السلام عليكم؛
أولًا: أود أن أشكر جهودكم المضنية وجزاكم الله خيرًا كثيرًا وكل سنة وحضراتكم بخير، سوف أتكلم بإيجاز حتي لا أطيل على حضراتكم، لا أعرف كيف بدأ حقيقة وأنا أرتجل هذا الكلام وغالبًا أول مرة أفصح عنه كلية، أحس أنني مبالغة في كل شيء في المثالية في المشاعر والأحاسيس وفي الصمت وفي الكلام وفي الإرهاق والصداع وأشياء كثيرة، سوف أدخل في صلب الموضوع حتى لا أرهق حضراتكم بثرثرتي.
أعيش وسط أحبابي في حياة رغدة جميلة فالكل يدللني ويحبني جدًا أهلي أصدقائي وكل من يعرفني وهذا كله هبة من المولى وأنا أحبهم جدًا كذلك ولكنني لا أرغب أن أشارك أحدًا ممن حولي في أموري ومشاعري لا أعرف وأتردد أن أثق بأي أحد مهما كان يثق بي وقريبًا مني فأصبحت كتومة للغاية منطوية فيما يخص ذاتي، ولكن من الخارج تظهر صورة أخرى لإنسانة بشوشة مرحة دائمًا لا تغير أسلوبها أو ابتسامتها مهما كان بداخلها من نيران تحترق فلقد اعتدت على ذلك وأجد فيه بعض الراحة في جلب السعادة للآخرين وأن أصبح مصدر سعادتهم بطريقة أو بأخرى، ولعل السبب في ذلك مرض أبي فجأة في الثانوية غيىر كل شيء في لأنه أحب إلي من نفسي فأصبحت لا أتقرب من أحد حتى أهلي خيفة أن أفقدهم وأجلس طويلًا أفكر في ذلك وفقدت الشعور بالأمان بعد تغير أشياء كثيرة من بعد مرضه.
بدأت مشكلتي في أواخر مرحلة الثانوية العامة عندما أصبحت أركز على أشياء تافهة غير عقلانية كنت أكرر الاشياء حتى أتأكد أنني قمت بها وتشك نفسي في ذلك وأراجع الأسئلة التي من المؤكد أنني قمت بها وأشك بها أيضًا ومنذ أن كنت طفلة أعد أرقامًا معينة لأطمئن نفسي أنني سوف أحصل على ما أرغب مثل المركز الأول.
ولكن ازداد الأمر سوءًا بعد نتيجة الثانوية ودخولي الجامعة فقد أصبحت على وشك أن أفقد عقلي من كثرة التفكير والشرود.
حتى وسط الجمع أحيانًا لا أركز معهم وأحاول أن أطمئن نفسي بأن أراجع مصادري وأتأكد من صحتي وأرجع أتشكك ثانية مع العلم أنني أعلم جيدًا أنه غير منطقي والمفاجأة أنها مواضيع تافهة أندم على تضييع وقتي فيها كثيرًا بعد ذلك عندما تخبو وتعود مجددًا أو يحل محلها أخرى أصبح عقلي لا يكف عن التفكير حتى وصل إلى التخيلات وأحلام اليقظة خاصة في المذاكرة فقد كرهتها لأنها متورطة في ذلك وتدهور تحصيلي ومستواي الدراسي بعد أن كنت متفوقة جدًا وأصبت باكتئاب شديد وقلق بأعراضهما النفسية والجسدية لا أبالغ إن قلت جميعها وبشدة وذهبت إلى الطبيب وأعطاني أدوية كثيرة أطفأت قلقي وهدأت من روعي فقط ومن شعوري بالذنب من كل شيء ولازمتني عادة سيئة وهي عض الشفاة والكز على الأسنان بشراسة منذ سنوات حتى ذهبت إلى أطباء، بالإضافة إلى ذلك أصبح الصداع ملازمًا لي والضغط العصبي فقط.
أما بالنسبه للاكتئاب فأحيانًا يتمكن مني حتى لا أطيق أن أفعل أي شيء فأتغلب عليه أحيانًا بالصيام والصلاة وأحيانًا يتمكن مني ولا أفعل أي شيء في يومي مفيد في أي وقت مهما كان مهمًا وضروريًا.
وهناك أيضا وساوس في النظام فأنا أرغب أن تكون الأشياء مرتبة بطريقة معينة جدًا.
والطهارة والصلاة فأنسى كم ركعة أديت والصيام كذلك أخشى الماء جدًا أثناء الصيام وأتوقع أن أفقد صيامي بأي فعل.
والمشكلة أن تلك الأمور خاصة لأفكار تزداد عندي جدًا في أوقات الضغط والامتحانات تنسيني كياني وذاتي وتضيع وقتي وأحيانًا لا أرغب في أي شيء وألجأ إلى الاسترخاء والهروب الإجباري وسط الأحباب حتى أتناسى كل هذه الأمور.
أرجو المساعدة وآسفة حقيقية على إلاطالة وشكرًا على وقتكم لاستماعي.
ما الحل؟!
كيف أبدأ من جديد؟
هل من الممكن أن تعاودني مرة أخرى بصورة جديدة لحظة ما؟
أصبحت أفقد نفسي وأهرب منها وأنشغل عنها بأي شيء آخر، أصبحت شاردة تائهة حائرة.
أفيدوني جزاكم الله خيرًا.
24/9/2015
ثم تحت عنوان: مشكلة اجتماعية وعاطفية أرسلت تقول:
السلام عليكم؛
بعد إذن سيادتكم أرغب في أن تحدد موقفكم من هذه المواقف والتصرفات.
فأنا فتاة حساسة جدًا أكاد أكون مثالية بعض الشيء مبالغة في الأمور عاطفيًا بعض الشيء وهذا يؤلمني أحيانًا ولا أقدر على الإفشاء أو المواجهة إن تعرضت لموقف أو تجاوز على حقي أحد ما قريب مني
أملك وجهًا واحدًا مع الجميع، أحس أنني لا أعامل البشر ولكنني أعامل رب البشر عامل الناس كما تحب أن يعاملوك.
أتبعها بدقة ولكنني كلما تقدم العمر كلما اتسعت حلقة معارفي أشعر بأن كل من يراني يرغب في الاستمرار في محادثتي من مرة واحدة يستطيع أن يكون صداقة معي وليست مشكلة فأغلب دفعتي تعرفني اسما وصورة ولكن المشكلة أنني أرهق كثيرًا وأفضل الآخرين على نفسي ووقتي أحيانًا حتى أجهدها ولا أرغب أن أجرح أحدًا ولو عن طريق الكلامأو الخطأ.
أشعر أنني مسئولة عن تسيير حياة الآخرين أكثر مني لا أوفق يين نفسي والآخري، كيف أنظم أموري حتى أنجز أهدافي وأحافظ على كسب مودتهم دون أن أخسر أياً من الأطراف الثلاثة.
بالإضافة إلى ذلك أؤنب نفسي عندما أرى تعلق شخص بي لأنني أكاد أتعلق بأحدهم وأقنع نفسي أنه كذلك وأشك أنه كذلك وأتيقن أحيانًا كثيرة ولكنني إنسانة مترددة بطبعي شكاكة ولكنه لم يصارحني بشيء يكتفي بمراقبتي من بعيد، وأنا أحب أن أشاهده وأتواجد في المكان الذي يوجد به وأسر كثيرًا، لكنّ هناك شخصًا آخر يفعل هذا وأؤنب نفسي كثيرًا لأنني أخشى أن أجرح أي إنسان وأضع نفسي مكانه.
لا أدري كيف تعلقت به كثيرًا هكذا لكن عندما أحكم عقلي أجد أنه مجرد شعور ناتج من الفراغ العاطفي
أهو إعجاب لأنني على قدر من الجمال والأناقه والتدين والبساطة والابتسامة بناء على كلام كثيرين؟ أم ماذا؟ لكنني أعجب به لا يوجد سبب محدد أصارح نفسي به، هل لأنه مجتهد ووسيم يوجد الكثيرون والآخرون هكذا؟ ولكن لماذا هو من جذبت إليه؟!
لا يوجد أي من هذه الأشياء لأن الشخص الذي سوف أرتبط به يجب أن أحكم عقلي وقلبي معًا بالإ ضافة إلى أنه النصيب.
كيف أهمل كل هذه الأشياء ولا أشغل بالي كثيرًا هكذا بكل صغيرة وكبيرة ولفظة ونظرة ولا آخذ كل شيء على أعصابي أو محمل الجد حتى إذا كان لا يستدعي ذلك؟ أهذا فراغ أم حساسية؟ أم فقدان الثقة في ذاتي وقدراتي أم ماذا؟
لا أرغب أن أجرح أي إنسان حتى لو تسبب بجرحي فلا أقدم إساءة ولا أؤخرها ولا أردها.
أفيدوني رجاء.
أحس أنني ضائعة من كل شيء وفي كل شيء رغم إعجاب الكثيرين برأي وثقة أصدقاي وأهلي إلا إنني لا أستطيع مصارحة نفسي ووضع حد لكل مايؤرقها أو يسبب لها أدنى ضرر.
شكرًا كثيرًا على جهودكم، جزاكم الله خيرًا كثيرًا.
25/9/2015
ثم مرة أخرى تحت عنوان: Ocd &Gad&Depression أرسلت تقول:
السلام عليكم؛
أعتذر على إلحاحي عليكم بكثرة استشاراتي ولكنني أرغب في حل في أقرب وقت ممكن لما أرسلت من مشكلات سابقة.
ألوم نفسي كثيرًا لكثرة فهمي وذكائي الغير مستغلين والتي تعير انتباه الجميع في الدراسة ومجالات الحياة، لكنني منذ فترة طويلة وما زلت لا أعد أرغب أن أفعل أي شيء مفيد لحياتي ومستقبلي وأرغب أن أتجنب الحديث فيما يخص حياتي مع أي شخص ودائمًا هناك صداع وأرق وتفكير دائم وتقلب المزاج خاصة عندما أكون وحيدة وأنا أرغب في ذلك عندما يتاح لي ذلك وأحاول تجنب كل الحشد الهائل من الأهل والأصحاب لأنني أرهقت كثيرًا لكنني لم أقدر لأنهم يرتبطون بي ويثقون في كما أنني أود أن أكون كما أنا متواجدة دائمًا عندما يحتاجني أي إنسان.
ما الحل لكل مشاكلي؟ وكيف أحاول أن أبدأ من جديد واهتم بمستقبلي وأفصل بينه وبين أي شيء يحول بفكري؟
كيف أتغلب على هذا الشعور بالحزن الدائم والقلق داخليًا فقط؟
أرجو الحل لأنني أخشى من نفسي وأهرب منها ولم أعد أطمئن حتى لها ولم أتبين حقيقتها حتى الآن.
ولكم جزيل الشكر على مجهوداتكم.
1/10/2015
الأخت العزيزة:
أهلًا ومرحبًا بك على الموقع، ونعذر إلحاحك وإرسالك لثلاث رسائل متتالية فهذا جزء من طبيعة ما تعانين من اضطراب.
لنبدأ بالتشخيص فلدينا تشخيص أساسي وأعقبه تداعيات مرضية متعددة.
فالأساسي أنك تعانين من اضطراب الوسواس القهري (أركز على أشياء تافهة غير عقلانية، أعد حتى أرقامًا معينة لأطمئن نفسي، وأرجع أتشكك ثانية مع العلم أنني أعلم جيدًا أنه غير منطقي، أصبح عقلي لا يكف عن التفكير حتى وصل إلى التخيلات وأحلام اليقظة). ثم بدأت تتحدثين عن اضطرابك تفصليًا وخرجت به من دائرة الأفكار إلى دائرة القهورات (وساوس في النظام، والطهارة والصلاة، نتف الشفاه والكز على الأسنان بشراسة). وأدى هذا إلى تداعيات مهمة جدًا (تدهور تحصيلي ومستواي الدراسي بعد أن كنت متفوقة جدًا). وتداعيات مرضية (وأصبت باكتئاب شديد وقلق بأعراضهما النفسية والجسدية) على فترات.
وأنت ترجعين هذا كله إلى (مرض أبي) وأن مرضه أدى إلى (فقدت الشعور بالأمان بعد تغير أشياء كثيرة من بعد مرضه).
كما تطرقت إلى طبيعة شخصيتك وهي أقرب إلى الشخصية الوسواسية (أكاد أكون مثالية بعض الشيء، مبالغة في الأمور، وافضل الآخرين على نفسي ووقتي أحيانًا، أؤنب نفسي) مع سمات الوالد الراعي (وأفضل الآخرين على نفسي ووقتي أحيانًا، مسئوله عن تسيير حياة الآخرين، وأجد الراحة في جلب السعادة للآخرين وأن أصبح مصدر سعادتهم). كما ظهرت بعض سمات الشخصية الاضطهادية (وأتردد ان اثق في أي أحد مهما كان يثق بي، ولا أقدر على الإفشاء أو المواجهة، لا أرغب أن أشارك أحدًا ممن حولي في أموري ومشاعري).
وتطرقت إلى العلاج سريعًا (حتي ذهبت إلى أطباء) دون أي تفاصيل عن ماهيته أو مدته رغم أنك أسهبت في وصف تفاصيل مرضك وهذا يعني بالنسبة لي عدم اقتناعك بما قدم إليك من خدمة طبية.
والآن بعد معرفتك لمعاناتك الطب نفسية وهي أن لديك اضطراب الوسواس القهري المصاحب لاكتئاب وقلق ثانوي، نتتطرق سويًا نحو العلاج.
تحتاج حالتك للمتابعة مع طبيب نفسي يجيد العلاج النفسي والدوائي معًا فالعلاج قد يستمر سنوات.
وأقول لك أن الخطة العلاجية ستشمل شقين:
الأول: العلاج النفسي في صورة:
1. التجاهل الكامل للأفكار والقهورات يعني (التجاهل + عدم التفكير + عدم الإقناع).
والمراد بالتجاهل التام هو تجاهل جميع الأفكار الوسواسية صغيرها وكبيرها وعدم الالتفات لها نهائيا ويجب ألا يكتفي المتعالج بعدم فعل السلوك الوسواسي بل يجب عدم التفكير به أيضا.
ولهذا فلو أوهمك الوسواس أنه سيحدث شيء ما (أفقد الإحساس بالسيطرة، الخوف من الخطأ) فيجب تجاهل الفكره نهائيا وعدم التفكير بها حتى تستمر الفكرة بالإلحاح ثم تتوقف بسبب عدم الاستجابة، وهذا سيسبب لك توترًا شديدًا، وقتها نلجأ إلى تمرين استرخاء لإزالة التوتر، دون استخدام الإقناع بمعنى مناقشة فكرة لماذا جاءت؟ وكيف ستتم؟ وكيف أمنعها؟ و...... إلخ، لأنه سيسبب لك هدوئا مؤقتا لفترة ثم تعود الفكرة، أما التجاهل الكامل سيجعل التوتر يقلل تدريجيا من تسلط الفكرة عليك وهكذا.
2. عليك أن تطبعي هذه الورقة وتقرئيها كثيرًا:
أن تسأل نفسك الأسئلة التالية وحاول أن تجيب عنها بصراحة تامة بينك وبين نفسك والأسئلة هي ما يلي (وسأضع لك جوابًا مساعدًا):
س1 منذ متى وأنا أعاني من الوسواس؟
ج- أعاني منذ سنة .. سنتين .. عشر سنوات (أذكر المدة).
س2- هل أنا موسوس بالفطرة أم طرأ علي الوسواس؟ ولماذا؟
ج- لا. بل كنت صحيحا معافى أعيش كما يعيش الآخرون ولكنني تساهلت في بادئ الأمر فتطور معي شيئا فشيئا حتى وصلت للمرحلة التي أنا فيها الآن (وقد يكون هناك سبب آخر).
س3- أيعقل أن يكون الناس كلهم على خطأ وأنا وقلة معي هم المصيبون؟
ج- لا، بل أنا مقتنع أن الناس على صواب بل وأتمنى أن أكون مثلهم.
س4- ما هو الدافع الأساسي للأفعال الوسواسية؟
ج- لكي أرتاح من المعاناة النفسية.
س5- هل أحسست بالراحة بعد فعل السلوكيات الوسواسية؟ أم أن معاناتك تزيد يومًا بعد يوم؟
ج - لا. بل معاناتي في ازدياد كبير، وكل يوم أزداد هما وأزداد تعاسة.
س6- إذًا ما الفائدة من فعل كل هذه السلوكيات الوسواسية؟!
ج - لا أدري.
س7- هل تريد أن ترتاح من هذه المعاناة الطويلة؟
ج عليك بتنفيذ سياسة التجاهل التام.
3. استخدمي قاعدة ابدأ، استمر، أكمل.
ابدئي تجاهل الفكرة واستمري في هذا ولا تستسلمي لأي أفكار تثنيك عن الرجوع في قرار العلاج ومواجهة الوساوس والقهورات.
ومن ضمن جلسات العلاج النفسي هو فهم طبيعة شخصيتك (الوسواسية، الوالد الراعي) ومساعدتك في تغيير بوصلة اتجاهاتك نحو مزيد من الاهتمام بنفسك وهواياتك (تصبحين أكثر حرية مع نفسك وتعطينها مزيدا من الوقت)، كما سيهتم العلاج أيضا بالتدريب على مهارات التأمل والاسترخاء لمساعدتك في التعامل مع القلق.
4. العلاج الدوائي من خلال طبيب متخصص، وهناك العديد من الأدوية الآمنة والمفيدة إن شاء الله.
وسترين أننا بدأنا بالشق النفسي لأن اضطراب الوسواس يعتمد عليه بنسبة كبيرة.
وفقك الله.
واقرئي على مجانين:
450 جنيها مصريا ثمن الجلسة! يا بلاش!
وساوس + أحلام يقظة أم وسواس ذهاني؟
وساوس + أحلام يقظة أم وسواس ذهاني؟ م
دكتور علي اسماعيل للطب النفسي و الاستشارات النفسية والتنمية البشرية والمشكلات الزوجية والاجتماعية
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش