جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الشيخ صالح النهام: لا يوجد سحر أبيض أو سحر أسود ، فالسحر واحد. إنه لمن المكابرة أن يقف إنسان لينفي ببساطة وجود هذه القوى المجهولة لمجرد أن العلم لم يهتد بعد إلى وسيلة ليكشف بها النقاب ويجرب بها هذه القوى· وليس معنى هذا التسليم بكل خرافة، والجري وراء كل أسطورة··· إنما الأسلم والأحوط أن يقف العقل الإنساني أمام هذه المجاهيل موقفاً مرناً··· لا ينفي على الإطلاق، ولا يُثبت على الإطلاق، حتى يتمكن بوسائله المتاحة له ـ بعد ارتقائها ـ
من إدراك ما يعجز الآن عن إدراكه، أو يسلِّم بأن في الأمر شيئاً فوق طاقته، ويحسب للمجهول في هذا الكون حسابه···· ويبقى الإيمان بالله هو الأساس في ظل المعتقدات الخاطئة والأوهام والخرافات· (الوعي الإسلامي)تفتح ملف السحر والشعوذة والعلاج بالقرآن بعد أن انقسم كبار العلماء في الدين والطب بين مؤيد ومعارض حتى اختلط الحابل بالنابل، وتشتتت أذهان المثقفين قبل العوام، ما دفعنا إلى الإسهام في حل هذه القضية بالمحاولة إلى الوصول إلى تأصيل شرعي لها من خلال اللقاء مع الشيخ صالح النهام أحد المعالجين بالقرآن الكريم، واستعراض معظم وجهات النظر والفتاوى حول هذه القضية الشائكة· * >للجن هيآت وأشكال إذا رأيناها على حقيقتها نُفتن· ـ يقول الشيخ صالح النهام: إن الجن مخلوقات خلقها الله سبحانه وتعالى بكيفيات معينة، وهم مكلفون كما أن الإنسان مكلف· يقول تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) الذاريات:50 ، إذاً الهدف والغاية من خلق الجن هو عبادة الله سبحانه وتعالى، لكن الله سبحانه وتعالى خلقهم بكيفيات معينة لا تسمح لنا برؤيتهم في صورتهم الحقيقية، إلا إذا تشكلوا على هيئة إنسان أو حيوان، وقد حدث هذا مع بعض الصحابة، والله سبحانه وتعالى يقول: (إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم) الأعراف:72، والحكمة من ذلك أن للجن هيآت وأشكال ربما إذا رأيناها على حقيقتها نُفتن، فقد يكون للجن كيفية مخيفة تجبرنا على الانصياع له خوفاً منه، وهم يعيشون بيننا منهم ما هو على سبيل القرين يعيش مع الإنسان يوسوس له، ومنهم من يعيش في الصحارى والكهوف والبيوت، ومنهم كما وصفهم صلى الله عليه وسلم: (الجن ثلاثة أصناف منهم حيات وعقارب، ومنهم يطير في الهواء، ومنهم يحل ويظعن)· إذاً الجن عالم يعيش مع الإنسان لعبادة الله، ومن يكفر منهم يسمَّى شيطاناً، فإذا عَظُمَ أمر هذا الشيطان وامتلك قدرات كبيرة يطلق عليه (مارد)، أما إذا صارت لديه القدرة على حمل الأشياء الثقيلة وتغيير بعض الأمور يُسمَّى (عفريتاً)· والجن مخلوقات ضعيفة تقوى عند المعصية والغفلة لقوله تعالى: (إن كيد الشيطان كان ضعيفاً) النساء:67 وقد يتعاظم الشيطان عند المعصية لقوله صلى الله عليه وسلم: )لا يقل أحدكم تَعَس الشيطان فإنه يتعاظم ويقول صرعته بحولي وقوتي)، وبذكر الله سبحانه وتعالى يصغر الشيطان حتى يصبح كالذبابة· أما عن سلوكيات الشياطين فهي سلوكيات خارجة عن الإسلام، حتى إننا في حياتنا العامة عندما نجد إنساناً يسلك سلوكاً خارجاً عن المألوف نصفه بالشيطان، أما الجن المسلم قد يعين الإنسان على طاعة الله· أين هي أماكن وجود الجن في البيوت؟ ـ أول الأماكن هي (الحمامات) وهذا لا يعني أنهم يتغذون على فضلات الإنسان مثلاً، إلا أنهم يتغذون على الروائح الكريهة، فأينما وجدت الروائح الكريهة وجدوا، ولعلنا نرى في السنَْة النبوية ما يؤكد ذلك من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم قبل دخول الحمام (اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)، وذلك لعظم قدرتهم داخل الحمامات وخطرهم على الإنسان، ونحن لا نستعيذ بعظمة الله إلا لأمر عظيم· ويوجدون كذلك في الغرف المهجورة وفي المخازن والسراديب إذا كانت مهجورة، كما أنهم يوجدون في زوايا الغرف لأن الجان يقوى في الزوايا، ويوجدون في الغرف التي ترتكب فيها المعاصي، والغرف التي لها روائح كريهة كالسجائر، وما شابه ذلك والغرف التي فيها صور معلقة وأشرطة موسيقية ومنكرات وتماثيل، ويوجدون في البيوت التي تكثر فيها الخلافات الزوجية، والأماكن التي فيها أجراس كأجراس الكنائس، والبيوت التي تُقام فيها حفلات بدعية تشبهاً باليهود والنصارى· * ما الأماكن التي يدخل منها الجن إلى جسم الإنسان؟ ـ غالباً ما يدخل الجن إلى جسم الإنسان من أطراف اليدين والقدمين، ولكنه يمكن أن يدخل من الفم أو الأنف لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع فإن الشيطان يدخل)، أي يدخل من الفم )صحيح مسلم· وقال معظم العلماء: إنه يدخل دخولاً حقيقياً، ويفضل الجن الدخول من الأطراف لسهولة وصوله إلى القلب والجريان مع الدم· * ما المواقف التي تعرِّض الإنسان إلى المسِّ من الجن؟ ـ الغفلة الشديدة وارتكاب المعاصي والذنوب وترك الأذكار )أذكار الصباح والمساء(، فالأذكار تحصينات للإنسان ضد الجن، كذلك الفرح الشديد أو الغضب الشديد، والوجود في أماكن المعصية والذنوب، وارتكاب الكبائر· * سمعنا عن أنواع كثيرة للسحر، كالسحر الأسود، والسحر السفلي··· إلخ، نرجو إلقاء الضوء عليها؟ ـ لا يوجد سحر أسود أو أبيض، فالسحر واحد، والله سبحانه وتعالى لم يذكر في القرآن ألواناً للسحر، قال تعالى: (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر) البقرة:201 وقال تعالى في سورة الأعراف: (سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم) الأعراف:611، فالله سبحانه وتعالى لم يذكر في أي آية ولم تأت في السنة أن هناك ألواناً للسحر، وكل المسميات التي نسمعها حالياً هي مسميات مستحدثة من قِبَلِ بعض المعالجين أو المشعوذين تبعاً لتأثير السحر· ? هل للسحر أنواع؟ ـ للسحر أنواع، فهناك سحر المحبة، وسحر التفريق وهو أشهر أنواعه، وقد ذكر في القرآن الكريم بقوله تعالى: (فيتعلمون منها ما يفرقون به بين المرء وزوجه) البقرة:201، والنوع الأول هو سحر المحبة يطلق عليه (سحر التُّول)، قال صلى الله عليه وسلم: (الرقى والتمائم والتُّول شرك) والنوع الثالث هو سحر التخييل، كما قال تعالى: (فإذا حبالهم وعصيهم يُخيَّل إليه من سحرهم أنها تسعى) طه:66، ويوجد أنواع أخرى لها مسميات مستحدثة ولكنها واقعة مثل سحر تعطيل الزواج، وسحر المرض، وسحر الجنون، وسحر الخمول· والسحر عند العلماء نوعان (سحر الصرف، وسحر العطف)، والصرف هو التفريق، والعطف هو المحبة· > هل يجوز استخدام السحر في الأعمال الخيرية؟ ـ قليل جداً من العلماء أجازوا فك السحر بالسحر، إذا كان لأغراض خيرية كالصلح بين الزوجين أو ما شابه، فكما يجوز الكذب في أثناء الصلح بين المتخاصمين المسلمين، يجوز السحر للصلح· إلا أن الصحيح وما اتفق عليه معظم العلماء: أنه لا يجوز فك السحر بالسحر، فالسحر نجاسة فكيف نزيل نجاسة بنجاسة في حين أن النجاسة لا تزول إلا بطهارة، فالله سبحانه وتعالى يقول: (فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله)يونس:18 أي أن الله هو القادر على إبطال السحر وليس الساحر أو المشعوذ، ثم قال: (ويحق الحق بكلماته) يونس:28· * سمعنا كثيراً عن السحر المائي، والسحر الترابي، والهوائي من دون أن نعلم ماهية هذاالسحر فماذا يقصد بهذه الأنواع؟ ـ في السحر ما هو متداول (المائي، والترابي، والهوائي( تبعاً لدرجة التأثير يقوم الساحر بحساب اسم الشخص واسم أمه ثم يأخذ الحروف المتشابهة من ناحية القوة والضعف والتقارب وتبعاً لتصنيفات خاصة بهم وموضوعة مسبقاً، وبناء عليها يستخلص الساحر بأن هذا السحر يكون أقوى إذا كان مدفوناً في التراب، أو موضوعاً في مغارة، أو في شق في حائط البيت· ويسمى (ترابياً)، أو أنه يكون أقوى لو وضع في المجاري، أو الأنهار، أو في بئر، كما حدث مع الرسول صلى الله عليه وسلم ويطلق عليه السحر المائي، أو أن يعلق على شجرة أو جبل ويطلق عليه السحر الهوائي· * ما حقيقة ما يُقال عن ربط الأزواج عن زوجاتهم أو عن كل بنات حواء؟ ـ الربط بين الزوجين يرتبط بسحر التفريق والمحبة، فالرجل إما أن يُربط ليكون مطيعاً خادماً لزوجته بصورة عمياء حتى فيما يخالف الشرع والحشمة والتقاليد الأخلاقية، وغالباً ما يكون من قبل الزوجة لضمان محبة زوجها، فلا يرى زوجها أحداً غيرها، أو أن يكون العكس من قبل آخرين بهدف التفريق بينهما، فلا يقربها ولا يعاشرها ولا يؤاكلها، ولا يشرب معها، وإذا كان في المنزل يكرهها فيراها كالشيطان· وللأسف هذه الظاهرة منتشرة جداً وبخاصة من قبل النساء بهدف الزواج من شخص معين، فتفرق بينه وبين زوجته بسحر التفريق ثم تتزوجه بسحر العطف· وقد تعرضت لحالات كثيرة من هذا النوع، وقد ازدادت هذه الأنواع من السحر بسبب الانفتاحات الإعلامية التي أدت إلى كثرة العشيقات، وخوف الزوجة على زوجها دفعها إلى اللجوء إلى السحرة لضمان ولائه لها، ولكي لا يتزوج عليها· وكذلك أمهات الزوجات كثيراً ما يلجأن إلى السحر لكي لا يرى زوج ابنتها إلا زوجته· * وماذا عن عشق الجنِّي لأنسية والجنِّية لإنسي؟ ـ لقد تكلم في هذا الأمر كثير من أهل العلم فقالوا: هل هناك عشق حقيقي بين الجن والإنس، وهل هو محسوس؟ هل يتم بإرادة الشخص أم خارجاً عن إرادته؟ وفي هذا الموضوع قال العلماء: إن هناك نوعين هما )العشق، الزواج(، وأغلبهم أثبت أنه يمكن أن يحدث عشق بين الإنسان والجن، ومنهم ابن تيمية، فضلاً عن التجارب والممارسة التي مررت بها، فقد مررت بآلاف من الحالات التي تؤكد وجود العشق بين الجن والإنس، وأذكر حالة فتاة شاهدتها بنفسي يعشقها جني، وظللت أقرأ عليها فكان الجني المتلبس بها يقول: أنا أتعذب ولكن لايمكن أن أخرج منها وحصل أن الجن المتلبس بهذه الفتاة أيقظها من نومها بعد منتصف الليل وجعلها تخرج بملابسها الداخلية، واستمررت في القراءة على هذه الفتاة مدة ثلاثة أيام، وبفضل الله تعالى خرج الجن منها، وقد دخل هذا الجن جسد الفتاة نتيجة سحر قامت به إحدى السيدات التي لا تخاف الله، وكانت ترغب في تزويج هذه الفتاة بابنها، وحينما رفضت الفتاة العريس قامت هذه السيدة بعمل هذا السحر لها· أما النوع الثاني وهو الزواج، فمعظم العلماء أجمعوا على عدم إمكانية الإنجاب بين الجن والإنس، مثل الإمام مالك حيث يقول: (لا يوجد تزاوج بين الإنس والجن حتى لا تأتي امرأة حبلى وهي غير متزوجة وتتهم بالزنى فتقول: إنها حملت من جني فلا نتمكن من إقامة الحد عليها)· * ما حقيقة ما سمعناه عن إمكان تسخير الجن للإيقاع الجنسي بالآخرين، وتحويل الورق إلى نقود متداولة؟ ـ للجن قدرات تمكِّنه من تحويل الورق إلى مال لفترة بسيطة وذلك باستخدام سحر التخييل، ولكنه سرعان ما يعود ورقاً مرة أخرى بعد أيام قليلة· ويستطيع الجن التقريب والإيقاع الجنسي بين الرجل والمرأة باستخدام التزيين، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا خرجت المرأة من بيتها استشرفها الشيطان فتدبر بوجه شيطان وتقبل بوجه شيطان)، فالجن قادر على هذه الأنواع من الإيقاعات الجنسية· ويقول أحد السحرة: إنه كان يستخدم الخرز والأحجار الكريمة والخواتم لأغراض جنسية جعلت زبائنه ينالوا مرادهم من نساء معينة· * وما المقابل الذي يقدمه الساحر للجني؟ ـ المقابل هو الكفر بالله، وكلما كفر الساحر كانت خدمة الجن له أعظم، فيطلب الجني من الساحر ترك الصلاة، وإتيان المحارم، شرب الخمر، وأكل لحم الخنزير والسجود لصنم، وتمجيد الجن وقراءة عزائم معينة فيها تعظيم وتمجيد للطاغوت الأكبر إبليس، بالإضافة إلى أنهم يطلبون تقديم القرابين النجسة وأن يكون الشخص دائماً على جنابة وإشعال بخور كريه الرائحة· * سحر السيميا والزراجية··· وانطواء الأرض وتقريب المسافات؟! ما حقيقة هذه الأمور؟! ـ السيميا يستخدمه السحرة والدجالون، ويتم باستخدام الشياطين، وفي هذا السحر يسرح الشيطان بخيال الإنسان إلى عالم آخر فيجد نفسه، وكأنه يعيش عالم غير العالم الذي يعيش فيه، أو أنهم يأخذونه بخياله إلى الوديان والجبال والأنهار فيشعر وكأنه يعيش في عالم فضائي أو كأنه في جزيرة أو في كهوف وغابات ووديان، ويشعر كأنه يختلط مع الشياطين، ويندرج هذا السحر تحت سحر التخييل، والرسول صلى الله عليه وسلم عندما سحر، كان يخيل إليه أنه يأتي النساء وهو لا يأتيهم، وهو نبي معصوم من الله، فما بالكم بالإنسان ضعيف الإيمان؟ إنهم يسرحون بخياله لدرجة يقتنع بها أنه ذهب إلى عالمهم· * ما عرق السواحي وما خطورته؟ ـ عرق السواحي لا يستعمله إلا السحرة، ويؤخذ من القنفذ الصحراوي في أوقات معينة من السنة ولا يستطيع إحضاره إلا الجن ويقول أحد السحرة: إن له قوة رهيبة من خلال الجن الذي يتلبسه، فعرق السواحي تتلبسه أنواع كثيرة من الجن أخطرها المجوسي، واليهودي، ويستخدمه السحرة لمعاشرة النساء، ويقول ساحر: إن ثمنه 250 ألف دينار كويتي· * يقال: إن الزئبق الأحمر وجبة شهية جداً للجن، والجن مستعد لفعل أي شيء للساحر مقابل لعقة غرام من الزئبق الأحمر لأنها تعيد الجني الكهل شاباً··· فماذا عن الزئبق الأحمر؟ ـ هذا الكلام دجل فهو من كذب الشياطين على السحرة، وكل ما في الأمر أن الجن دائماً يطلبون من الإنسان كل ما هو نادر وغير موجود لضمان ولاء الساحر التام لهم· يقول أحد السحرة: إن الزئبق الأحمر خطر جداً، فهو يستخدم لتحضير أقوى أنواع الجن ويأتون به عادة من روسيا ويتراوح ثمن الغرام الواحد منه بين 03 ألف إلى 2 مليون دينار، وهناك زئبق أحمر يحضر عليه إبليس نفسه، بل إن هناك زئبقاً أزرق أيضاً· * ما التبييتة أو الكشف وكيف تتم؟ ـ التبييتة وسيلة يستخدمها السحرة لمعرفة إن كان الفرد مسحوراً، وغالباً ما يطلب الساحر فيها شيئاً من أثر الشخص المراد علاجه، فيأخذ اسمه واسم أمه مع الأثر ويبيت ليلاً ويشعل البخور ويأتي ببودرة من نجاسات مجففة أو عظام خنزير أو دم حيض، ويبدأ في قول عزيمته الشركية، ويمجِّد في زعماء الجن والعياذ بالله ويسخر من الله، ثم بعد هذا يبيت الساحر ليلاً فيأتيه الجني ويعطيه الخبر عن هذا الشخص إن كان مسحوراً أو جُهِّزَ له عمل، ومن الذي سحره وما الهدف من السحر··· إلخ· * وفي أي شكل يحضر الجن للساحر؟ ـ يحضر الجني للساحر على شكل عقرب أو حية أو كلب أو إنسان أو هواء أو دخان أو ظل وقد يراه الساحر وقد لا يراه، وللأسف كثير من النساء يذهبن إلى السحرة بأثر أزواجهن ليعرفن أماكن ذهابهم وإذا ما كان أزواجهن متزوجون بأخريات· وأنبه الجميع إن كل من يذهب للسحرة للتبييت دائماً يقول له الساحر: إنه مسحور أو ملبوس حتى ولو كان صحيحاً··· سعياً وراء المادة· * ما الفارق بين التبييت وفتح المندل؟ ـ فتح المندل يختلف عن التبييت، فالمندل غالباً يؤتى فيه بشاب لم يبلغ الحلم ويأتي الساحر بورقة ويضع عليها مربع أو مستطيل، ويضع عليها حبر أزرق ثم يضع فوق الطفل ملاءة أو بطانية حتى يكون الطفل في مكان مظلم، ثم يضع الورقة على رأس الطفل، والورقة بدورها تعكس على يد الطفل ما يبحث عنه الساحر، سواء كان يبحث عن شيء مفقود أو شيء مسروق وكل ذلك لايتم إلا بعد تلاوته لعزائمه الشركية وللأسف فتح المندل منتشر في المجتمع حتى إنني أذكر أن امرأة أتت إليَّ وقالت: إن جارتها طلبت منها ولدها الصغير ليلعب مع أولادها وأخذته إلى ساحر ليفتح لها المندل على جبينه لتعرف إن كانت مسحورة أم لا ومن الذي سحرها· * هل للبلورة السحرية صلة بالأعمال؟ ـ البللورة دجل وشعوذة، وليس لها علاقة بحياة الناس وللأسف القنوات الفضائية يظهرون كثيراً من السحرة ومعهم مثل هذه الأدوات للتنبؤ بمستقبل الناس، والحقيقة أنهم لا يستطيعون معرفة المستقبل وما يطرحونه من آراء وكلمات وليست إلا دجل وتخريف· * ولكننا كثيراً ما نجدهم يعرفون بالفعل أحداثاً قد حدثت في حياتنا فكيف هذا؟ ـ الأصل في السحرة الكذب، أما عن معرفتهم لماضي الإنسان فهذا أمر ليس بغريب··· لأنهم يستعينون بالجن لمعرفة أخبار الناس من خلال قرنائهم، فلكل إنسان قرين من الجن يعلم كل شيء عن قرينه، مثل ما حدث مع الرسول صلى الله عليه وسلم مع ابن صياد قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن صياد: ما الذي يأتيك، قال يأتيني صادق وكاذب، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لقد خبأت لك خبيئة، أي أضمرت لك في نفسي شيئاً وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد قرأ في صدره سورة الدخان، فقال له لقد خبأت لي (الدخ) أي الدخان ـ لأن السحرة يقطعون الكلام ـ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إخسأ فلن تعدو قدرك، وفسر أهل العلم ذلك بأنه سلط الجن على قرين النبي فعلم ما بصدره· * كثرت الروايات حول سحر) السقوة (حمل العذراء من سرطان البحر) فهل لهذا وجود فعلي؟ ـ ليس لسحر السقوة حقيقة وإنما هو من السحر والدجل وما يتحرك داخل بطن الأنثى ليس إلاجني لإيهامها بأنها حامل، ولكن بعد أيام قليلة وبالعلاج يخرج الجني من بطن الفتاة وتكشف الحقيقة· * ما مدى صحة ما يقال عن قدرة الساحر على مسخ الإنسان؟ ـ هذا الكلام كان يتداول قديماً حتى في المجتمعات الأوروبية قبل الإسلام، كان عندهم اعتقادات قديمة في الديانة النصرانية والديانة اليهودية أن الساحر له قدرة على مسخ الإنسان إلى حيوان، والصحيح أنه لا يستطيع تحويل الإنسان من خلقته الحقيقية إلى خلقة ثانية ـ أي ليس تحويلاً فعلياً ـ وإنما يمكن ذلك باستخدام التخييل فقط· * هل من الممكن أن يصاب الإنسان بأمراض عضوية نتيجة للسحر؟ ـ نعم، فأيوب ـ عليه السلام ـ عندما مرض بمرض الجزام قال: (مسني الشيطان) فالشيطان يمكن أن يسبب أمراضاً نفسية أو عضوية· * ما مشروعية التداوي من السحر باستخدام حبة البركة وورق السدر والعسل والقراءة على الماء؟ ـ كثير من أهل العلم كابن القيم يقول: (يجوز النفث على بعض الأدوية وبعض العلاجات والماء والمأكولات والمشروبات بريق طيب (وهو القرآن الكريم(، أو الأدعية النبوية المأثورة ليضاد ريق الساحر الذي نفث عليه بكلمات شرك وعزائم شركية، وهناك فتوى لبعض أهل العلم ـ مثل (الشيخ ابن جبريل، وابن باز، وابن العثيمين) ـ يجيز قراءة القرآن على هذه الأشياء وكذلك ثبت عن الإمام أحمد بن حنبل أنه كان يرقي في الماء ويشرب منه، وعندما سأله شخص··· هل أشرب من الماء المقروء عليه قال له اشرب واغسل وجهك ويدك· وطالما أجيزت القراءة على الماء فلا مانع من قراءتها على الأشياء الأخرى كالزيت والعسل ··· إلخ مادام الغرض منها هو الاستشفاء بالقرآن الكريم· لكن نقول للمعالجين ألا يحاولوا التوسع بالعلاج عن طريق الأعشاب ويمكن أن يكتفى بالماء والزيت والعسل ما لم يكن هناك مسوغ صحي لتناول هذه الأعشاب، وضمان عدم حدوث ضرر بالمريض، وإلا وقع تحت قوله صلى الله عليه وسلم فيما معناه: (من تطبب بغير علم فهو ضامن)· * هل يجوز استخدام التمائم القرآنية الخالية من الشعوذة؟ ـ اختلف العلماء على مشروعية استخدام التمائم القرآنية الخالية من الشعوذة، سواء كانت معلقة أو تكتب بماء الزعفران على ورق لتذويبها في الماء· وقد أجازها شيخ الإسلام ابن تيمية إلا أن ما اتفق عليه من كبار العلماء أن هذا الفعل به إهانة لكلام الله عز وجل فالأفضل أن يقرأ القرآن لا يذوَّب كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، والراجح عند معظم العلماء عدم إجازتها، أما بغير القرآن والأدعية النبوية فلا يجوز نهائياً لقوله صلى الله عليه وسلم: (من تعلق بتميمة فقد أشرك)، مثل العين الزرقاء أو حدوة الفرس··· إلخ، كل هذه الأشياء من الشرك، وعادة يعلق الناس هذه الأشياء بناء على توصية أحد الكهنة أو العرَّافين، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (من أتى عرافاً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد)، وهذه التمائم تجر الشياطين إلى البيوت وتصرف الملائكة عن معلق التميمة على جسده وتصحبه الشياطين دائماً، فتكون داء لا دواء، والأفضل منها الحفاظ على أذكار الصباح والمساء وقراءة القرآن، فمن واظب عليها لم يمسه الضر أبداً مهما بلغت قوة الساحر أو الشيطان· * قيل: إن المسلم العاصي لا يفيده العلاج بالقرآن إذا مسه جني، ما مدى صحة المقولة؟ ـ المقولة صحيحة لأن الإنسان لابد أن يتأثر بالقراءة حتى يفيد العلاج والإنسان العاصي لا تصلح معه الرقية وخصوصاً إذا كان من مرتكبي الكبائر، والله تعالى يقول: ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً) الإسراء:28· وعلى ذلك فإن كان الإنسان مؤمناً تقياً فالقرآن ينفعه بإذن الله· * هل يمكن للجن أن يتحدث على لسان المريض في أثناء جلسات العلاج كما هو شائع؟ ـ لم يحدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذا، ولكن عندما سأل عبدالله ابن الإمام أحمد بن حنبل أباه قائلاً: يا أبت يزعم كثير من العلماء أن الشيطان لا يمس الإنسان، قال الإمام أحمد بن حنبل: (يا بني هم يكذبون أما تراه يتكلم على لسانه)، وكذلك في عهد ابن تيمية لما كان يحاور شاباً تلبسته جنيه سألها لماذا تلبستيه قالت: إنني أحبه· قال: إنه لا يحبك، وقال لها: اخرجي· فقالت: أخرج طاعة لابن تيمية· قال لها: أخرجي طاعة لله سبحانه وتعالى، فهذا الحوار دار بين ابن تيمية والجنية على لسان الشاب، والتجارب والحالات التي أعالجها تؤكد إمكانية حديث الجن على لسان المريض· * كيف نفرق بين المعالج بالقرآن الكريم والساحر أو المشعوذ؟ ـ الساحر دائماً يطلب اسم الشخص، واسم أمه ويطلب اسم الأم لأنه لا يؤمن بالزواج الشرعي· ـ المشعوذ يعطي للمريض أشياء يتبخر بها أو تمائم يعلقها· ـ يطلب غالباً من المريض أن يجلس في غرفة مظلمة مدة زمنية معينة (من أسبوع إلى 40 يوماً)· ـ يطلب المشعوذ من الشخص المريض عدم مسِّ الماء مدة 04 يوماً· ـ يعطى المريض طلاسم ليعلقها وغالباً ما يضمن فيها آيات من القرآن ليوهم المريض أنه تقي· ـ المشعوذ دائماً يتمتم بأشياء غريبة غير مفهومة· ـ غالباً ما يخبر الشخص عن ماضيه وعن معلومات عنه· ـ المشعوذ أحياناً يعطي المريض أشياء يدفنها مثل (الأحجبة)· ـ يطلب من الشخص عمل المنكرات ودائماً يجلس الساحر في غرفة مظلمة· ـ يطلب الساحر أو المشعوذ من المريض ذبح (دجاجة أو خروف أو جمل··· إلخ)· ـ يطلب الساحر أثراً للمريض· أما المعالج بالقرآن فلا يقرأ إلا القرآن والأدعية النبوية فقط· ? ما أصعب حال سحر عرضت عليك؟ ـ أصعب حال كانت لشخص على خُلق كريم إلا أن مجموعة من رفقاء السوء أرادوا ضمه معهم لمزاولة أعمال دنيئة بمعاكسات البنات··· آخ، وانضم إليهم بالفعل، وارتكب المعاصي وبعد ذلك طلبوا إليه أن يتصل بأهل إحدى الفتيات ويخبرهم أن ابنتهم سيئة الخلق· فرفض التعامل مع زميلته بهذا المنطق فسلطوا عليه شيطاناً قوياً جداً (مارداً) لدرجة أن الشاب فقد صوابه وصار يكسر كل ما في المنزل، وبه قوة جبارة لدرجة أنني في أول جلسة للعلاج لم نستطع ونحن 6 رجال من تثبيته على الكرسي، وبدأت القراءة عليه في اليوم الأول ولم يخرج الجني، فعاودت القراءة في اليوم الثاني ولم يخرج أيضاً حتى إن أهله قالوا: إذا لم تخرجه سنذهب به إلى ساحر ليخرجه، ولكنَّ الله سبحانه وتعالى منَّ عليَّ بالنعمة وخرج المارد من جسم الشاب في اليوم الثالث، وقد أوصيته بالمحافظة على الصلاة فداوم على الصلاة، واستقر حاله إلا أنه سرعان ما قطعها، فعاد المارد مرة أخرى وتلبسه، وقرأت عليه للمرة الثانية وحذرته ألا يقطع الصلاة وإلا عاودته الكرة إلا أنه قطعها للمرة الثانية وعاد المارد فتلبسه، فقرأت عليه للمرة الثالثة وحذرته بأنني لن أقرأ عليه في المرة الرابعة إن عاوده الجني وتلبسه وللآن استقر حاله ويعيش في أمان بعد أن استمر في صلاته· ( جزء من حوار الساحر التائب للشيخ صالح النهام) (الجن 350 نوعاً وحجمهم الحقيقي 4سم) * لماذا تريد ترك السحر طالما أنك تستطيع تحقيق ما تريد؟ ـ من قال ذلك··· الساحر لا يستطيع فعل كل شيء··· المهم مشيئة الله أولاً وأخيراً··· ثم إن السحر حتماً ينقلب على الساحر كما حدث معي، فأنا الآن تلبسني جنية ولا تريد أن تذهب عنِّي، وهي ترهقني لدرجة كبيرة وأشعر أنني سأموت، وقد ذهبت إلى كثير من المعالجين ولكن من دون فائدة· ما أشكال الجن؟ ـ للجن أشكال وأنواع كثيرة تصل إلى 350 نوعاً وحجمهم الحقيقي 4 سم، لكنهم يستطيعون التشكل بأشكال مختلفة حتى يخيفوا بني البشر، وهناك الجن العادي وهو ضعيف ويخرج من الإنسان أو البيت بسرعة، أما الشيطان فهو يحتاج إلى بعض الوقت، والمارد يكون ألعن، أما العفريت فهو أشدهم قوة وللعلم جميعهم يخافون الله تعالى خوفاً شديداً· * كيف يمكن طرد الجان من البيت؟ ـ بتطهيره من الصور والتماثيل والتمائم وقراءة سورة البقرة مدة ثلاثة أيام متوالية، فهم ليتحملون ذلك بأي حال من الأحوال· * ما أصعب أنواع السحر؟ ـ سحر السيميا والزارجية، وهو أصعب من الفيزياء والكيمياء، ويعتمد على المواد الكيمياوية وخواصها وتركيبها ويدخل فيه الجن، فمثلاً نقوم فيه بطحن عظام ديك أسود وغراب ونضعه في وعاء ونكتب كلاماً معيناً، ومن هذا الرماد تكحل عينيك فترى الجن· وبطريقة أخرى تنطوي لك الأرض والبعيد يصبح قريباً· * هل يمكن للجن أن يقوم بإخفاء إنسان؟ ـ نعم، يلتفون حوله فلا يظهر الشخص، ولكنه يكون موجوداً ويمكن الإحساس به، كاختفاء تمثال الحرية فهو بالفعل يختفي عن الأعين، ولكن إذاحاول الإنسان الإمساك به سيجد أنه موجود، ولكنه لا يُرى، أما في سحر السيميا والزارجية فيمكن أن يختفي الشخص تماماً ويأخذونه معهم تحت الأرض· * هل من الممكن أن يتلبس الإنسان أكثر من جني؟ ـ نعم فمن الممكن أن يتلبسه جني يحبه وآخر يكرهه، وثالث ورابع···· بل إذا كان الجن المتلبس للإنسان ذا مرتبة معينة يكون له جنود يتلبسونه أيضاً وبالطبع ذلك يؤثر على جسم الإنسان· * ما أعراض الملبوس أو المسحور أو المحسود؟ ـ إذا قرأت عليه القرآن يظهر عليه ضيق في نَفَسِهِ ورعشة في جسده ويبكي أيضاً، ويكون لديه نفور قبل أن تقرأ عليه، وكثيراً ما يحلم بأنه يسقط من أعلى، أو أن تأتي له حيوانات في المنام وبخاصة القطط· * قطاع الإفتاء بوزارة الأوقاف: أجاز بعض العلماء تعلم السحر لإزالته عمن وقع فيه شرط ألا يتم بنوع من أنواع الكفر والفسق . وحول حقيقة السحر ومشروعيته أجاب قطاع الإفتاء: اختلف في السحر، فقيل: هو تخييل فقط ولا حقيقة له، وهذا اختيار أبي جعفر الاستراباذي من الشافعية، وأبي بكر الرازي من الحنفية، وابن حزم الظاهري وطائفة· قال النووي: والصحيح أن له حقيقة وبه قطع الجمهور وعليه عامة العلماء، ويدل عليه الكتاب والسنة الصحيحة· لكن محل النزاع هل يقع بالسحر انقلاب عين أو لا؟ فمن قال إنه تخييل فقط منع ذلك، ومن قال: إن له حقيقة اختلفوا، هل له تأثير فقط بحيث يغير المزاج فيكون نوعاً من الأمراض؟ أو ينتهي إلى الإحالة بحيث يصيِّر الجماد حيواناً مثلاً وعكسه؟ فالذي عليه الجمهور هو الأول، وذهبت طائفة قليلة إلى الثاني· قال النووي: عمل السحر حرام، وهو من الكبائر بالإجماع، وقد عده النبي صلى الله عليه وسلم من السبع الموبقات، ومنه ما يكون كفراً، ومنه ما لا يكون كفراً، بل معصية كبيرة، فإن كان فيه قول أو فعل يقتضي الكفر فهو كفر وإلا فلا· وقد أجاز بعض العلماء تعلَّم السحر لأحد أمرين: إما لتمييز ما فيه كفر عن غيره، وإما لإزالته عمن وقع فيه، فأما الأول فلا محذور فيه إلا من جهة الاعتقاد فإذا سلم الاعتقاد فمعرفة الشيء المجردة لا يستلزم منعاً، كما يعرف كيفية عبادة أهل الأوثان، أما الثاني فإن كان لا يتم كما زعم بعضهم إلا بنوع من أنواع الكفر والفسق فلا يحل أصلاً، وإلا جاز للمعنى المذكور· ? قطاع الإفتاء بوزارة الأوقاف: الجن يسبب الصرع والأمراض النفسية واضطراب السلوك· ـ وردت بعض الأحاديث الصحيحة التي تدل على أن الجن قد يتسلطون على ضعاف الناس ويسببون لهم أحوالاً مرضية لا يجدي فيه العلاج الطبي، وورد أن بعض هذه الحالات عولجت بتقوية نفس المصاب، وذلك بالتعوذ والأدعية وزجر الجني المتسلط عليه، ولا يقوى على ذلك إلا من كان قوي الإيمان والعزيمة، حتى يكون سلطانه على الأنفس الشريرة، أقوى من سلطانها، فإذا تخلص المصاب مما كان يعانيه دل ذلك على جدوى العلاج، والجن كالإنس ـ فيهم الصالحون، وفيهم المفسدون وذلك بنص القرآن الكريم في قوله تعالى في سورة الجن: (وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا)الجن:11، وقوله تعالى: (وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشداً) الجن:41· أما ما ينشأ عن تسلط الجن فهو الصرع في بعض حالات وكذلك بعض الأمراض النفسية والوسوسة والاضطراب في التصرفات المعاشية، وإن كثرة ميل الجن للتسلط على النساء (كما تدل على ذلك الوقائع وليس على ذلك دليل شرعي)، ربما كان من غلبة العاطفة، وقلة التقوى عند بعضهن· > وإذا أصيب الإنسان بمرض أو خلل في جسمه أو عقله فإن السبيل الذي دعت إليه الشريعة هو الرجوع إلى المختصين من الأطباء، فإذا لم يجد العلاج، فإن من المحتمل أن يكون سبب الإصابة أو المرض غير عضوي، فيضم إليه العلاج الروحي مثل الأدعية والأذكار وتقوية نفس المصاب والتغلب على تسلط النفس الشريرة المؤثرة عليه، وليس هناك أمور خاصة تحتاج إلى تعلم أو تعليم، بل كل ما يحتاج إليه العلاج هو الدعاء بالأدعية المأثورة وترداد الأذكار الواردة، مضافاً إلى ذلك صلاح المعالج وتقواه وقوة نفسه· * الشيخ سيد قطب ـ يرحمه الله: لا يزال مشاهداً في كل وقت أن بعض الناس يملكون خصائص لم يكشف العلم عن كنهها بعد، لقد سمى بعضها بأسماء ولكنه لم يحدد كنهها ولا طرائقها!· هذا (التيليباثي) التخاطر عن بعد ـ ما هو؟ وكيف يتم؟ كيف يملك إنسان أن يدعو إنساناً على أبعاد وفواصل لا يصل إليها صوت الإنسان في العادة، ولا بصره، وهذا التنويم المغناطيسي، ماهو وكيف يتم؟ كيف يقع أن تسيطر إرادة على إرادة، وأن يتصل فكر بفكر، فإذا أحدهما يوحي إلى الآخر؟!! والسحر من قبيل هذه الأمور، وتعليم الشياطين للناس من قبيل هذه الأمور وقد تكون صورة من صور: القدرة على الإيحاء والتأثير، إما في الحواس والأفكار، وإما في الأشياء والأجسام···· وإن كان السحر الذي ذكر في القرآن وقوعه من سحرة فرعون كان مجرد تخييل لا حقيقة له، لا مانع أن يكون مثل هذا التأثير وسيلة للتفريق بين المرء وزوجه، وبين الصديق وصديقه، فالانفعالات تنشأ من التأثيرات، وإن كانت الوسائل والآثار، والأسباب والمسببات، لاتقع كلها إلا بإذن الله· د·زغلول النجار: أرفض كل أساليب المتاجرة بكتاب الله . ـ القرآن علاج نفسي فعَّال مصداقاً لقول الحق سبحانه وتعالى (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة) الإسراء:28· والعلاج النفسي كثيراً ما يؤدي إلى الشفاء من كثير من الأمراض العضوية التي يعاني منها الإنسان· لذلك أنا أرفض كل أساليب المتاجرة بكتاب الله وأرفض ما يدعيه كثير من الدجالين والمشعوذين الذين يدعون قدرتهم على شفاء كل الأمراض المزمنة والمستعصية بآيات القرآن الكريم، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعجزته الكبرى (القرآن) أمرنا أن نتداوى من كل الأمراض التي تلحق بنا وأن نأخذ بالأسباب وأن نذهب إلى الأطباء المتخصصين الذين يملكون القدرة على تشخيص الداء ويهديهم الله إلى وصف الدواء· * سوق مغربية لتوثيق أو تمزيق العلاقات الزوجية. ـ في قلب مدينة الدار البيضاء وسط الأحياء الشعبية يوجد سوق تكاد تكون بضاعته مخصصة لتوثيق أو تمزيق العلاقات الزوجية، ويطلق عليه سوق (العراقات) نسبة إلى التجارة في العروق والأعشاب إضافة إلى أشياء حيوانية، وتتصدر الواجهات قرون الغزلان وجلود النمور والفهود والثعالب وريش النعام والغربان والطيور المزركشة وأقفاص زجاجية تحتبس فيها ضفادع وسلاحف وقنافذ وحرباءات· وأحجار وأتربة ومحار بكل الأشكال والأحجام والألوان لا يعرف سرها إلا ممارس السحر، وكل زبائنهم مرسلين من لدن عراف لجلب المادة الخام لفك المربوط واقتناء المضادات الحيوية لشر النفاثات في العقد، ومن أشهر الأمراض التي يعالجها هذا السوق هو (الثقاف) ويعني فك المربوط بالنسبة للرجال والنساء على حد سواء· * علماء النفس يرفضون المعاشرة بين الجن والإنس. ـ يؤكد الأطباء النفسيون أن معظم من يعانون من هذه المشكلة يحتاجون للعلاج النفسي، لأنهم مصابون بحال من حالات الانفصام في الشخصية أو بمرض التهيؤات، الذي يتخيل المصاب به أشياء غريبة وبعيدة عن الواقع، وحقيقة الأمر كما يراها د·محمد شعلان: أن زواج الجن والإنس أمر يدخل في نطاق الخزعبلات، فمن الناحية النفسية :لكل إنسان خيال وظل وقناع يخفي عكس ما هو موجود، بمعنى أن الرغبات التي لا يستطيع الفرد التعبير عنها غالباً ما تظهر على شكل كائنات خارجية مختفية يعتقد الفرد أنه يراها متجسدة أمامه ولكنها في حقيقة الأمر رغبات مدفونة تخرج إلى حيز الوجود في شكل تهيؤات لا أساس لها· ? التصفيح: أحد صور الشعوذة ضد الطفولة البريئة. ـ على مر الزمان والعصور أصبح هاجس المحافظة على عذرية البنت يأخذ صوراً وطقوساً مختلفة تدخَّل فيها المشعوذون والمنتفعون بهدف حماية بكارة الفتاة والحفاظ على عذريتها حتى زفافها كما يعتقدون· وفي تونس انتشرت ظاهرة تجني على براءة الأطفال يطلق عليها اسم (التصفيح) بهدف حفظ الفتاة من المغتصبين والعادين كما يزعمون، وتتمثل العملية في أخذ مشرط وجرح الفتاة وهي في السابعة من عمرها في ركبتها سبعة جروح، ويكفي أن تكون سطحية، وبعد ذلك يتم أخذ سبعة حبات زبيب وتمرغ كل حبة بدم أحد تلك الجروح السبعة وتبتلعها الفتاة وهي تردد في كل مرة (أنا حيط وولد الناس خيط)؟؟!! سبع مرات فيما معناه أن الفتاة جدار منيع وابن الناس خيط رفيع، فتظل بذلك محصَّنة ضد أي مغتصب إلى أن يحين زواجها يتم إبطال عمل التصفيح عند الشخص نفسه الذي أجرى لها العملية··· والسؤال الذي يطرح نفسه، أتحدث الكارثة إذا مات هذا الشخص؟؟!!· * الشيخ سعود العازمي: المسُّ الجزئي يصيب الإنسان بالخرس أو العمى أو الشلل. الأدلة على تلبس الجن للإنسان كثيره منها قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن المرأة السوداء التي أتت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت: يا رسول الله إني أصرع فقال: إن شئت دعوت الله لك فشفاك وإن شئت صبرت، ولك الجنة بذلك الأمر، فقالت: يا رسول الله بل أصبر وبشرها بالجنة)· ـ وامرأة أخرى حادثتها تثبت وجود المس حيث جاءت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقالت: إن لي ابناً صغيراً يذهب به الجن ولا أعلم أين يذهبون به· فقال: أدنيه مني، فجعله بين راحلته وقادمه، وقال: اخرج عدو الله إنني رسول الله، فخرج من فيه على هيئة كلب صغير· وعن عثمان بن أبي العاص قال: لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف جعل يُعرُّ لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي، فلما رأيت ذلك، رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ابن أبي العاص قلت: نعم يا رسول الله· قال: ما جاء بك؟ قلت يا رسول الله عرض لي شيء في صلواتي حتى ما أدري ما أصلي، قال: ذاك الشيطان، ادنه فدنوت، فجلست على صدور قدمي قال فضرب صدري بيده وتفل في فيَّ وقال اخرج عدو الله فجعل ذلك ثلاث مرات ثم قال الحق بعملك، قال فقال عثمان: فلعمري ما أحسبه خالطني بعد· ـ أما المس الذي يصيب الإنسان فله أنواع كثيرة منها ما يكون مسَّاً جزئياً كأن يمس العين أو اللسان وكثير من الحالات أصابها الخرس أو العمى أو الشلل، وبعد القراءة عليهم شفاهم الله· أما النوع الثاني فهو المس الكلي فيصرع الإنسان صرعاً كلياً فيصيبه بالتشنجات· ? ابن باز: يجوز التداوي بالقرآن ولا يجوز أخذ التمائم منه· ـ يجوز التداوي بالقرآن لما ثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري قال: (انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فَلُدِغَ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعلهم أن يكون عندهم بعض شيء، فأتوهم فقالوا: أيها الرهط إن سيدنا لُدِغْ وسعينا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فهل عند أحد منكم من شيء؟ فقال بعضهم: نعم، والله إني لأرقي، ولكن استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براقٍ حتى تجعلوا لنا جعلاً، فصالحوهم على قطيع من الغنم، فانطلق يتفل عليه ويقرأ (الحمد لله رب العالمين) فكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي وما به قلبه· قال: فوفهم جُعْلَهُمْ الذي صالحوهم عليه، فقال بعضهم: اقتسموا، قال الذي رقى لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له ذلك فقال: )ما يدريك أنها رقية( ثم قال: (لقد أصبتم اقتسموا واضربوا لي معكم سهماً)· فهذا الحديث يدل على مشروعية التداوي بالقرآن وإذا كان المقصود أن يرقي المريض بالقرآن، فذلك جائز بالمستحب لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل) رواه أحمد ومسلم· ولفعله ذلك وأصحابه رضي الله عنهم، والأولى أن يكون بغير أجر، وإن كان بأجر جاز لثبوت السنَّة بجواز ذلك، وإن كان المقصود أن يجعل ثوابه للمريض فذلك لا ينبغي لعدم وروده في الشرع المطهر وقد قال عليه الصلاة والسلام: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق عليه· ? الشيخ صالح الفوزان: الصواب تحريم التمائم من القرآن وغير القرآن. ـ الرقى المنهي عنها هي الرقى التي فيها شرك أو توسل بغير الله أو ألفاظ مجهولة لا يعرف معناها· أما الرقى السليمة من ذلك فهي مشروعة ومن أعظم أسباب الشفاء لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه)أخرجهما مسلم في صحيحه وقال صلى الله عليه وسلم: (لا رقية إلا من عين أو حمة)، ومعناها لا رقية أولى وأشفى من الرقية من هذين الأمرين· وقد رقى النبي صلى الله عليه وسلم ورقي· أما تعليق الرقى على المرضى أو الأطفال فذلك لا يجوز وتسمى الرقى المعلقة التمائم، وتسمى الحروز والجوامع، والصواب فيها أنها محرمة ومن أنواع الشرك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (من تعلق تميمة فقد أشرك)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الرقى والتمائم والتولة شرك)، واختلف العلماء في التمائم إذا كانت من القرآن أو من الدعوات المباحة هل هي محرَّمة أم لا، والصواب تحريمها لوجهين: أحدهما، عموم الأحاديث المذكورة، فإنها تعم التمائم من القرآن وغير القرآن· والوجه الثاني سد ذريعة الشرك فإنها إذا أبيحت التمائم من القرآن اختلطت بالتمائم الأخرى واشتبه الأمر وانفتح باب الشرك بتعليق التمائم كلها ومعلوم أن سد الذرائع المفضية إلى الشرك من أعظم القواعد الشرعية· ? اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية: يجب قتل الساحر إذا ثبت أنه ساحر· ـ السحر في اللغة عبارة عمَّا لطف وخفي سببه، وحقيقة السحر كما بيَّنها الموفق في الكافي عبارة عن عزائم ورقى وعقد يؤثر في القلوب والأبدان فيمرض ويقتل ويفرق بين المرء وزوجه، والسحر كله حرام لا يباح شيء منه قال الله تعالى: (ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق) البقرة:201، أي ليس له نصيب··· وقال الحسن: )ليس له دين وهذا يدل على تحريم السحر وكفر متعاطيه، وقد عده النبي صلى الله عليه وسلم من السبع الموبقات، ويجب قتل الساحر، قال الإمام أحمد ـ يرحمه الله ـ عن ثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أي صح قتل الساحر عن ثلاثة من الصحابة وهم عمر، وحفصة، وجندب، رضي الله عنهم· فعمل الساحر تعلماً وتعليماً واحترافاً كفر بالله يخرج من الملة، ويجب قتل الساحر لإراحة الناس من شره إذا ثبت أنه ساحر··· لأنه كافر ولأن شره يتعدى إلى المجتمع·
ساحة النقاش