Download

موقع لكل إنسان على كوكب الأرض يحب المعرفة

استقبل العالم الجمعة الماضية أطول كسوفا حلقيا للشمس ، وكانت ولا زالت ظواهر الكسوف والخسوف تستحوذ على اهتمام مواقع الإنترنت ..
فهل هذه الظواهر غضب من الله وتخويف أم أن هذه الظواهر طبيعية عادية .. شأنها شأن المد والجزر وما شابه ذلك ؟
وإن من يقول أنها بسبب تفشي المنكر يعارض العلم الذي هو قادر على تحديد زمانها ومكانها بدقة .

هذا الرأي عبر عنه أحد الفلكيين السعوديين في إحدى الصحف المحلية عندما قال : "وكان الناس في الماضي يعتقدون أشياء لا أساس لها من الصحة .. فكانوا ينسبون هذه الظواهر الطبيعية لغضب الرب الناجم من كثرة المعاصي والفساد .. ولا يزول إلا بالصلاة والدعاء ..
وهذه خرافة بعد أن أثبتت الأبحاث العلمية في العصر الحديث أن الخسوف يحدث عندما تقع الشمس والأرض والقمر جميعها على امتدادٍ واحد " ..

مداخلات كثيرة تمسكت بأن كسوف الشمس وخسوف القمر آيتان من آيات الله يخوف بهما عباده .. كما أخبر المصطفي - صلى الله عليه وسلم – ..
والمسلم مطالب في حالة الكسوف والخسوف - بتوجيه من الذي لا ينطق عن الهوى - أن يفزع ويلجأ للذكر والدعاء والاستغفار ؛ ولنا في رسول الله – صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة ؛ فقد بلغ من فزعه عندما كسفت الشمس في أيامه أنه أخطأ فلبس رداء بعض نسائه وأطال الصلاة .. كما قالت أسماء - رضي الله عنها - : "فأخطأ بدرع حتى أُدرِك بردائه بعد ذلك " .

هناك مداخلات رأت أن الأمر ليس فيه تناقض أو تعارض بين أمر النبي بالصلاة والدعاء عند الكسوف والخسوف وبين العلم الذي يثبت أن هذه ظواهر طبيعية يمكن للعلماء التنبؤ بها مسبقا : ( إن الشمس والقمر يجريان - كما قال الله - إلى أجل مسمى ) ، ولم يأت في القرآن الكريم ذكر لصلاة الكسوف والخسوف .. وإنما وردت بها السنة .

وكان الناس في عصر النبوة يعتقدون أن كسوف الشمس وخسوف القمر إنما هو مشاركة من الطبيعة لموت عظيم من عظماء أهل الأرض ، وكان من غرائب المصادفات أن كسوف الشمس الذي حدث في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يوم وفاة إبراهيم ابنه من مارية القبطية ..
ولكن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يسكت على هذا القول الزائف والاعتقاد الباطل ، وبين للناس أن الكسوف والخسوف من آيات الله .. ولا تكون لموت أحدٍ ولا لحياته .

ولم يرد فيما اتفقت عليه الروايات الصحيحة أن هذا الكسوف أو الخسوف كان نتيجة لغضب من الله على الناس ..
والأمر بالدعاء والصلاة ثابت .. فقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - المسلم بالدعاء في مواضع طبيعية أخرى .. كالذكر عند إقبال المساء والصباح وظهور الهلال والرعد والرياح وغير ذلك .

ويبدو أن ما شرعه الإسلام من صلاة ودعاء وذكر لله عند كسوف الشمس وخسوف القمر لا يعني بالضرورة أن ذلك نتيجة لغضب من الله – تعالى - وأن الصلاة لرفع هذا الغضب وإن فهم ذلك من كلام بعض العلماء ممن فسر هذه الظاهرة الكونية حسبما انتهى إليه علمه في زمنه .
ولكن الصلاة في مثل هذه الظاهرة أمر يتنبه له المؤمن ويلتفت إليه إذا كان غيره لا يلتفت إليه .. وهو التذكير بقيام الساعة .

  • Currently 135/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
45 تصويتات / 432 مشاهدة
نشرت فى 17 يناير 2010 بواسطة download

ساحة النقاش

download
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

165,735