وسواس قهري ومحاولات معرفية سلوكية
الوسواس القهري القاتل
أتعاطى دواء الفافرين بجرعة 300 مجم يوميا بدون أي تحسن ولو نسبي أعاني من وساوس في كل شيء في الحياة ورحت لأربع أطباء وبردو نفس الموضوع مفيش أي تغيير انصحني لوقف الأفكار فقط لكن أنا قارئ كتير أوي عن المرض دا ومن مقالات دكتور وائل أبو هندي وعندي وعي كبير أن الدكتور مش عارف يحل مشاكلي هو بيقول أوقف الأفكار فقط بدون أي مساعدة.
كتب لي في الورقة المعاني دي: إنه الوسواس القهري / إنه كيمياء المخ / إنه ليس أنا / إنه إنذار كاذب / وقف الفكرة وليس مناقشتها وليس الرد عليها وليس الحوار حولها وليس الكلام عنها وليس جمع الدليل لها / عقلي لا ينتج غير الوساوس فيجب أن أوقفها.
الوساوس في كل حاجة في الدنيا بدأت بوساوس في الصلاة وسب وشتائم ثم وصلت إلى ما لا نهاية بدون أي تحسن نسبي.
آسف على طول الاستشارة أرجو الإفادة بنصيحة هل الدواء فافرين كافي؟ أم يضاف عليه حاجة باستشارة الطبيب المعالج
أخوكم في الله عمر
شكرا
28/12/2012
الأخ الفاضل، أهلا ومرحبا بك على الموقع.
لقد قتل موضوع الوسواس القهري بحثا وتمحيصا على الموقع وكما أسلفت أنت سابقا بأنك قارئ جيد لما تم كتابته عن هذا المرض وأعتقد أنك لمست أن البرنامج العلاجي للوسواس يتضمن الآتي:
- العلاج الدوائي:
۰ وذلك عن طريق استخدام مضادات الاكتئاب، ويبدأ أثر العلاج في الظهور بعد حوالي من 6-10 أسابيع من العلاج المنتظم، وقد يحتاج المريض إلى المطمئنات الصغرى ( Benzodiazipines ) مثل الألبرازولام Alprazolam (زانكس) الديازيبام diazepam, (فالينيل). وأظهرت معظم الأبحاث فاعلية الجرعات العالية من البنزوديازيبينات (6-10) ملجم/ يوم من البرازولام .
۰ يحتاج العلاج الدوائي لحدوث استجابة جيدة حوالي 8 – 12 أسبوعاً، وهنا يجب الاستمرار لمدة كافية (من 8-12 شهراً)مع العلاج حتى يتحقق التحسن ولضمان عدم عودة الأعراض لهذه الحالة المزمنة حيث يحدث ذلك في نسبة 60% من الحالات بعد التحسن.
- العلاج النفسي بأشكاله المختلفة
- العلاج المعرفي السلوكي: من أهم العلاجات المستخدمة والمفيدة، حيث يعيد تنظيم البنية المعرفية. ويؤدي فيها المريض بعض التدريبات مثل التعرض التخيلي، ويكلف المريض ببعض الواجبات المنزلية، تدريبات التعرض في المواقف الحية، سواء بمعاونة المعالج أو على انفراد في البيئة الطبيعية. وفي العلاج يتم:
۰ إعادة تشكيل البنية المعرفية: يركز العلاج المعرفي على تصحيح التقييمات الخاطئة المتعلقة بالإحساسات الجسدية باعتبارها مصدر تهديد، وتطبيق الاستراتيجيات المعرفية والسلوكية.
۰ الاسترخاء العضلي: تتمثل أهمية الإسترخاء العضلي في أن المريض يقارن فيه بين العضو في حالة التوتر والعضو في حالة ارتخاء وراحة، ويخبر هذا الفرق بصورة واضحة عبر أعضاء الجسم المختلفة، ويتعلم المريض أنه قادر على جلب الاسترخاء لنفسه من خلال سلوكه .
۰ مراقبة الذات: هي محاولة للتعبير الموضوعي الدقيق عن الحالة (مثل: مستوى قلقي في الدرجة 5، ولديَّ أعراض رعشة، وداور)، بدلاً من استخدام كلمات عامة فضفاضة مثل: أشعر بالرعب الشديد، هذه أسوأ لحظات عمري، ويتم ذلك من خلال سجل لنوبات القلق، يتابع من خلاله المريض ما يجري له في يومه .
۰ التعرض التدريجي: "يكون التعرض التدريجي للموقف المخيف وسيلة ملائمة للتخفيف من المخاوف". ويقاس النجاح في ذلك بالاستمرار في موقف التعرض حتى ينخفض القلق.
وإذا عدنا إلى رسالتك سنجد أن سبب القصور قد يرجع لعاملين أولهما الدواء المستخدم فقد تحتاج إلى إضافة دواء آخر كمحفز للفافرين أو تغييره تماما، والثاني في خطة العلاج النفسي حيث أرى أن معالجك قد ركز فقط على الجانب السلوكي دون المعرفي، ورغم أنك لم تتطرق لطبيعة شخصيتك وهواياتك ووضعك الأسري إلا أنني أرى أنك تحتاج أيضا إلى فهم دينامياتك الأسرية وتأثيرها على مرضك وأرى أن مدرسة التحليل التفاعلاتي قد تفيدك كثيرا.
وفي النهاية أرجو أن تناقش مع طبيبك خطته العلاجية وإذا لم يستجب لك أو تشعر معه بالتحسن يمكنك تغييره وهذا قد يفيد علاجك، والله من وراء القصد.
دكتور علي اسماعيل للطب النفسي و الاستشارات النفسية والتنمية البشرية والمشكلات الزوجية والاجتماعية
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش