إنتاج التفاحيات فى المناطق الدافئة أ.د جورج رمزى استينو 1992 دار الشروق |
النمو والسكونGrowth and dormancy
تتبع أشجار الفواكه المتساقطه فى نموها دورات سنويه تبداء بتفتح البراعم فى الربيع وتنتهى بسكون النباتات وتساقط أوراقها فى أواخر الخريف ثم تعاود النمو الخضرى فى الربيع التالى وهكذا.....
مراحل حياة الشجرة:
1- مرحلة الطفوله Juvenile phase : وهذة الفترة تبداء من زراعة البذرة أو العقلة وحتى بداية التزهير وفيها تنمو الشجرة نموا خضرياً بحتاً لتكون هيكلها . وتطول هذة الفترة فى الأشجلر البذريه أو المطعومه على أصول بذريه أو أصول منشطه. وتقصر فى الأشجار المطعومه على أصول مقصرة. والهرمونات النباتيه الغالبه خلال هذة المرحله هى هرمونات النمو الخضرى وأهمها الجبرلينات.
2- مرحلة التحول للتزهير Transformation phase : وفى هذة المرحله يحدث داخل الشجرة توازن بين هرمونات النمو الخضرى و المواد المنشطه للتزهير. كما يحدث توازن غذائى فى صالح التزهير مما يؤدى إلى بدء حدوث الدفع الزهرىFlower induction . وقد لوحظ أن أستخدام الأصول البذريه و المنشطه وزيادة شدة التقليم تؤدى إلى تنشيط هرمونات النمو الخضرى وبالتالى تأخير الوصول إلى مرحلة التزهير.
3- مرحلة البلوغ والإثمار Maturity phase: وفى هذة المرحله تصل الشجرة إلى حاله من التوازن الغذائى والهرمونى تسمح بإعطاء عدد كافى من البراعم الزهريه . وبالتالى التزهير والإثمار بمستوى مع أستمرار النمو الخضرى. حيث يحدث فى هذه المرحله التوازن بين هرمونات النمو الخضرى وهرمونات التزهير. وأى خلل فى هذا الأتزان يؤدى إلى الوصول إلى مرحلة الشيخوخه بسرعه.
4- مرحلة الشيخوخه Senescence phase: وهى المرحله النهائيه من عمر الشجرة وفيها يقل النمو الخضرى والزهرى والإثمار . وقد ثبت أن هرمون حمض الأبسيسيك ABA يزداد فى هذة المرحله. ومن العوامل المساعدة للوصول إلى هذة المرحله بسرعه: التطعيم على اصول مقصرة ، الزراعة فى بيئه غير مناسبه ، سوء عمليات الخدمة و التقليم ، وعدم التوافق بين الأصل والطعم.
دورة النمو الخضرى السنوية فى أشجار الفواكه متساقطة الأوراق ( التفاح):
Yearly vegetative growth cycle:
تتميز الفواكه المتساقطة بدورة نمو خضرى تمكنها من الحياة فى المناطق المعتدله التى تتميز بشتلء بارد طويل. وقد قسمFachigami and Nee 1987 هذة الدورة إلى 360 ° كما يلى:
أنواع سكون أشجار الفاكهه: يعرف السكون (Dormancy) بوجه عام بأنه حالة مؤقته لتوقف النمو المرئى فى أى جزء من النبات يحتوى على مرستيمات.
وقد تم تقسيم السكون إلى ثلاثة أنواع :
1- السكون الداخلى Endo-dormancy : وهى حاله من السكون التى تنشأ نتيجة لوجود مسبب السكون داخل البرعم نفسه. وقد كان يشار إليه بدور الراحه الشتويه ٌRest period. ويحدث هذا النوع من السكون بمناطق التشأة الطبيعيه شتاءاً لحماية الأشجار من الظروف الجويه الغير مناسبة حيث أن الشجرة الساكنه أقدر على تحمل البرودة الشتويه من الشجرة النشطه ، أى أن السكون هنا يعتبر ضماناً لإستمرار حياة الأشجار فى مناطقها الطبيعيه.
2- السكون المتلازم Para-dormancy وفى هذا النوع من السكون تكون هناك أشارة من عضو تؤثر وتؤدى إلى عدم نمو عضو أخر مثل السياده القمية فهى نوع من السكون المتلازم. حيث أن نمو البرعم الطرفى يمنع نمو البراعم الجانبيه. كما أن وجود الحراشيف حول برعم التفاح يمنع البرعم من النمو.
3- السكون البيئى Eco-dormancy وينشأ عن وجود ظروف بيئيه محيطه بالنبات تمنع من نمو البراعم بالرغم من عدكم وجود أى سكون داخلى فيها. مثل عدم تفتح براعم التفاح والكمثرى فى أواخر الشتاء بعد أنتهاء السكون الداخلى بها نتيجة لعدم توفر درجة الحرارة الازمه لبدء النمو.
متى يبداء السكون الداخلى:
يختلف موعد بدء السكون الداخلى على حسب النوع والصنف (العوامل الوراثيه) ، والأصل المطعوم عليه الأشجار، والحاله الغذائيه لها. وعموماً وجد أن السكون الداخلى فى أصناف التفاح التى تنجح فى مصر مثل ( الأناAnna ) يبدء حدوثه فى منتصف ديسمبر. فى حين أن الأصناف التى لا يلائمها الجو فى مصر يبدء فيها حدوث السكون الداخلى فى أوائل فبراير. وتتوقف فترة السكون الداخلى على العوامل التى تؤدى إلى أنهاء هذة الحاله من السكون. والعامل الأساسى فى أنهاء السكون هنا هو توفر كميه مناسبه من البرودة الشتويه يطلق عليها ( أحتياجات البرودة Chilling requirements ) حيث أنها تؤدى إلى حدوث تغيرات داخل البرعم سواء تغيرات فيزيائيه مثل التغير فى الماء الحر والماء المرتبط فى البراعم أو التغير فى المواد الكميائيه الداخليه مثل زيادة منشطات النمو كالجبرلينات وقلة المثبطات مثل حمض الأبسيسيك ABA أو النسبة بينهما. أو نتيجة التحول الغذائى للبراعم أو النشاط الإنزيمى....إلخ.
لذلك يجب التأكد من توفر أحتياجات البرودة فى المناطق التى سيزرع فيها الصنف قبل الإقدام على زراعته لأنها العامل الرئيسى لنجاح زراعة الفواكه المتساقطه.
وقد قدرت إحتياجات البرودة فى أول الأمر ( بعدد الساعات التى تنخفض فيها درجة الحرارة عن 7.2 °م (45 °ف ) أثناء الشتاء). إلا انه وجد أن لكل صنف درجه مثلى لحدوث الأثر الفسيولوجى للبروده. فقد تكون فى صنف معين 7.2 °م بينما فى صنف أخر 6 °م وهكذا .. والدرجات التى تقل أو تزيد عن هذة الدرجة فلها أثر أقل فى إزالة سبب السكون الداخلى.
وعدم توفر أحتياجات البرودة الازمه لكسر السكون الداخلى يؤدى إلى تأخير تفتح البراعم وقلة المحصول وتأخر سقوط الأوراق وقد تنمو الشجرة خضرياً بدرجة بسيطه فى مرحلة الطفوله تبداء بعدها فى الضعف والوصول إلى مرحلة الشيخوخه مبكراً لذلك لا يجب زراعة أصناف فى مناطق لا تتوفر بها كمية البرودة اللازمه للصنف. ولذلك تفشل زراعة عدد كبير من أصناف الفاكهه المتساقطه ذات الإحتياجات العاليه من البرودة فى المناطق ذات الشتاء الدافىء مثل مصر. حيث تزرع فى هذة المناطق أصناف ذات إحتياجات برودة قليله . فمثلاً الكمثرى الليكونت تحتاج إلى 600- 700 وحدة برودة ولا تتوفر فى جو مصر أكثر من 300 وحدة برودة. ولذلك فهى غير منتظمة التزهير ومحصولها قليل ولذلك ادخل إلى مصر حديثاً أصنافاً إحتياجاتها تتراوح بين 200- 300 وحدة برودة مثل الصنف Florida Home
حيث يكون تزهيرة أكثر أنتظاماً من الصنف الليكونت.
والجدول الأتى يوضح كمية البرودة اللازمه لبعض أصناف التفاح والكمثرى:
التفاح |
الكمثرى |
||
الصنف |
كمية البرودة |
الصنف |
كمية البرودة |
الأنا |
300-350 |
فلوريدا هوم |
160-260 |
دورست جولدن |
300-350 |
باين أبل |
260-365 |
عين شامير |
400-450 |
تن Ten |
480-600 |
|
|
كيفر- ليكونت- أورينت |
600-680 |
وهناك عوامل أخرى تساعد على أنهاء السكون الداخلى ومنها:
1- عوامل بيئيه :
1-1 مثل الضوء: حيث يبدء السكون عندما يقصر النهار فى الخريف ويساعد طول النهار على كسر السكون فى الربيع.
1-2 الأمطار : حيث لوحظ أن هطول الأمطار شتاءاً تساعد على كسر السكون وقد يرجع ذلك إلى إذابة بعض المواد المانعه للنمو داخل البراعم أو حراشيفها.
2- عوامل داخليه:
2-1 لوحظ أن الأصناف المطعومه على أصول منشطه تكون فترة السكون الداخلى بها أطول من المطعومه على أصول مقصرة.
2-2 كما لوحظ أن تأخر التساقط الطبيعى للأوراق فى المناطق ذات الشتاء الدافىء يؤدى إلى عدم أنتظام تفتح البراعم فى الربيع. وقد ثبت أن أسقاط الأوراق صناعياً بإستخدام سيناميد الهيدروجين ( الدورمكس) أو اليوريا فى الموعد المناسب يؤدى إلى تقصير فترة السكون. أما إذا أجرى هذا الإسقاط مبكرا فإنه يؤدى إلى أثر عكسى.
3- البراعم الطرفيه على الأفرع الحاملة مدة سكونها أقل من البراعم الجانبية. وإزالة البرعم الطرفى يؤدى إلى إسراع تفتح البراعم الجانبيه عند توفر الظروف الملائمه وهى حاله من السيادة القميه نتيجة أنتقال مواد مانعه للنمو من البرعم الطرفى إلى البراعم الجانبيه.
4- لوحظ أن إزالة حراشيف براعم التفاح القليل الإحتياج للبرودة مثل الأنا و الدورست جولدن ، تؤدى إلى كسر السكون على الفور عند تحسن الظروف الجويه.
ما هو سبب السكون الداخلى : يرجع سبب السكون الداخلى إلى أحد العوامل الأتيه:
1- زيادة حمض الأبسيسيك ABA وهو من المواد المانعه للنمو بالبراعم والحراشيف فى أواخر الخريف ويقل تدريجياً بالتعرض للبرودة أثناء الشتاء.
2- قلة كمية الجبرلينات والسيتوكينينات بالبراعم فى نهاية الخريف وتزيد تدريجياً بتعرض النباتات للبرودة الشتويه.
3- لوحظ أن البرودة الشتويه تحول المواد المانعه للنمو إلى مواد منشطه للنمو وتكون النسبه بينهما فى صالح المواد المنشطه ويكسر السكون.
4- لوحظ أن البرودة الشتويه تساعد على تراكم الكربوهيدرات والإنزيمات المحلله لها كما تتكون أحماض أمينيه جديدة داخل البراعم تساعد على التغلب على السكون الداخلى .
5- تحول الماء من الحاله المرتبطه بمواد معقدة أثناء السكون إلى ماء حر بعد كسر السكون.
المعاملات الصناعيه التى تساعد على كسر السكون
عدم توفر إحتياجات البرودة شتاءاً فى المناطق الدافئه يعيق إنتاج كثير من أصناف الفواكه المتساقطه ويسبب عدم أنتظام تفتح البراعم فى الربيع . ولذلك فهناك بعض المعاملات الصناعيه التى تساعد فى كسر حالة السكون ومنها:-
1- إستخدام المواد الكيماويه:- ( كاسرات السكون Dormancy breaks)
· الرش شتاءاً بالزيوت المعدنيه بتركيز 2-4 % مثل زيت اليونيفرسال و الكفروسال
· الرش بسيناميد الهيدروجين H2CN2( الدورمكس) بتركيز 2-4 %.
· الرش بمركبات الثيويوريا بتركيز 1/2% أو نترات البوتاسيوم بتركيز 1% .
وأستخدام هذه المواد قد يؤدى إلى نجاح كبير فى كسر السكون وتبكير التزهير وإنتظامه وزيادة المحصول إذا ما أجرى فى الموعد المناسب والتركيز والظروف الجويه المناسبه. فمثلاً:- الرش المبكر قد يؤدى إلى التزهير المبكر الذى قد يصادف موجه من الصقيع تؤدى إلى إحتراقه. أما الرش المتأخر فلا يحدث فائده تذكر.
وتحت الظروف المصريه لا يفضل بأى حال من الأحوال أستخدام هذه المواد قبل الأسبوع الثالث من شهر ديسمبر فى التفاح ، أما فى الكمثرى والعنب فأفضل ميعاد للرش هو الأسبوع الثانى من يناير.
2- إسقاط الأوراق صناعياً:
لوحظ تأخر تساقط أوراق التفاحيات فى الخريف فى المناطق ذات الشتاء الدافىء بل يتأخر حتى بداية الشتاء وأحياناً حتى بداية الربيع. وقد أثبتت التجارب أن بقاء الأوراق على الأشجار يؤخر من بدأ السكون الداخلى للبراعم وبالتالى يؤجل نموها فى الربيع. وقد ثبت أن الإسقاط اليدوى الصناعى ليس له تأثير على عملية السكون.فى حين أن الإسقاط بإستعمال المواد الكيماويه مثل سيناميد الهيدروجين ( الدورمكس) أو الإثيفون أو مركبات النحاس أو اليوريا له تأثير فعال بدرجه كبيره.
3- تعطيش الأشجار:-
وجد أن أعطاء الأشجار حاجتها كامله من الماء خلال الخريف والشتاء يؤخر من دخول البراعم فى السكون الداخلى. ولذلك ينصح بمنع الرى فى الأراضى التى تروى غمراً مبكراً. أما التى تروى بالتنقيط فتعطى الأشجار الحد الأدنى للماء الذى يبقى على حياة الأشجار خلال الخريف والشتاء.
4- التقليم:
لوحظ أنى تقليم الأشجار و إزالة البراعم الطرفيه للأفرع الطويله يشجع على كسر سكون البراعم الجانبيه التاليه له.
ومما سبق يمكن إقتراح برنامجاً متكاملاً لتقصير السكون الشتوى فى المناطق ذات الشتاء الدافىء ويمكن إيجازه فيما يلى:-
1- العمل على إسقاط الأوراق كيماوياً فى الخريف.
2- الإقلال من الماء المتاح للأشجار للحد الأدنى خلال الشتاء.
3- تقليم الأشجار بحيث نتغلب على السيادة القميه.
4- أستخدام أحد المواد التى تساعد على كسر السكون الداخلى بنسبه فعاله وفى الوقت المناسب.
تفتح البراعم Bud burst
يحدث تفتح البراعم فى الربيع بشرط :-
1- أنتهاء حالة السكون الشتوى. 2- توفر الظروف الجويه الملائمه للنمو ، وهم هذه الظروف الجويه هى – توفر كميه كافيه من الحرارة لتساعد على حدوث التفاعلات الكميائيه التى تؤدى إلى تكوين المواد اللازمه للنمو ، وأكثر الطرق إستخداماً لحساب كمية الحرارة اللازمه للنمو هى طريقة ( حساب درجات الحرارة اللازمه للنمو بالساعه) (GDH )
(Growing Degree Hours) حيث أنه بمعرفة درجة الحرارة اللازمه لبدأ النمو للنوع وهى فى التفاح مثلاً 4.4 °م ، وبمعرفة درجات الحرارة السائدة بالمنطقه كل ساعه خلال الفتره من أنتهاء السكون الداخلى وحتى تفتح البراعم ، يمكن تقدير GDH كما يلى:
GDH = مجموع (درجة الحرارة لكل ساعه – درجة بدء النمو).
وعموماً كلما توفرت كمية الحرارة المطلوبه فى منطقة ما بسرعه ، كلما كان تفتح البراعم أكثر تبكيراً. بشرط أنتهاء السكون الداخلى.
أى أن التأخير أو التبكير فى التزهير يعتمد على كل من السكون الداخلى وتوفر كمية الحرارة اللازمه للتفتح. وعموماً فالاصناف المبكرة تقل إحتياجاتها من الوحدات الحراريه عن الأصناف المتوسطه وهذه تقل عن الأصناف المتأخرة بوجه عام.
وفيما يلى عدد الوحدات الحراريه اللازمه لتفتح البراعم لبعض أصناف التفاح المنزرعه بمصر.
يولو سبير 12 ألف وحدة - الأنا 18 ألف وحدة - عين شامير 20 ألف وحدة
ساحة النقاش