القلق وإهمال الذات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي القائمين في هذا الموقع الفاضل، لا أعلم كيف أبدأ بطرح مشكلتي التي أرهقتني حيث بدأت منذ سنوات من كنت صغيرة جدا كنت لا أقدر ذاتي كما تفعل أخواتي وصديقاتي، بل كنت أرهق نفسي دوماً بكثرة التفكير السلبي وقلة احترام الذات، وكنت أنظر لما يعرض حولي من قصص نجاح لفتيات وأشخاص وأرسم طريقي على خطاهم، حتى وصل الأمر بي إلى اتباع نظام غذائي منذ صغري (بعمر 10 سنوات) كي أصبح أقرب ما يكون لشكل الفتاة الكاملة وكان أهلي دائما فخورين بي ويمدحونني في كل شيء،
لكن في نفس الوقت كنت كثيرة المرض ودائما أعاني من فقر الدم وأمراض أخرى أرهقتني، ولذلك كان أهلي يهتمون بي أكثر من باقي إخوتي خاصة أنني كنت دائما متفوقة وأسعى للكمال حتى بالشكل فالله منحني الجمال والعقل والذكاء والروح المرحة، ولم أكن يوماً شاكرة لله بل كنت دائما أطلب المزيد.
إلى أن وصلت لمرحلة البلوغ وما بعد البلوغ وبدأت بحميات غذائية الواحدة تلو الأخرى إلى أن وصلت لفقدان الشهية العصبي والاكتئاب وهنا بدأت مشكلتي فعانيت لخمس سنوات مع هذا المرض اللعين.. وأخذت العلاج مجبرة بسبب ضغوط من أهلي، لكن بكل صدق ما زالت بقايا هذا الوسواس تطاردني.
والآن وقد أصبحت كبيرة وواعية لما حدث لي، فأنا أعلم خطر التفكير بالعودة للحميات وأحاول جاهدة دون علم أحد أن أضغط نفسي لأكون إنسانة صحيحة دون التفكير بهذا الموضوع لكن للأسف التفكير أرهقني، لدرجة أنني بدأت أبحث عن طرق كي أمرض لأكسب اهتمام أهلي من جانب وأفقد وزني مجبرة من ناحية أخرى مع العلم أنني نحيفة ووزني في بداية الوزن الطبيعي، بل يصفني الناس بالنحيفة جدا؟!
إضافة لذلك فقد مررت بعلاقات عدة بهدف الارتباط ولم تكن جدية من قبل الشباب وكنت دائما أصاب بالاكتئاب نتيجة الفراق فأهرب دوماً نحو الحمية لأشغل نفسي بها خوفاً من أن أفعل شيئاً يؤذيني أكثر، خاصة أنني أصل أحيانا بتفكيري بالموت ولا أفعل ذلك لأنني مؤمنة إن الله لابد أن يمنحني بعد هذا الألم مستقبل أفضل!
الآن أفكر بالمستقبل فهل من الممكن بهذا العقل أن أكون إنسانة عاديه تؤسس أسرة وتربي أطفال؟ فأنا دائما أحتاج لأهلي بكل شيء خاصة أنني أعاني من كثرة المرض وأحيانا أتعمد شرب الماء البارد لأخفض مناعتي متعمدة كي أمرض لأفقد الوزن وأحيانا أحاول تناول الكثير من الأطعمة المكشوفة لأصاب بالتسمم وأجد عذرا للاستفراغ وعدم الأكل!!
حتى الطبيب يستغرب من كثرة زياراتي مع العلم أنني أخاف زيارة الطبيب لكن أهلي لا يطيقون رؤيتي أعاني من أي مرض حتى لو كان زكام!! ولو أصيب أحد إخوتي بأي مرض لا يهتمون كما يفعلون معي وأعلم أن هذا الأمر يزيد المشكلة سوءً؟
أرجوكم أريد حل لأقنع نفسي أن عندكم أمل وأن كل شيء سيكون بخير، وأريد طريقة لأقدر ذاتي وأحترمها وأخاف عليها كما يفعل الجميع من حولي؟
31/12/2015
الأخت الفاضلة، أهلا ومرحبا بك على الموقع، شفاك الله وعافاك.
منذ طفولتك تبحثين عن الكمال (كي أصبح أقرب ما يكون لشكل الفتاة الكاملة) مما جعل كل همك الحصول على رضا الآخرين (دائما فخورين بي ويمدحونني في كل شيء) حتى ولو كان هذا غير حقيقي أو على حساب صحتك (كنت كثيرة المرض ودائما أعاني من فقر الدم وأمراض أخرى أرهقتني) وحدث ما كان متوقعا فقدان الشهية العصبي والاكتئاب وهنا بدأت مشكلتي فعانيت لخمس سنوات مع هذا المرض اللعين... وبدأت رحلة العلاج التي لم تتحدثي عنها ولا عن ما حدث فيها، لكن الفكرة لم تمت (بقايا هذا الوسواس تطاردني) وهذا طبيعي فالأفكار تلقى بعيدا عن الشعور فلا تؤلمك وهذا هو المطلوب حتى لا تنساقي خلفها.
لكن يبدو أنك لا زلت أسيرة البحث عن الاهتمام وأسيرة المرض (أتعمد شرب الماء البارد لأخفض مناعتي متعمدة كي أمرض، أحاول تناول الكثير من الأطعمه المكشوفة لأصاب بالتسمم وأجد عذر للاستفراغ وعدم الأكل).
كما أن هناك ما يثير التساؤل (أهلى لا يطيقون رؤيتي أعاني من أي مرض حتى لو كان زكام) فلماذا هل خوفا من تكرار تجربتك المؤلمة أم لأسباب أخرى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تملكين من الخصال الكثير (منحني الجمال والعقل والذكاء والروح المرحة) لكنك لا تتوقفين وتريدين المزيد وتبحثين عن الاهتمام (مررت بعلاقات عدة بهدف الارتباط) مما يجعل علاقاتك غير مشبعة وقراراتك غير دقيقة.
تحتاجين فقط إلى إعادة ترتيب ذاتك ورؤية إيجابياتك وتحديد أهدافك والمثابرة في تحقيقها فرغم كل ما تتمتعين به من خصال ترفضين ذاتك وتحطمينها دون أن يكون هناك مبرر واضح لهذا.
عودي إلى طبيبك وابدئي معه جلسات منتظمة لإعادة ضبط إيقاع نفسك وتقريبك لها ومساعدتك على رؤية ما تتمتعين به وتحبين ذاتك وتهتمين بها، فيمكنك أن تكوني أكثر فائدة إذا أصبحت أكثر نضجا وهذا هو الهدف الذي يجب أن تنشديه الآن.
وفقك الله
واقرئي أيضًا:
صوم البنات
هوس النحافة أم القهم العصابي؟ م
النصائح الغذائية والصحة النفسية
نزوع إلى الكمالية وتفكير وسواسي
الكمالية والشعور باكتمال الفعل
الطريق من الكمالية إلى الاكتئاب
دكتور علي اسماعيل للطب النفسي و الاستشارات النفسية والتنمية البشرية والمشكلات الزوجية والاجتماعية
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش