بسم الله الرحمان الرحيم.والصلاة والسلام على خير الانام .
اخوتنا الكرام القائمين على هذا الموقع القيم ،أسأل الله أن لا يلتكم من أعمالكم شيئا .
اخوتنا أجد نفسي مجبرا لاستشارتكم من جديد بعد أن أصبحتم ملاذ ا لنا بعد الله عز وجل في ما يحزبنا ويعيننا على تربية أولادنا واستشارة أهل الاختصاص ...واستسمح ان اطلت ،لكني وجدت نفسي ممتنا لأخوتي .
لقد أرسلت منذ أسبوع و اليوم أستشيركم في ابني ذي 6سنوات ونصف:حيي مطيع ذكي ناضج صادق متفوق في دراسته ,على أي فأغلبية الناس يحبونه لهدوء طبعه .اذن أين المشكل :هو أن ابني يخاف من الحشرات والحيونات.....والأجانب خاصة اليهود لمشاهدته الأخبار أحيانا معي أثناء تناول احدى الوجبات مع انطلاق الانتفاضتين السابقتين.وأعترف بخطئي الجسيم حيث كنت أتجاهل تحذيرات زوجتي .رغم كل هذا فاننا كنا نعتقد أن الامر سيزول بمرور الوقت,لكن الامر استفحل ,وأضن أني مخطىء بكل المقاييس حيث كنت أتعامل مع ابنتي من زوجتي الأولى بالعنف أي أضربها أمامه لكنها أقنعتني أنا أسلوبي هذا غير مجد لكن ابني كان في أول الأمر يستنكر علي ضربها مند صغره .معاملتي معه عادية جدا أحبه و أخاف عليه كثيرا لأصابته بنوبات الربو [أعتبره وليا من أولياء الله]لكن في الأيام الأخيرة زادت هواجسه كل ما رأينا خرفانا الا وازداد جزعه رغم ادعائه عدم الخوف منها فانه مسيطر عليه .
وفي المدرسة اكتشفت بعض زميلاته خوفه فأخذن يحكين له قصصا من الخيال الطفولي وابني المسكين يصدق :تارة يزعمن أن في المدرسة تلميذ بمواصفات وحشية يعنف الأطفال ولم يهدىء روع ابني الا بعد أن امه أجرت حوارا ودويا مع الوحش المفترض أمام مرىء ومسمع حملي الوديع ....ثم بعد ذلك قصة أحد المجرمين الذي يجوب ساحة المدرسة...ثم آخر ما جادت به مخيلة احداهن أنها ضربت بالرصاص من أحد اللصوص الذين يتهددون المنطقة... وزوجتي المسكينة تائهة ومنشغلة في تفكيك وابطال مفعول هذه العبوات التي تجد صدى في ذهن حملي الوديع قد تفلح مرة و تخفق مرات ...
وأظن أنه بدأ يحاول كتم مخاوفه و اظهار الشجاعة ليبقى بعيدا عن ملاحظات واستفسارات أمه اليومية التي تذكره بأن مقتضى صداقتهما يلزمه ان يحكي لها كل شيء ،أما معي فلا يحاول أن يظهر عجزه بل يحتج أحيانا أن تطلعني أمه عن بعض هواجسه تلك وغالبا أنزل عند رغبات ابني ،فصراحة لا أجد فيه ما يعاب الا خوفه الذي يزداد وينمو بشكل يثنيه عن الذهاب الى البقال أو قضاء حاجته بجانبنا في "pot" عوض دورة المياه . أمام عجز زوجتي وبكائها وسهادها لشدة خوف ابننا، أوصيها بالهدوء والتروي وأن لا تلح عليه كثيرا فيما يخيفه والتعامل معه وكأن الأمر عادي رغم اعتقادي أن خوفه سيحرمه من مرح الطفولة ..... أفيدنا وأصلح الله حالكم وحال ذرياتكم وذراري المسلمين
أخي سليم :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أرى يا عزيزي أن الجزع يطل من بين حروف كلماتك ، ويبدو أن هذا هو طفلك الوحيد أو الأسير بالنسبة لك ، ترى أنه يتمتع بالعديد من الصفات الإيجابية ، وأنه أيه من آيات الله ، وتتعامل معه بصورة أكثر من طيبة لدرجة أنك لا تقوي على رفض أي طلب له،ومع ذلك يخشي أن تعلم شيئا عن مشكلته فهل هو الخوف من تعنيفك له ، أم محافظة على صورته أمامك ، أم ارتباط رضاك عنه وتنفيذك لطلباته بتقدمه في طرد المخاوف.
عموما صديقي ما يعانيه طفلك حفظه الله لك هو نوع من أنواع القلق ويسمي المخاوف المحددة ( الفوبيا )وهي نوع من القلق الشديد الذي يصاحبه أعراض فسيولوجية منها الرعشة والتنميل وخفقان القلب وعدم القدرة علي التنفس ( مما يجعلني أراجع مشكلة الربو مرة أخرى ) ، والخوف الذي يصل أحيانا لحد الإغماء ، وكل هذه الأعراض تحدث عند مواجهة المثير المخيف بالنسبة للطفل ( القصص المرعبة ، مشاهدة أجنبي ، الوحدة )
وهذا النوع من الفوبيا يحتاج إلى علاج معرفي سلوكي للطفل وكذلك للأسرة مع متخصص في الطب النفسي ، وهو علاج فعال خلال 3 شهور علي أقصي تقدير إن شاء الله ، ويتلخص في التعود التدريجي علي المثير المخيف مع مناقشة الأفكار المصاحبة له، مما يجعل الطفل يعتاد علي هذا المثير دون حدوث أعراض المخاوف.
وفقك الله وتابعنا بأخباره .
دكتور علي اسماعيل للطب النفسي و الاستشارات النفسية والتنمية البشرية والمشكلات الزوجية والاجتماعية
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش