وساوس أم صرع أم صعوبة تعلم؟
السلام عليكم ورحمة الله؛
عندي مشكلة،
دائماً إذا قريت مقال بسيط أو صفحة من كتاب، أحس كأن رأسي تخدر.
وأفقد القدرة على التركيز والاستيعاب بشكل تدريجي.. وتكون عندي رغبة بأن أحضر سكين أو إبرة وأغرزها في جبهتي وبالذات في المنطقة التي بين العينين.
10/02/2008
أخي الحبيب أهلا بك ومرحبا على الموقع، تشكو من عدم القدرة على التركيز يعقبه الرغبة في إحضار سكين لغرزها في الجبهة فهل هذا يحدث فقط عند القراءة؟ أم عند فعل أشياء أخرى؟؟ وهل يحدث هذا على هيئة نوبات بمعنى أن هذا يحدث لفترة زمنية محددة أم لفترات طويلة في اليوم، وهل يحدث أفكار أخرى شبيهة بمعنى الرغبة في إيذاء أحد أو أفكار شك خاصة بالتلوث أو الارتياب أو غيرها من الأفكار المتطفلة الأخرى، وهل تعاني من سمات الشك أو القلق أو غير ذلك، وهل أنت شخصية اجتماعية أم تجنبية، وهل تخشى الأماكن المزدحمة أو المغلقة أو تخشى مواجهة الناس أو الصلاة إماما لهم أو غير ذلك من الأفكار. وهل تعاني من مشكلات عضوية أو مشكلات تعليمية أو مشكلات وراثية؟
كل ما سبق أسئلة نحتاجها لتشخيص حالتك التي تتأرجح بين ثلاث تشخيصات الأول هو نطاق الوسواس القهري، والثاني صعوبات التعلم، والثالث نوبات صرعية.
فالوساوس المسيطرة Obsessions ، تتميز بأربعة أشياء:
- فكرة معينة تسيطر على التفكير.
- هذه الأفكار لا تكون لها صلة بالمشاكل التي يتعرض لها المريض
- محاولة مجاهدة النفس لتجاهل هذه الأفكار ونسيانها وعدم تكرار الفعل مما يشكل ضغطا نفسيا عليه (حيث يدرك مريض الوسواس أن هذه الأفكار لا أساس لها من الصحة بعكس مريض الفصام الذي يعتقد بصحة أفكاره).
- يعي المريض تماماً بأن هذه الأفكار نابعة منه هو وليس لأي شخص آخر دخل بها.
ومن الصور المشهورة للاضطراب وساوس الاندفاعات:
وهي اندفاعات قهرية تسيطر على المريض فيشعر برغبة جامحة نحو القيام بأعمال لا يرضى عنها ويحاول مقاومتها إلا أنها تسيطر عليه بإلحاح وقوة، كالقفز من أمام سيارة، أو القيام بأعمال مشينة كالغناء في المسجد، أو التعري أمام الناس في الشارع. (وهو ما يحدث معك).
العلاج
يشمل العلاج 3 أشياء هم : العلاج الدوائي Pharmacotherapy ، العلاج المعرفي السلوكي cognitive Behavioral therapy ، العلاج الجماعي Group therapy .
أولاً: العلاج الدوائي Pharmacotherapy :
وذلك عن طريق استخدام مضادات الاكتئاب ويحتاج المريض إلى استخدام نوع واحد من مضادات الاكتئاب، وفى الحالات الشديدة يستخدم أكثر من نوع مع بعض، ويبدأ أثر العلاج في الظهور بعد حوالي من 6-10 أسابيع من العلاج المنتظم.
ثانياً: العلاج السلوكي Behavioral therapy :
يتم العلاج السلوكي بمساعدة الأخصائي النفسي فيما يعرف بالعلاج الإدراكي (Cognitive behavioral therapy CBT) وذلك عن طريق تعريض المريض للمؤثر الذي يدفعه لتكرار الفعل مع محاولة تقليل تكرار الفعل تدريجياً مثال ذلك إذا كان المريض معتاد على غسل يده 40 مرة فيغسلها 20 ثم 10 ثم 5 مع ترك المكان عقب هذا العدد ومحاولة الاسترخاء بعدها وعدم العودة مرة أخرى حتى يتخلص المريض من هذا السلوك تدريجياً، مع عمل تمارين للاسترخاء Relaxation techniques.
أما النوع الثاني وهو صعوبات التعلم؛ وهو مصطلح عام يصف مجموعة من التلاميذ في الفصل الدراسي العادي يظهرون انخفاضاً في التحصيل الدراسي عن زملائهم العاديين مع أنهم يتمتعون بذكاء عادي فوق المتوسط، إلا أنهم يظهرون صعوبة في بعض العمليات المتصلة بالتعلم: كالفهم، أو التفكير، أو الإدراك، أو الانتباه، أو القراءة، أو الكتابة، أو التهجي، أو النطق، أو إجراء العمليات الحسابية أو في المهارات المتصلة بكل من العمليات السابقة دون أن يكون لديهم عيوب في السمع والبصر وذوو الإعاقات المتعددة ذلك حيث أن إعاقتهم قد تكون سبباً مباشراً للصعوبات التي يعانون منها.
وأحد اضطراب القراءة النمائي – هو عسر القراءة (Dyslexia):
ومعدل انتشاره بين أطفال المدارس الابتدائية يقدر بحوالي 2 - 8 %، ويكثر انتشاره بين أقارب الدرجة الأولى عنه بين عامة الناس.. وهو أكثر انتشارا بين الذكور عنه بين الإناث بنسبة 3:1.
وتكمن المشكلة والمسببات في عدم القدرة على التحكم في العمليات العقلية التالية:
(1) تركيز الانتباه على الحروف المطبوعة والتحكم في حركة العينين خلال سطور الصفحة.
(2) التعرف على الأصوات المرتبطة بتلك الحروف.
(3) فهم معاني الكلمات وإعرابها في الجملة.
(4) بناء أفكار جديدة مع الأفكار التي يعرفها من قبل.
(5) اختزان تلك الأفكار في الذاكرة.
والطفل الذي يعاني من صعوبة القراءة يكون لديه اختلال في واحد أو أكثر من تلك العمليات العقلية التي يقوم بها المخ للوصول إلى القراءة السليمة، وهذا الاضطراب يظهر منذ الصغر لكن قد يتأخر تشخيصه إلي الكبر وقد يلجأ بعض الأشخاص إلي العلاج الذاتي دون العرض علي طبيب.
أما الثالث وهو النوبات الصرعية فتكون بسبب خلل في كهرباء المخ مما يستثير أفكارا أو سلوكا معينا وأحيانا تكون على هيئة تشنجات حركية وتكون محدودة المدة وتحدث على هيئة نوبات وغالبا ما يعقبها نوم أو صداع أو سلوك غير منضبط وهما نحتاج إلى رسم مخ وعلاج دوائي.
وفي النهاية أخي الحبيب أرجو أن تقرأ بعناية ما سبق وتحدد طبيعة ما تشكو منه وتتوجه إلى العلاج المناسب حسب التشخيص أو تراسلنا مرة أخرى لنساعدك وفقك الله.
ديسليكسيا أم صعوبة تعلم؟ مشاركة
في البداية أود أن أشكر موقعكم الرائع والجهود التي تبذلونها، فجزاكم الله كل خير....
وتعليقا على مشكلة الأخ مشاري شفاه الله وعافاه، تحديدا على ما قاله مجيبه الكريم دكتور علي إسماعيل عبد الرحمن عن Dyslexia (والطفل الذي يعاني من صعوبة القراءة يكون لديه اختلال في واحد أو أكثر من تلك العمليات العقلية التي يقوم بها المخ للوصول إلى القراءة السليمة، وهذا الاضطراب يظهر منذ الصغر لكن قد يتأخر تشخيصه إلى الكبر وقد يلجأ بعض الأشخاص إلى العلاج الذاتي دون العرض على طبيب).
هو فعلا أنا ومن أعرفهم يعانون من تلك الصعوبات بنسب بسيطة يكتشفون الأمر بنفسهم، وللأسف تزداد صعوبة القراءة أو الكتابة عند الضغوط، وخاصة في الأوقات العصيبة... يحدث في الحالات الشديدة تحت الضغوط أو التشتت ما يحدث لأخي مشاري المتمثل في قوله ((عندي مشكلة، دائماً إذا قريت مقال بسيط أو صفحة من كتاب، أحس كأن رأسي تخدر. وأفقد القدرة على التركيز والاستيعاب بشكل تدريجي.. وتكون عندي رغبة بأن أحضر سكين أو إبرة وأغرزها في جبهتي وبالذات في المنطقة التي بين العينين)).
ربما آخرون لا يشعرون تماما برغبة في غرس سكين في جبهتهم.. ولكن هذه الحالة تشعر صاحبها بقلة الحيلة والغيظ والتشتت بسبب الزغللة والصداع وعدم المقدرة على قراءة المكتوب أو كتابة ما يريد فيندفع برغبة في فعل أي شيء كأن يدعك وجهه أو يظل يحرك الورق أو يمسك برأسه أو أي شيء كهذا، ولكن ما قرأته أن المسؤول عن هذا الأمر هو جين وراثي... وطبعا لم نصل بعد لتعديل تلك الجينات أو تغييرها، وأنه لا علاج له سوى التدريب على التكيف والتعلم بطرق أخرى بصرية أو سمعية منذ الصغر، ولكن طبعا هذا لا يحدث في مجتمعاتنا الرائعة... فغالبا ما يعيش هؤلاء طفولتهم بصفة بليد أو فشلة... ويكون تحصيلهم الدراسي ضعيفا دائما مثلي رغم أنهم قد لا يكونون أغبياء.
وهذه المشكلة حقيقة قد تكون كارثة إن لم يتكيف معها الشخص أو عندما يفقد فجأة هذا التكيف، عندما ينسى شخص في مقابلة عمل كيف تكتب بعض الكلمات العربية البسيطة ويبدل أماكن الحروف أو يبدلها أو يظل يسأل الآخرين عن معاني الكلمات المكتوبة... معللا ذلك بأنه لا يستطيع قراءة خطهم، أو أن ينسى ويكتب عربي فصيح من الشمال لليمين!!... فيعتقد الآخر أنك تكتب باللغة الأردو البكاستانية.
إن كان أخي مشاري لديه هذه الأشياء فهو حتما ديسلاكسيا... عليه أن يحاول أن يتكيف ويتجنب القراءة والكتابة عندما تنتابه تلك الحالة لأن ذلك يزيد الصداع، كما الأفضل أن يبتعد عن الكتابة أو على الأقل كتابة الكلمات الصعبة أمام الآخرين لأن بوجود الآخرين الأخطاء تزيد وينكشف أمره.
الله أعلم هل هذه الحالة عنده أم لا ولكن ما وصفه تماما يماثل ما مررت به قبل ذلك، ولم أكن أعرف ما هو... وتفاجأت من وصفه أنه صعوبة تعلم
الحمد لله أن هذه الكوارث لا تحدث كثيرا أو لا تلاحظ بشكل يومي، ولكن لا أعلم لهذا حلا.... فقط التكيف.
5/5/2008
الأخ الفاضل أهلا ومرحبا بك على الموقع وجميل أن نتبادل الخبرات لأن هذا يؤكد أن ما قام به الموقع قد أثمر حيث استطاع نشر الثقافة النفسية بين العديد من أفراد المجتمع، عندما توقعت أن الأخ مشاري يعاني من صعوبات التعلم كنت أتوقع معارضة بعض المختصين وليس العوام (مع جزيل الاحترام للأخ المشارك) لغرابة التشخيص حيث أن كل الكتب تقول أنه يبدأ في الصغر وإضافة أنه قد يستمر للكبر من عندي لتسهيل تقبل المختصين للتشخيص ومحاولة مناقشته وعدم استبعاده ولكنك أكدت بأدلة قاطعة معاناتك وربما يتفضل الآخرون أيضا بالمشاركة،
ولكنني أخي أختلف معك في أسلوب العلاج حيث أصبح اليوم هناك مختصون وبرامج علاجية ناجحة بدرجة كبيرة في التخلص أو تقليل مشكلات صعوبات التعلم، كما أختلف معك في الأسباب فهي ليست أسبابا بل عوامل منها العامل الجيني وعوامل أخرى منها أن هناك تغيرا في خلايا معينة بالمخ ومشكلات الولادة ومشكلات الحمل وظروف البيئة وغيرها من العوامل التي يستمر العلم في كشفها حتى الآن وبالتالي ننتظر مشاركة الأخ مشاري وآخرين لإلقاء الضوء على هذا الاضطراب.
شكرا
دكتور علي اسماعيل للطب النفسي و الاستشارات النفسية والتنمية البشرية والمشكلات الزوجية والاجتماعية
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش