وبيني وبينه حوالي 30 سم ) وعبارة كان واقف وقت الواقعة تعني أنه لم يكن نائما بفعل مادة منومة أو مخدرة .

 

وعلى أية حال فإن القضية ماتزل متداولة ولكن تصحيحا للمعلومات المغلوطة التي نسجتها الصحف العديدة التي تناولت وماتزال تتابع هذه القضية لابد من كشف بعض الحقائق وإن كنت مضطرا للحفاظ على بعضها الآخر نظرا لسريته وحفاظا على الأرواح وذلك كما يلي :

 

أولا : ذكرت الصحف أن المتهمة إتفقت مع عشيقها لقتل الزوج المخدوع الذي إكتشف وصور خيانتهما وذلك للتخلص منه وحتى يخلو لهما الطريق من العقبات .. وقد قدمت للنيابة العامة صورة من قسيمة طلاق المتهمة من المجني عليه قبل وقوع الجريمة بعشرة أشهر وهو ما يعني أن المتهمة لم تكن زوجة وقت الجريمة للمجني عليه ولم يكن المجني عليه عقبة في طريق إرتباطها بمن قيل أنه عشيقها إن هي أرادت الزواج منه .

 

ثانيا : المتهمة قررت بالتحقيقات أنها أصرت على الطلاق من المجني عليه قبل الواقعة بعدة أشهر لأنه كان يجبرها في البداية على الرقص بالأفراح ثم تطور ذلك إلى وضع أسوأ حيث كان يستجلب لها الرجال لممارسة الجنس معها تحت بصره مقابل مائتين جنيها لكل رجل وكان هو يتحصل على هذا المقابل لأنه هارب من تسع أحكام في قضايا عديدة وعاطل عن العمل ويبيع عرضها لينفق على زوجتين أخريين غيرها ولديه ثمانية أطفال من الزوجتين الأخريين بخلاف ثلاثة بنات منها .. وقد أرشدت المتهمة عن أسماء بعض هؤلاء الرجال الذين إستجلبهم لها لممارسة الجنس معها .. وهو ما شهد به وأكده المتهم الآخر في القضية .

 

ثالثا : أوردت تحريات المباحث عن المجني عليه أنه هارب من تسع أحكام صادرة ضده في قضايا متنوعة تتراوح بين سرقات ومخدرات وأداب عامة وذكرت التحريات أرقام هذه القضايا كما ذكرت أنه مسجل خطر .

 

رابعا : للمجني عليه علاقات وأسرار خاصة وخطيرة مع المتهم الذي قتله وإعترف بقتله بالتحقيقات وهناك تهديدات بينهما سابقة على القتل وعندما أبلغت المتهمة عن الجريمة وإعترفت أن صديقه هو الذي قتله تم القبض على الصديق القاتل وواجهته النيابة بشهادة المتهمة ضده فإعترف بجريمته ولكن زج بها في التحقيقات مدعيا إنها حرضته وساهمت معه في القتل وذلك إنتقاما منها على شهادتها ضده .

 

خامسا : هناك شاهد عيان للواقعة أكد في أقواله أن المتهمة صرخت عندما رأت المتهم يقتل المجني عليه وقالت له بتقتله ليه حرام عليك ؟ فقال لها لو مسكتيش هقتلك انتي كمان .

 

سادسا : ورد تقرير المعمل الكيماوي يؤكد بعد فحص العينة الحشوية للمجني عليه أن معدته وأحشائه خالية تماما من أية مواد منومة مما يعني أن المتهمة لم تضع له مادة منومة في الشاي وأنه كان بكامل وعيه وقت الواقعة .

 

سابعا : أما المفاجأة الكبرى فقد أوردها الطبيب الشرعي بتقرير الصفة التشريحية حين قرر أن السبب الحقيقي والمباشر لوفاة المجني عليه لم يكن الطعنات التي تلقاها وإنما سبب الوفاة إسفكسيا الخنق أما الطعنات فقد عجلت بوقوع الوفاة وهو مايضيف بعضا من الغموض على ملابسات القضية فل يملك خنق سفاح مسجل خطر إلا من هو أشد منه قوة ؟ لا أتصور ذلك من إمرأة ضعيفة البنية كالمتهمة .

 

 وأكتفي بهذا القدر ولعله يميط اللثام عن الحقيقة في هذه القضية وهناك مفاجآت أخرى سنقدمها في إطار مرافعتنا لمنصة العدالة   وللقضاء الحكم العادل . 

 

بقلم :

د. حسام جادو .. مستشار علوم الجريمة

كدفاع عن المتهمة

 

 

 

 

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 667 مشاهدة

ساحة النقاش

د. حسام عبد المجيد جادو - دكتوراه في القانون الجنائي

drhosamgado
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

46,421