حالة اكتئاب
لقد كنت وقتها في امتحانات الثانوية العامة وما أدراك ما كنت أتحمله من ضغط عصبي وقلق وتوتر بالذات وكنت متفوقا طيلة أعوامي الدراسية وأنا أكثر واحد متفوق في العيلة الكل ينتظر نتيجة عملي، وما كنت أعانيه من ضغط عصبي في كل عام أثناء الامتحانات لا يمثل شيئا مما كنت أعاني منه في الثانوية وأنا أصلا طبيعتي بحس بضعف شديد ووهن وخوف وانعدام للشهية أثناء الامتحانات؛
حتى حان وقت حدوث المشكلة وهي أني تذكرت موقفا كان قد حدث لي وأنا صغير موقف تحرش من أحد الجيران أتاني هذا الموقف فجأة وأنا وسط هذا الضغط العصبي ووقت تحديد مستقبلي كان لا يزال الموقف يتكرر أمام عيني طول اليوم شعرت بالضيق الشديد في صدري والحزن الشديد في صدري والإحساس بالاختناق والرغبة الشديدة في البكاء والإحساس بالخجل وتأنيب الضمير وكره النفس وضعف التركيز والإحساس بالخيبة وكيف يحدث لي هذا الموقف وأنا رجل؟
استمرت هذه الحاله تراودني أيام ثم استطعت أن أخرج ما بداخلي من هم في الصلاة واستطعت بعد عذاب أن أستعين بالله وأتغلب على أفكاري وأثبت لنفسي أني رجل وأني كنت صغيرا ولا أعلم شيئا، ولم أخبر أي أحد عما بداخلي فقط كنت أخبر أحد أصدقائي عن مشاعر الخوف من الامتحانات ومشاعر الحزن والضيق فقط.
ثم تغلبت على التفكير وخف الضغط عني قليلا ثم تعرضت لموقف تافه فقد أتى إلينا شخص يبيع الأطباق والأدوات المنزلية إلى البيوت ثم تطفل علينا قليلا لكي نشتري منه فعاملته بجفاف وأحرجته فوجدت من نفسي لوما شديدا أني أحرجته استمر لمدة 3 أيام وأيضا كانت في نفس الفترة فترة امتحانات الثانوية.
ثم انتهت الاختبارات وظهرت النتيجة وصدمتني النتيجة وكانت 70 % فزاد اكتئابي وإحباطي إحساسي بأني أصبحت لا شيء وأن حياتي قد انتهت ظللت أبكي كثيرا بدل الدموع دما حتى استطعت أن أعوض ما فاتني في المرحلة الثانية من الثانوية 94% ودخلت كلية تجارة.
كنت راضيا عنها وأنا أحب الرياضيات ومتفوق فيها ولكن ما زال الاكتئاب يلازمني ليس لدي أصدقاء إلا القليل ويزداد إحساسي بالاكتئاب عندما أذهب للكلية وأرى زملائي يضحكون ويلعبون ويستطيعون تكوين صداقات والمشاركة في الأنشطة الطلابية والاجتماعية والسياسية وأنا أشعر بالعجز كأني سيارة بلا وقود ليس لدي طاقة ليس لدي هدف وأشعر بالعجز والفشل وصعوبة في التفكير والتركيز وصعوبة في التفاعل مع الناس وصعوبة في التحصيل الدراسي وصعوبة في حصولي على مشاركة حب من الجنس الآخر؛
وإحساسي بأني لا شيء ولا هدف لي في الحياة وأن الحياة ليس لها أي معنى وأني لا أستطيع الحصول على عمل لحالتي السيئة هذه ومشاكل كثيرة مع النوم والراحة وإحساس بأني لا أحد يحبني ولا أستطيع عمل إنجاز وانعدمت شهيتي وكنت أنام طول اليوم ولا أستيقظ إلا ساعات قليلة.
ظللت على هذه الحالة طوال أعوام الكلية حتى أني رسبت سنة وكنت أرسب في مواد كثيرة وانعزلت أكثر عن الناس وضعفت قوتي ولا أستطيع الاستمتاع بأي شيء وودت أن يأتي وقت موتي في أقرب وقت فكانت حالتي تتعرض لنوبات اكتئاب تظل لمدة شهرين وثلاثة ثم تتحسن قليلا لمدة 5 أيام على أقصى تقدير وتعود لي نفس الأعراض ثم تحولت حالتي إلى اكتئاب ثنائي القطب فترة حماس زائد كأني شفيت ثم أدخل سريعا في الاكتئاب مرة أخرى.
ذهبت إلى طبيب نفسي خلال فترة الكلية وتابعت معه 5 سنوات أخذت أدوية كثيرة دون جدوى ثم بحثت كثيرا عن حالتي على النت وعلمت كثيرا عن مرضي وساعدني الدكتور على تطبيق العلاج السلوكي واستخدام جلسات الكهرباء والصلاة والدعاء. تحسنت حالتي قليلا وأصبحت أفضل بالنسبة لحالتي من قبل تحسنت كثيرا من الأعراض وتحسن التركيز وتحسنت الذاكرة وذهب الحزن وذهب الإحساس بالندم وتأنيب الضمير وتحسن الإحساس باليأس وأصبحت أندمج في الحياة بشكل أفضل قليلا ولكن ما زال الاكتئاب له جذور باقية وأعراض باقية وهي:
ليس لدي هدف ولا أجد طعما للحياة لا أستمتع بأي شيء في الحياة.
لا أستطيع الإحساس بالراحة حتى وأنا مستيقظ من النوم
ليس لدي أي رغبة تماما في الجنس الآخر أو الزواج أو الرغبة الجنسية أو حتى مشاعر حب أو إعجاب
أنا متجمد المشاعر والأحاسيس حتى إحساس الخوف ليس لدي خوف من أي شيء ولا أعبأ بأي شيء
وأشعر بالبرود والفرغ الداخلي ولا أحب أحدا
أشعر بخفة في رأسي أو ثقل في رأسي في أماكن كثيرة
أشعر بشيء في رأسي ليس ألما ولكن إحساسا كإحساس الحموضة في البطن لا أستطيع التخلص منه إلا بالنوم ويزيد هذا الإحساس أكثر عند العادة السرية
الكلام مع الناس يرهق رأسي وأشعر بلخبطة في دماغي ولا أستطيع التفكير وتقل طاقتي وينخفض صوتي وأسكت عن الكلام ولا أريد التكلم في أي شيء
جسمي يسخن بسرعة وأحس بسخونة في رأسي
ما زلت فاقدا تماما للشهية وعندي اضطرابات كثيرة في الجهاز الهضمي ولكني أهتم بالتغذية
وفي النهاية أود توضيح بعض الأمور
* أنا الآن ليس لدي أفكار سلبية لقد استطعت التغلب عليها.
* وليس لدي مشاعر حزن ولا أي مشاعر أخرى أصلا.
* أنا لا أتأثر بالموقف الذي حدث لي إنما مشكلتي ظلت مع الاكتئاب.
* أكثر ما أعاني منه الآن هي اضطرابات رأسي هذه ولا أجد لها حلا.
أنا محبوب من أصدقائي عندما يكون لي أصدقاء وأنا أملك ذكاء اجتماعيا ولكن ما فائدته وأنا أتجنبهم والسبب في هذا هو أني عندما أكون مع أصحابي لا أستطيع الاندماج معهم ولا أريد الكلام لأن الكلام يتعبني ويتعب دماغي وأحس أن من بجواري أصبح عبئا علي وأريد أن أتركهم سريعا وأبقى وحيدا
وأريد أن أسال هل هناك علاج دوائي مناسب لحالتي الآن؟
18/10/2015
الأخ الفاضل؛
أهلا ومرحبا بك على الموقع وشفاك الله وعافاك وأتم نعمته وفضله عليك.
تعاني منذ المراهقة من شخصية اكتئابية مع سمات توتر واضح (طبيعتي أحس بضعف شديد ووهن وخوف وانعدام للشهية أثناء الامتحانات) وفجأة تذكرت موقفا يبرر لك توترك وكأنك كنت تبحث عن سبب لعجزك (قد حدث لي وأنا صغير موقف تحرش من أحد الجيران) وهو موقف تكرر مع عشرات غيرك ولم يهتموا أو يتوقفوا عنده بل تجاوزوه بنفس منطقك (وكنت صغيرا ولا أعلم شيئا).
بعدها تعرضت لحالة من الاكتئاب بعد موقف ضاغط من وجهة نظرك (فعاملته بجفاف وأحرجته) وحدثت لديك نوبة اكتئاب بسيطة وقصيرة (لوم شديد أني أحرجته استمر لمدة 3 أيام) ومرت الأحداث ومرت الثانوية ودخلت مجتمع الجامعة بشخصيتك المكتئبة فظهر الاضطراب بصورة مكتملة (أشعر بالعجز والفشل، ليس لدي طاقة، ليس لدي هدف، وصعوبة في التفكير والتركيز وصعوبة في التفاعل مع الناس وصعوبة في التحصيل الدراسي وصعوبة في حصولي على مشاركة حب من الجنس الآخر، الحياة ليس لها أي معنى، ولا أستطيع عمل إنجاز، وانعدمت شهيتي، أنام طول اليوم ولا أستيقظ إلا ساعات قليلة).
وكان طبيعيا أن يكون نتيجة هذا (رسبت سنة وكنت أرسب في مواد كثيرة واعتزلت أكثر عن الناس)، وتكررت النوبات وأنت في وادٍ آخر (حالتي تتعرض لنوبات اكتئاب تظل لمدة شهرين وثلاثة)، بعدها توجهت لطلب العلاج أخيرا (ذهبت إلى طبيب نفسي وتابعت معه 5 سنوات أخذت أدوية كثيرة دون جدوى وساعدني الدكتور على تطبيق العلاج السلوكي واستخدام جلسات الكهرباء والصلاة والدعاء) لكن لم تصل حتى الآن إلى التحسن الكامل كما تقول في رسالتك.
وهذا يعني أنك عليك مراجعة الخطة العلاجية مع طبيبك ومعرفة أين يكمن الخطأ، هل في نوع الدواء أم في جرعته أم في إهمال طبيعة شخصيتك أثناء التشخيص والعلاج أم عدم الالتفات لوجود أعراض أخرى لم تذكرها ولم يسألك عنها طبيبك مثل أعراض القلق أو الذهان؟
مراجعة طبيبك مهمة وتحديد خطة علاجية جديدة بعد إعادة التقييم أمر لابد منه.
وفقك الله.
واقرأ أيضًا:
الحواجز المانعة للشفاء من الاكتئاب
اضطرابات وجدانية: اكتئاب مضاعف Double Depression
دكتور علي اسماعيل للطب النفسي و الاستشارات النفسية والتنمية البشرية والمشكلات الزوجية والاجتماعية
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش