تعليم الدراسات الاجتماعية

الأستاذ الدكتور إدريس سلطان صالح ـ كلية التربية ـ جامعة المنيا

·        المفهوم العام للتخطيط :

هو أسلوب أو منهج يهدف إلى حصر الإمـكانات المـادية والمـوارد البشرية المتوفـرة ودراستها وتحـديد إجـراءات الاستفادة منها لتحقيق أهداف مرجوة خلال فترة زمنية محددة.

·        مفهوم التخطيط لإعداد الدروس :

عملية تحضير ذهني وكتابي يضعه المعلم قبل الدرس بفترة كافية، ويشتمل على عناصر مختلفة لتحقيق أهداف محددة .

·        أهمية التخطيط للدرس:

يمكن تلخيص أهمية التخطيط للتدريس بشكل عام في النقاط التالية:

1-  يستبعد سمات الارتجالية والعشوائية التي تحيط بمهام المعلم, ويحول عمل المعلم إلى نسق من الخطوات المنظمة المترابطة, المصممة لتحقيق أهداف جزئية ضمن إطار أشمل لأهداف التعليم.

2-  يؤدي إلى وضوح الرؤية أمام المعلم, إذ يساعده على تحديد دقيق لخبرات الطلاب السابقة وأهداف التعليم الحالية, ومن ثم يمكنه من رسم أفضل الإجراءات المناسبة لتنفيذ التدريس وتقويمه.

3-  يؤدي إلى نمو خبرات المعلم العلمية و المهنية بصفة دورية مستمرة، وذلك لمروره بخبرات متنوعة في أثناء القيام بتخطيط الدروس, وهذه الخبرات تتباين وتختلف عاماً بعد عام بسبب اختلاف المقررات التي يقوم المعلم بتدريسها, وتغير الأهداف التربوية, ومحتوى المناهج, والمشكلات الاجتماعية, والأحداث الجارية ذات العلاقة بمجريات عملية التدريس.

4-  يجنب المعلم الكثير من المواقف الطارئة أو المحرجة, التي ترجع في أغلب الأحيان إلى دخول عالم التدريس اليومي دون تصور مسبق لأحداث ذلك العالم ومفاجأته.

5-  يساعد المعلم على اكتشاف عيوب المنهج الدراسي, سواء ما يتعلق منها بالأهداف, أو ما يتعلق منها بالمحتوى أو طرق التدريس والتقويم ومن ثم يتمكن من العمل على تلافيها, ويساعده على تحسين المنهج بنفسه, أو عن طريق تقديم المقترحات الخاصة بذلك للسلطات المعنية.

·        أنواع خطـط التدريـس :

التخطيط للتدريس يمكن أن يكون على نوعين هما :

1-             التخطيط الفصلي : وهو التخطيط الذي يتم لمدة فصل دراسي, ويقوم المعلمون بهذا النوع من التخطيط تحت عنوان ((توزيع المقررات)) وذلك في بداية كل فصل دراسي، وينبغي ألا يقتصر هذا النوع من التخطيط على توزيع المقرر على شهور وأسابيع الفصل الدراسي فحسب, إذ أن ذلك يمثل مجرد خطة زمنية للتدريس, لكنه يجب أن يتضمن أهداف التدريس لكل وحدة دراسية, أو فترة زمنية, والمواد والأجهزة اللازمة للتدريس, والأدوات التي سوف تستخدم في التقويم, وذلك لأن كل هذه الأمور تستغرق في الغالب وقتاً لإعدادها.

2-             التخطيط الأسبوعي أو اليومي : وهو التخطيط الذي يتم لدرس أو مجموعة صغيرة الدروس, ويُفضل عادة القيام بتخطيط عام لكل أسبوع من الأسبوع السابق له مباشرة, وذلك لتجهيز مستلزمات التدريس, كما اتضح عند الحديث عن التخطيط الفصلي, ويساعد هذا لأجراء المعلم إلى حدٍ كبير عند قيامه بالتدريس اليومي, أو عند قيامه بوضع الخطط التفصيلية للدروس اليومية, حيث يتم ذلك في ضوء ما تم فعلاً في الخطة الأسبوعية, وما أسفرت عنه إعداده للوسائل التعليمية و الاختبارات.

·        مكونات خطة التدريـس :

تشتمل خطة الدرس على العناصر التالية:

1- موضوع الدرس:

 ويتمثل موضوع الدرس في أنه:

-  جزء من المقرر المدرسي، ويجب أن يكون هذا الجزء ملائماً للزمن المخصص للحصة.

-  حلقة في سلسلة موضوعات تم تخطيطها بطريقة تتابعية.

2- أهداف الدرس:

ويشترط أن تكون أهداف الدرس:

-  مرتبطة بالأهداف العامة للتربية وللمرحلة الدراسية والمقرر الدراسي.

-  متنوعة بحيث تكون معرفية ومهارية ووجدانية ولا تقتصر على الأهداف المعرفية فقط.

-  مصاغة صياغة سلوكية صحيحة ( أن + فعل إجرائي + الطالب + وصف الخبرة التعليمية المراد إتقانها من قبل الطالب ).

 3- التمهيــد:

ويشترط أن يكون التمهيد:

-  مشوقاً ومتنوعاً تتضح من خلاله أهداف الدرس وبصورة جلية.

-  مرتبطاً بالدرس السابق.

-  مثيراً للمتعلمين ودافعاً لهم على التفاعل مع المعلم في تقديم الدرس/المادة التعليمية الجديدة.

4- محتوى الدرس:

ويشترط في محتوى الدرس الآتي:

-  أن يسهم في تحقيق أهداف الدرس.

-  أن يشمل الموضوع بصورة متوازنة بما يتلاءم مع زمن الحصة.

-  أن يشتمل على موضوعات واضحة وصحيحة ( أرقام، تواريخ، أسماء)

-  أن تكون عناصره مرتبة ترتيباً منطقياً ومستمدة من مصادر موثوقة.

-  أن يشتمل على جوانب تتعلق بالقيم والمبادئ الإسلامية.

5- الأنشطة المرتبطة بالتعليم والتعلم:

ويشترط في الأنشطة الآتي:

-  أن تكون متنوعة فلا تقتصر على طريقة أو أسلوب دون آخر.

-  أن تشجع الطلاب على الاستقصاء وحل المشكلات.

-  أن تراعي الفروق الفردية للطلاب وذات مستويات مختلفة.

-  أن تشتمل على نشاط عملي في الصف.

-  أن تكون مرتبطة بموضوع وأهداف الدرس.

6- الأدوات والوسائل التعليمية:

ويشترط في الأدوات والوسائل التعليمية الآتي:

-  أن تكون ملائمة لموضوع الدرس ولمستوى الطلاب.

-  أن تسهم في تحقيق أهداف الدرس وتوضيح المحتوى بفاعلية.

-  أن تكون متنوعة ومبتكرة وتشجع الطلاب على استخدامها.

7- التقـويــم:

وعلى ضوئه يتم تحديد مدى نجاح أو فاعلية خطة التدريس المطبقة.

ومن شروط عملية التقويم:

-  أن يكون التقويم مرتبطاً بأهداف الدرس.

-  أن تكون وسائل التقويم متنوعة ( شفهي، تحريري، موضوعي، مقالي)

-  أن يتم التقويم من خلال أسئلة رئيسة.

-  أن يقيس المعلومات والمهارات والاتجاهات.

الواجب المنزلي كجزء من التقويم :

وهو تكليف من المعلم للطالب بغرض تثبيت الخبرة في ذهنه وربطه بالمادة الدراسية لوقت أطول، ومن أهم شروطه:

-  أن يسهم الواجب في تحقيق أهداف الدرس.

-  أن يكون متنوعاً في موضوعاته واضحاً ومحدداً في أذهان الطلاب.

-  أن يساعد الطالب على التعلم بفاعلية ويحفزهم على الإطلاع الخارجي.

- مهارات تخطيط التدريس :

تتطلب عملية تخطيط التدريس إتقان المعلم للمهارات الست التالية:

(1)    تحديد خبرات الطلاب السابقة ومستوى نموهم العقلي.

(2)    تحديد المواد التعليمية والوسائل المتاحة للتدريس.

(3)    تحليل مادة الدرس لتحديد محتوى التعليم.

(4)    صياغة أهداف التعليم.

(5)    تصميم استراتيجية لتحقيق أهداف التعليم.

(6)    اختيار وتصميم أساليب تقويم نتائج التعلم.

         وفيما يلي نقدم لك تعريفا لكل من هذه المهارات الست مع بعض الأمثلة أو التدريبات التي نعتقد بأنها مناسبة لتطوير مهاراتك الخاصة للقيام بهذه المهام .

1-  تحديد خبرات الطلاب السابقة ومستوى نموهم العقلي :

مما لاشك فيه أن الطلاب في أي صف دراسي لديهم قدر لا بأس به من المعلومات والمهارات السابقة التي تتصل بموضوع الدرس الذي ستقوم بتدريسه وهذه المعلومات ضرورية للبدء في تعلم مادة الدرس الجديد.

        ولذا فان أول المهارات التي ينبغي على المعلم امتلاكها والتدريب عليها: مهارة تحديد الخبرات السابقة ذات الصلة بموضوع الدرس لدي الطلاب، إذ أن هذا التحديد ضرورة لصياغة الأهداف ولتصميم استراتيجية التدريس ولكي تنمي هذه المهارات لديك يمكنك اختيار أحد دروس المقررات الدراسية المتوافرة لديك ثم تحديد الخبرات إلى معلومات ومهارات وكرر هذا العمل في دروس أخرى حتى تشعر بالرضا عن نتائج عملك.

        وبعد أن تتحقق من اكتسابك هذه المهارة المهمة عليك العمل على اكتساب مهارة أخرى وثيقة الصلة بها ألا وهي تحديد مستوى النمو العقلي للطلاب ومعرفة خصائص نمو المرحلة بما فيها من نمو عقلي حسي حركي لغوي …الخ

ولعلك تذكر من قراءاتك السابقة أن الطفل في المرحلة الابتدائية يفكر حسيا، أي يعتمد على استخدام الحواس في إدراك خصائص الأشياء وأن قدرته على التجربة والتصور أو التخيل تبدأ في السنة الثانية عشرة تقريبا أي في المرحلة الإعدادية وربما تأخر ذلك إلى بداية المرحلة الثانوية.      

وقد لا ينطبق ذلك على كل الصفوف في كل المدارس نتيجة قيام المدرسة بتخصيص صف خاص للطلاب المتفوقين أو للطلاب بطيئي التعليم. 

        لذا ننصحك بالتعرف على نوعية طلاب الصف الذي ستقوم بالتدريس فيه، إذ أن ذلك سيفيدك في صياغة أهدافك، كما انه سيفيدك في تصميم استراتيجية التدريس المناسبة.

        وتشير الدراسات إلى وجود عدد من الوسائل التي يمكن من خلالها التعرف على مستوى النمو العقلي للطلاب، لعل من ابرز تلك الوسائل ما يلي:

(1)    الاستفسار من إدارة المدرسة عن نظام توزيع الطلاب في الصفوف.

(2)   جمع بيانات من المعلمين الذين قاموا بتدريس الطلاب في السنوات السابقة بشرط أن تكون هذه البيانات من أكثر من مصدر ( معلم ).

(3)    استخدام اختبارات لقياس القدرة العقلية العامة ( الذكاء ).

     ولعلك تتساءل، ما فائدة الحرص على التعرف على مستوى النمو العقلي للطلاب؟

        ويمكن أن تجيب عن هذا السؤال بنفسك إذا قمت باختيار أحد الدروس المنظمة في مقرر من المقررات المدرسية، ثم حاولت كتابة هدفين لهذا الدرس واضعا في اعتبارك أن طلابك من فئة مرتفعي الذكاء، ثم أعدت كتابة الهدفين واضعا في اعتبارك أن طلابك من المتوسطين أو العاديين  .

2-  تحديد المواد التعليمية والوسائل المتاحة للتدريس :

إن الوسائل التعليمية قد تتضمن مواد تعليمية أو أجهزة تعليمية، والمواد التعليمية هي كل ما يحمل أو يختزن محتوى تعليميا كالصور والأفلام والشفافيات والشرائح والخرائط واللوحات والملصقات وكذلك الكتب، أما الأجهزة التعليمية فيقصد بها المعدات أو الأجهزة التي تستخدم لعرض المحتوى الموجود بمادة تعليمية ما، فجهاز العرض العلوي مثلا يعد من الأجهزة التعليمية التي تستخدم لعرض مادة تعليمية هي الشفافيات.

         ولعلنا نتساءل هل يمكن التخطيط لتنفيذ درس ما دون معرفة المواد والأجهزة التعليمية المتوافرة في المدرسة؟

         قد يقوم بعض المعلمين بذلك، ولكنهم بالطبع لا يستخدمون تلك الوسائل في تدريسهم، وهم بذلك يهملون الفائدة الكبيرة التي تتحقق من استخدام الوسائل التعليمية في تحقيق تعلم أفضل لدى طلابهم، وعلى المعلم أن يتعرف كافة الوسائل التعليمية الموجودة في مدرسته، بل وفي المدارس القريبة منها أيضا.

ووجود وسائل تعليمية معنية من عدمه قد يغير من أهداف الدرس التي ينشدها المعلم، وتلك قضية بالغة الأهمية، فمعلم الجغرافيا الذي خطط درسه بهدف تدريب الطلاب على تحديد مواقع بعض الظاهرات على الخريطة ، قد لا يستطيع تحقيق هدف في حالة عدم وجود الخريطة لديه، ولذا فإن على المعلم تعديل أهدافه في ضوء ظروف التدريس الواقعية، إذ لابد من وجود ملائمة دائمة بين الأهداف والإمكانات، ونقصد هنا الوسائل التعليمية وجه التحديد.

3-   تحليل مادة الدرس لتحديد محتوى التعلم :

        عندما يعرف المعلم أنه سيقوم بتدريس درس معين، فأنه يقوم بقراءة موضوع هذا الدرس في الكتاب المدرسي ( كتاب الطالب أو كتاب المعلم ) للإحاطة بالمادة الموجودة فيه، والتي تسمى أحيانا محتوى الدرس، أو محتوى المادة العلمية للدرس.

وعندما يقوم المعلم بقراءة متأنية لمادة أحد الدروس في الكتاب المقرر ( أو كتاب المعلم )، فإن عليه أن يفكر في الإجابة عن الأسئلة الآتية:

-       هل كل ما كتب في الدرس يمثل معلومات جديدة تماما على الطلاب؟

-       لماذا كتبت بعض المعلومات التي سبق للطلاب معرفتها ضمن محتوى الدرس؟

-       ما المعلومات الأساسية في هذا الدرس ؟ هل يمكن تحديدها وكتابتها منفصلة ؟

-       هل المعلومات الأساسية للدرس متساوية من حيث درجة أهميتها ؟ وهل هي متشابهة الصياغة؟

إن المقصود بالمحتوى هو المادة المعرفية أو المهارية أو الوجدانية المتضمنة في الدرس، وهذه المادة غالبا ما توجد على شكل سياق يتضمن معلومات ( أو مهارات) أساسية ينبغي تعليمها للطلاب بالإضافة إلى معلومات ( أو مهارات ) غير أساسية ، كتبت بهدف التمهيد أو الربط وهذه المعلومات ( أو المهارات ) غير الأساسية ، سبق للطلاب معرفتها ، كما قد توجد بعض المعلومات التي لم يسبق للطالب معرفتها وهي موجودة في السياق بهدف الشرح والتوضيح ، ألا أنها ليست المعلومات الأساسية للدرس وإحصاء المعلومات ( أو المهارات ) الأساسية وكتابتها منفصلة دون سواها هو ما يعرف بتحليل مادة الدرس أو تحليل المحتوى.

ـ مفهوم تحليل محتوى المقرر الدراسي :

إحصاء المعارف والمهارات الأساسية المضمنة في الدروس وكتابتها ،أي الوصول إلى مفردات المقرر الدراسي، أو بمعنى آخر إحصاء المعلومات الأساسية في المقرر الدراسي  .

ـ فوائد عملية تحليل المحتوى :

1- مساعدة المعلم على تحديد كل المهارات الرئيسة والفرعية التي يحتاج الطالب إلى تعلمها، وتعريفهم بها.

2- تجنب العشوائية في التدريس بحيث يصبح موجهاً ومركزًا لتحقيق الأهداف التعليمية.

3- مساعدة المعلم على تحقيق الموضوعية، والشمولية، والدقة عند صياغة الأهداف السلوكية للدرس.

4- مساعدة المعلم في دقة عملية التقويم، وشموليتها.

5- مساعدة المعلم في فهم المقرر وتبويبه، ومعرفة ما يحتاج منه إلى تعديل أو تبسيط؛ مما يعينه في أداء عمله، ومواجهة حاجات التلاميذ، وتوجيههم لاستخدامه الاستخدام الأمثل.

6- ابتعاد المعلم قدر المستطاع أثناء التعامل مع الكتاب المقرر عن استخدام كلمات أعلى من مستوى التلاميذ أو غير مألوفة لديهم.

ـ مكونات المحتوى :

        يتكون محتوى المادة العلمية من مكون معرفى يشتمل على الحقائق والمفاهيم والتعميمات والقوانين والنظريات ، ومكون مهارى يشتمل على المهارات المكونة للمادة، إلى جانب المكون الانفعالى الذى يتعلق بالميول والاتجاهات والقيم وبقية الجوانب الوجدانية .

        وفيما يلي بعض من هذه المكونات :

ـ الحقائق :

وهي جمل تصف ملاحظات خاصة بمادة أو موقفٍ . وهي نتاج علمي مُجَــزّأ لا يتضمن التعميم وغير قابل للنقاش في وقتها وقد يحدث عليها تعديل حسب البراهين العلمية الحديثة والجديدة . مثال ذلك  :

-                  القاهرة عاصمة جمهورية مصر العربية

-                  تتخذ الأرض الشكل الكروي

والحقائق يمكن قياسها عن طريق الملاحظة والتجريب وتصنف غالبًا في النواحي المعرفية التالية : ( أسماء الأشخاص  – الحوادث – التواريخ – المسميات  )

ـ المفاهيم :

وهي كلمات أو مصطلحات لها دلالة لفظية وذهنية . بحيث إذا ذكرت الكلمة أو المصطلح تبادر إلى الذهن معناه ودلالته .

فهي ما يتكون لدى الفرد من ( معنى + فهم ) يرتبط بكلمةٍ - أي ما يتكون لدى الفرد من اصطلاح للكلمة أو عبارة أو عملية معنية والمفاهيم تشتمل أيضا المصطلحات والرموز ، مثال ذلك : (  مناخ ، جبل ، تضاريس ، سكان ، ثورة )

ـ التعميمات  :

وهي جمل تصف مجموعة ملاحظات متشابهة أو مواقف عامة متكررة ومتشابهة في أكثر من موقف أو حالة .

فهي جمل علمية صحيحة تعبر عن موقف عام وشمولي وليس جزئي ولا تكون ناتجا علميا مجزأ . مثال ذلك جملة : ( تنخفض درجة الحرارة بالارتفاع عن مستوى سطح البحر ) فالجملة تعبر عن موقف عام وشمولي لجميع الأماكن و لا تصف مكانا معينا .

ـ القوانين العلمية :

وهي مجموعة متغيرات بينها علاقة أو ارتباط تندرج تحت قاعدة معينة . أي مجموعة مفاهيم يمكن التعبير عنها بصورة رمزية ، وقد يكون القانون ثابتا لمدة طويلة لكونه يمرّ عبر دراسات وتجارب عينية وقد يوصف بالثبات النسبي .

ـ النظريات العلمية :

هي تصورات ذهنية توضح مدى العلاقة بين مجموعة من المبادئ والتعميمات العلمية أو العلاقات أو المتغيرات أو الظواهر .

وقد تتسم بالشمول الواسع وتحتاج غالبا إلى التجربة والإثبات وتكون صالحة للعمل طالما أنها ناجحة في تفسير المشاهدات ، وتعدل إذا حصل ما يناقضها حتى تصبح ملائمة . من مميزاتها :

أ – أنها تعمل على ربط الحقائق والمفاهيم والمبادئ ( التعميمات ) وتنظمها في صورة لها معنى .

ب – لها أسئلة تفسيرية تنمي عملية التفكير . (أفضل من الحقيقة والمفهوم)

ج – تعمل على اكتشاف المعرفة العلمية وتطويرها ( تساعد على التنبؤ بالظواهر)

ـ المهارات :

        يمكن تعريف المهارة بأنها القدرة على القيام بعملية معينة بدرجة من السرعة والإتقان مع الاقتصاد فى الجهد المبذول ، ويكتسب الفرد مهاراته من خلال ممارسته للحياة ، ويتوقف اكتساب المهارة على طرق التدريس وفرص التدريب المتاحة وارتباطها بنوعية موضوعات المنهج ، ومن أمثلتها : مهارة القراءة ، مهارات الخرائط ، مهارات التفكير ...الخ .

4-  صياغة أهداف التعليم :

تعد مهارة صياغة الأهداف من أهم مهارات تخطيط التدريس وهي مهارة تالية للمهارات السابقة الخاصة بتحديد خبرات الطلاب وتحديد المواد والوسائل التعليمية وكذا تحليل المحتوى إذ أن هذه المهام سوف تصب جميعها في عملية صياغة أهداف التعلم وتعد بدايات هامة لهذه الصياغة.   

وهذا معناه انه لكي يتمكن المعلم من صياغة أهداف التعلم الجيدة لابد أن يكون على علم بخبرات طلابه السابقة ومستوى نموهم وبالمواد والوسائل التعليمية المتوافرة في المدرسة بالإضافة إلى قيامه بتحليل لتحديد محتوى التعلم من المعارف والمهارات.  

ولعلك قد استنتجت من الصفحات السابقة أن صياغة أهداف التعلم تختلف باختلاف نوعية الطلاب ومستواهم العقلي أو البدني، كما أنها تختلف باختلاف المواد والوسائل المتاحة للتدريس.

 وإذا كان هذا الكلام بسيطاً من الناحية النظرية فان تطبيقه عمليا في شكل أهداف جيدة الصياغة تراعي ما سبق ذكره أمر لا يخلو من شي من الصعوبة حيث يحتاج الأمر إلى تدريب لاكتساب المهارة كما أن المعلم في حاجة إلى التمييز بين الصياغات المناسبة والصياغات غير المناسبة للأهداف فهناك كثير من المعلمين الذين يكتبون أهدافا لا يمكن تحقيقها خلال زمن الدرس وهو ما يعني أن هذه الأهداف أهداف عامة وليست أهدافا خاصة بتدريس معين مدته نحو ساعة أو اقل من ذلك .

5-  تصميم استراتيجية تحقيق أهداف التعلم :

إن الأهداف التي قمت بصياغتها واستفدت في ذلك من المراحل الثلاث السابقة لصياغة الأهداف ، لابد لها من أسلوب أو خطة عمل لتحقيقها في غرفة الصف، وعادة ما تعرف محاولة التفكير في خطوات هذه الخطة أو رسم خطواتها بتحديد استراتيجية التدريس وهذا يعني أن مصطلح الاستراتيجية يعني تتابعاً معينا من الخطوات التي تستهدف تحقيق هدف ما.

         ويخطئ كثير من المعلمين عندما يعتقد سهولة هذه المرحلة من مراحل التخطيط للتدريس، ولعل اعتقادهم هذا يرجع إلى تصور التدريس على أنه عملية تقتصر على نقل المعلومات، وأن دورهم الرئيس يحصر في الإلمام بالمادة العلمية الموجودة في الكتاب المدرسي والعمل على إلقاء تلك المادة على الطلاب.

         إلا أن نظرة متأملة لما توصلنا إليه في المراحل السابقة وما كتب عن الأهداف في جوانبها ومستوياتها المختلفة تجعلنا نتساءل بعدها ـ هل هذه الأهداف يمكن تحقيقها بإلقاء المعلومات ؟ نعتقد أنك ستجيب قطعاً بالنفي.    

إن العمل الذي يقوم به المعلم في غرفة الصف يتطلب الاستحواذ على تفكير الطلاب ومشاعرهم، كي يعيشوا الخبرة التي يتعلمون من خلالها ويتمكنوا من ممارسة نشاطات التعلم التي تكسبهم الخبرات الجديدة وتعمل على تحقيق الأهداف. ومثل هذا العمل الجاد يتطلب من المعلم التفكير والدراسة والتخيل لدوره ودور الطلاب الذين سيشتركون في موقف التعلم.

وما من شك في أن المعلم المبتدئ حديث العهد بالتدريس يحتاج إلى جهد أكبر في دراسة موقف التعلم والتفكير في كيفية سير الأحداث بغية تحقيق أهداف الدرس واحداً تلو الآخر فهو مطالب بالتفكير في الحوار الذي يجب أن يحدث مع طلابه لتحقيق أهداف التعلم وفي سياق هذا الحوار سوف يتخيل دور الوسائل التعليمية من هذا السياق وما ستحققه في إطار استراتيجية التدريس.

ولكي تتمكن من إتقان مهارة تصميم إستراتيجية التدريس فان عليك كتابة هدف سلوكي إجرائي واحد من مادة تخصصك ثم تخيل انك مع طلاب صفك وتريد تحقيق ذلك الهدف بعد فترة زمنية محددة وضعاً في اعتبارك أن الهدف يعني ضرورة قيام الطلاب بالسلوك الذي يشير إليه الفعل السلوكي بالهدف عقب الفترة الزمنية المحددة لتحقيق هذا الهدف ولذا فان عليك كتابة ما ستفعله والأسئلة التي ستوجهها إلى الطلاب والمواد التي سوف تستخدمها أو الوسائل ودورها بالتحديد في سياق الإجراءات وعليك أن تحدد بدقة أيضا ما سيقوم به الطلاب خلال عملهم مع إجراءات التدريس.

وعليك أن تكرر هذا العمل أكثر من مرة فتكتب هدفاً جديدا وتفكر مليا في إجراءات تحقيق هذا الهدف حتى تشعر بالرضا عن عملك ولا مانع من مناقشة نتاج أفكارك مع زميل أو أكثر من زملائك ولا تنسى أن المهارة تكتسب عن طريق التكرار وانه ليس من العيب أن تظل معلما محدود الخبرة في هذه المهارة الهامة التي تترجم ما سبقها من مهارات في جراء عملي مهم لعلمية تخطيط التدريس .

6-  اختيار وتصميم أساليب تقويم نتائج التعلم :

تخيل أنك الآن في غرفة الصف أو في غيرها من مواقع المدرسة وأنت مع طلابك في موقف تعليمي تدريسى ولديك هدف سلوكي إجرائي محدد وواضح وقد كتبت استراتيجية لتحقيق هذا الهدف وقمت مع طلابك بالعمل على تحقيق الهدف وأصبحت تشعر بالرضا والسعادة إذ أن الطلاب متجاوبون معك ولديهم القدرة على النشاط والعمل، لكن هل يكفي مجرد الشعور بالرضا أو السعادة للحكم على الهدف من عدمه؟

    في واقع الأمر شعور ك بالرضا والسعادة عن أداء الطلاب أمر جيد ومرغوب ولكنه لا يصلح كمقياس للحكم على مدى تحقق الأهداف ولذا فان أحد المهارات الأساسية التي ينبغي أن يمتلكها المعلم مهارة تصميم أسلوب التقويم، ويتوقف أسلوب التقويم على الهدف الذي سبق أن حددنه لتعلم الطلاب.

    لعلك تدرك الآن أهمية الصياغة الجيدة للأهداف فقد انطلقت من الأهداف حين بدأت تخطط أو تصمم استراتيجية التدريس ثم تنطلق من الأهداف أيضا لتصمم وسائل أو أساليب التقويم ولذا فان الأهداف غير المحددة بدقة غالبا ما تضلل جهود المعلم .

 فالمعلم الذي يصوغ هدفه في العبارة ( تعليم موقع مصر ) ويهتم في درسه بمعرفة الطلاب للموقع الفلكى والموقع الجغرافى لمصر، ثم يطلب منهم في نهاية الدرس ( رسم ) خريطة تبين موقع مصر يكون مخطئا، لان صياغة الهدف: ( تعليم موقع مصر ) صياغة مطاطية غير دقيقة، لم تحدد الفعل السلوكي الذي ينتهي به التعلم، ولذا فقد ينتهي الدرس بإخفاق الطلاب في رسم مطالبه المعلم، ويظن المعلم أن هناك تقصيرا منه أو من طلابه، وفي واقع الأمر أن مطالبه المعلم في التقويم لا يتفق مع ما حدد في هدف الدرس، ومن ثم فقد يرجع إخفاق الطلاب إلى إخفاق إجراءات التدريس في التركيز على مضمون الأهداف.

        وتمكن المهارة في اختيار أساليب التقويم في دقة ووضوح ارتباطها بالأهداف، بالإضافة إلى تعددها بتعدد تلك الأهداف.

ويمكنك اكتساب هذه المهارة من خلال اختيار أحد دروس مادة تخصصك، ثم كتابة عدد من أهداف هذا الدرس وتحديد الأسلوب الذي ستتبعه لقياس مدى تحقق هذه الأهداف، ولعل تكرار هذا العمل مع أكثر من درس يكون مفيدا في تحقيق ما تصبو إليه من مهارة في الموائمة بين الهدف، والأسلوب المستخدم في التقويم .

نماذج لخطط تدريسية فى مجال الدراسات الاجتماعية :

·        النموذج الأول

اليوم :                                                   الصف :

التاريخ :             /       /  142هـ                الوحدة / الموضوع :

التاريخ :  /       /  2000م                           عنوان الدرس :

الأهداف

المحتوى

الطرق والوسائل والأنشطة التعليمية

التقويم

ملاحظات

دور المعلم

دور التلميذ

 

 

 

 

 

 

 

·        النموذج الثاني

·            بيانات عامة :

ـ عنوان الدرس                       تاريخ الدرس

ـ الفصل                               الحصة

·   المحتوى : ( العناصر ) وتشمل العناوين الرئيسية والفرعية لموضوع الدرس

أولاً : .......................  ثانياً : ......................

·  الأهداف :

.............................

جدول الخطة :

الأهداف

طريقة التدريس

الوسائل التعليمية

الزمن

التقويم

 

 

 

 

 

 

·        النموذج الثالث

التاريخ

الحصة

الفصل

الموضوع

الولايات المتحدة الأمريكية

أهداف الدرس :

..................................

.................................

المادة

الطريقة

التمهيد ( المدخل إلى ) :

1-    الموقع

2-    السكان

3-    السطح

4-    المناخ

5-    النشاط الاقتصادي

6-    المدن الهامة

عن طريق ..........

ويستخدم المعلم فى ذلك ...................

يوجه المعلم السؤال التالى : ..............

أسئلة تقويمية :

...................

...................

 

الملخص السبوري : ..............................

المراجع

1-    أحمد إبراهيم شلبى : تدريس الدراسات الاجتماعية بين النظرية والتطبيق ، القاهرة ، المركز المصري للكتاب ، 1998 .

2-    أحمد حسين اللقانى ، وبرنس أحمد رضوان : تدريس المواد الاجتماعية ، عالم الكتب ، 1974 .

3-    إدريس سلطان صالح : " مستوى تمكن معلمي الجغرافيا قبل الخدمة من المفاهيم الجغرافيا الأساسية وعلاقته بمستوى أدائهم التدريسى واتجاهاتهم نحو الجغرافيا " ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية التربية ، جامعة المنيا ، 2003 .

4-    حسن حسين زيتون : تصميم التدريس رؤية منظومية ، القاهرة ، عالم الكتب ، 2001

5-     ـــــــ    : مهارات التدريس ، رؤية فى تنفيذ التدريس ، القاهرة ، عالم الكتب ، 2001

6-    كلية التربية ـ جامعة المنوفية ـ مشروع تطوير التربية العملية ـ دليــل التربيــة العمليــة شعبــة الدراسات الاجتماعية ، 2005

7-    منصور أحمد الحاج مهنا : " فاعلية تطوير مقرر طرق تدريس الجغرافيا فى ضوء الاتجاهات العالمية المعاصرة على تنمية مهارات واتجاهات الطلاب المعلمين نحو التدريس بكليات التربية باليمن ، رسالة دكتوراه غير منشورة ، كلية التربية ، جامعة طنطا ، 2000 .

8-    وزارة التربية والتعليم : برنامج تدريب المعلمين من بعد تطبيقات على أساليب التدريس الفعال فى الدراسات الاجتماعية للمرحلة الإعدادية ، 2004

 

dredrees

الأستاذ الدكتور إدريس سلطان صالح

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 15549 مشاهدة

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور إدريس سلطان صالح الهدهودي

dredrees
أستاذ المناهج وطرق تدريس الدراسات الاجتماعية كلية التربية ـ جامعة المنيا »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

368,900