السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاكم الله خيرا كثيرا على ما تقدمونه من خدمات وأحب أن أحيطكم علما بأنني متابعة جيدة لأغلب المشكلات التي ترد على هذا الموقع وقد تعلمت منها الكثير واستطعت أيضاً بفضلها التغلب على بعض مشكلاتي كما ساعدتني في فهم بعض الأشياء عن حقيقة معاناتي.
وحتى لا أطيل عليكم وأثقل كاهلكم بمحاولة فك الألغاز من حديثي سأروى لكم إحدى مشكلاتي لأنني لو حدثتكم عنها كلها فلن تكفي مجلدات لاستيعابها ولكني أيضاً لن أغفل ذكر الخلفية المحيطة بحياتي.
أنا سيدة أبلغ من العمر 24 عاما ومتزوجة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات وكان زواجي عقب تخرجي في الجامعة مباشرة، منذ زواجنا ونحن نحيا حياة غير مستقرة سواء في السكن أو العمل في أغلب الأحيان فبسبب الظروف الاقتصادية التي يحيا فيها مجتمعنا فنحن لا نحظى بعمل مستقر لفترة طويلة أبداً ولا يستمر أي عمل لزوجي أو لي أكثر من شهور قليلة ثم تشهر الشركة إفلاسها أو يتضح أننا كنا عرضه لعملية نصب من إحدى الشركات وهكذا، ولذلك حتى أكون منصفة لا يمكنني أن ألقي باللوم على زوجي لأنني أراه يجتهد في البحث عن عمل دائماً ويحاول باستمرار تطوير مهاراته حسب ما تسمح به ظروفنا المادية، هذه هي الخلفية العامة لشكل حياتي.
والآن أتحدث عن المشكلة التي وقع اختياري عليها لأنني جلست مع نفسي جلسة هادئة أحدد فيها مشاكلي بدقة حتى أستطيع مواجهتها، ووجدت أن هذه المشكلة هي أكثر ما يؤرقني من مشكلات.
لدي أنواع كثيرة من مرض الوسواس القهري أشعر أنه لدي منذ طفولتي ولكنه الآن ازداد قسوة فلم أعد أطيقه وملخص هذه الأعراض,
أولاً: الخوف الشديد الذي يصل لحد الهلع أحياناً من كل شيء تقريباً من الحيوانات والحشرات والظلام والمصاعد والسلالم الكهربائية وكل شيء تقريباً.
ثانياً: توارد الخواطر المرعبة والمقززة بشكل متواتر يصيبني بالتوتر وبفقدان الشهية أحياناً، فمثلاً حينما أجلس بفردي أتخيل نقوش السجادة وكان بها وجه لشخص مرعب أو حيوان أخاف منه، وعند تناولي للطعام أتخيل أشياء مقرفة جداً جداً تجعلني أكاد أتقيأ، ومؤخراً كنت في زيارة لإحدى الصديقات فقامت بتغيير حفاضة ابنها ولم تغسل يديها بعد ذلك، ثم أصّرت على أن أتناول معها الطعام وتناولت بعضاً منه ثم شعرت بالتواء في معدتي وحالة رهيبة من الغثيان وظللت بعدها لعدة أيام فاقده لشهيتي.
وبين وقت وآخر أشعر بدوار وبأنني سوف أفقد وعيي.
ثالثاً: القرف الشديد المبالغ فيه أحياناً والطبيعي أحياناً أخرى ولكن لا ينتهي الأمر بي عند الموقف ولكن يستمر أثره معي كثيراً.
رابعاً: لدي وسواس دائم أن زوجي سوف يتركني رغم أنه رجل خلوق وعلى دين ويخشى الله، ولكنه عصبي جداً وحينما يتعصب يتفوه بكلام يجرحني جداً أو يشعرني بأنه سهل عليه أن يتركني وأنه غير متمسك بي فدائماً أجد نفسي أتذكر إهاناته لي وكل المشكلات بيننا حتى في أوقات الصفاء مما يعكر علي الاستمتاع بما بيننا من مشاعر جميلة وأتذكر ذلك كثيراً حينما أجلس بمفردي، ودائماً ما أحلم بأنه يضربني ضرباً مبرحاً رغم أنه لم يفعل ذلك في الحقيقة، أو أحلم بأنه طلقني وتركني وأشعر بأنني قد أفقده يوماً بسبب إلحاحي أن يظل بجواري دائماً، وهو يغضب جداً إذا ما لمحت له برغبتي في مزيد من الحنان ويعتبر ذلك اتهاما له بأنه مقصر في حقي.
وكثيرا ما أخبره أنني لا أتهمه ولكني في حاجة دائمة للشعور بحنانه وحبه وهو لا يدري ما يعتمل في قلبي وإنني أريد حنانه لأواجه به تلك الخواطر الوسواسية التي تراودني دائماً وطبعاً لا أستطيع مصارحته بذلك لسبب ما، وهذا السبب من أسباب شقائي فهو رغم ثقافته وكثرة اطلاعه ورغم قراءاته المتعددة في التنمية البشرية إلا أنه يعاقبني دائماً على أعراض مرض الوسواس ولا يتقبل فكرة أنني مريضة بهذا المرض ويراني أحاول أن أصبغ الأمر بصورة لا إرادية لأتهرب من مسئوليتي في مواجهته ولتتضح الصورة سوف أحكي لكم مثالاً على ذلك منذ فتره أصابني وأنا آسفة لذكر ذلك (إسهال مفاجئ) ونحن نسير في الطريق ووجدنا حمام عام وأعرف أنه يحتوي على صابون وأنه نظيف من الداخل، ولكن بعد دخولي اكتشفت العكس وأنه قذر جداً ولا يحتوي على صابون، وخرجت منه وأنا مشمئزة جداً وأكاد أتقيأ من فرط تقززي أو أفقد وعيي، وحينما وجدني لا ألمس بيدي شيئاً -لأنني أشعر أنها ملوثة- تجهم وجهه وأصبح يعاملني بشكل ملؤه الضيق، وقال بعدها بأنني نكدت عليه وحرمته من نزهة كان يفكر بها في طريق عودتنا وأنني أضع العقد في كل شيء لأنني أحب النكد، ورغم دموعي ومحاولتي أن أوضح له أن هذا يحدث رغماً عني وأنني بالفعل أريد أن أكون إنسانة طبيعية إلا أنه لم يصدق وما زال يشعر بأنني مخطئة.
خلاصة الأمر أنه لا يقدر معاناتي من هذا الأمر، وأقنعته ذات مرة أنني بحاجة للذهاب لطبيب نفسي لأعالج من هذا المرض ووافق على ذلك، ولكنه قال أن الأطباء النفسيين أكاديميين في طريقة علاجهم وبحثت عن طبيب جيد وارتحت لأحد الأطباء ولكن حينما اتصلت بالعيادة للحجز وجدت أن سعر الكشف في الجلسة الواحدة أكثر من مائة جنيه وطبعاً ميزانيتنا لا تسمح بذلك مطلقاً وإن تمكنت من الذهاب مرة فلن أتمكن من المتابعة ولذلك فقدت الأمل في العلاج عند طبيب نفسي وبحثت في النت فوجدت تمارين للتخلص من الوسواس ولكن صراحة لم أتمكن من استيعابها بشكل كامل وخشيت أن أجرب دون فهم فأزيد حالتي سوءاً.
لا أريدكم أن تعتقدوا أنني مستسلمة لذلك تماماً، فالله وحده يعلم كم أحاول وأجاهد نفسي لأتخلص من هذه الوساوس، وأحياناً أضغط علي نفسي وأجعلها تتقبل ما تأنفه ولكني أتعب بشدة بعدها.
أحلامي بسيطة جداً أريد أن أحيا حياة طبيعية بلا خوف ولا وساوس ولا قلق ولا كوابيس.
أرجوكم أخبروني بحل لمشكلة الوسواس بدون اللجوء للطبيب، ولو حتى في الفترة الحالية إلى أن تتحسن الظروف قليلاً، وأريد منكم أن تساعدوني في كيفية إقناع زوجي بمشكلتي وأن ما يحدث لي رغماً عني وليس رغبة مني في أن أكون نكدية دائماً.
وأخيراً أريد نصيحتكم في كيف أكون مرحة في بيتي ومع زوجي رغم ما أعانيه من مشكلات فهل هناك طريقة مثلاً تجعلني أفصل بين معاناتي وبين تصرفاتي في حياتي الاجتماعية؟؟
في انتظار ردكم وجزاكم الله خيراً كثيراً.
10/02/2008
أختي العزيزة؛
أهلا ومرحبا بك، وأعانك الله على معاناتك الشديدة وأعانك أيضا على ظروف حياتك الصعبة، ولن أطيل عليك لأنك شخصت حالتك جيدا وإن كانت لا تتوقف عند الوسواس بل تتعداه قليلا إلى نطاق القلق العام، وبالتالي أرى أنك تحتاجين إلى جهد علاجي مع متخصص لأنك ستحتاجين مع العلاج النفسي علاجا دوائيا في صورة برنامج متكامل ونحن على استعداد لاستقبالك بقسم الطب النفسي بمستشفى الحسين الجامعي لعلاجك بالمجان إن شاء الله إذا كانت ظروفك تسمح بذلك.
والله الموفق.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين... أضم صوتي إلى صوت مجيبك الدكتور علي إسماعيل عبد الرحمن وأضيف أن انفعال القرف أو الاشمئزاز الزائد لديك والمتمثل في أفعال التحاشي الرهابية Phobic Avoidance Compulsions و/أو أفعال التحاشي القهرية Obsessive Avoidance Compulsions وغير ذلك من مشاعر تسلطية وأفعال تجنب قهرية ورهاباتٍ نوعية Specific Phobias أو وسواسية -الله أعلم- ذكرت بعضها ولم تذكري الكثير.... كل ذلك قابل للعلاج وتابعي على مجانين وانقلي صورة مما تعرفين من هنا إلى معالجك.... أقصد من هذين الرابطين على مجانين:
القرف أو الاشمئزاز في الموسوسين مقدمة
القرف أو الاشمئزاز في الموسوسين تفصيل
كذلك أضيف إليك بشرى انقليها لزوجك مفادها أن ما بينك وبين إن شاء الله الشفاء هو أن يقتنع هو بضرورة الدخول معك في العملية العلاجية وأنه شخصيا يمثل الصنف الأصح من الرجال الذين تتحسن حسناواتهم الموسوسات بمزيج العلاج العقاري المعرفي السلوكي المتكامل...... مثل هذا الزوج إن تفهم وتعاون مع المعالج النفساني فإن التحسن بإذن الله قريب وتابعينا بالتطورات الطيبة إن شاء الله.
دكتور علي اسماعيل للطب النفسي و الاستشارات النفسية والتنمية البشرية والمشكلات الزوجية والاجتماعية
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش