البحث العلمي والتكنولوجيا الزراعية الحديثة مدخل لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة بمصر

 

   في إطار الخطة الجادة للدولة طبقاً لتوجيهات سيادة رئيس الجمهورية لتوسيع الرقعة الزراعية بمصر وذلك بالتوسع في إستصلاح الأراضي الصحراوية لتنفيذ المرحلة الأولى من استصلاح واحد ونصف فدان مليون فدان من إجمالي أربعة مليون فدان لذا لابد من إستخدام الوسائل والتكنولوجيات العلمية الحديثة والتي ستؤدي لإحداث منظومة للتنمية  الزراعية المستدامة في مصر للحفاظ على حقوق الأجيال القادمة وذلك عن طريقة زيادة إنتاجية المحاصيل كماً وجودة مع الحفاظ على صحة الإنسان والحيوان وكذلك البيئة وعدم الإستخدام الجائر للموارد الطبيعية مثل المناجم ومصادر الطاقة الأحفورية ( مشتقات البترول من غاز وخلافة) وكذلك الترشيد في إستخدام  الأسمدة الكيماوية مع ترشيد مياه الري مع تعظيم كفاءة إستهلاك المياه والحفاظ على الأصول النباتية ولن يتأتي ذلك إلا باللجوء إلى التكنولوجيات الحديثة مع ضرورة إلتحاق مصر بالثورة الزراعية الثالثة " إستخدام التكنولوجيات الحديثة والغير تقليدية " وقد قمت بإجراء سلسلة من الدراسات والأبحاث العلمية والتي كان نتاجها الحصول على براءة إختراع برقم (27124) من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا وهذه البراءة قد منحت بخصوص تكنولوجيا جديدة لانتاج الأسمدة النيتروجينية والفوسفاتية عن طريق إضافة عنصر البورون والتخصيب الحيوي للمواد العضوية وصخر الفوسفات بميسرات الفوسفور ومثبتات الازوت اللاتكافلية الحيوية للحاصلات البستانية.

وقد تم عرض هذه التكنولوجيا بعديد من المؤتمرات المحلية ونشرت بالمجلات والدوريات الدولية وأيضاً قد قمت بتحويلها إلى منتج سمادي تطبيقي عن طريق تسجيلها بوزارة الزراعة وإستصلاح الأراضي  بـ ج م ع وتعتبر هذه التقنية من الأسمدة جيل جديد من الأسمدة الأزوتية والفوسفاتية الأرضية الحيوية النشطة بيولوجياً والصديقة للبيئة والمدعمة بالمواد العضوية الحيوية وكذلك عنصري الكالسيوم والبورون.

   ولقد أكدت الدراسات العلمية والتطبيقية مساوئ الأستخدام الغير مرشد للأسمدة الكيماوية حيث تؤدي إلى إحداث آثار سلبية على البيئة و صحة الإنسان علاوة على أن الأسراف في أستخدام الأسمدة الكيماوية لها تأثير مباشر على الإضرار بالكائنات الحية الدقيقة المفيدة بالتربة حيث تحدث خلل بالنظام الطبيعي البيولوچي الموجود بالتربة وبالتالي تؤثر تأثيراً سلبياً علي خصوبتها الطبيعية علاوة على تكلفتها الاقتصادية العالية ولهذا بدأ الإتجاه إلى ترشيد استخدام الأسمدة الكيميائية مع التوسع في استخدام البدائل الآمنة مثل الأسمدة الحيوية العضوية وذلك ضمن منظومة جيدة تعرف بالزراعة النظيفة أو داخل برامج التسميد بالزراعات العضوية لما لها من مزايا عديدة تسهم في تحسين الإنتاجية والجودة وإنتاج محصول آمن علاوة على الحفاظ على البيئة وكذلك فإن استخدام الأسمدة الحيوية له مردود إقتصادي عالي من حيث التوفير في تكلفة برامج التسميد ولهذا نركز هنا على أهمية استخدام الأجيال الجديدة من الأسمدة الحيوية المفيدة للتربة والتي منها الأسمدة الأرضية النيتروجينية الفوسفاتية الحيوية ممتدة المفعول التي تمد النباتات بعنصر النيتروجين ( الآزوت ) وتيسر والفوسفور والكالسيوم والكبريت والبورون من خلال تقنية بيولوجية عالية الكفاءة تعتمد على هذه الكائنات الحيوية وهي بمرحلة الكمون بفعل التقنيات الحديثة المستخدمة في أنتاجها بصورة جراثيم أو كبسولات لتنشط مرة أخرى عند أضافتها للتربة.

   وتستخدم هذه الأجيال الجديدة من الأسمدة أرضياً قبل أوأثناء الزراعة لجميع الحاصلات البستانية ( فاكهة – خضر – نباتات طبية وعطرية ) وكذلك للحاصلات الحقلية ومحاصيل العلف والمسطحات الخضراء .

 

من أهم مزايا إستخدام الأسمدة الحيوية الحديثة :

<!--التوفير في استخدام الأسمدة النيتروجينية المعدنية

<!--التوفير في استخدام الأسمدة الفوسفاتية المعدنية .

<!--التوفير في تكلفة التسميد النقدية .

<!--التوفير في تكلفة الوقت والمجهود المبذول من الفلاح (حيث يخفض جرعات التسميد ).

<!--تقلل من تلوث التربة والبيئة لأنها تساعد على ترشيد إستخدام الأسمدة الكيماوية.

<!-- تقلل من انتشار الأمراض الفطرية بالنباتات.

<!-- تقلل من إصابة الجذور بالأمراض الفطرية والبكتيرية مما ينشط من نمو النباتات لأنها تحسن من تهوية التربة.

<!--تقلل من أضرار الملوحة بالتربة لأنها تعمل على زيادة تيسر عنصر الكالسيوم وتحسين نفاذية التربة.

<!--تنشط من نمو الجذور مما ينشط من كفاءة نمو النباتات .

<!--تنشط نمو الكائنات الحية المفيدة بالتربة حيث يحسن التوازن البيولوجي الطبيعي بالتربة .

<!--تعمل على تيسير العناصر الصغرى (حديد – زنك – منجنيز – بورون...) بالتربة وكذلك يعمل علي تيسير عنصر الكالسيوم والكبريت والفوسفور بالتربة.

 

<!-- وتكمن أهمية أستخدامها في الأتي :

<!--تقلل من تراكم النترات والنيتريت بالثمار وأنسجة النباتات مما يحسن من جودة عامل الأمان بها

<!--تقلل من الإصابات الفطرية على النباتات حيث انه من المعلوم ان زيادة استخدام الاسمدة الازوتية تعمل على ضعف أنسجة النباتات وزيادة الغضاضة بها مما يزيد من حساسية إصابتها بالأمراض الفطرية

ج) تقلل من إصابة الجذور بالأعفان نظراً لأن الكائنات الحية تفرز مضادات حيوية تعمل على تقليل الإصابة بالأعفان.

د) تنشط نمو الجذور نظراً لأن الكائنات الدقيقة المفيدة تفرز منشطات نمو طبيعية (أكسينات ومشابهات السيتوكينين) التي تعمل على تنشيط نمو الجذور

كل هذا يجعل الأسمدة الحيوية تساهم في التنمية المستدامة وكذلك زيادة الجودة والحفاظ على سلامة الغذاء

 

والسؤال هنا عن أهمية أستخدام الأسمدة الحيوية الحديثة من ناحية تغذية النبات.

 

أولاً : بالنسبة لتوافر عنصر الفوسفور والكالسيوم والكبريت والعناصر الصغرى :

 

1- لأنها ناتجة من عملية إنتاج الفوسفور بطريقة حيوية بيولوجية و تستمر عندما ينثر فوق سطح التربة حيث يطلق العديد من الروابط الفوسفاتية الأيونية  الناتجة عن التحلل والتيسر الحيوي للفوسفور بفعل البكتريا الميسرة للفوسفات وكذلك بعض العناصر الغذائية المعدنية الهامة الأخرى مثل الزنك و البورون والكالسيوم والكبريت , نظراً لأن الإمداد بالفوسفات يتم في صورة دفعات مستمرة نتيجة للفعل الحيوي الميكروبي لتيسر الفوسفور بالأسمدة الحيوية ولا يتم دفعة واحدة.

2- الاسمدة الحيوية تنشط نمو الجذور نظراً لاحتوائها على المواد العضوية والطاقة البيولوجيه الناتجة عن الميسرات الحيوية وكذلك أفراز البكتريا لمنشطات النمو الطبيعية مثل الاوكسينات ومشابهات السيتوكينين

3-تفرز البكتريا مضادات حيوية تعمل على تقليل الاصابة         باعفان الجذور

 

ثانياً : بالنسبة لتوافر الأزوت (النيتروجين)

 

تعمل علي الإمداد المستمر لعنصر النيتروجين.

1-  حيث تحتوي على البكتريا التكافلية واللاتكافلية المثبتة للأزوت الهوائية وكذلك اللاهوائية بالأسمدة الحيوية والتي يتم أقلمتها جيداً ضد التغيرات البيئية والمضاف لها المنشطات الحيوية التي تزيد من كفاءة عملها بالتربة مما يعمل على توفير إمداد مستمر بالنيتروجين للنباتات مما يجعلها لا تتعرض لنقص عنصر النيتروجين.    

2- تساعد على توفير عنصر الازوت بالتربة مما يساهم في تقليل استخدام الاسمدة النيتروجينية الكيماوية مما يقلل من الأضرار المترتبة على كثرة استخدامها من تلوث للبيئة والمياه الجوفية         

3- تتنافس الأسمدة الحيوية الأرضية اقتصادياً مع الأسمدة الفوسفاتية الكيماوية والأسمدة الازوتية المعدنية وتنتج محصولاً متقارباً وعالي وفائقاً من حيث الجودة, و بما أنها آمنه على الكائنات الحيوية بالتربة وتحافظ على التوازن البيولوجي لها.

 

إلا إنه لابد أن يؤخذ في الأعتبار ان أستخدام مثل هذه الأسمدة لابد أن يكون متوازياً مع الأسمدة العضوية الناضجة المتحللة مثل (الكمبوست) لضمان عدم إنتشار الأمراض بالتربة وكذلك الحشائش وفي نفس الوقت تشجيع المنظومة الحيوية المفيدة بالتربة.

المصدر: مقال لـ د.أحمد أبو اليزيد الاستاذ بكلية الزراعة- جامعة عين شمس

عدد زيارات الموقع

7,946