1- مفهوم النظرية الاتصالية Connectivism Theory:
هي نظرية تناقش التعليم بوصفه شبكة من المعارف الشخصية التى يتم إنشاؤها بهدف اشراك الأفراد فى التعليم وبناؤه وتدعيم التواصل والتفاعل عبر شبكة الويب كما تؤكدالنظرية الاتصالية القائمة على مبدأ التشبيك على التعلم الرقمي عبر الشبكات، و استخدام أدوات تكنولوجيا الحاسوب والانترنت في التعليم .
2- نظريات التعلم المفسرة للتعلم عبر الويب :
يوجد شكلان من أشكال التعليم هما: تعليم تقليدي وجهاً لوجه، مبنى على الاتصال التفاعلي المتبادل، والآخر تعليم اصطناعي تنتجه التكنولوجيا الحديثة، وكل من الشكلين مبنى على نظريات تعلم معينة، وسوف يقتصر الحديث على النظريات التى تتناول وترتبط بجانب التعلم عبر شبكات الإنترنت ،ومن اهم هذه النظريات:السلوكية، والمعرفية، والبنائية، والتي يمكن تطبيقها فى مجال التعليم الإلكتروني، بالإضافة إلى أحدث النظريات وهى الاتصالية التى ظهرت فى السنوات الأخيرة.
أ- النظرية السلوكية :
- تأثرت المدرسة السلوكية بباحثين أمثال "واطسون" و "ثورندايك" و "بافلوف" و "سكينر"، حيث يرى هؤلاء أن التعلم تغير في السلوك الملاحظ الذي تسببه المثيرات الخارجية في البيئة واهملت المثيرات الداخلية التي تتم داخل العمليات العقلية .
- المدرسة السلوكية تركزعلى التعليم المباشر المعتمد على الحاسب الآلي وشبكات الإنترنت بين المتعلم والبرنامج ، ومفهوم التدريب، والممارسة وإعطاء التغذية الراجعة وتقييم مستويات تحصيل المتعلم.
الاتجاه البنائى
الانتقادات الموجهه للنظريات السلوكية والمعرفية والبنائية :
1- والانتقاد الرئيس الموجه لتلك النظريات أنها لا تعكس طبيعة التعلم الذى يحدث فى عصرنا الرقمي الذي من أبرزه التعليم الإلكتروني كما تعجز .Web 2.0 عن تفسير طبيعة التعلم الذي يحدث فى إطاره بيئات الجيل الثانى للويب .
2- هذه النظريات ظهرت في توقيت غير مواكب للتعلم الشبكي .
وتلك الانتقادات ادت إلى ظهور نظرية جديدة وهي النظرية الأتصالية والتي نشأت من أجل التعلم الشبكي .
د- النظرية الأتصالية :
وهي من أحدث النظريات في مجال التعليم التي ظهرت في السنوات الأخيرة والتي تسعى جاهدة للتغلب على القيود المفروضة على النظرية السلوكية والادراكية والبنائية، عن طريق تجميع العناصر البارزة من الأطر الثلاث (التعليمية – الاجتماعية – التكنولوجية) بهدف استحداث نظريات جديدة لبناء نظرية التعلم فى العصر الرقمى .
3- التعلم الشبكي وفقا للنظرية الاتصالية :
النظرية الاتصالية هى جوهر التعليم بالشبكات الاجتماعية: حيث يستخدم التعليم بشبكات التواصل الاجتماعى النظرية الاتصالية كنظرية تعليمية تصف مبادئ وتطبيقات التعليم بشبكات التواصل الاجتماعى باعتباره انعكاساً للبيئة الاجتماعية الجديدة للمتعلمين؛ البيئة المرتبطة بالتقنيات الحديثة والقائمة على وسائلها المتنوعة. وتناقش النظرية الاتصاليةConnectivism Theory التعليم بوصفه شبكة من المعارف الشخصية التى يتم إنشاؤها بغية إشراك الأفراد فى التعليم وبناؤه وتدعيم التواصل والتفاعل عبر شبكة الويب .
النظرية الاتصالية فى التعليم تستخدم مفهوم الشبكية Network ، والتى تتكون من عدة عقد تربط بينها وصلات .
أولا:- العقد :
تمثل العقد المعلومات والبيانات على الشبكة، وهى أما أن تكون نصية أو مسموعة أو مصورة،
ثانياً:- الوصلات :
هى عملية التعلم ذاتها وهى الجهد المبذول لربط هذه العقد مع بعضها لتشكيل شبكة من المعارف الشخصية .
4- النظرية الأتصالية للتعلم والمعرفة :
- فى ضوء الانتقادات السابقة لنظريات التعلم:السلوكية، والمعرفية، والبنائية، قدم "سيمنز" نظريه تسمى النظرية الاتصالية للتعلم والمعرفة Connectivism.
- وتحاول النظرية الاتصالية أن توفر فهماً واضحاً لكيفية تعلم المتعلمين فى المؤسسات التعليمية حيث يشير "سيمنز2004" إلى أن المعرفة الشخصية تتألف من شبكة من المعارف تغذى وتمد المؤسسات المختلفة بالمعارف المتنوعة، وتقوم هذه المؤسسات بعملية التغذية الراجعة ومن ثم يستمر تعلم الفرد.
- ويعرفها "سيمينز 2005بأنها "نظرية تسعى إلى توضيح كيفية حدوث التعلم فى البيئات الإلكترونية وكيفية تأثرها بالتغييرات الاجتماعية التي يتبعها تكنولوجيا جديدة .
- والتعلم من وجه نظر النظرية الاتصالية يركز فيه المتعلم على عمل صلات بين المعلومات، والمعارف المتخصصة .
- والاتصالية ( عمل صلات من جانب المتعلم ) يتطلب من المتعلم اتخاذ قرارات جديدة مبنية على أسس علمية ،حيث يدرك المتعلم متى يتم استبدال المعلومات المكتسبة مسبقاً بمعلومات ومعارف جديدة بمعنى أنها تتطلب من المتعلم اتخاذ قرار في تكوينه لعلاقات جديدة في هذه العقد ، كل هذا يعد من الأمور الحيوية والأساسية بالنسبة لعملية التعلم لدى المتعلم
5- خصائص شبكات التعلم Characteristics of Learning Networks :
( مبادىء النظرية الاتصالية التي تفسر التعلم الشبكي )
توجد خصائص كثيرة للشبكات انتقلت من علم الاجتماع إلى مفهوم التعلم الشبكي ومن أبرزها:
1- تأثير العالم الصغير Small World :
معظم العقد داخل الشبكة تكون متصلة بمسارات صغيرة، تساعد على سهولة وسرعة تدفق المعلومات من مجال إلى مجال آخر.
2- الصلات الضعيفة Weak Ties :
وجود الصلات الضعيفة قد تؤدي إلى انقطاع المعرفة عند المتعلم ولكن يمكن لهذا الشخص أن يكون روابط جديدة فلابد أن يقوي المستخدم علاقته أو صلات قوية بين هذه العقد حتى يسهل تدفق المعلومات .
3- الشبكات الخالية من المقياس Scale Free Networks :
يتصل فى هذا النوع من الشبكات ببعض الأعضاء بدرجة أكبر من البعض الآخر حسب الأقدمية في الشبكة.
تتدرج الروابط والصلات الموجوده في التعلم الشبكي من حيث القوة في بعض الأحيان تكون قوية جداً وبمرور الزمن تكون صلات قوية تؤدي إلى تدفق مستمر للمعلومات أما الصلات الضعيفة بين العقد أو بين المواقع المختلفة قد تؤدي إلى توقف المعلومات بين هذه العقد من أجل تكوين روابط جديدة بعقد آخرى .
4- المركزية Centrality :
بعض العقد أو بعض مصادر المعلومات تمثل شبكة مركزية لعقد آخرى فرعية .
يحدث تدرج في حجم العقد بحيث يكون هناك عقد ذات حجم كبير تسمى عقد مركزية وما يتصل بها من عقد ذات حجم أقل تمثل عقد فرعية تتفرع عن العقدة المركزية .
6- تصميم التعليم عبر الويب في ضوء النظرية الأتصالية :
وفيما يلى توضيح للعناصر الرئيسة للتصميم التعليمي للتعليم الإلكتروني فى ضوءالنظرية الاتصالية على النحو التالي:
1- الأهداف التعليمية:
لا تتخذ النظرية الاتصالية الاهداف التعليمية دوراً محورياً في التصميم التعليمي التواصلي .
وفى ضوء النظرية الاتصالية، يتم التركيز بشكل أكبر على أهمية تعليم الطلاب سبل البحث عن المعلومات وتحليلها من أجل الحصول على المعرفة .
2- المحتوى التعليمي :
إن التصميم التعليمي لا يعطى للمحتوى أهمية كبيرة ولكنه يركز على عملية التعلم ذاتها واستراتيجيات التعلم والشبكات ، ففى ضوء مبادئ النظرية الاتصالية؛ فإن المتعلمين يختارون أغلب المحتوى من المصادر المتوافرة فى شبكات التعلم وبيئاته التي يشاركون فيها .
3- بيئة التعلم :
تحتل بيئة التعلم مكانة محورية فى التصميم التعليمي التواصلي حيث لا يركز المصمم التعليمي على مجرد تصميم مقررات أو برامج تعليمية بل يجب أن ينظر المصمم التعليمي إلى البيئة التي يحدث فيها التعلم والتي يجب أن تتوافر فيها خصائص تشجع المتعلمين على التعلم المستمر والتعبير عن الذات كما يحدث في : المدونات ومنتديات المناقشة .
4- أنشطة التعلم فى ظل الاتصالية :
فى إطار التصميم التعليمي الاتصالي يقوم المتعلم بأنشطة التعلم التى يفضلها بحرية ،
ومن أبرز أنشطة التعلم القائمة على النظرية الاتصالية الآتي:
- إعداد بعض المواد التعليمية التى تساعد المتعلمين الآخرين على الفهم؛ ونشرها على الويب.
- مشاركة الوسائط المختلفة مثل:الصوت، والصورة، ومقاطع الفيديو من خلال المواقع المخصصة لذلك مثل You tube, Google Docs وغيرها من المواقع ذات الصلة.
5- التقييم فى ضوء النظرية الاتصالية :
ينظر المصمم التعليمي الاتصالي إلى إتقان محتوى التعلم على أنه يمثل جزءاً بسيطاً مما يجب تقييمه لدى المتعلم؛ فمهارات التشبيك الاجتماعي، والتعامل مع المعلومات تعد أبعاد التقييم الأساسية التى يهتم بها المصمم التعليمي، ومن بين أساليب التقويم التعليمي التى تعكس الفكر الاتصالي ما يلى:
- ملفات الأعمال والمدونات الشخصية، حيث تعطى مثل هذه الأساليب فرصة للتقييم الشخصي لكل متعلم على حده .
- الوسائط التى ينتجها الطلاب مثل:كتابة المقالات، والعروض الشفهية المعززة ببرنامج Power point .
7- أدوار المعلم والمتعلم في ضوء النظرية الاتصالية :
أولا :- أدوار المعلم في ضوء النظرية الاتصالية :
1- دور المعلم تطور من الدور التقليدي للمعلم والمتمثل في الألقاء ليصبح داعماً ومرشاً.
2- مدرب : بمعنى أن يدرب تلاميذه على استخدام التقنيات الحديثة في تعلمهم .
3- نموذج : بمعنى أن يكون مخطط جيد لاستخدام التقنيات الحديثة بنفسه حتى يقلده ويحاكيه تلاميذه في عمل الأشياء والمواد التي يقوم بتنفيذها.
4- متخذ قرار : أن يكون المعلم قادراً على اتخاذ القرار ولديه القدرة على الاتصال بالآخرين بهدف تسهيل عملية التعلم .
5- إيجاد البيئة التعليمية المناسبة وتهيئة بيئة التعلّم لتجعل الطالب يبني معرفته بنفسه .
6- تنمية وتشجيع التبادل والتعاون بين الطلاب.
7- التأكيد على أهمية الوقت في إنجاز المهمة وتحديد الوقت في كل مهمة كما في نظام المودل وتمكين المتعلمين من العمل والدراسة على أساس عقد تعلمي .
8- التدوين المستمر للموضوعات وترتيبها زمنيا أو موضوعيا لتسهيل الرجوع إليها .
9- تصميم التعليم حيث اصبح المعلم هو المصمم التعليمي من مادة دراسية وبرامج وأنشطة وكتب و اخراج المادة العلمية بأسلوب شيق وشكل متناسق .
10- الإلمام بكل ما هو جديد في مجال التربية .
11- يشجع المتعلم على استخدام الوسائل التقنية من تلقاء نفسه وعلى ابتكار وإنشاء البرامج التعليمية اللازمة .
12- تحتاج من المعلم أن يتيح للمتعلم قدراً من التحكم بالمادة الدراسية المراد تعلمها وأن يطرح أسئلة تتعلق بمفاهيم عامة ووجهات نظر أكثر مما تتعلق بحقائق جزئية .
13– مخطط للعملية التعليمية بمعاونة تلاميذه ومقوم ومصحح للمعلومات وتوزيع المهام التعليمية على الطلاب وتحديد قادة المجموعات .
14- إعطاء تغذية راجعة مدعمة وقوية .
ثانياً :- أدوار المتعلم في ضوء النظرية الاتصالية :
1- المشاركة في عملية التعلم وليس مجرد متلقي للمعلومات من خلال المشاركة فى الانشطة والمواقف والآراء وتبادل المحتوى بين الأقران بمعنى أن يكون متعلماً نشطاً وفعالاً.
2- يقوم ببناء معرفته من خلال التجربة الذاتية.
3- تعرفه على المواد والأدوات والأجهزة المستعملة وكيفية توظيفها .
4- باحث عن المعلومات وناقد للأفكار ومبدع .
5- صانع للمحتوى الألكتروني عن طريق استخدام عدد من الأدوات منها الويكي wiki ، والمدونات blogs ، وخدمة بث الوسائل streaming media ، وقنوات اليوتيوب you tube ، وغيرها من الأدوات .
6- إنجاز المهمة المطلوبة في الوقت المحدد .
7– قائد لغيره من المتعلمين وهى مهمة تبادلية حتى يكتسبها الجميع وأن يكون مقوم ومصحح لغيرة من المتعلمين من خلال المجموعات .
8- النظرية الاتصالية والجيل الثاني للتعلم الإلكتروني :
- فما يحدث هو أن أجزاء كبيرة من الشبكة العالمية حصلت على خصائص شبكات الاتصال،
وأصبحت شبكة ويب تحول نفسها من نمط القرائة “the Read Web” إلى نمط القراءة والكتابة “Read-Write Web”، وأصبح هذا النمط الجديد من الويب يطلق عليهويب 2.0.
- باختصار، فما يحدث هو إن الويب تتغير من كونها وسيط لنقل المعلومات واستهلاكها، لتصبح منصة لإنشاء المحتوى، ومشاركته ، وتظهر تطبيقات ويب 2 فيما يلي
1- عالم المدونات Blogging :
ففي سنوات قليلة انتقلت المدونات من مواقع قليلة عديدة على الويب، إلى أن أصبحت شيء يستخدمه الملايين من البشر حول العالم، تدعمهم أدوات تأليف المحتوى مثل بلوجرBlogger وورد بريس Wordpress ، والأهم من ذلك، هو ربط المدونات مع بعضها البعض من خلال خلاصات المواقع RSS.
وهي أدوات الكتابة التعاونية التى تسمى الويكي Wiki، حيث ساهم بضعة آلاف من الأشخاص حول العالم في إنشاء موقع الموسوعة الحرة ويكيبيديا على سبيل المثال.
9- توظيف النظرية الأتصالية في عمليات التعليم والتعلم :
يمكن توظيف النظرية الأتصالية في عمليات التعليم والتعلم من خلال استخدام البرمجيات الاجتماعية في التعليم و التعلم عبر الويب كما يلي :
أ- استخدامات المدونات في التعليم والتعلم:
1- استخدامها كمرجع شامل لتمارين المادة .
2- اعتبارها كحقيبة إلكترونية يخزن فيها الطالب أعماله و إنجازاته للرجوع إليها لاحقًا عند الحاجة.
ب- استخدامات ناقلات الاخبار RSSفي التعليم و التعلم :
1- يمكن استخدمها لتبليغ جميع الطلبة بمواعيد الأحداث المهمة في الكلية مثل آخر موعد لتسليم الواجبات المطلوبة، و للتبليغ عن مواعيد الامتحانات ، أو أوقات اللقاءات المباشرة مع الطلبة أو للتبليغ عن نتائج الامتحانات ودرجات الطلبة.
2- يمكن أن تستخدمها المكتبات ومراكز البحوث لتبليغ الطلبة عن آخر المصادر والبحوث التي تصل اليها ليتمكن الطالب من استخدامها.
ج- استخدامات الفيس بوك في التعليم والتعلم:
1- إنشاء المعلم أو الطالب صفحة لمادة أو موضوع تعليمي ودعوة الطلاب للمشاركة فيه وتبادل المعلومات ونشر الصور ومقاطع الفيديو التعليمية المناسبة للمادة وتبادلها بين الطلاب والمهتمين, والتعليق عليها ومناقشة ما فيها.
د- استخدامات اليوتيوب في التعليم :
1- نقل المحاضرات و المؤتمرات.
2- اتاحة مشاهدة وتحميل فيدوهات متنوعة لتسهيل المادة التعليمية .
ه- استخدامات الفلكر في التعليم :
1- تكمن فائدته من خلال إنشاء معرض لكل مادة و يوضع فيها الصور المتعلقة بالمادة و فتح المجال للطلاب للتعليق و التقييم .
وهي أدوات الكتابة التعاونية
1- تمكن المتعلم من القراءة الصوتية للكلمات .
2- وتمكنه من الاضافة والحذف أو التعديل في بعض المحتويات .
