التنظيم القانونى لأجرام الاحداث

 

القاضى الدكتور

 

هيثم عبد الرحمن البقلى

 

أستاذ القانون – أكاديمية الدراسات القضائية – أبو ظبى

 

2008

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

*تقديم*

 

لا شك ان الأحداث هم نواة المجتمع البشرى ، و مرحاه الحداثة يتوقف عليها الى حد بعيد بناء شخصياتهم و تحديد سلوكهم فى المستقبل ، واى جهد يوجه لرعايتهم و حمايتهم هو فى ذات الوقت تامين لمستقبل الامه وتدعيم لسلامتها . لذلك فان إجرام الاحداث من الظواهر الاجتماعية الشائكة التى عاشت فى كل المجتمعات القديمة و الحديثة ، حيث قامت المجتمعات بتسليط الضوء فى الدراسة الاجتماعية و القانونية والنفسية عليها حتى لا يصاب المجتمع بأختلال توازنه.

لذا فانه من الاهمية بمكان كانت الجريمة أخطر ضروب السلوك المنحرف الذى يعكس الاختلال الاجتماعى الكامن فى البناء ، ان تسعى السياسة الجنائية الى القضاء على الجريمة فى مصدرها أو على الظروف المهيئة لها ، و ازالة أثارها خلال حصولها . فالاجرام عند الاحداث لا تنعكس خطورته على امن و سلامة المجتع فحسب بل يعكس الخلل القائم فى الأسس القانونية . لذلك فقد اتجهت التشريعات الحديثة الى وضع اساليب لمعاملة الحدث على نحى يغلب فئه التهذيب و العلاج على الأيلام والعقاب.

 

 

تعريف الحداثة..

                         فى اللغة .. سن الشباب ، و يقال اخذ الامر بحداثته ، بأوله و ابتدائه و الحدث هو صغير السن

و يعرفها علماء النفس و الأجتماع..بانها المرحلة التى تتميز بمجموع الظواهر الحيوية و الجسمانية والعضوية والنفسية التى ينتقل بها شخص الأنسان من التكوين و النمو الجسدى و النفسى الخاصين بالوليد الى دور تكوين و النمى الجسدى و النفسى الخاصين بالبالغ.

اما فى الشريعة الاسلامية .. فهو الشخص الذى يفتقر الى ملكتى الادراك و الاختيار لقصور عقله عن ادراك حقائق الاشياء واختيار النافع منهاوتجنب الضار لعدم لكتمال نموه و ضعف قدرته البدنية و ذهنية فى سن مبكرة.

 

 

 

 

خصائص جرائم الأحداث..

يختلف أجرام الاحداث بحسب تطور العمر ، ففى فترة الأحداث يتعرض الشخص لتغيرات عضوية و نفسية و اجتماعية ، فمن الناحية العضوية و نفسية و أجتماعيه ، فمن الناحية العضوية تنمو القدرة البدنية ، و تزدادا افراذات الغدد الدرقية النخامية المهينة على غيرها من الغدد ، و كذلك الالدرقية على اشباعها ، ومن الناحية النفسية يزدادا الشعور بالذات و اعتداده بها الى حد يفوق الواقع و يظهر الكثير من العصيان خاصة مع الوالدين ، و متولى الرعاية بالمدرسة ، اما من الناحيه الأجتماعيه فيفترض للبيئه المحيطة من اهل و اصدقاء و زملاء الدراسة وقد يكون سهل الانقياد للغير.

 

 

 

أهم الجرائم التى ترتكب من الاحداث..

 

1)  جرائم الأذى.. وتتزايد نسبتها نتيجة للزيادة البدنية التى تطرأ على الحدث ، مع حسب اثبات الذات

2)  جرائم العرض.. لما لنموه الجنسى من نمو الغريزة الجنسية مع عدم القدرة على اشباعها بالطريق القويم.

3)  جرائم المال.. والتى يقوم بها الحدث لرغبته فى اشباع احتياجاته اللهوية و المظاهر الخارجية له.

 

 

أسلوب جرائم الاحداث..

غالبا ما ترتكب بطريقة جماعيه لما فى ذلك من اشباع حب المغامرة و الشعور بالطمانينة التى قد تتوافر له حيال ارتكابها بمفرده ، لكن سراعن ما يعتاد و يفضل اقترافها بمفرده وذلك لعدم تقاسم الحصيلة مع الأخرين و اما لعدم الظهور بمظهر المجرم و انتشار ذلك بين العامه.

 

أجرام الفتيات..

يزيد أجرام الصبية عن اجرام الفتيات ، حيث تفتقر الفتاه الى الشجاعة اللازمة للاقدام على الجريمة ، و القوة البدنية الازمة لاتيانها و تؤهلها لأرتكابها ، و ان كانت تميل الى جرائم اخرى كالجنسية منها.

 

عوامل أجرام الأحداث..

عوامل أجرام الاحداث قد تكون داخلية داخليه داخل الحدث أو خارجية من مؤثرات محيطة به يتأثر بها و تكون عاملا مساعدا على اجرام الحدث.

 

ومن اهم العوامل الداخليه المؤثرة على اجرام الحدث..

 

اولا ..الوراثة..

وهى انتقال خصائص معينه من الاصول الى الفروع فى لحظة تكون الجنين.

و بعد اختلاف العلماء عن أثر الوراثة فى الاجرام اجمع الاغلبيه ان الوراثة تهيىء للحدث امكانات و قدرات يمكن ان تؤدى الى الجريمة اذا ما صادفت ظروفا معينة ، اى لا يمكن فصلها عن البيئة

 

ثانيا ..التكوين النفسى..

و هو مجموعة الصفات و الخصائص التى فى تكوين الشخصية الانسانية و تكيفها مع البيئة الخارجية ، و يساهم فى نشأتها عوامل مختلفة كالوراثة ، السن ، التكوين العضوى ، الصحة ، المرض ، و كل ما يحيط من ظروف سيئة خارجية

فهو الصفات التى تتصف بها شخصية الحدث بما تشمله من عواطف واحاسيس و غرائز و ميول ، فاذا ما تلك هذبت تلك الصفات خلقت حاله من التوتر و القلق لدى الحدث ، تساعد على التوجه نحو الجريمة.

 

 

 

 

ثالثا..التكوين العقلى..

من المسلم به ان الصحة العقليه شرط للشخصية السوية ، فاذا اختل التكوين العقلى بالوراثة أو بمرض عقلى طارىء بات عاملا مساعدا للأجرام لأختلال جميع القيم و العقائد و الأعراف و الألتزام حسب قوة الاختلال العقلى.

 

رابعا..التكوين البدنى..

و هى الخصائص البدنية المميزة التى تميز شخص عن أخر ، و قد اتجهت بعض النظريات سابقا

(مثال..نظرية لمبورزو) على التأكيد ان المواصفات الجسدية للمجرم تختلف عن غير المجرم ، الادانة قد باتت تلك النظرية فى طور النسيان اكدت عدم صحتها.

 

خامسا..الجنس..

من اهم العوامل التى تؤثر فى اجرام الأحداث داخليا ، حيث يختلف اجرام القاصر حسب التكوين البيولوجى و الفسيولوجى و النفسى لكل منهما.

·       حيث يتميز اجرام القاصرات..

1)  ان اجرام المرأة أقل من أجرام الرجل وفقا للأحصائات العامة

2)  ان اجرام المراة يتخذ طابعا متجردا من العنف ، على عكس أجرام الدخل.

3)  تتأثر المرأة فى أجرامها بالعوامل الخارجية للبيئه أكثر من الرجل

4)  المراة المتزوجة اقل فى نسبة الاجرام من المرأة الغير متزوجة لحرص الاولى على عدم انهيار الكيان الأجتماعى الذى حل بها.

·       و يتميز اجرام القاصر..

1)  انه أكثر من أجرام القاصرات و فقا للأحصائيات الدولية.

2)  يتميز بالعنف و القوة.

3)  غالبا ما يكون هو الفاعل الأصلى ، و المرأة هى الشريك المساعد

4)  يضمحل دوره فى جرائم الأجهاض ، وقتل الأطفال ، و القواده و القتل بالسم.

 

 

سادسا..الامكانيات الذهنية..

هى مدى ما يتمتع به الفرد من نسبة ذكاء و غباء تؤثران فى تكوين شخصيته و بلورتها ، و تنعكس اتجاه تصرفاته و ردود أفعاله الاجتماعيه و الأمكانات الذهنية ترتبط بالجريمة ، حيث تزيد الجريمة كلما قلت الأمكانات الذهنية ، الا ان البعض الأخر يرى ان لكل منهما نوع من الجرائم ، حيث يتجه ذوى الامكانات الذهنية المتميزة الى جرائم النصب و الأحتيال على سبيل المثال على خلاف الاخرين التى تكون الجرائم البدنية و السرقة هى الشائعه بينهم ، لعدم قدرتهم على اشباع احتياجاتهم.

 

سابعا.. الحياه الغريزية..

و هى الميول البدائية الغير واعية ، كامنه فى كل شخص : تؤثر فى حالته النفسية و تقوم بدور المحرك الدافع.فتقف تلك الحياه وراء الكثير من تصرفاته و تفسر جانبا هاما من سلوكه الخارجى. وهى كالانفعالات ، الغريزة الجنسية ، التملك ، الطعام ، اثبات الذات .

 

ثامنا..المرض..

هو كل خلل يصيب أعضاء الجسم. وتؤكد الدراسات على ارتباط الاجرام بالمرض كأحد العوامل المساعده عليه.فالمرض يؤثر فى الجسد أو العقل مما ينعكس على تصرف الحدث يفقد السيطرة على النفس و حسن تقدير الامور , و الشعور بالدونية و القصور امام أقرانه.

 

تاسعا..السكر..

من اهم العوامل الداخليه التى تؤثر على اجرام الحدث لذهاب العقاب و من ثم ذهاب القواعد الحاكمة للشعور الداخلى بأحكام المجتمع و صوت الضمير و أحكام وقاعد العقل ، فغالبا ما ترتبط الجريمة بسكر الحدث خاصة ان تتوافر لديه استعداد أجرامى.

 

 

 

<SPAN lang=AR-EG styl

  • Currently 97/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
32 تصويتات / 815 مشاهدة
نشرت فى 15 ديسمبر 2008 بواسطة dralbakly

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

58,412