د علي اسماعيل للطب النفسي والاستشارات النفسية والزوجية والاجتماعية وللتنمية البشرية

موقع يهتم بتبسيط العلوم النفسية للعامة وللمتخصصين من خلال عرض حالات وفيديوهات وابحاث

<!--

<!--<!--<!--

الادارة الابوية في الاندية الرياضية

يغلب علي المؤسسات الرياضية وخاصة الأندية الرياضية نمط شبة ثابت من نمط الإدارة وهو الادارة الأبوية حيث يقوم المدير أو الرئيس أو المدرب بادارة منظومته بمعيار الأب الذي يدير أسرة لا مؤسسة.

فأحد مديري الكرة يتباهي في الاعلام بأنه يتصل يوميا بلاعبيه ليلا ليتأكد أنهم في بيوتهم ولا يسهرون ، وثاني يأمر لاعبيه بعدم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ، وثالث يجبر لاعبه علي قص شعره ، ورابع يتدخل في علاقات اللاعب وخامس يتحدث عن اتجاهات اللاعب السياسية أو الدينية ويرفضها أو يحبذها  وسادس يدافع بضراروة عن خطأ كارثي للاعبه بدعوي صغر سنه.

في كل العالم تكون العلاقة بين العاملين في المؤسسة ( لاعبين أو إداريين ) وبين الادارة من خلال عقود بين طرفين ناضجين كاملي الأهلية يشتمل علي حقوق وواجبات ومسئوليات كل طرف ليس من بينها مراقبة اللاعب خارج الملعب أو توجيهة اجتماعيا أو سياسيا أو دينيا لأن اخلاله بتعاقده يجعله عرضة للغرامات أو فسخ التعاقد ، فلم نسمع أن جارديولا منع ميسي من السهر أو اختار له بدله التكريم مثلا.

في مصر يوجد عقود أيضا بها بنود محددة لكننا نعتبر اللاعب طفل يحتاج إلي مراقبة وتوجيه مستمر ونتعامل معه بمنطق الأب وليس المدير فهو لا يستطيع تسيير أموره أو أخذ قرارات في حياته وعليه أن  يطيع بلا مناقشة ، وهذا هو منطق الأب الديكتاتوري في ادارته لأسرته مستندا علي أنه صاحب المال والمانح والمانع وهو نموذج فاشل اسريا فكيف به اداريا واعتقد أن فشلنا المتوالي في بلوغ هدف قاري او عالمي يشير الي هذا المنطق.

لماذا يتقبل اللاعب أو المدرب أو الاداري هذا؟

اما تعودا علي هذا النموذج الشائع في كل مكان فيجد أنه نموذج عادي ومقبول تحت بند أن مديره يريد مصلحته ويعرف اكثر منه.

أو خشية من نفوذ مديره خاصة عندما يكون حاكما بأمره بيده كل شيء فيحاول اللاعب تجنب الدخول معه في صراع  ويقوم بعمل كل ما يريده من خلف ظهر الادارة ( نموذج سي السيد وأولاده) حتي يستقوي بالجماهير أو بعرض مغري وهنا يبدأ اللاعب في اظهار التمرد الخفيف ونتيجه تمرده تعتمد علي قوة ديكتاتورية المدير وقوه مساندة اللاعب  فاذا لم يتقبل تمردهوكان رده عنيفا بادر اللاعب بالاعتذار ( شيكابالا والمؤتمر الصحفي ) وكررها علي فترات أبعد لاختبار الأمر تكرارا وهكذا.

أما اذا تقبل المدير هذا نزولا علي اذدياد قوة اللاعب فهنا يظهر اتجاه جديد بينهما وهو التكيف علي الوضع الجديد مع محاولة كل طرف اكتساب أرضية جديدة تعزز قوته ليكتشف الجميع أن الخاسر الأكبر هو المؤسسة التي تدار بمنطق بعيد عن العلم والادارة والحقوق والواجبات 

 

 

المصدر: مقال منشور بمجلة الاهرام الرياضي 10 مايو 2016
dralysmail

علي إسماعيل استاذ م. بطب الازهر /استشاري KJO / رئيس CME

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 175 مشاهدة
نشرت فى 14 مايو 2016 بواسطة dralysmail

ساحة النقاش

دكتور علي اسماعيل للطب النفسي و الاستشارات النفسية والتنمية البشرية والمشكلات الزوجية والاجتماعية

dralysmail
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

109,387