Dr. Maher Elsawaf

الطريق إلي التقدم والتنمية يقوم علي العلم والمعرفة وحرية التعبير

 

الخطيط الإستراتيجى لتحسين نوعية الحياه

أ.د. محمد ماهر الصواف أستاذ الإدارة العامة بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية

من المفترض ان تسعي الحكومات الواعية والمخلصة فى الدول الساعية للنمو لتحقيق التقدم وتطوير نظم المجتع المختلفة سواء الاجتماعية أوالقيمية أوالثقافية أوالسياسية أو الاقتصادية بهدف التحسين المستمر لنوعية الحياه وحل المشاكل المزمنة التى تعوق التقدم والتنمية المستدامة . وتؤكد الدراسات والبحوث أن ذلك يستلزم استخدام الأساليب الإدارية الحديثة وأهمها التخطيط الإستراتيجى فما هو المقصود به وما هى أهميته؟

لا ننكر أن كافة الدول المعاصرة والمنظمات المختلفة الخاصة منها أو العامة، تعتمد بلا شك على التخطيط بإعتباره أهم العمليات الإدارية لتحقيق أهدافها كفاءة إنتاجية بالتركز على الاستخدام الكفء للموارد المتاحة وانتاج السلع والخدمات العامة أو الخاصة بأعلى درجة من الفعالية. وإن كان ذلك مطلبا ومعياراَ  أساسياً لنجاح الإدارة، إلا أنه أصبح غير كاف لضمان استمرارية التقدم والتنمية بسبب ما تعيشه هذه المنظمات من تغيرات دولية ومحلية سريعة ومتلاحقة فالتخطيط بأهدافة السابقة يعد فعالا فى ظل بيئة مستقرة ومتغيرات بطيئة وبسيطة.

ولا حاجة للقول أن الدول والمنظمات فى عصرنا الحالى تعيش فى بيئة يسود فيها المنافسة الشرسة والصراع الحاد بكل أشكاله وصوره، بيئة تتسم  بالعولمة  والتوجه نحو نظام الإقتصاد الحر وتحرير التجارة وحرية تبادل السلع والخدمات بين الدول، ومنافسة فى إكتساب المعرفة.

أيضاَ تغيرت البيئة السياسية فى غالبية الدول النامية، وتواجه الحكومات ضغوط شعبية ودولية تتطالب بمزيد من الديمقراطية، والمشاركة وإحترام الحقوق والحريات وبعقد إحتماعى جديد.

كل ذلك فرض على الدول والمنظمات العامة والخاصة ضرورة الإهتمام بالتخطيط الإستراتيجى. فالتخطيط الإستراتيجى  يجعل المنظمة تؤدى الأشياء الصحيحة فى المستقبل ويسعى إلى دراسة المستقبل البعيد والمتغيرات المختلفة بهدف  تشكيل مستقبل الدولة أو المنظمة. فإذا كان التخطيط العادى يعمل على آداء الأشياء بصورة صحيحة أى دون إهدار للموارد أو تضارب القرارات أوتكرار الأعمال، أو دون إحداث آثار سلبية على البيئة فالتخطيط الإستراتيجى  يجعل المنظمة تؤدى الأشياء الصحيحة فى المستقبل .

ويهدف التخطيط الإستراتيجى إلى مراجعة تامة للمهام والأغراض فى ضوء المتغيرات البيئية الحالية والمتغيرة، كما قد تراجع الإفتراضات التى تعد الأساس لعمليات المنظمة فى الماضى أى أنه هو العملية التى من خلالها يتحدد اتجاه وأداء المنظمة فى المستقبل. وهى عملية مستمرة تهدف إلى الحفاظ على المنظمة ككل وعلى نحو ملائم من خلال تعزيز قدرتها على التعامل مع الصراع الدولى والتنافس الشرس على الموارد وتحقيق المصالح الذاتية.

ومن هنا نأمل ان تتولد العقيدة لدى القادة السياسيين بالدول النامية أن تحسين نوعية الحياه لمجتمعاتهم تتطلب الإهتمام بالتخطيط الإستراتيجى حتى يمكن إعداد رؤية مستقبلية للتنمية ودراسة بيئية تساعدها على الإستفادة من الفرص وتجنب التهديدات وتحدد الأهداف الإستراتيجية التى تساعدها فى تحقيق تنمية مستدامة.

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 267 مشاهدة

Dr.maher elsawaf الأستاذ الدكتور محمد ماهر الصواف

drelsawaf
نشرالثقافة الإدارية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية »

عدد زيارات الموقع

326,224

ابحث