د. حسام محمود زكي أستاذ مساعد (مشارك) بكليتي التربية جامعة المنيا وجامعة الأمير سطام بن عبد العزيز

يعد  التعبير الكتابي من أصعب المهارات المكتسبة و التي تعد وسيلة مهمة من وسائل التعبير حيث تتطلب المعرفة الجيدة باللغة للتعبير عن الأفكار و الميول. إن مهارة الكتابة عند كثير من الأطفال مرتبطة بمهارة القراءة... و مهارة الكتابة تعد مؤشر قوي إذا كان الطفل يعاني من مشاكل في القراءة أو اللغة.

معنى التعبير الكتابي:

هو توصيل الأفكار للآخرين من خلال استخدام الرموز الكتابية. يعتبر التعبير الكتابي من أرقى درجات التحصيل الإنساني، ويتم تحقيقه فقط حين تتحقق جميع متطلباته.

تاريخيًا فإن صعوبة الكتابة و هو فقد المهارة الكتابية فإن ذلك يعد من أشكال اضطراب القراءة و هناك إشارة إلى أن اضطراب التعبير الكتابي ممكن أن يحدث منفصلاً.

و هناك مسميات عديدة لاضطراب التعبير الكتابي و منها:

  •  
    • اضطراب الاستهجاء  Spelling disorder
    • صعوبة  القراءة بالاستهجاء Spelling dyslexia

إن صعوبة التعبير الكتابي يمكن أن يصاحبها اضطرابات تعلم أخرى مثل: اضطراب القراءة  أو اللغة ، و لكن اضطراب التعبير الكتابي يتم تشخيصه مؤخرًا.

 

أنواع التعبير الكتابي

يمكن الإشارة إلى أربعة أنواع رئيسة للتعبير الكتابي هي:

- التعبير الكتابي الوظيفي: وهو الذي يستخدم لأغراض معينة في الحياة العملية. كتعبئة الاستمارات، والإجابة على أسئلة الاختبارات، وكتابة التقارير.

-  التعبير الكتابي الإبداعي: ويشير إلى تعبير الفرد الشخصي عن أفكاره، وخبراته، وتجاربه بأسلوبه الخاص والمميز، ككتابة المذكرات الخاصة والشعر والمواضيع الإنشائية المختلفة.

-  التعبير الكتابي الوصفي: وهي المحاولات التي يصف بها الآخرون تجاربهم وخبراتهم وأفكارهم وما يتعرضون إليه من الأشياء والأماكن.

-  التعبير الكتابي التفسيري: من خلال تحليل الوقائع والأفكار والآراء، وإجراء المقارنات، وشرح الأسباب والعلاقات السببية، وتقديم وجهات النظر ودعمها بالأدلة.

صعوبات التعبير الكتابي:

يوجد نوعان من الصعوبات: نوع متعلق بغياب كفاءة استخدام قواعد الكتابة من إملاء ونحو وصرف استخداما صحيحا، ونوع ثان يتعلق بعدم القدرة على تذكر شكل الكلمة وترتيب الحروف التي تتشكّل منها.

هي عبارة عن خلل وظيفي بسيط في المخ حيث يكون الطفل غير قادر على تذكر التسلسل لكتابة الحروف والكلمات، فالطفل يعرف الكلمة التي يرغب في كتابتها ويستطيع نطقها وتحديدها عند مشاهدته لها ولكنه مع ذلك غير قادر على تنظيم وإنتاج الأنشطة المركبة اللازمة لنسخ أو كتابة الكلمة من الذاكرة.

إن تعلم الكتابة يتطلب من الطفل أن يفرق ويميز بصرياً بين الأشكال والحروف والكلمات والأعداد، فالأطفال الذين يعانون من عدم تمييز الحروف والكلمات بصرياً يعانون أيضاً من صعوبات في إعادة إنتاجها أو نسخها بدقة.

ويرى "هارسون" أن الاضطرابات التي تظهر لدى الأطفال ذوي صعوبات الكتابة يمكن تصنيفها إلى:

1. مشكلات في الإدراك البصري (معرفة الأشكال والصور)، التمييز البصري.

2. مشكلات في إدراك العلاقات المكانية البصرية، تتضمن اضطرابات إدراك الوضع بالفراغ.

3. اضطراب القدرة الحركية البصرية، وهي القدرة على معالجة العلاقات المكانية.

4. اضطراب التناسق الحركي البصري، مثل – رسم أو إعادة إنتاج ما تم معرفته وإدراكه.

 

تقييم وتشخيص صعوبات التعبير الكتابي

أساليب التقييم غير الرسمية: وهي الأكثر استخداما في تقييم التعبير الكتابي، إذ يقوم المعلم بتحليل عينات من كتابات الطالب وتحديد نقاط الضعف بها وذلك من خلال خمسة مكونات رئيسة، هي:

 الطلاقة: وتشير إلى العدد الكمي للكلمات المكتوبة. ويتم حساب الطلاقة في النصوص الكتابية من خلال قسمة عدد الكلمات على عدد الجمل. وترتبط الطلاقة بالقدرة على توليد الأفكار، كما وجد الباحثون أنه من المفترض أن يكون عدد الكلمات في جمل الطالب في السن الثامنة ثماني كلمات، وتزداد كلمة واحدة مع كل سنة حتى الوصول إلى سن الثالثة عشرة، وبناء على ذلك فإن الانحراف عن ذلك المعدل بكلمتين يعد مؤشرا بوجود مشكلة لدى الطالب ينبغي للمعلم الالتفات إليها.

المحتوى: ويشير إلى أصالة الأفكار، وتتابعها، وسلامتها، إضافة إلى دعم الأفكار بالجمل التفصيلية الدقيقة، ذات الارتباط بالفكرة الرئيسة للموضوع بشكل عام.

القواعد: ويقصد بها الاستخدام الصحيح للأفعال والضمائر والكلمات والحروف، والترتيب الجيد للكلمات في الجمل، للوصول إلى كتابة جمل مفيدة. فالطلاب ذوو صعوبات التعلم يظهر لديهم كتابة نمط العبارات وليس الجمل

 المفردات: وتدل على أصالة الكلمات ونضجها وتنوعها، وملاءمتها للعمر والخبرة، ويمكن للمعلم أن يوفر للطالب قائمة من الكلمات الشائعة الاستخدام، إضافة للكلمات الانتقالية التي تساعد في الربط بين الجمل، وذلك حين يتضح استخدام الطلاب ذوي صعوبات التعلم لعدد أقل من الكلمات، وعدد أقل من التنوع بالمقارنة مع أقرانهم

 آليات الكتابة: وتشير إلى مهارات الكتابة، كالقواعد الإملائية والنحوية، والترقيم والخط.

و تم وضع نقاط محددة للتشخيص لهذا الاضطراب من خلال جمعية الطب النفسي DSM IV:

  • تكون المهارات الكتابية كما تقاس بواسطة الاختبارات المعيارية الفردية أو التقييمات الوظيفية للمهارات الكتابية دون المستوى المنتظر من عمر الشخص  و ذكائه و تعليمه.
  • يؤثر الاضطراب في المعيار السابق بصورة واضحة على الإنجاز الدراسي أو الأنشطة اليومية التي تتطلب إنشاء نصوص مكتوبة مثل "كتابة جملة سليمة قواعديًا و فقرات منظمة".
  • إذا كان هناك عجز حسي فإن الصعوبات في المهارات الكتابية تتجاوز تلك التي تترافق معه عادةً.

ما مدى انتشار هذا الاضطراب؟

إن معدل انتشار اضطراب التعبير الكتابي بصورة منفردة لم يُدرس حتى الآن و لكن كاضطراب مصاحب لاضطراب القراءة فهو يمثل حوالي 4% من أطفال سن المدرسة.
بالنسبة للجنس فاضطراب التعبير الكتابي مثل اضطراب القراءة حيث أنه يمثل 1:3 بالنسبة إلى نسبة الولد : البنت وغالبًا ما يحدث اضطراب التعبير الكتابي مع اضطراب القراءة.


حدوث هذا الاضطراب كجزء من اضطراب آخر:

إن الأطفال الذين يعانون من الاضطراب الكتابي أكثر عرضة للإصابة أو المعاناة من اضطرابات التعلم الأخرى مثل اللغة ، القراءة ، و الطفل ذو اضطراب قلة الانتباه و اضطراب السلوك المشوش.

 

أسباب نشأة الاضطراب

إن الطفل الذي يعاني من اضطراب في التعبير الكتابي هناك أسباب عديدة مثل:

  • نقص استخدام مكونات اللغة و مخارج الألفاظ.
  • الوراثة من خلال الجينات الوراثية.
  • و هناك نظرية واحدة وُضعت حيث تقول أن اضطراب التعبير الكتابي ناتج من تأثير مركب لأكثر من عامل أو لتأثير عامل واحد مثل: اضطراب التعبير اللغوي – اضطراب مختلط للغة و القراءة .

أما بالنسبة للعامل الوراثي فلقد لوحظ أن هذا الاضطراب متواجد في الطفل لأم و أب  أقارب من الدرجة الأولى.

التوقع بالنسبة لاضطراب التعبير الكتابي يعتمد على:

  • مدى خطورة الاضطراب.
  • المرحلة العمرية للطفل و درجة التدخل.
  • مدة العلاج واستمراريته.
  • وجود أى اضطرابات نفسية أو سلوكية للطفل.

و لذلك هذا يوضح مدى أهمية استشارة طبيب نفس الأطفال و سرعة التدخل الطبي المحترف في الوقت المناسب.

العلاج

من خلال:

  • الممارسة المباشرة للكتابة و الإملاء و الرجوع إلى القواعد اللغوية.
  • التأكيد على استمرارية الطفل في العلاج و الدراسة.
  • التأكيد على استخدام طريقة واحد . واحد للكتابة التعبيرية و التي ثبت نجاحها و تتم من خلال الطبيب المختص.
  • أن يتم مشاركة المعلم في العلاج عن طريق إعطاء الطفل ساعتين يوميًا من أجل الالتزام بتعليمات الكتابة و بالتالي يحتاج ذلك إلى علاقة قوية بين الطفل و هذا المعلم المتخصص في الكتابة.
  • الطفل يحتاج إلى مساندة من الأسرة و المدرس و بالتالي فإن الفريق العلاجي مهم حيث الطبيب النفسي– المدرس – الأسرة.
  • يتم معالجة المشاكل السلوكية أو النفسية من قبل الطبيب النفسي.

 http://www.tabibnafsany.com/child_writing_disorders.html

 

  • استراتيجيات تنمية التعبير الكتابي لدى الطلاب
  •  تتعدد الاستراتيجيات التي تهدف إلى تنمية التعبير الكتابي لدى الطلاب ذوي صعوبات التعلم، ولكن ينبغي الإشارة في البداية إلى ضرورة تركيز تلك الاستراتيجيات على مهارة التعبير الكتابي من حيث الإنتاج الكتابي للطالب ككل، دون التركيز على القيود النحوية أو علامات الترقيم أو قواعد التهجئة، أيضًا لابد للمعلم من اعتبار قدرات الطالب وميوله عند اختياره لاستراتيجية ما، وعند تطبيقها أيضًا.
  • ويمكن بتصنيف الاستراتيجيات المساهمة في تنمية التعبير الكتابي إلى نوعين:
  • -   الأولى استراتيجيات تهتم بتنمية المعنى ككل، وبعملية توليد الأفكار وإنتاج الجمل.
  • -   والثانية استراتيجيات متقدمة تهتم إلى جانب المعنى بمهارات الكتابة، وبتخطيط وتنظيم بناء النصوص ومعالجتها.
  • أ‌.   استراتيجية تعزيز المفكرة اليومية: 
  • يجب أن يتم تدريب الطلاب على كتابة مذكراتهم اليومية بشكل ميسر، من خلال كتابة أهم الأحداث والزيارات التي قاموا بها، وذلك في كراسة خاصة بكل طالب. وأن يتم تزويد الطلاب بنماذج لمفكرة يومية واضحة البنود ليتم مراجعتها مع المعلم بشكل أسبوعي، ومن ثم محاولة تقديم النصائح للطالب بهدف تحسين أسلوب ومهارة الكتابة لديه. 
  • استراتيجية النشر في مجلة:
  • فمن خلال تلك الاستراتيجية يطلب المعلم من الطالب بشكل أسبوعي أن يكتب موجزًا عن يومين يختارهما الطالب. وللطالب حرية الكتابة المطلقة عن أفكار وأحداث ومعاني تثير اهتمامه في هذين اليومين، ثم تتم بعد ذلك مراجعة ما كتبه من قبل المعلم في ورقة خارجية، دون أي تصحيح في كراسة الطالب، ومن ثم تعليقها في مجلة المدرسة بين وقت وآخر، وهو ما سيعزز مفهوم الكتابة كوسيلة للتواصل مع المجتمع لدى الطالب.

 

 

  • ب‌.      * إرشادات للمعلم:
  • - تفادي التقييم العقابي من خلال الدرجات، إذ إن ذلك يحبط الطالب ويقلل من دافعيته للكتابة. وهنا لابد للمعلم أن يقوم بتوزيع درجاته على الأفكار ومهارات الكتابة بالتساوي ويشير الباحثون بضرورة تجنب الإفراط في التغذية الراجعة التصحيحية، إذ إن ذلك يمكن أن يؤدي إلى صرف اهتمام الطلاب عن محتوى الكتابة، كما يمكن أن يؤدي إلى افتقاد المتعة في الكتابة نتيجة للتفكر في الأخطاء. حيث يؤكد الباحثون ضرورة تركيز المعلم على اثنين أو ثلاثة من أخطاء الطالب المتكررة وليس على جميع الأخطاء.
  • - تقديم واجبات يومية وأسبوعية متكررة ومتنوعة، وذلك لتنويع تجارب الكتابة لدى الطالب مما يسهم في تحسين مهارات الكتابة لديه ومن الممكن وضع واجب شهري ليقوم الطالب بكتابة موضوعات مختلفة في صفحات متعددة، وليس من الضروري تصحيح ذلك الواجب أو قراءة المعلم له، ولكن الغرض تشجيع الطالب على ممارسة الكتابة الحرة دون قيود.
  • *تقنيّات لإثارة الأفكار: وذلك من خلال شمس التداعيات، شجرة المصطلحات، طرح الأسئلة، عرض وجهات نظر ومناقشتها، بحث في مصادر مختلفة وتسجيل معلومات، مشاهدة فيلم أو مسرحيّة أو مجموعة صور لها علاقة بالموضوع.
  • * استراتيجية بناء جمل المفتاح/ رؤوس الأقلام وتنظيمها في خطاطة: بعد توثيق الأفكار، يمكن إعادة ترتيبها بحسب العلاقات المنطقيّة بينها؛ زمنيّة، سببيّة، من الكلّ إلى الجزء، من الجزء إلى الكلّ...
  • * قراءة ما كتب التلميذ قراءة عامّة، دون استعمال القلم الأحمر بهدف تعيين الأخطاء، إذ ينبغي للمعلّم أن يركّز على الأفكار التي ينوي التلميذ إيصالها ومدى نجاحه في ذلك، ولا ينبغي له إبداء ملاحظات حول جودة خطّه، تنظيمه للصفحة، أو نسبة أخطائه الإملائيّة. 
  • * توجّه المعلّم الإيجابيّ والداعم لكتابة التلميذ؛ فلا يكون المعلّم قاضيًا يبحث عن الأخطاء، بل عليه أن يساند التلاميذ، باحترامه وتفهّمه لما يكتبونه، وعليه البحث عن نقاط قوّتهم أيضًا وذكرها لهم.
  • - أن يتم مشاركة المعلم في العلاج عن طريق إعطاء الطفل ساعتين يوميًا من أجل الالتزام بتعليمات الكتابة وبالتالي يحتاج ذلك إلى علاقة قوية بين الطفل وهذا المعلم المتخصص في الكتابة.
  • الطفل يحتاج إلى مساندة من الأسرة والمدرس وبالتالي فإن الفريق العلاجي مهم حيث الطبيب النفسي– المدرس – الأسرة.
  • - ينغي على الأستاذ أن يعطي التلاميذ الحرية في تعبيرهم حتى يعبروا عن أنفسهم لا عما يريده الأستاذ.
  • - إشراك المتعلمين في تصحيح أخطائهم بقدر الإمكان.

التحميلات المرفقة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1825 مشاهدة
نشرت فى 19 يناير 2017 بواسطة dr-hossam-zaki

د.حسام محمود زكي علي

dr-hossam-zaki
موقع شامل متنوع كما يركز على عرض الجانب النفسي السيكولوجي في بعض جوانب الحياة مع الاهتمام بالجانب الإيجابي والتركيز على كيفية تنمية الشخصية وهو لله عز وجل ولا نهدف من ورائه للربح المادي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

200,709