السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أنا فتاة معاقة، ولكن الإعاقة ليست السبب في اكتئابي بل معاملة إخواني والمجتمع سبب لي هذه المعاناة. مشكلتي أني أصبحت سريعة الغضب، وعندما أغضب أبدأ بالصراخ العالي حتى على أمي وهذا يزعجني كثيراً، والمشكلة الأكبر أني في هذه الفترة أصبحت أتلذذ في تعذيب نفسي عند الغضب كضرب نفسي وجرحها بالسكين وغير ذلك، وعندما أهدأ أبكي وأعد نفسي ألا أفعل هذا ثانية (لأنني أعرف هذا حرام). أرجوكم ساعدوني.
جزاكم الله عني الجنة،
تحياتي وامتناني لكم.
03/02/2008
أختي العزيزة.....
أهلاً بك على مجانين، ذكرت أنك معاقة وعقّبت بأن هذا ليس سبباً لمشكلتك وهو ما يعكس قدرتك علي تحليل الأمور بطريقة محايدة وعدم الارتكان إلى شمّاعة الإعاقة، وذكرت سوء معاملة إخوتك لك دون أن تحددي لنا سبباً لذلك؛ هل لأنك تحتاجين منهم رعاية خاصة أم لأسباب أخرى؟، كذلك لم تحددي منذ متى وأنت تعانين من مشكلاتك (سرعة الغضب، وإيذاء الذات)، وهل خلف هذا أفكار معينة؟، كما لم تذكري أي شيء عن حياتك الشخصية (عملك، هواياتك، سماتك).
وفي البداية أود أن أزيل من نفسك فكرة علاقة الدين بما تفعلينه (ليس على المريض حرج)، وما تفعلينه من إيذاء لنفسك جزء من المرض وبالتالي لا لوم عليك، بل عليك أن تتوجهي للعلاج وهو ما بدأته برسالتك إلينا.
أرى من وجهة نظري أن بداخلك توتر شديد ورغبة في التميّز لتعويض إعاقتك ولتثبتي للمجتمع الذي يرفضك أنك أفضل وأقوى، لكن يبدو أن الأمور لا تسير علي هواك ولا تساعدك على تحقيق رغباتك (لا أعلم لماذا لأنك لم تذكرين) وهو ما يفجّر بداخلك طاقات الغضب الذي يظهر في صورة عدم قدرتك علي التحكم فتحدث العصبية والصوت العالي، ولأن هذا ليس من طبيعتك خاصة أنه يحدث مع والدتك، ولأنه يبدو أنك على درجة ما من التدين ومراقبة الله فتبدئين في عقاب نفسك وتعذيبها لتنتقمي منها، لكنك اكتشفت أن هذا يمتعك مما ضاعف إحساسك بالذنب فأصبح بداخلك رغبتين (اللذة / العقاب) مما جعل الاكتئاب يعرف طريقه إليك.
عزيزتي،
لا بد من تحديد هل توجد لديك أفكار أخرى تدخل تحت نطاق اضطراب الوسواس أم لا مثل أفكار الشك، أو العد، أو أفكار عدوانية تجاه نفسك أو الآخرين أو الله، أو غيرها من الأفكار التي لا تستطيعين مقاومتها رغم سخافتها والضيق الذي تسببه لك (مثل ما تفعلينه من طقوس إيذاء الذات).
وبالتالي نصيحتي لك؛ أولاً أن تقرئي على الموقع بعض الإجابات الخاصة باضطراب الوسواس القهري لتتمتعي بقدر أكبر من معرفة ما تعانيه ويسهل عليك الإجابة على أسئلتي ولتعلمي أن مرضك قابل للشفاء بإذن الله ولكن يحتاج إلى بعض الجهد منك ومن طبيبك المعالج وهي نصيحتي الثانية لك، التوجه للعلاج النفسي، وثالث نصائحي، أن تبحثي عن مناطق قوتك وتستثمريها ولا تركزي فقط على إدراك سلبيات معينة من سماتك أو من الآخرين، وتذكري أن العديد من العباقرة كانوا يفتقدون لحاسة أو عضو ولم يستسلموا.
تابعينا والله معك.
سريعة الغضب تتلذذ بإيذاء الذات م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
هذا استكمالٌ لموضوعي (سريعة الغضب تتلذذ بإيذاء الذات).....
أخي الفاضل د. علي إسماعيل عبد الرحمن، أشكرك من صميم قلبي على اهتمامك بموضوعي، جزاك ربي عني الجنة. سأحاول الإجابة عن أسئلة حضرتك؛
أنا طالبة جامعية (تخصص دراسات إسلامية)، تأخرت عن الدراسة بسبب العلاج في الخارج، وأما عن سماتي فأنا إنسانة هادئة وخجولة وحساسة وسريعة البكاء ولا أحب الشعور بالنقص، وأما هوايتي المطالعة وخصوصاً الكتب الإسلامية، وأما عن معاملة إخواني لي سأحاول شرحها. فأنا أشعر بالغربة معهم فكثيراً ما يؤذنني بكلامهم، فأحد إخواني كان يدللني قبل زواجه ولكن بعد الزواج أصبحت معاملته معي جافة كأنه شخص غريب عني وليس أخي الذي أحبني وأحببته من نعومة أظافري، ومن بعد زواجه بدأ مشوار العذاب معي وأصبح يجرحني بكلامه فأصبح يستهزئ بي.
في يوم من الأيام تجرأ وقال لي يا قزمة (لأني قصيرة جداً) فكانت صدمة لي ولمّا قلت له لم تغيّرت معي؟ فقال لي: أنا الآن ظروفي تغيّرت، أصبح لي بيت وأولاد. وإخواني الآخرين معاملتهم أسوء وأسوء، وحتى زوجة أخي تعيّرني بعدم الزواج وتقول لي ظل رجل ولا ظل حيطة، وهي تعرف أن الفتاة المعاقة في مجتمعنا من المستحيل أن تتزوج، وخصوصاً إذا كانت إعاقتها مثلي، وعندما خطبني أستاذ يدرّسني رفضوه بدعوى أنه ليس من بلدي (أي ليس ليبيّاً)، وهددوني بقولهم لي إذا سمع والدك به سوف يموت من الصدمة، ويقولون لي أن هذا الشخص يريد أن يأخذ مالك وبعدها يتركك.
أنا واثقة أنهم ظلموه، فأنا واثقة من دينه وخلقه، سيدي الفاضل من الصعب أن أحصر وأكتب كل تصرفات إخواني وزوجاتهم، ما أقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل، كما أحب أن أخبرك أني أعاني من وسواس خناس فيوسوس لي عن ديني، وأحياناً أبدأ أستغفر بصوت عالٍ، حتى في صلاتي أسهو كثيراً فدائماً أسجد سجود السهو في جميع الصلوات، وعندما أعمل أي نوع من العبادات أشعر بالرياء وأني أفعل هذا حتى يمتدحني الناس، وهذا الشعور يتعبني كثيراً. وكما أني أعاني من النسيان بشكل مخيف، فهل النسيان نوع من الأمراض النفسية؟ وأعاني من مشكلة قضم الأظافر.
في انتظار ردك سيدي الفاضل بفارغ من الصبر، وأنا آسفة على الإطالة،
تحياتي وتقديري.
آمال.
09/03/2008
عزيزتي.....
أعتذر عن التأخير في الرد على رسالتك لسفري، وأشكر لك اهتمامك بالرد علي أسئلتي التي وضحت الصورة المرضية بطريقة عميقة ومباشرة، فأنت تعانين من اضطراب الوسواس القهري كما أسلفت في رسالتي السابقة وهو ما ترتبت عليه كل معاناتك، كما أن ظروفك الصحية زادت من الأعباء النفسية الملقاة على عاتقك خاصة في مجتمع يرى أن الإعاقة ذنب أو اختيار من الشخص فيلومونه على هذا؛
وأذكرك أن إعاقة الإنسان ليست في جسده بل في عقله وكم من المشاهير من أجبر الآخرين علي احترامه بعد تسفيههم له، اقرئي الأيام لطه حسين لتعلمي كم تلقى من إهانات وكيف تحداها وأجبر المجتمع كله على أن يراه عميد الأدب العربي، اقرئي سيرة الغفران لأبي العلاء المعري، أو قصائد عنترة بن شداد، اقرئي عن بلال بن رباح، وأسامة بن زيد، قطز والظاهر بيبرس، تسلحي بالثقافة والثقة واعلمي أنك الوحيدة القادرة على فرض احترامك على كل بني وطنك، وأكرر نصحي لك بالتوجه إلى العلاج النفسي. تابعينا
واقرئي على مجانين:
اضطراب قضم الأظافر بالأسنان Onychophagia
التشويه الذاتي للجسد مشاركة3
التشويه الذاتي للجسد: وصف الظاهرة2
دكتور علي اسماعيل للطب النفسي و الاستشارات النفسية والتنمية البشرية والمشكلات الزوجية والاجتماعية
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش