اكتئاب أم وهم ؟ لا بل هلع وقلق واكتئاب
هل هو اكتئاب أم وهم؟
لا أدري من أين أبدأ فقصتي أتعبتني، أنا في 17 من عمري بدأت هذه الحالة تقريا من 3 أشهر كنت أحس بوخز خفيف في قلبي وبدأ يكثر تدريجيا كنت أتناول فيتامين D فبحثت عن سبب هذه المشكلة وقرأت في أحد المواقع أن كثرت تناول حبوب فيتامين D تسبب مشاكل في القلب، وتوقفت عن تناول الفيتامين والحمد الله ذهب هذا الوخز.
هذه ليست مشكلتي، مشكلتي هي عندما كنت أحس بهذه ? لم بدأ الوسواس أن سوف يحدث لي شيء عما قريب يتسبب في وفاتي تجاهلته في البداية واستعذت بالله من الشيطان والحمد لله نسيت الموضوع لفترة لكن رجع إلي الوسواس.
كنت أصلي صلاة الفجر وأحسست بدوران خفيف وأخذ بي التفكير أن هذه لحظاتي الأخيرة فبدأ جسمي بالارتجاف ودقات قلبي تتسارع واشتد الارتجاف وفقدت السيطرة على نفسي وبدأت أرتجف لمدة تقارب الساعة وفي هذه الأوقات كنت أحاول أشغل نفسي مثل اللعب أو المشي حتى سماع القرآن لكن دون جدوى ومن ثم توقف.
وبدأ معي الخوف والوسواس وبدأ يسيطر على تفكيري بأفكار وتخيلات مزعجة مثل ماذا سيحصل لعائلتي وأقاربي ومن هذه التخيلات المخيفة, فقد فقدت السيطرة على التركيز في دروسي وحتى في صلاتي وشهيتي للأكل قلت كثيرا أصبحت مزاجية أفقد أعصابي بسرعة لا يعجبني شيء وكل شيء يزعجني كل ما أريد فقط أن أجلس مع نفسي، كلما مر يوم زاد الوسواس بي والتشتيت في أفكاري وكثرت سرحاني وشد أعصابي وتوتر غير طبيعي وازداد علي ارتعاش يدي وقوتي بدأت تتلاشي وكأنني فقط مستيقظة جسديا.
كنت أحاول معرفة السبب وبحثت وعرفت أني مصابة بالاكتئاب أو ربما، لم أخبر أحد بهذه الحالة لأني بطبيعتي كتومة جدا لا أخبر أحد بمشاكلي ومتاعبي لكني اجتماعية جدا ومتفتحة لكن هذا لم يساعد في التخلص على مشكلتي وحتى بدو يلاحظون علي هذه التغيرات وصلت إلى مرحلة عجز كلما حاولت التغلب على الوسواس زاد بي وزادت ضربات قلبي ودارت بي الدنيا أريد البكاء لكن هناك شيء يمنعني في داخلي صوت يصرخ لكني غير قادرة على الصراخ مخنوقة بالبكاء والصراخ وبدأت أحس أن تنفسي ثقيل وقلبي يوجعني وكلما أحسست بهذه زاد وسواسي.
معدلي الدراسي بدأ ينزل تدريجيا أصبحت مهملة جدا حتى في نظافتي الشخصية! وأنا والحمد لله ملتزمة في الصلوات تعبت جدا أفيدوني أرجوكم لا أدري إن كنت أعاني من مشاكل في قلبي أم أن سبب ارتعاش جسمي بداية الصرع أم أنها حقا مشكلة نفسية. أيضا عندما كنت أصغر سننا كان هذا الوسواس يأتيني لكن ليس كثيرا ولا يتعبني مثل ما يحصل معي الآن كنت فقط أبكي إذا زاد بي ويتلاشى.
ملاحظة: عندما يرتعش جسدي بالكامل ويتوقف أحس بالارتياح والتعب والنعاس وحدث معي مرتين فقط وأنا طالبة في الثانوية العامة مقبلة على امتحانات وكل هذه الأشياء أرهقتني جسديا ونفسيا.
أرجو المساعدة فأنا لا أستطيع الذهاب إلى دكتور نفسي.
جزاكم الله خيرا
29/11/2012
الابنة العزيزة؛
أهلا ومرحبا بك على الموقع وأدام الله عليك الشفاء.
بدأت مشكلتك بشعور غير جيد بوخز أو ما شابه ذلك لكنه لم يستمر وأعقبه شعور بالموت مع أعراض جسدية جعلتك توقعين الموت في أي لحظة ولأنك كتومة فلم تبوحي بسر ما يحدث لأحد مما جعلك تعتمدين على خبرتك الشخصية في تفسير الأمر وهو ما زاده تعقيدا وأدخلك في اكتئاب ثانوي لما يحدث لك من أعراض.
الموضوع ببساطة متناهية أنك عانيت من نوعين من القلق أحدهما هي نوبات من الهلع.
نوبة الهلع: هي فترة من الخوف الشديد أو الانزعاج تظهر فيها 4 أو أكثر من الأعراض التالية بشكل فجائي لتبلغ ذروتها في خلال 10 دقائق:
٠ سرعة ضربات القلب. ٠ العرق. ٠ الارتجاف. ٠ الإحساس بضيق النفس. ٠ ألآم في الصدر. ٠ غثيان. ٠ الإحساس بالدوار. ٠ الشعور بأنه مجنون. ٠ خوف من الموت. ٠ هبات حرارة. ٠ شعور بالبرودة.
غالباً ما يترافق هذا الاضطراب مع الخوف من الإصابة بنوبات أخرى وما يترتب عنها من نتائج. ولأنك لم تستطيعي معرفة هذا نشأ قلق عام بصورة بسيطة وبالتالي رافقه اكتئاب.
ونأتي هنا للحل:
اضطرابات القلق تشترك غالبا في الخطة العلاجية العامة:
٠ المكان: يعالج أغلب المرضى في البيت.
العلاج الدوائي: وذلك عن طريق استخدام مضادات الاكتئاب ويحتاج المريض إلى استخدام نوع واحد من مضادات الاكتئاب، ويبدأ أثر العلاج في الظهور بعد حوالي من 6-10 أسابيع من العلاج المنتظم، وقد يحتاج المريض إلى المطمئنات الصغرى (Benzodiazipine )
٠ يحتاج العلاج الدوائي لحدوث استجابة جيدة حوالي 8 – 12 أسبوعاً حتى تتوقف النوبات، وهنا يجب الاستمرار لمدة كافية(من 8-12 شهراً) مع العلاج حتى يتحقق التحسن ولضمان عدم عودة الأعراض لهذه الحالة المزمنة حيث يحدث ذلك في نسبة 60% من الحالات بعد التحسن. العلاج النفسي بأشكاله المختلفة
٠ العلاج المعرفي السلوكي C.B.T : من أهم العلاجات المستخدمة والمفيدة، حيث يعيد تنظيم البنية المعرفية. ويؤدي فيها بعض التدريبات مثل التعرض التخيلي، ويكلف المريض ببعض الواجبات المنزلية، تدريبات التعرض في المواقف الحية، سواء بمعاونة المعالج أو على انفراد في البيئة الطبيعية.
٠ وفي العلاج يتم:
- إعادة تشكيل البنية المعرفية Cognitive Restructuring : يركز العلاج المعرفي على تصحيح التقييمات الخاطئة المتعلقة بالإحساسات الجسدية باعتبارها مصدر تهديد، وتطبيق الاستراتيجيات المعرفية والسلوكية.
- إعادة التدريب على التنفس : في ضوء أن 50% إلى 60% من المصابين بالهلع يصفون أعراض إفراط التنفس بأنها مشابهة لأعراض نوبات الهلع؛ فإن تدريب المرضى على تنظيم التنفس يساعد في تقليل نوبات الهلع، وقد أجريت دراسات علمية عدة أثبتت ذلك.
- الاسترخاء العضلي: تتمثل أهمية الاسترخاء العضلي في أن المريض يقارن فيه بين العضو في حالة التوتر والعضو في حالة الارتخاء والراحة، ويخبر هذا الفرق بصورة واضحة عبر أعضاء الجسم المختلفة، ويتعلم المريض أنه قادر على جلب الاسترخاء لنفسه من خلال سلوكه.
- مراقبة الذات: هي محاولة للتعبير الموضوعي الدقيق عن الحالة (مثل : مستوى قلقي في الدرجة 5، ولديَّ أعراض رعشة، وداور، وقد استغرقت هذه النوبة 10 دقائق)، بدلاً من استخدام كلمات عامة فضفاضة مثل: أشعر بالرعب الشديد، هذه أسوأ لحظات عمري، ويتم ذلك من خلال سجل لنوبات الهلع، يتابع من خلاله المريض ما يجري له في يومه.
- التعرض التدريجي: في نوع "الهلع الموقفي" Situationally Bound أو "الهلع المصاحب لرهاب الساحة" يكون التعرض التدريجي للموقف المخيف وسيلة ملائمة للتخفيف من المخاوف. ويقاس النجاح في ذلك بالاستمرار في موقف التعرض حتى ينخفض القلق.
أرجو أن تقومي بزيارة طبيب نفساني في أقرب فرصة وإلى أن يحدث هذا فعليك باستخدام ما أسلفته لك من فنيات سلوكية ويمكنك الدخول على روابط أخرى على الموقع تتحدث في نفس مشكلتك فاقرئي مثلا:
نوبات الهلع وخلطة القلق والاكتئاب
من نوبات الهلع إلى اكتئاب الموت متابعة
هلع ووسواس واكتئاب: خلطة؟؟
هلع واكتئاب وسواس الموت
دكتور علي اسماعيل للطب النفسي و الاستشارات النفسية والتنمية البشرية والمشكلات الزوجية والاجتماعية
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش