أنا يا سيدي من يومي انطوائي فلا أخالط أبدا وأخاف من أي موقف جديد ومع ذلك لا أحب أن يتهمني أحد بالفشل.... كما إني بارع في أن أداري أي خطأ بمنتهى البراعة مهما كان هذا الخطأ بل أقول أني أقصد أن أفعله وأنا أتقطع من داخلي ثم ما ألبث أن أتهم نفسي بالغباء وعدم فهم الواقع.......... وإليك سيدي مشكلتي..........
نشأت في قرية ريفية في صعيد مصر..... تفتحت عيناي على أم مريضة وأب انطوائي...... وتوفت أمي وتزوج أبي زوجة أخرى...... وأنجبت أخ لي.... ثم ما لبثت أن مرضت مرضا شديدا ونظرا لانطوائيتي خفت أن تموت...... في أي لحظة فأقوم بعمل عزاء لها ولا يأتي إلي أحد لأنني لا أذهب إلى أحد في أي مناسبة اجتماعية.... خاصة واجب العزاء عندنا مقدس ومن لا يفعله يتهم بأنه ليس برجل.
ووقعت في حيرة شديدة إن أنا فعلت فلن يأتي أحد من الناس إلى العزاء وسيكون منظر العزاء سيء أمام أهلها... وإن لم أفعل فستكون إهانة أمام نفسي... وأتهم نفسي بأني غير رجل! أي أنني لو فعلت فستكون مشكلة وإن لم أفعل فستكون مشكلة.. إذن ما الحل؟
ووجدت نفسي أمام حلين لا ثالث لهما.. إما أن أعمل وأتحمل المنظر المخجل وإما أن لا أفعل وتكون مشكلة نفسية لي إما أن لا يردها الله إليه قبل أن أصلح علاقاتي مع الناس ووجدت نفسي أتحرك في علاجها بازدواجية غريبة هي أن أعالجها لوجه الله وأعالجها لكي لا تموت فأوضع في مآزق نفسي وكثيرا ما طلبت من الله أن لا يردها إليه قبل أن أصلح علاقاتي مع الناس...... وأن أشارك عائلتي الكبيرة التي وجدت أبي مقصرا معها حتى تقف معي في هذا الموقف الاجتماعي... لكن وجدت عائلتي تعاملني بكبرياء إذ إننا فقراء ودون المستوى الاجتماعي لعائلتنا ذات المستوى الاجتماعي المرموق ونحن الفقراء وزادت معاناتي من رفضهم لي.... لأننا فقراء وهم أغنياء....
وتسلل الوسواس القهري إلى عقلي وقال إن ماتت زوجة والدك فلن تقف معك هذه العائلة وسيظهر أمام الناس أنهم لا يعيروني أي اهتمام... وسيظهر ذلك أمام أخي منها.. وأخي صغير السن وأخاف أن تتعبه رؤية الناس وهي تمتنع أن تقف لأمه لأننا فقراء....... وقويت الفكرة عندي فتمنيت من الله أن يرزقني بالمال حتى أكون قويا مثلهم وأقف مثلهم بقوة وأقيم واجب العزاء لزوجة أبي ولكنها توفت فجأة في صباح أحد الأيام في المستشفى... وذهبت إلى المستشفى لوحدي..... وأنا ذاهب وقعت في تيه نفسي...... واضطربت اضطرابا شديدا... ولاح خوفي من الصورة التي رسمها الوسواس الملعون بأن... شكلي سيكون مضحكا وأنا أقف بين الناس في العزاء...... خاصة إني لا أعرف أن أتصرف في مثل هذه المواقف الاجتماعية...... وهذا إن وقف معك أحد لأنك لا تقف مع أحد.. وأوحى لي بفكرة غريبة تجنبا لهذا الموقف وهي أن أقول أنها أوصتني بأن لا أفعل لها عزاء.. وسيصدقني الجميع لأنني تعبت معها.. ولم أتخلى عنها أبدا أثناء مرضها.. وثبتت الفكرة في رأسي لأنها ستخلصني من نظرة الناس أنني عديم القيمة ولأنها لن تظهرنا بشكل مهين أمام الناس....
ذهبت إلى المستشفى ووجدت أهلها هناك ولما سألوني عن إنني سأقوم بعمل عزاء قلت أنها أوصتني أنا لا أفعل عزاء........ وكان معي أخي فصدقني لأنه لم يتعود مني الكذب..... فقالوا هي قالت ذلك...... فأقسمت أنها قالت ذلك وهي لم تقل ذلك.... ثم ذهبت من المستشفى إلى البيت وأنا متخيل إنني لن أجد أحد من أهلي المتكبرين في انتظاري... وتمنيت من الله أن أجد ولو عشرة رجال ليشيعوا معي الجنازة..... تمنيت أي عدد من الناس....... حتى يكون المنظر جيدا أمام أهل زوجة والدي.... وتخيل يا سيدي عندما ذهبت إلى البيت وهو يبعد عن المستشفى بمقدار ساعة.... وجدت عائلتي بالكامل في انتظاري.... بل والبلدة كلها مالا يقل عن ثلاثة آلاف شخص....... وتخيل يا سيدي هول ما حدث لي... إني لم أتوقع أن تقف الناس مثل هذه الوقفة في انتظاري...
كنت أتخيل إنني لن أجد أحد فوجدت الناس جميعها تقف معي...... وعندما سألني أحد أفراد عائلتي هل ستقوم بعمل واجب العزاء أم لا؟ فأسقط في يدي اذذذذذذذذذذذذ قلت أنها أوصت وصية شرعية بهذا ولابد أن تنفذ الوصية..... يا إلهي هذه هي الناس التي كنت متخيل أنهم سيتخلون عني قد أتوا إلي وقد كنت أحلم بهذا...... لكني قولت لأهلها أنها أوصتني في المستشفى وأنا سأنفذ هذه الوصية لأني كنت أعزها لوجه الله ولا أرفض لها طلبا...... لقد حفرت لنفسي هوة سحيقة وبالفعل صليت عليها ثم دفنت وقلت إنني لن أعمل عزاء.... أقول هذا وأنا أتمنى أن لو كنت أعلم أن المنظر سيكون هكذا... ما قلت إنها أوصت..... وشعرت بأن أناس قد غضبت مني..... وعائلتي التي كنت أظن أنها ستتخلى عني وقفت معي بالكامل..... ووجدت جنازة مهولة لم أكن ألتخيلها...... وأظهر أمام الناس إنني أسمع كلامها صليت عليها صلاة الجنازة حتى يظهر الموضوع بصبغة دينية... وإنني أمام الجميع أفعل هذا من أجلها......
وانتهت مراسم الدفن..... وانفضت الناس من حولي..... ويا له من رعب اجتاحني..... إذ أنني أخطأت أخطاء كثيرة منها أنني كذبت على إنسان ميت لم يقل شيء ولم يوصى بأي شيء.... ثم علمت أنني أساءت الظن بالناس... وأنا أتخيلهم لن يقفوا معي.... وبأنني أنا الوحيد الذي استهان بنفسه وبأهله..... وبأنني استهنت بها... عندما تخيلتها دون المستوى الاجتماعي لأهلي وأن أهلي ناس طيبين ذوات أصل بالرغم من تقصيري معهم وأنهم لم يتركوني...... ثم كانت هناك الطامة الكبرى،
وهي أنني صليت عليها صلاة الجنازة وأنا لست بطاهر أي جنب يا لحقارتي ودنسي... كل هذا لأجل أن أظهر للناس أنني صالح.......... ومتدين..... وأدركت أن خوفي من الموقف كان مني وخوفي من الناس كان وهميا وكل الأفكار التي كانت بداخلي أفكار وهمية وأدركت أنني كنت واقعا تحت تأثير الوسواس القهري الذي وضعني في هذا الموقف.....
ولأني اكتشفت كل هذا بعد أن..... خسرت الناس فقد قالوا إنني لست برجل واستهنت بزوجة والدك ولو إنها أمك لفعلت لها واجب العزاء.... وقال أبي إنك إنسان ضعيف واتهمني أخي منها بأنني ألقيت هوانا يا سيدي لم أقصد كل هذا كنت أريد أن لا يراها أحد وأناس تستهين بها يا إلهي كل هذا الخطأ بسبب موقف تافه...... عزاء...........؟؟
وفوجئت بأنني أنا الوحيد المخطئ في حقها وفي حق أخي وفي حق الناس وفي حق عائلتي...... وإنني ارتكبت خطاءين دينيين... أنني كذبت .بأن قلت أنها أوصت.. وبأنني صليت عليها وأنا نجس..... وبأنني أسأت الظن بالناس..... وبأنني أخطأت في حق الحقيقة الوحيدة في الحياة...... وهي الموت..... وأن الله لن يسامحني على كذبي وعلى دنسي..... وقد خسرت أهلي وعائلتي..... وأدركت أنني وقعت فريسة للوسواس القهري مرة أخرى إذ أنني سأعيش الحياة وأنا معذب من بعد الناس عني وبأنني ارتكبت جرائم لا تغتفر في حق الموت.... وأنني مهما فعلت فلن أنسى هذه العقدة الرهيبة ومع العلم أنني خسرت موقف اجتماعي كنت أريده إلا أنني خسرته وارتكبت معه كل هذه الأخطاء....... كل هذا علمته لكن متأخرا..... أنا الآن محطم أريد الموت لكني أخاف إذ أنني كذبت.. وأخطأت في حقه.......
والسؤال الآن كيف أكمل حياتي وأنا بهذا الذنب...... وكيف أنني كنت ذليلا وأخاف من الناس .قبل الموقف وأصبحت ذليلا لهم بعد الموقف إذ عليا مواصلتهم ثم يقول لي الوسواس أنهم السبب في حدوث موقفك على هذا النحو ثم أقول ما ذنبهم وهكذا.............. دلني على الحل..... كيف أتخلص من العقدة الاجتماعية والعقدة الدينية والعقدة النفسية..... وكيف أتخلص من الخوف من الموت..... وكيف أتخلص من أن حياتي انتهت وبأنها تحصيل حاصل وأنني مهما فعلت لن أنتهى من منظر الموت........ أرجوك دلني...... وبأن الناس قد تركتني للأبد.......
وآسف يا سيدي للإطالة
11/7/2007
أخي العزيز؛
أهلا بك ومرحبا على موقعنا، وجزاك الله خيرا على اهتمامك بزوجة والدك الراحلة مهما كان المبرر الذي سقته لنفسك، فهذه السيدة لم تكن تعلم أن اهتمامك لأسباب خاصة بك وهذا يكفي أنها توفت وهي مقتنعة أنها أدت واجبها تجاهك وأنك تكافئها.
عزيزي؛ تشخص مرضك جيدا ولا أعلم إن كان هذا بواسطة طبيب أم من خلال مطالعاتك الطبية، فلم تشر لذلك في رسالتك. تشخص جيدا أيها المقاول المعماري لكنك لا تتجه للعلاج، لماذا؟ لا أعلم.
عشت عبدا لوساوسك دون حتى اختبار هذه الأفكار، كان الأسهل والأوقع أن تسأل أحد المقربين لك عن سلوك عائلتك في المناسبات لتعلم، كان من الممكن أن تعلم أن عدم حضورهم للجنازة والعزاء عيب في حقهم وليس في حقك أنت وأخيك، لكنه الوسواس كما قلت أدخلك في دائرة مفرغة من الأوهام والأفكار حتى أفقدتك ثقتك في نفسك وأوصلتك إلى ما تعاني منه من مشاعر اكتئابية وشعور بالذنب لما فعلته من سلوكيات ترى من وجهة نظرك أنها مخجلة.
عزيزي؛ أنت في حاجة شديدة إلى معاونة نفسية سريعة، تحتاج إلى إعادة تنكيس جروحك وبناء أساس قوي وأعمدة صلبة تتحمل متغيرات الحياة والظروف، ولا يمكن حدوث هذا إلا بمناقشة أفكارك ومعرفة دوافعك وطموحك وعلاقاتك وطريقة تربيتك، وبالتالي نحتاج إلى معاينة صفحتك النفسية حتى يمكن بناء أدوار متعددة غير قابلة للهدم، توجه إلى طبيبك ولا تخجل من نفسك فالمرض هو مشكلتك وهو من أوقعك في مطبات أسمنتية غير ممهدة.
أعلمنا بأخبارك
واقرأ من على مجانين:
هلع ووسواس واكتئاب: خلطة؟؟
دوامة من الجحيم: خلطة العصاب
خلطة الاكتئاب والقلق : من أنا؟
وسواس قهري وماذا أيضًا يا ترى؟ متابعة
هل هناك علاقة بين الشعور بالذنب الدائم والوسواس القهري؟؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أود أولا أن أشكر كل القائمين والمؤسسين والمشاركين على هذا الموقع الرائع والخدمات التي يقدمها لكل من يريد. وأن هم يفعلوا هذا لا لشيء إلا خدمة للإنسانية والأخذ بيد كل من يريد المساعدة بدون انتظار مقابل راجين الإثابة من الله .فجزاهم الله عما يفعلوه خير الجزاء في الدنيا والآخرة وجزاهم عما يخففون من آلام الناس ومعاناتهم النفسية خير الجزاء.
أما بعد......؛
أنا صاحب رسالة (ذنب ارتكبته في الماضي ومتعلق بالحاضر) والتي قام بالرد عليها مشكورا الأستاذ الدكتور على إسماعيل عبد الرحمن أثابه الله والذي تفضل مشكورا بتشخيص الحالة على أنها وسواس قهري مختلط واني لا أشكره جزيل الشكر على هذا التشخيص الرائع لكني وأنا أكتب الرسالة نسيت أن أسأله السؤال الذي كنت أبعث بشأنه وهو المهم في الموضوع ولقد نسيته وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره!!
وهو هل هناك علاقة بين أن أفعل ذنب ثم أفكر فيه كل اليوم وليس بعضه. هل هذا يعتبر نوع من الوسواس القهري؟! بمعنى، وأرجو أن يتسع صدر حضراتكم لهذا التوضيح إنني بعدما حدثت لي هذه الصدمة النفسية من ارتكابي لعدة حماقات فعلت الذنب وهذا الفعل الخاطئ وجدت نفسي قد تغيرت، فلا أصبحت مثل الأول أي على طبيعتي التي كنت عليها ولا أنا أصبحت تائبا مما فعلت وهو الطبيعي، ولكني أصبحت شخصا آخر غيري. شخصا ليس له هوية كاره لنفسه ولكل شيء ممتع في الحياة. أنا الآن أرى الدنيا برؤية قاتمة بسبب تدخل هذا الوسواس الذي زرعته بيدي بسبب ارتكابي لعدة أخطاء دينية واجتماعية وأخلاقية، والتي أرجو من الله أن يغفرها لي.
لكن المشكلة تتلخص في تدخل الشعور بالذنب بطريقة غير عادية في حياتي بمعنى إذا أتيت إلى الصلاة قال لي لما تصلي أيها الحقير وأين كنت عندما عصيت الله وهل يفيد ما تفعل إنك كاذب لن يصدقك الله ولا الناس وستعيش طيلة حياتك هكذا، فإذا أكلت قال لي وبما يفيد أنت لا تستحق الأكل أنت إنسان حقير تافه وإذا جلست مع أحد قال لي أنت تضحك على نفسك ستعيش هكذا بوجهين أنت غير طبيعي أنت لست برجل أنت لا تستحق الحياة وهكذا فإذا نمت قال أتنام وبداخلك كل هذه الذنوب يا حقير لك الحق أن تموت أفضل.
فتركت هذه المرحلة ثم دخلت في مرحلة أخرى، وهي مرحلة عدم تمني الذنب من الأصل، بمعنى عدم ارتكابه فإذا جلست مع أحد فيقول لي يا سلام لو لم تفعل هذا الذنب لكنت الآن أفضل حالا على الأقل ما كنت تفكر فيما أنت فيه وكنت تجلس وأنت راضي البال فإذا نمت قال يا سلام لولا هذا الذنب لنمت أفضل وهكذا.
ثم تعداه إلى المستقبل وقال لي ماذا يفيد المستقبل وأنت أخطأت ولم تنجح في حلم بسيط وكيف ستواجه ذنوبك وأخطاؤك، ثم أتخيل نفسي على كل الصور أتخيل نفسي ناجحا في مجالي والكل حولي يشيدون بي إلا أنا وأراني أقول لنفسي يا حقير الكل مبسوط بك إلا أنت وأتخيلني في عز النجاح وبداخلي هذا الذنب. فأحزن أشد الحزن.
ثم ما لبثت أن دخل في مرحلة أخرى وهي. حتى وإن نجحت بما سيفيدك، أنت يكفيك عذابا أنك ستموت وأنت بداخلك كل هذه الأخطاء، لن يشعر أحد بك، وستعذب وحدك كما تتعذب الآن، إذن هو الانتحار، لكنك لو انتحرت فستغضب الله وستعذب وستنتهي حياتك أيضا بدون أي فائدة ولن يشعر بك أحد وسيتهمك الجميع بالكفر إذن، لا أنا راضي عن الحياة ولا أنا راضي عن الموت فكل شيء في حياتي ليست له أي قيمة، لا العمل ولا الأكل ولا الشرب ولا النوم ما دام أن الذي حدث لا يمكن إصلاحه لأنه أصبح ماضي ولا يمكن إرجاع الماضي إلى الأبد، وما فائدة أن أعيش وأنا معذب من جراء الماضي.
وعلى هذا يا سيدي أصبحت أكره الحياة وأكره الماضي الذي أخطأت فيه والحاضر الذي لن يفيده التعديل الذي سأعدله، ثم ما لبث أن تتطور الأمر إلى كراهية كل شيء جميل فإذا رأيت أي شيء يفرح النفس اشتدت كراهيتي لنفسي وتمنيت بناء على ما سبق أن شرحته أني لو كنت الآن بدون ما فعلت لكنت أكثر استمتاعا به وإذا رأيت أي أحد يفعل الخير شعرت بأنه أفضل مني حتى لو فعلته أنا فسيكون ليس له أي قيمة وهكذا. تسير حياتي.
الآن أنا مغيب أشعر أن الأيام تعدو هربا مني وأنا لا أقدر على العودة لنفسي، وأشعر بأني قادر على القيام بأشياء أستطيع القيام بها لكني لا أستطيع بل أقاومها أشد المقاومة لا أعرف كيف؟ أنا الآن أقاتل هذا الشعور قتالا شديدا، لكنه لما وجد مني المقاومة، تتطرق إلى زاوية أخرى مختلفة تماما، وقال لي إنك طبعا ستنسى ولابد لك أن تنسى لأن هذا طبع البشر لأن الحياة لن تتكرر وهي محدودة ولكن تذكر أنك فشلت في كل شيء ويكفيك عذابا أن تعيش هذه الأخطاء بداخلك، وأنك ستعيش بالرغم من أنفك هذه الحياة التي لا تريدها لأنه ليس لك اختيار آخر، أنها حياة واحدة وأنت بالرغم من معرفتك هذه الحقيقة إلا أنك ستعيشها معذبا لأنك لم تتحقق فيه الإنسان الذي كنت تريد أن تعيشه.
وهكذا يا سيدي. هذه الدائرة المغلقة التي لا أستطيع الفكاك منها، ولا أعرف بسببها كيف أعيش، أنا لا أعرف لي يا سيدي أي هوية أنا الآن لا أشعر بأي شيء ممن حولي مثلما كنت فيما مضى، والسؤال الآن أنا أعرف أن التفكير في الماضي لا يفيد وأن ما أفعله خطأ لكني لا أقدر على مقاومة هذا التفكير الذي يغلق أبواب الحياة في وجهي.
السؤال هو هل التفكير في الذنب والخطأ أيا كان على هذا النحو يعتبر نوع من الوسواس القهري وكيف أفتح أبواب الحياة المقفلة في وجهي بطريقة منطقية وكيف أتوقف عن أفكاري تلك وأعيش حياتي على الرغم من عدم جدواها وشكرا لسعة صدركم لشكواي. وآسف للإطالة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
16/8/2007
عزيزي "وليد"؛
أهلا بك ومرحبا على مجانين للمرة الثانية، وأشكر لك حسن الظن بالموقع والقائمين عليه، وأدعوك إلى قوله تعالى وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني، وقوله تعالى قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله.
وغيرها من الآيات والأحاديث الشريفة التي تفتح باب الرحمة للعاصين، فما بالك يا أخي بالمرضى الذين قال الله عليهم (ليس على المريض حرج)، ما سردته أخي في رسالتك استكمالا لسرد رسالتك السابقة وبالتالي لا تغيير في التشخيص (اكتئاب ثانوي لوسواس قهري)، فالأعراض التي تحدثت عنها في رسالتك تعكس الاكتئاب الشديد الذي أنت فيه الآن (كاره لنفسه ولكل شيء ممتع في الحياة، أنا الآن أرى الدنيا برؤية قاتمة، الشعور بالذنب بطريقة غير عادية، وكيف ستواجه ذنوبك، فكل شيء في حياتي ليست له أي قيمة، لا العمل ولا الأكل ولا الشرب ولا النوم)..
وما يدور في رأسك هي نفس الأفكار الوسواسية التي اختلطت بالاكتئاب فظهرت وكأنها أفكار أخرى (إذا أتيت إلى الصلاة قال لي لما تصلي أيها الحقير وأين كنت عندما عصيت الله، أنت يكفيك عذابا أنك ستموت وأنت بداخلك كل هذه، وأنك ستعيش بالرغم من أنفك هذه الحياة التي لا تريدها لأنه ليس لك اختيار آخر) وغيرها من الأفكار الوسواسية الأخرى التي ظهرت في رسالتيك.
واقرأ على مجانين:
من سمات الموسوسين فرط الشعور بالمسؤولية والذنب
التوبة للمذنبين والاستغفار للموسوسين
أخي لا تيأس من رحمة الله وخاصة أنك لم تبدأ علاجك بعد، فتوجه من فورك للعلاج وتابعنا بأخبارك
دكتور علي اسماعيل للطب النفسي و الاستشارات النفسية والتنمية البشرية والمشكلات الزوجية والاجتماعية
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش