<!--<!--<!--

ـ مفهوم الأداء التدريسي :

تتعدد تعريفات الأداء كمصطلح تربوي ، إذ يعرفه جود Good : " الأداء إنجاز فعلى وحقيقي للقدرات الفكرية الكامنة " ( جود Good, C : 1973 ، ص 414 ) .

ويعرفه عادل الأشول بأنه : " السلوك الملاحظ فى موقف معين ويستدل عليه من ملاحظة سلوك الفرد " . ( عادل الأشول : 1987 ، ص 716 )

ويعرف حكمة البزاز مفهوم الأداء بأنه : " الفعل الإيجابي النشيط لاكتساب المهارة أو القدرة أو المعلومة، والتمكن الجيد من أدائها تبعاً للمعايير الموضوعة . (حكمة البزاز : 1989 ، ص 198)

        ويري كل من أحمد حسين اللقاني وعلى أحمد الجمل أن الأداء هو ما يصدر عن الفرد من سلوك لفظي أو مهاري، وهو يستند إلى خلفية معرفية ووجدانية معينة، وهذا الأداء يكون عادة على مستوى معين، يظهر منه قدرته أو عدم قدرته على أداء عمل معين. ( أحمد حسين اللقاني، على أحمد الجمل: 1999 ، ص 12) .

          ويمكن تعريف الأداء التدريسي إجرائياً بأنه : " أداء معلمي الجغرافيا قبل الخدمة لمجموعة من الأعمال السلوكية المحددة بسهولة وسرعة ودقة فى الموقف التدريسى . بحيث تساعد هذه الأعمال على تحقيق التعلم المرغوب . ويقاس إجرائيا من خلال درجات معلم الجغرافيا قبل الخدمة التي يحصل عليها من تطبيق بطاقة الملاحظة المعدة لذلك " .

ـ المعايير وتنمية الأداء التدريسي للطلاب المعلمين :

تسعى المعايير إلى تنمية الأداء التدريسى لدى الطلاب المعلمين من خلال تركيزها على بعد المحتوى التخصصي وتكامله مع البعد التربوي اللازم لتدريس هذا المحتوى ، والمساعدة فى خلق بيئات تعلم فعالة ، تستفيد من الإمكانات التكنولوجية المتاحة ، وتقابل الفروق الفردية بين المتعلمين ؛ سعياً نحو تحقيق الأهداف المنشودة . ( آرثر Arthur, A  : 2001 ) .

فتؤكد المعايير على الدور المحوري الذى يؤديه المعلم فى عملية التطبيق الفعلي . فالمعايير ترشد المعلمين وتعينهم على تعديل ممارستهم التعليمية ، وتقترح ماهية الأدوار التى يستطيع المعلمون الانخراط فيها من أجل جعل مثل هذه العملية التعليمية أمراً ممكناً . كما تزود هذه المعايير المعلمين بتوجيهات حتى يمكن آخذها بالحسبان لدى تصميم المهمات التعليمية أو اختيارها .

وتنطوي المعايير على تغيير فى أدوار ومسئوليات المعلم والطلاب ، سواء فى اختيار وتصميم المهمات التعليمية ، وتيسير الحوار الصفي ، وخلق بيئات تعلمية إيجابية ، وتحقيق التنمية المهنية المستمرة ، وتشجيع دعم الأقران ، والارتقاء بمفهوم التقويم لا التقييم من خلال توجيه العملية التعليمية وتطويرها ، وتشجيع التقويم الذاتي لكل من الطلاب والمعلمين .       ( عثمان نايف السواعى ، أيمن إبراهيم خشان : 2005 )

        فالمعايير التى تركز على أداء المعلمين سوف تحدث ثورة فى مجال إعداد المعلم ؛ من حيث مادة تخصصه ، وكيفية تدريسها بفاعلية ، وأن التزام مؤسسات الإعداد بهذه المعايير يؤدى إلى تخريج معلمين أكثر جودة وفاعلية ، ويمكنهم من تحسين وإثراء تحصيل طلابهم ." ( المجلس القومي الأمريكي لاعتماد برامج إعداد المعلم The National Council for Accreditation of Teacher Education ( NCATE) : 2000 ).

        وأثبتت نتائج عديد من الدراسات فاعلية المعايير فى تنمية أداء المعلمين ، وجودة تدريسهم ، ومنها دراسة مور وآخرين More and Others التى هدفت إلى تعرف آراء عينة من معلمي المعلم بالولايات المتحدة الأمريكية حول المعايير التى وضعها المجلس القومي الأمريكي لاعتماد برامج إعداد المعلم ، وقد أجمعت غالبية آراء عينة الدراسة على أن معظم تلك المعايير قد حظيت بمعدلات عالية من الإجماع على فاعليتها وجدواها كمؤشرات للجودة فى برامج إعداد المعلم . ( مور وآخرين More, K& et.al :1993 )

ودراسة محمد عبد الرءوف محمد خميس التي توصلت إلى أن تصميم التعليم فى ضوء المعايير أدى إلى تنمية الأداء التدريسى لدى الطلاب المعلمين تخصص فلسفة واجتماع فى كلية التربية بدمنهور . (محمد عبد الرءوف محمد : 2002 ) .

        ولا تقتصر فاعلية المعايير فى تنمية الأداء التدريسي للمعلمين فحسب ، بل يمتد أيضاً إلى الطلاب الذين يدرسون على أيدي هؤلاء المعلمين ، وأكد ذلك الدراسة التى قام بها مركز الاختبارات التربوية والتي توصلت إلى أن الطلاب الذين يدرسون فى مدارس معتمدة ، وعلى أيدي معلمين لديهم اعتماد بمزاولة المهنة ـ فى ضوء المعايير القومية للتدريس والتي تركز على الأداء ـ يحققون مستويات عليا من التحصيل مقارنة بغيرهم من الطلاب ممن يدرسون فى مدارس غير معتمدة ( مركز الاختبارات التربوية Educational Testing Service : 1999 ) .

        وكذلك أكدت دراسة ليندا دارلنج Linda Darling على وجود علاقة ارتباطيه دالة بين جودة إعداد المعلم القائم على معايير الأداء وتحسن مستوى أداء تلاميذ هؤلاء المعلمين . ( ليندا دارلنج Linda, D : 2000 )

ـ المعايير وقياس الأداء التدريسي :  

عندما ننظر إلى المعايير فى برامج إعداد المعلم ، نجد أنها تمثل منظومة متكاملة ومتداخلة ، معايير الأداء إحدى مكونات هذه المنظومة ، ذلك المكون الذى يركز على فكرة الأداء ، إذ أنها تحدد ما ينبغي أن يعرفه الطالب المعلم وما يجب أن يكون قادراً على أدائه .

ويتم ذلك من خلال وضع معايير لهذا الأداء ، وتحليل هذه المعايير إلى مجموعة من مؤشرات الأداء Performance Indicators والتي تعبر عن أداءات قابلة للقياس والملاحظة يؤديها الطلاب ، وتوضح هذه المؤشرات تقدم الطالب صوب تحقيق المعايير المنشودة ، ويجب أن يتوفر فى هذه المؤشرات كل من الصدق والثبات بحيث يدل تحقق هذه المؤشرات على تحقق المعايير . ( حسن سيد شحاته : 2005 ، ص 61 )

ولا يتوقف الأمر عند مؤشرات الأداء ، بل يمتد إلى صياغة مقاييس التقدير المتدرجة Rubrics لكل مؤشر من مؤشرات الأداء ، لكي تصف الأداء فى كل مستوى من مستويات هذا التقدير ، وتتكون قواعد التقدير المتدرجة من عدة مستويات ( مدرجات ) ويستعمل غالباً أربعة مستويات :

-   المستوى الأول : يكون الفرد فى حاجة إلى مجهود كبير كي يصل إلى المستوى الثالث المطلوب تحقيقه ، حيث إنه يقوم بأداءات محدودة ، ويعمل أخطاء كثيرة .

-   المستوى الثاني ، يقوم الفرد فيه بأداءات أقل من المطلوب تحقيقه ، ويعمل بعض الأخطاء ، وبذلك فإنه يحتاج إلى بذل مجهود للوصول إلى المستوى الثالث .

-         المستوى الثالث هو المستوى الدال على وصول الفرد إلى المستوى المطلوب تحقيقه .

-   المستوى الرابع دليل التفوق والتميز ، أي أن الفرد يقوم بأداءات أعلى مما يتطلب تحقيقها . ( حسن بشير محمود : 2005 ، ص 283 ) .

يتضح من ذلك أن المعايير تقدم وصفاً دقيقاً لما ينبغي على الطالب أن يعرفه ، ويكون قادراً على أدائه ، هذا الوصف لكل مستوى من مستويات الأداء ، مما يساعد على ملاحظة وتقويم أداء الطالب المعلم ، ومن ثم العمل على تطوير هذا الأداء .