إلى د. علي إسماعيل عبد الرحمن؛ كنت قد ذكرتم في ردكم على استشارة سابقة بعنوان (العصبية القاتلة: شخصية حدية!) ولدي بعض التساؤلات؛
أقتبس من أقوالك "واضطرابات الشخصية سيدتي لا تعيق صاحبها عن الاستمرار في حياته الاجتماعية والعملية وإن كانت تحدث بعض الصعوبات لمن حوله أكثر مما هو له". تأثير هذه اللعنة المسماة الشخصية الحدية لا يؤثر بمن حولي بقدر ما تفتك في؟ انفضاض الجميع من حولي تحاشيا من صاحبة الثورات المفاجئة حتى في عملي عندما نقلت نقلا تأديبياً رفض مديري الجديد استقبالي لأن سمعة عصبيتي وتمردي سبقتني لهناك .على الصعيد الشخصي فشلت في فترة زواجي وانتهى الحال بالمحاكم.
تعجبت من الأسباب فهي مطابقة لوضعي، أذكر نفسي في طفولتي أقذف وأكسر وأغضب بل أهشم رأس أحدهم, حتى مرايا البيت لم تسلم مني ومن قبضة يدي رغم الجروح المتكررة و المرات العديدة لم أقابل يوما بأي عقاب. شخصية أبي ونفس العصبية القاتلة رغم امتلاك والدي لشهادات عليا في مجاله فلم يحتفظ يوما بعمله حتى عمله في الخارج لم يكن ليصمد فيه تماما مثلي. أنا ابنة أبي بامتياز لم يسمح لأمي بزجري أو لومي وكبرت على هذا المنوال نفس العواصف ألقيتها في وجه طليقي أو في وجه من يضايقني!!! حتى أمام أحد القضاة في إحدى المحاكم لكثرة القضايا الموجه ضدي لم أتورع من الرد والتحدث بطريقتي المتفردة أمام القاضي رغم وجود محامي لي ولا تريد معرفة البقية؟
الكثير من أعراض بل معظمها تتطابق بحالي: "اندفاعية، الإسراف، القيادة المستهترة، نوبات النهم في الأكل" لا تدري بأي سرعة مجنونة متهورة أقود سيارتي رغم المخالفات الباهظة وسحب الرخص, الإسراف من دون وعي. ليس لدي محاولات انتحارية لكن لدي ذلك السلوك تجريح نفسي وتملأ إثارة يداي وجسمي للهرب من مشاعر أي غير محتملة، خاصة بعد انفعالي الشديد ولم أعتبره يوما ما مشكلة بل هو جزء من تكويني، أمارس رياضة عنيفة ومؤلمة منها الملاكمة ودفاع عن النفس ولدي كيس ملاكمة في غرفتي لأصب جام غضبي عليه ولا يهمني إذا أدميت يداي وجسدي من شدة التمارين عادة ما أمارسها قبل النوم لأضني جسدي من التعب وأنام كقتيلة.
عدم استقرار انفعالي يظهر من خلال اعتلال مزاجي شديد، سهولة الاستثارة ولا تهدأ نفسي إن لم أحطم ما أمامي؟، نوبات قلق شديد تستمر لساعات فقط. وصدقا لا أجد أي معارض في البيت من تصرفي بل يبتعد الكل عني ويقوم الكل بإرضائي بعد هدوء عاصفتي. عدم استقرار في العلاقات الإنسانية، وعدم ثبات صورة الذات وعدم استقرار في الانفعالات مع اندفاعية شديدة وهذا ما حدث أثناء زواجي أعجبت بطليقي بشدة وتزوجنا بسرعة واعتقدت بأنه العملة النادرة بين الرجال لكن انقلبت الصورة مللته ومللت البيت وبقيت عند أهلي وسببت له الإحراج بهجراني له وشتمه وغضب من دون سبب وبسبب وبتحطيم الأثاث والإمعان بإذلاله وبل بضربه ولم يرد لي ذلك أبدا لم يضربني قط كان يجرني لغرفتنا ويقفل علي الباب ولا يحدثني إلا إذا هدأت..... حتى عند طلبي الطلاق رفض وتمسك بي وأمهلني وقت للتفكير لكني أنهيت الموضوع بالخلع في وقت ما طفح الكيل من السيدة المجنونة.
أقتبس من كلامك مرة أخرى "وفي حالة توافر عدد مما سبق في حالتك يؤكد وجود الاضطراب وهو ما يستلزم العرض الفوري على طبيب نفسي". السؤال المهم ما قد يحصل إذا لم أذهب لطبيب؟؟؟ كبريائي لا يسمح لي بزيارة طبيب؟؟؟ الحقيقة أستشيرك وأتمنى منك الرد إذا رفع علي طليقي قضية لاحتضان الصغير متذرعا بنوبات غضبي وضربي للصغير أحيانا _لم أعد أفعل ذلك_ والأسوأ لديه تقرير من طبيب شرعي حول حادثة طعني له عندما استبد بي الغضب ولا أعلم إقدامي نحو زيارة طبيب قد تضيف نقطة له إذا علم بذلك وقد يأخذ مني طفلي؟ وهذه كارثة لا أعلم ما قد أفعل قد أقتله؟
وسبق أن جاءني أكثر من ضابط من حماية الأسرة لمعاينة الصغير بناء على شكوى من والده وتم فحصه على يد طبيب شرعي فقط للتأكد من عدم إصابته بكدمات وما شابه ولم يجدوا شيئا؟؟؟؟ رغم سلبيات شخصيتي والكره الجماعي لها أنا أم وأريد قتل وحش الغضب الدفين في من أجل حياة أفضل لي ولطفلي ولا أستحق أن يسلب طفلي مني، لا أريد رؤية الخوف في عيني صغيري عندما أغضب لأتفه الأسباب، لا أعلم قد يطلب محاميه فحص نفسي لي؟ أتمنى أن لا يفعل؟ هل برأيك سيكتشفون الأمر؟؟؟؟؟ هل سيقتنع القاضي بي كأم إذا أخبرته بأني قد أتناول الأدوية المضادة للذهان لأحسن مزاجي اللعين. ماذا أفعل؟ لن أخسر ولدي؟ هل ينفع أن أشرب دواء معين قبل المحكمة؟ لا أريد أن أنفجر غضبا أمام القاضي كما انفجرت سابقا؟؟؟؟
30/06/2011
سيدتي؛
أهلا بك ثانيا علي الموقع، وساعدك الله في أزمتك.
ما فهمته من رسالتك أنك تقومين بسرد العديد من الأدله على صدق التشخيص الذي أسلفناه وهو ما يجعلنا لا نضيع وقتا طويلا في الحديث عنه وننتقل إلى الجزء الخاص بالعلاج.
لا أخفيك سراً إذا قلت لك أن اضطراب الشخصية الحدية من أشرس الاضطرابات وأطولها علاجا (أنا لا أخيفك) ولكن لتعلمي أن الأمور تحتاج إلى صبر واستمرارية ومثابرة، وأنا أرى طاقة نور جيدة في رسالتك وهو حرصك الشديد على طفلك مما سيجعلك تتحملين بعض المعاناة في مقاومة الملل والرغبة في التخلص من علاجك ومعالجك بعد فترة نتيجةً لطبيعة المرض.
سيدتي؛ ليس لديك اختيارات فهو اختيار وحيد ومفيد وهو العلاج ثم العلاج ثم العلاج. فالعلاج سيحميك من نفسك وسيقلل معاناتك ويعطيك فرصة كبيرة في الاحتفاظ بحضانة طفلك.
والعلاج شقان جانب دوائي، وآخر نفسي يحاول فيه الطبيب أن يقلل من نوبات غضبك ويساعدك على الاسترخاء.
سيدتي تخافين من وصمة الطبيب النفسي وهل لا يقلقك وصمة الرفض من كل من حولك وطلاقك وقضاياك.
سيدتي توكلي على الله من فورك واذهبي إلى الطبيب النفساني بلا تردد.... وفقك الله.
دكتور علي اسماعيل للطب النفسي و الاستشارات النفسية والتنمية البشرية والمشكلات الزوجية والاجتماعية
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش