أنا فتاة أبلغ من العمر 19 سنة تعرضت وأنا أبلغ من العمر 9 سنوات إلى تحرش جنسي من قبل أخي الذي يكبرني وكان عمره 12 سنة في ذاك الوقت، والمشكلة أني هناك تطورات لهذا الشيء ومنها التبول اللا إرادي في الليل علما أني فحصت عضوي وقال لي الدكتور ليس هناك مشكلة عضوية غير ذلك الخوف المستمر من كل شيء من الماء ومن الناس ومن المستقبل ومن المطر والرعد.
علما أني أكره الزواج وأنا الآن أراجع مستشارة نفسية ولا جديد لحالتي، أرجو منكم المساعدة من بعد الله عز وجل، وما هو أسلوب العلاج المناسب لي الذي يمكنني فيه أن أزيل هذه الأمور، وجزاكم الله خير على تعاونكم.
20/07/2007
عزيزتي "رنا"؛
مرحبا بك على الموقع تضيفين صرخة أخرى من الصرخات التي أنهكت من كثرة إطلاقها دون أن أجد لها حتى الآن صدى، صرخت وصرخ غيري طالبا من الآباء والأمهات أن يهتموا بملاحظة سلوك الأبناء أثناء اللعب، وأتذكر أننا كنا جميعا ونحن صغار نلعب لعبة عريس وعروسة دون أن نقدر خطورتها أو تأثيراتها النفسية والاجتماعية.
أختاه؛ ذكرت في رسالتك تعرضك لخبرة التحرش والتي أدت إلى ظهور بعض الآثار النفسية في صورة التبول اللاإرادي، والخوف المرضي من بعض الأشياء وإن كنت لم أصل إلى الرابطة بينها وبين مشكلتك الأصلية، فمن المنطقي أن تخافي من الناس لأن الأمان داخلك أصبح مكسورا نتيجة لخبرتك الأليمة (يأتي الشر من مأمنه) وكذلك خوفك من المستقبل فغالبا ما تتنازعك الأفكار التشاؤمية حوله ونحوه، والخوف من الزواج لأنه يذكرك بخبرات التحرش.
كما أنك ذكرت مراجعتك لزميلة ولم تحددي طريقة العلاج المستخدم ومدته، وأعرفك أننا في حالتك نحتاج إلي عدة تدخلات بعضها يتوجه نحو مشكلة التبول وغالبا ما سيكون التركيز هنا على الجانب السلوكي بصورة أكبر، وهناك تدخل آخر موجة إلى مشكلة التحرش وتداعياتها...... وهنا سيعتمد على استبصارك بالمشكلة والأسباب التي أدت إليها، وإزالة مخاوفك من تداعياتها ومناقشتك في أفكارك حول ما حدث، ودور كل شخص في الأسرة، وعقد مصالحة نفسية بين عقلك ومشاعرك، ومحاولة إبعاد النفس اللوامة وتحجيمها وإعادة النفس المطمئنة إليك.
أما عن الجزء الأول وهو الخاص بالتبول فأرجو أن تقومي ببعض هذه التدريبات:
1- تدريب المثانة لزيادة سعتها حيث تشربين كميات كبيرة من الماء أثناء النهار وتؤجلين التبول لبعض الوقت ويزداد الوقت تدريجياً على مدى أسابيع.
3- الامتناع نهائيا عن شرب السوائل والمخللات والحلويات خاصة في المساء.
وربما نحتاج إلى الدواء الذي غالبا ما سيكون من مضادات الاكتئاب وله فائدتان الأولى أنه يزيد من اتساع المثانة البولية وبالتالي تحمل امتلاؤها بالبول، والثاني أنه يعالج الاكتئاب حيث أنه غالبا ما سيكون موجود بدرجة ما في حالتك، أختاه تسلحي بالصبر والمثابرة وستنجحين وتجتازين هذه المرحلة المؤلمة من حياتك.
عزيزتي أنت تحتاجين إلى تعلم العديد من السلوكيات التي تساعدك على العودة مرة أخرى إلى المجتمع وإلى رؤية حياتك ومعايشتها بطريقة مختلفة، وإلى أن تفعلي ذلك حاولي أن تغيري من نمط حياتك فإذا كنت لا تعملين فابحثي عن عمل، أو أكملي دراستك أو التحقي بدراسات تكميلية، وحددي لنفسك جدولا زمنيا تلتزمين فيه بنشاطات معينة ثابتة لا تعتمد على الرغبة وأن يكون جزء من هذه النشاطات مرتبطا بالجلوس مع الناس ومخالطتهم، كذلك لا بد أن يحتوي على جزء ترفيهي، وأذكرك أن هذه النشاطات لا تخضع لرغبتك بل أنت تساعدين المخ على تغيير حالة الانسحاب والعودة إلى المجتمع.
وفقك الله، وأهلا بأخبارك.
دكتور علي اسماعيل للطب النفسي و الاستشارات النفسية والتنمية البشرية والمشكلات الزوجية والاجتماعية
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش