تتألم صامتة وتلوم: ضحية التحرش متابعة
أنا صاحبة مشكلة تتألم صامتة وتلوم.... ضحية التحرش
دكتور علي، دكتور وائل أسأل الله العلي العظيم أن يوفقكم ويرضى عنكم ويرفع درجاتكم حتى يبلغكم الجنة فقد أرحتموني الله يريحكم من عذابه وينجيكم وكل المسلمين اللهم آمين....
دكتور علي لقد ذكرت أنت في ردك على رسالتي أن الأسئلة التي طرحتها أنا مهمة جدا فهل الطبيب النفسي يسأل الذي كحالتي هذه الأسئلة رغم أنه لم يسألني إياها ولم يهتم لذلك عندما ذكرتها له..... كما أني تعرضت للتحرش الجنسي في سن 6 سنوات استمر معي حتى 11 سنة وذلك من ابن جيراننا في ذلك الوقت كان عمره تقريبا 22 سنة مع العلم أن ذلك تكرر معي وأن الذي تعرضت له كان قاسي وشديد على نفسي كان يا دكتور علي يجردني من ملابسي ويتجرد هو ويبدأ بملامسة عضوه بي وكان ذلك يتكرر كثيرا كما أنه كان يسحبني في سريره ويجلس فوقي رغم صغر سني وكبره والله يا دكتور إني أشعر بألم بقلبي كلما تذكرت ذلك وغصة في حلقي فالله المشتكى له.
في ذلك الوقت بدأت أميل إلى الانطواء وعدم الاختلاط بالناس كرهت الحياة تأتيني رغبة في الموت والانتحار خاصة إذا فتحوا أهلي معي موضوع الزواج فإني أخاف بشدة وبسبب ذلك تجرأت منذ شهرين وأخبرت أختي الكبرى ربما تسأل يا دكتور عن والداي سأخبرك أن أمي متوفاة من 3 سنين أما والدي فهو عصبي وصعب المزاج لكن يا دكتور أختي عوضتني بحنانها ومساعدتها لي فهي من نصحني وأجبرني بالذهاب إلى الطبيب النفسي وبدأت تراعيني في موضوع الزواج بعكس ما كانت عليه قبل أن أخبرها كانت تجبرني على أي خاطب يأتي إلينا.
والله يا دكتور أنا أكبر عقدة تعذبني هي عقدة الجنس وكرهي له والله أنا أعرف أن الجنس في إطار الزواج شيء والتحرش شيء آخر لكن والله إني عجزت عن حالي بإقناع نفسي ولست راضية عن حالي وأود أن أكون طبيعية ولكن جرح قلبي أكبر مني بكثير و آثاره على نفسي أكبر أرأيت يا دكتور كيف إنه يقول إنسي ما حصل لك كيف ذلك جوابك علي هذا طمئن قلبي كثيرا فوالله لا يعلم بقدر حزني عندما قال لي ذلك إلا الله أسأل الله أن يسعدك وأن يجعل ذلك في موازين حسناتك أحس أنك فهمتني جيدا بحيث إنه يصعب علي النسيان بالسهولة التي هو يطلبها برأيك كيف أتصرف كما أنه يقول لي من ضمن الجلسات النفسية أدعي الله أن يحل عنك عقدتك والله إني ضحكت عندما قال لي ذلك لا أدري هل هو على حظي الذي رماني عليه أم على أسلوبه الغريب ويقول إنك بسبب ما حصل لك خلطت بين الحلال والحرام ويقصد بذلك الحلال بالزواج والحرام بالتحرش.
وما يؤلمني أكثر قوله أن كل إنسان سواء ذكر أو أنثى لديه الرغبة في الجنس وكأنه يكذبني تعبت يا دكتور ولا أدري ماذا أفعل المشكلة أنه لا يوجد طبيب سواه في المنطقة التي أنا بها فما رأيك أعلم يا دكتور أني أتعبتك معي بحيرتي لكن لكم مني جميعا دعوات في ظاهر الغيب أسأل الله أن يجيب دكتور لدي أعراض كثيرة بسبب كثرة التفكير والقلق واكتئاب وكذلك كوابيس مزعجة تفزعني من نومي وعندما أستيقظ تكون نبضات قلبي متسارعة وخائفة وكثيرا ما أحلم بأن أحد يخنقني أو يحاول خطفي فأستيقظ منزعجة وزاد معي ذلك في السنتين الأخيرتين أخبرت الطبيب بذلك فلم يهتم.
أرجوك دكتور ثم أرجوك أن تقول لي رأيك فأنا ارتحت لك أرجوك أن تجيب علي بكل صراحة هل استمر معه رغم عدم استفادتي منه وأنا لي الآن شهر أذهب إلية وهل طريقة العلاج النفسي لمريض التحرش الجنسي كما فعل معي أرجوك أرجوك أن تجيب علي كما أن العلاجات التي صرفها لي ولم أرى منها فائدة هي لعلها تفيد في الاستشارة lustral .ludiomil. dogmatil أشكرك دكتور وأرجو منك السماح لي بطول الرسالة وجزاك عني ألف خير.
23/03/2007
أختي العزيزة
بقدر السخرية التي تتحدثين بها عن طبيبك المعالج وتدخله معك في مشكلتك بقدر الألم الذي تقطر منه كلماتك، إنك كمن يحارب طواحين الهواء تحاربين أفكاراً ومشاعر تغلبك، تخافين من جسدك وأنت تصاحبينه ليل نهار، تهربين من قدر وتشتاقين إليه، نعم إن ما مررت به من خبرة أليمة وتتداعي في مخيلتك ولا تغيب عن بالك آناء الليل وأطراف النهار، وعجبي من طبيبك أنه لم يقرأ صفحتك النفسية وبالتالي يحدد تدخله العلاجي معك علي أساسها وليس علي تصوراته، فتدخله معك بإحدى تقنينات العلاج المعرفي وهو ما يسمي إعادة عقلنة الأمور والرؤية الكلية للموضوع قد لا يكون مناسبا لك في الوقت الحالي.
وإن كنت أشرت إليك في رسالتي السابقة لهذه التقنية ولكن بصورة أبسط وأقل حدة حين طلبت منك أن تسجلي كل ما يتعلق بالخبرة مرات ومرات لتعتادي علي مناقشتها بحياد ودون مشاعر مؤلمة ولا أعرف إن كنت قمت بذلك أم لا، لكنك وضعت قدميك علي بداية الطريق وهو وجود شخص يتفهمك ويدعمك (أختك) وعليك أن تستمري في الحوار معها بلا خجل، كما أرى أنك تحتاجين مصارحة طبيبك بما داخلك من آلام تجاه عدم اكتراثه بمشاعرك دون قصد منه، واستخدامه المنطق الصريح في التعامل معك دون تمهيد.
ورأيي أنك تحتاجين أن تتصالحي مع جسدك وأن تعيد له كرامته واحترامه وذلك عن طريق مصادقته بصورة يومية فظني يحدثني أنك تخافين من جسدك وتقشعرين عند ملامستك له وتكادين لا تعرفين ملامحه، وبالتالي كيف ستمنحين للآخر ما تضنين به علي نفسك، فحاولي أن تشاهدي جسدك وتتحدثي معه وتلامسيه وتستمتعي به بصورة مباشرة دون ملامسة لأعضائك التناسلية لمدة نصف ساعة يوميا ثم سجلي مشاعرك وأفكارك وأعيدي هذا لعدة مرات حتى تعتادي على رؤيته دون مشاعر سلبية ثم انتقلي إلى أعضائك التناسلية وعامليها برفق مثلما تعاملت مع جسدك وهكذا حتى تعتادي على المشاعر الإيجابية التي وضعها الله في الإنسان عند استعداده لممارسة هذه الشعيرة المهمة والمفيدة لحياته. وأرى مناقشة ذلك مع طبيبك أو تغييره إن أبى ذلك.
دكتور علي اسماعيل للطب النفسي و الاستشارات النفسية والتنمية البشرية والمشكلات الزوجية والاجتماعية
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش