أعراض نفسية Psychiatric Symptoms
طغيان العقل وانحسار المشاعر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الأخوة والأخوات الكرام أساتذة وأطباء، أقدم لكم خالص شكري وامتناني على ما تقدمون من مساعدة لكل الناس دون مقابل، جزاكم الله خيراً.
أنا عربية مسلمة مقيمة في هولندا أريد استشارتكم في مشكلة خاصة بصديقتي فهي غالية عليّ كثيراً وهذا ما دفعني للكتابة لكم لأعرف رأيكم وتحليلكم لشخصيتها، والبيانات أعلاه خاصة بها.
صديقتي هذه عمرها 31 عاماً غير متزوجة ولها شخصية أراها غريبة بعض الشيء ولو أنها ترى نفسها طبيعية وأني أبالغ في الأمور وأكون عاطفية في حكمي على الأشياء!.. صديقتي واقعية لأبعد الحدود ولا تنظر إلى الأشياء نظرة عاطفية وهذا هو سبب خلافنا الدائم.. كل تصرفات صديقتي يحكمها العقل حتى في الأمور التي تتعلق بالعاطفة أقصد في مسألة الزواج أو العلاقات الإنسانية.. قلبها لا يتدخل أي شيء في حياتها فكل قراراتها من عقلها، أنا لا أقول أن تلغي عقلها وتنجرف وراء عواطفها فهذا أكيد خطأ، لكن من الأحسن أن تعطي فرصة لقلبها أيضاً وتترك مجالاً لمشاعرها بأن تتنفس.. أنا أرى أنها قاسية على نفسها كثيراً وأراها تتعب كثيراً ولكنها تكابر وتخفي، وكذلك هي كتومة ولا تعبر عما في داخلها لمن حولها.
هي طيبة ولطيفة ومحترمة، عاشت طوال عمرها هكذا ولا تشتكي من شيء لكني أخاف عليها من طريقة تفكيرها هذه وأن يأتي عليها يوم وتنهار..
في الحقيقة لي قريبة تعيش بنفس طريقة صديقتي هذه تكتم كل شيء بداخلها ولا تقول ما بها إلى أن جاء عليها يوم وسكتت من الكلام لمدة شهرين وعرضت حالتها على أخصائي نفسي وتعالجت، لكن منذ ذاك اليوم إلى يومنا هذا تتعب بين فترة وأخرى وتسكت عن الكلام لثلاثة أسابيع أو شهر وتعود تتكلم مرة أخرى ولكن بالأدوية وتحت إشراف معالجها النفسي!.. لقد طلبت من صديقتي أن تتغير ولو قليلاً، فنحن في غربة والحياة هنا صعبة، وقلت لها ربما يكون عندها مشكلة نفسية وهي لا تعلم، لكنها مصرّة أن تعيش بهذه الطريقة.. أطلب من سيادتكم بأن تتكرموا وتعلقوا على هذه المشكلة وشكراً لكم جميعاً.
12/03/2010
الأخت الفاضلة، أهلاً ومرحباً بك.
من الجميل أن تكون مشاعرك إيجابية نحو صديقتك العزيزة.
يتحكم في الإنسان ثلاث قوى: هي طريقة إدراكه للمعلومات، وطريقة تعامله معها (طريقة التفكير)، وكيفية الاستجابة الانفعالية لها. صديقتك تتبع في علاقاتها مع البشر ما نطلق عليه النموذج العقلاني أو المادي؛ وهو تفسير الأحداث والحكم عليها من خلال العقل فقط، وهو سلاح ذو حدين خاصة إذا توافر معها الجمود الشديد، حيث أن العقل 100% يجعل الإنسان يستفيد من كل مميزاته مثل (الديمقراطية، العدالة، احترام الآخر، الاهتمام بالعمل، تقدير قيمة الوقت، التعلم من التجارب)، وكذلك من سلبياته مثل (الاستبداد العقلي، الحكم الجائر، عدم تقدير المشاعر، اللامبالاة) وهو ما يجعل الشخص ناجحاً على مستوى العمل ولا يحقق نفس النجاح على مستوى العلاقات.
من هنا دورك هو أن تساعدي صديقتك بأن تكون أكثر مرونة لتصل إلى التوازن بين رغباتها الشخصية (مشاعر) ومساعدة الآخرين والتعاطف معهم (مشاعر)، وبين العمل والتفكير النقدي(عقل). يكون هذا بزيادة جرعة الترفيه في حياتها والذهاب إلى بعض دور الأيتام أو المستشفيات أو معارض الفنون وغيرها.
ولا تقلقي من نزعاتها العقلية طالما أنها متسقة مع ذلك، فالمرض لا يحدث إلا في حالة معاناتها من هذا العقل الزائد
نشكر اهتمامك بها وننتظر المزيد.
دكتور علي اسماعيل للطب النفسي و الاستشارات النفسية والتنمية البشرية والمشكلات الزوجية والاجتماعية
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش