<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]--><!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-font-family:"Times New Roman";} </style> <![endif]-->
أصبحت السياحة العلاجية جزءاً لا يتجزأ من منظومة السياحة العالمية وعلى الرغم من توفر عناصر السياحة العلاجية بمصر إلا أن معالمها لم تكتمل حتى الآن رغم نجاحها بمناطق متعددة على البحر الأحمر مثل طور سيناء على خليج السويس وشرم الشيخ على خليج العقبة.. وما زال السائحون العرب الذين ينشدون العلاج يذهبون إلى البحر الميت فى إسرائيل نظراً للإمكانيات السياحية التى تقدم هناك على الرغم من أن البحر الميت ملئ بالملوثات المعدنية التى تتسبب فى تقليل نسبة نجاح العلاج المطلوب. وقد طالب بحث علمى أجرى أخيراً بضرورة استغلال إمكانات وموقع ملاحات برج العرب من حيث وجود المحاليل الملحية الطبيعية مرتفعة التركيز والجو المناسب فى مجال الاستشفاء البيئى لمرض الصدفية والأمراض الأخرى. أجرى البحث أسامة عبد العزيز الحاصل على دبلومة فى الدراسات البيئية والذى يقول: إن مياه الملاحات من أصل طبيعى وهو مياه البحر وتتميز مياه ملاحات برج العرب بوجود شروط خاصة متعلقة ببيئة الإنشاء وتصميم وتنظيم لأحواض التركيز والتبلور والصرف، يمكن التحكم فى درجات تركيزها سواء بالتخفيف أو التركيز، وهذه ميزة المياه بملاحات برج العرب فى حالة استخدامها فى أغراض الاستشفاء من مرض الصدفية وذلك بإمكانية الحصول على التركيز المطلوب فى الوقت المحدد لذلك، كما تتميز ملاحات برج العرب بوجود هضاب شمال وجنوب الملاحة تعمل كحائط صد طبيعى ضد الرياح والعواصف الرملية، كما أن جو المنطقة خال من التلوث والشوائب العالقة التى تشتت أشعة الشمس، وتوجد أيضاً أحواض تشبه الخلجان (مياه هادئة) ليس بها أمواج تعمل كمرآة تعكس أشعة الشمس إلى سطح الأرض، إضافة إلى ملوحة عالية جداً بزيادة تصل إلى سبعة أضعاف المياه بخليج سفاجا، وبالتالى سهولة الطفو وتقليل قوى الجاذبية مما يؤدى إلى تحسن ملموس فى نشاط الدورة الدموية داخل الجسم وبالتالى زيادة كمية الدم التى تصل للجلد وبالتالى يحدث توازن بين كمية الأملاح داخل الجسم وخارجه، وهذا التوازن له تأثير كبير فى سرعة شفاء مرض الصدفية. وإضافة إلى كل ذلك فالمنطقة بها عناصر طبيعية جمالية خلابة وموقع متميز يساعد على استرخاء المريض وتحسن حالته النفسية. إن تلك المميزات لملاحات برج العرب تجعلها منافساً له أهميته فى الاستشفاء الطبيعى لمرضى الصدفية وخصوصاً لمناطق البحر الميت والذى له عيوبه الهامة مثل غياب الشمس بالمنطقة أثناء فصلى الخريف والشتاء، وانخفاض منطقة البحر الميت عن سطح البحر 390متراً مما يجعله غير مناسب لمرضى القلب، وزيادة نسبة عنصر البرومين المسبب لمرض حساسية الجلد.. ومن أجل كل هذا يمكن استخدام الظروف المناخية البيئية وتركيز الأملاح بملاحة برج العرب لعلاج مرضى الصدفية ووضع منطقة برج العرب على خريطة السياحة العلاجية. ويصف الباحث أسامة عبد العزيز طريقة تشغيل ملاحات برج العرب فيقول: إن ذلك يتم عن طريق تغذية أحواض التركيز التى تبدأ من مدينة الحمام بمياه البحر عن طريق خط مواسير ممتد فى البحر بطول 250متراً، وهذا الخط ينتهى بماسورتين فرعيتين طول الواحدة منهما 5 أمتار يتم عن طريقهما سحب مياه البحر، وتصب الماسورتان فى بيارة حيث يتم ترويق مياه البحر فى البيارة للتخلص من الشوائب والرمل والسمك والكائنات البحرية، ثم تسحب هذه المياه إلى الماسورة الأساسية التى تصب مياه البحر النقية فى أحواض التركيز، وتبلغ مساحة حوض التركيز الأول 6كم طول فى عرض 1.8كم، وفى هذا الحوض يتم ترسيب أملاح الكربونات. ويتم نقل المياه من حوض التركيز الأول إلى حوض التركيز الثانى عن طريق بوابتين وتترك المياه لتتركز، وفى هذا الحوض يتم ترسيب أملاح الجبس، ثم ينقل المحلول من بحيرة التركيز الثانية للتبلور ليتم ترسيب كلوريد الصوديوم بالبخر الشمسى، وعدد أحواض الترسيب فى ملاحات برج العرب 5 أحواض أربعة منها مساحة الواحد تبلغ 70متراً عرض فى 1200متراً طول، أما الخامس فيبلغ طوله 1000متر وعرضه 700متر، ويترسب الملح عند درجة تركيز 26بومية حتى 28 بومية، هذه هى الطريقة الكاملة لتشغيل ملاحة برج العرب والتى يتمنى الباحث أن تطبق ويدعو إلى مقاطعة المنتج السياحى الإسرائيلى فى مجال الاستشفاء فى البحر الميت مع إدخال الإسكندرية فى مجال السياحة العلاجية بديلاً عنه، خصوصاً أن جو برج العرب يتناسب تماماً مع هذا المشروع لأن درجات الرطوبة متوسطة مع درجة حرارة بين 15و20درجة مئوية مما يؤثر على الحالة المزاجية والصحية للسائح الذى يبغى الاستشفاء خاصة وأن السائح العلاجى يمتاز عن السائح العادى بطول مدة إقامته فى مدينة العلاج إذ تتراوح هذه المدة ما بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع، بالإضافة إلى أن معدل الإنفاق يكون مضاعفاً بالنسبة لهذا السائح.. ولابد أن أؤكد أنه ليس ضرورياً أن تخدم السياحة العلاجية المرضى فقط، ولكنها تمتد إلى الأصحاء ورجال الأعمال الذين يودون الاستجمام والبعد عن إيقاع الحياة العصرية حيث يتمتع السائح بالهدوء والجمال بالغمر فى مياه معدنية ذات ملوحة مناسبة ثم ممارسة بعض الرياضات الخفيفة. وأود أن أشير إلى أن أول من وضع الأساس العلمى للسياحة العلاجية بمصر هو الدكتور "حسن بك محمود حكيم" وذلك من خلال المخطوطة التى اكتشفتها داخل مكتبة البلدية بمحرم بك والمعنونة بـ "ينبوع شفا الأبدان فى حمامات حلوان" والتى وضعها منذ حوالى 127 عاماً
أعلى النموذج
أسفل النموذج
ساحة النقاش