الموقع الرسمى الخاص ب" الباحثه / دنيا زيدان "

موقع متخصص فى "تكنولوجيا التعليم " "العلوم التربويه " "الدراسات الاجتماعيه " " الدراسات العليا "

 

 

أحمد الله رب العالمين حمد عباده الشاكرين الذاكرين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأن سيدنا محمدًا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله، صلاة وسلامًا دائمين متلازمين إلى يوم الدين.

ثم أما بعد.

أحبتي في الله: أحييكم جميعًا أينما كنتم بتحية الإسلام، فسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

ونتحدث اليوم عن مهنة قد نكون قد امتهناها جميعًا، أو نمتهنها جميعًا، سواء محترفين أو مضطرين، يعني سواء هذا احتراف كمهنة أو اضطرارية، وهي مهنة قيادة المركبات، سواء سيارة أو أي مركبة يسر الله لابن آدم أن يخترعها، دراجة بخارية، سيارة، حافلة كبيرة، طائرة أيًا كان. الذي لا يعلمه الكثيرون أو البعض منا أن للطريق حقوق، حتى أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يحذر يقول: "إياكم والجلوسَ بالطرقاتِ، (الذين هم قاعدون اليوم على المقاهي اليوم)، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، ما لنا من مجالسِنا بدٌّ نتحدثُ فيها، فقال: فإذا أبيتم إلا المجلسَ، فأعطوا الطريقَ حقَّه. قالوا: وما حقُّ الطريقِ يا رسولَ اللهِ؟ قال: غضُّ البصرِ، وكفُّ الأذى، وردُّ السلامِ، والأمرُ بالمعروفِ، والنهيُ عن المنكرِ".

إذاً للطريق في الإسلام حقوق، هذه حق الطريق، طيب تعالى أنت أيها القائد الذي تقود مركبة معينة، سواء مهنتك هذه المهنة وهي قيادة السيارة، سواء سيارة أجرة صغيرة أو كبيرة أو أي وسيلة من المواصلات، أو أنت يا مالك السيارة تقودها بنفسك أو لك سائق يقود لك، هل في الإسلام خُلق ومعايير معينة للقيادة؟ أو كما يقال في بعض البلاد في السياقة؟ طبعًا بلا شك لابد أن يكون لكل شيء معايير، أي شيء ليس له معايير يخرج بلا انضباط هكذا والأمور تتداخل في بعضها ونحصل على مجتمع كله فوضى.

أولًا: تعالوا نتحدث عن قائد المركبة الخاص، يعني شغلته ومهنته وعمله أنه سائق، هذا السائق أريد أن أقول يجب أن يتحلى ببضعة أمور يجب أن يراعيها، أول شيء الهندام النظيف إن لم تكن المصلحة قد أصرت على هندام معين له أو زي معين، هذا أمر. 

الأمر الثاني أن تكون رائحته طيبة، فإن كان فقيرًا لا يستطيع أن يجد ما يعطر به نفسه فليغتسل والحمد لله المياه في بلادنا متوفرة، فليغتسل قبل الخروج لعمله؛ كي لا تصدر منه رائحة كريهة، لأن الناس تلاصقه وتجلس معه كبارًا وصغارًا رجالًا ونساءً، فيجب أن يتقي الله رب العالمين.

الأمر الثالث أنه يجب أن لا ينسى نفسه في قضية الحوار والدردرشة والفضول الزائد مع زبائنه التي تركب معه. فيقول لك وأين تعمل يا أستاذ، وكم ولد عندك؟ وكم راتبك؟ وأنت الآن من أين قد أتيت؟ وماذا في هذه الحقيبة؟ فهذه ليست مهمة قائد السيارة أبدًا، ونحن نحب سائق التاكسي الصامت، لكن سائق السيارة الذي يتحدث ألف كلمة في الدقيقة فهذا مشكلة.

المشكلة الثانية أنت لك سيارة هذه السيارة أجرة، يعني خدمة عامة، لا داعي أن تضطر الراكب معك أن يسمع شيئًا من المذياع الذي عندك أو من المسجل الذي في سيارتك، فتضطره لسماع هذا الأمر، والله لو أنت رجل تدعو إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ وأنت في عملك ليكن مثلا إذاعة القرآن الكريم تبث آيات من كتاب الله بصوت منخفض، فإن رأيت الذي ركب معك مسلمًا أو مسلمة أو عربيًا فانظر إن كان يقول لك أخفض هذا، ارفع هذا، هذا صوته كذا، خير وبركة فإن لم يكن فلا داعي، وممكن أن تستأذن من الراكب معك، هل أستطيع أن أفتح المذياع؛ لأنه الراكب معك الآن هو يملك هذا الوقت في هذه السيارة بالأجر الذي يدفعه.

الأمر الذي يليه: إن لم تكن الدولة أو المؤسسة التي تعمل عندها محددة لهذا العداد أو لهذه التوصيلة أجرًا محددًا فلا تغالي، ولا تكن جشعًا ولا تستغل أن هذا آتٍ من بلد غريبة لا يفهم ولا يعرف واستقبلك وأنت في المطار، وكنت أنت أول مستقبل أول ما يلتصق في ذهني عن وطنك هو خلقك أنت، إن كان وطنك وطنًا عربيًا مسلمًا يقول لك والله المسلمون جشعون، لماذا؟ أول ما نزلت من المطار وركبت التاكسي. فأول ما نزل المطار أخذ موقفا منا في قضية أن هذا السائق الذي هو واجهة وطنه أساء إليه.

أيضًا صفة الأمانة، وهذه الصفة فعلًا موجودة الحمد لله في سائق الأجرة إلا ما رحم ربي، لكن الحقيقة السمة الغالبة إن نسي أحد الزبائن أو أحد الركاب حقيبة له أو أوراقًا له مهمة أو أغراض أو أي شيء فأنت ما عليك إلا أن توصله للجهة المعنية بتوصيل الأمانات المفقودة. الأمر الذي يليه لا تظن يا قائد السيارة الأجرة أنك عندما تنهب الطريق نهبًا سريعًا أنك بهذا تحصل رزقًا أكبر، أنت لك معايير في القيادة، والطرقات موجود عليها سرعات، داخل المدينة كذا، خارج المدينة كذا، على الطريق السريع كذا، فأنت مرتبط بعقد ضمني ما بينك وبين المؤسسة عندما حصلت على هذه الرخصة، رخصة القيادة أنك تقود وفق العقد الضمني المكتوب لك فيجب أن تحترم قواعد المرور.

الأمر الذي يليه لا تزعج الأضعف، يعني أنت معك سيارة نقل كبيرة، لا تزعج صاحب السيارة الصغيرة، وأنت عندك سيارة لا تزعج راكب المركبة البخارية، وراكب المركبة البخارية لا يجب عليه أن يزعج راكب الدراجة البسيطة، وراكب الدراجة لا يزعج السائر على قدميه، يعني دائمًا أعط الطريق للأضعف دائمًا.

الأمر الآخر، نفرض جدلًا أن السائق يعمل في مؤسسة أو في شركة أو عند أسرة، يجب أن يكون أمينًا على الأسرار. فعندما يسمع مثلًا صاحب البيت أو الذي يركب معه يقول كلامًا في الهاتف أثناء ركوبه أو الولد أو البنت أو إلى آخره وعمت به البلوى. نُسأل نحن أسئلة هل السائق خلوة، فهذه مشكلة، ويختلف الفقهاء فيها في قضية هل هي خلوة لأنه هو في الطريق العام، والطريق العام هذا والسيارة ليست خلوة، وإنما المرأة تركب في الخلف، وإنما أنا لا أميل لهذا الرأي، فأنا أود أن لا تخرج المرأة منفردة إلا في ضرورة قصوى لا يمكن وجود البديل في هذا الأمر.

أيضًا سبحان الله العظيم! قضية غير الأمانة على الأسرار الأمانة على الأعراض، فلا ينظر نظرة هكذا ولا هكذا، ولكن يغض بصره ويتقي الله رب العالمين. والسؤال الذي يسأله أبناؤنا قائدي السيارات الأجرة، هل لنا أو علينا إثم أنني أعلم أنني أخذ هذا الرجل من هذا المكان أوصله إلى مكان أعلم أنه سوف يذهب إلى مكان لا يرضي الله ولا رسوله؟ والله الدال على الخير كفاعله، والله إن استطعت أن تعتذر وأنت متيقن كان بها، كان هذا يضر بعملك فيعني أوصل وأنت منكر بقلبك؛ لأنه ـ سبحان الله ـ أنت لا تشارك في الإثم ومن كان في معصية وأنكرها بقلبه كان كمن لم يحضرها، ومن كان بعيدًا عن المعصية وتمناها بقلبه كان كمن حضرها.

نأتي إلى قائد المركبة الخاص، أنا أملك مركبة أو ولدي يملك مركبة بناتنا، وشبابنا في الجامعات وما إلى غير ذلك والزوجات. فهي قضية خطيرة جدًا، الحوادث التي تحدث في البلاد العربية والإسلامية أكثر بكثير من الحوادث التي تحدث عند الآخرين في الغرب وفي أوروبا وأمريكا، لماذا؟ لابد أنه هناك خللًا ما، وإذا أنا برأيي الضعيف أنا أقول أنه مثلًا السرعة في هذه الطريق السريع مائة كيلو متر في الساعة. إذا أسرع راكب هذه السيارة على سرعة 160 أو 180 أو 200 فانقلبت السيارة ومات، أنا أراه منتحرًا، لماذا؟ لأن العلماء حذرونا من ركوب البحر وهو مغترم، يعني أركب البحر وهو في حالة هيجان، وعندما أركب البحر وهو في حالة هيجان قد أغرق، فمنهي عنه هذا، فأنت من الواجب إذا سرت يجب أن تسير بتؤده، ولذلك {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْ‌ضِ مَرَ‌حًا} يعني القضية في مرحًا متكبرًا هكذا، وهذا هو المعنى العام والمعنى القريب.

المعنى الآخر أنك لا تتيه بسيارة فارهة ثمنها كذا وكذا، فتسير هكذا بسرعة فائقة وتخيف الناس وترعب الناس ثم تنقلب السيارة أو تسبب حادثًا أو قتلًا لعابر سبيل أو لحادثة مع سيارة فتضطر أن تدفع الدية وتصوم شهرين وندخل في مشاكل كبيرة وتضر بآخرين وتدخل الحزن على الأسر، أو أنت تصير مقعدًا بعد أن كنت سليم الحواس وتصير نكدًا على أسرتك بتسرعك وبما صنعت، ويقول الحكيم العربي وقد يكون مع المستعجل الذلل. يعني دائمًا ممكن يكون مع المستعجل الذلل.

وفيه مثل عامي جميل يقول: أن البطيء والمستعجل على المعدية يتلاقوا. المعدية هي التي تعبر القارب الذي يعبر بالناس من هذا الشط إلى هذا الشط، كله يسرع هذا يسرع وهذا يبطيء، ولكن يأتي وقت وكله ينتظر دوره، والفرق بين السرعة الرهيبة والمخيفة المسببة للقتل والموت وبين السرعة الذي يمشي الهوينة سبحان الله (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ) هكذا قال لقمان لابنه، يعني والله قواعد المرورو التي في القرآن قواعد جميلة، قال: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ‌ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ‌} (سورة لقمان:19) لا أحد يحب الصوت المرتفع أبدًا، وإذا ارتفع الصوت تعلم أن العقل في حالة من الضعف، فدائمًا أنت اجعل صوتك منخفضًا، ثم اجعل أيضًا مشيك مشي الهوينا، يعني اقصد في مشيك، لا بالسرعة السريعة جدًا الخطيرة، ولا بالبطء فأنا أقول لأبنائي وبناتي من قائدي السيارات، اتقوا الله في آبائكم وفي أمهاتكم وفي أموالكم، وفي صحتكم وفي شبابكم أن لا يسابق بعضكم بعضًا، وألا يؤذي بعضكم بعضًا ولا يضايق بعضكم على بعض.

ولذلك نحن نريد أن نتعلم في طرقنا قضية الإيثار، يعني أيه إيثار؟ يعني رأيت أن الزميل أو الذي يسير بجوارك يريد أن يعبر فأعطه الفرصة، ولا داعي في أن نتناحر وفي الآخر الإنسان يتعصب وتصل به العصبية إلى الإضرار بالآخر، وقد يتفوه بكلمات سيئة، وليس هذا من خلق الإسلام أبدًا، أيضًا سبحان الله العظيم أريد أن أقول أن السائق مهنة عظيمة ومهنة خطيرة سواء السائق المحترف الموظف والذي يقود سيارته، يجب أن يشكر نعمة الله وفضل الله على الذي عنده؛ لأنه هذه السيارة أو هذه المركبة نعمة من النعم، فيجب أن يتقي الله فيها ولا ينقل فيها إلا ما يرضي الله، ولا ينقل فيها شيئًا يحرمه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم.

عندئذ نقول أن هذه بعض من معايير أو من أخلاق السائق، سواء السائق الخاص الموظف أو نحن كقائدي سيارات في الطريق العام.

 

كنت أتحدث عن قضية خطيرة جدًا وهي قضية كثرة الحوادث على الطرق العامة، أولًا السيارة هذه أمانة، وإذا قال رب العباد: { وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ}(سورة الأنفال: 60) فهذا في قضية الحروب والإعداد العلمي والعقلي والنفسي والمعنوي. أيضًا يجب أنت أن تراجع سلامة المركبة التي تركبها. يعني إذا ركب إنسانًا فرسًا ووضع سرجا دون حزام انقلب على ظهره وربما تسبب في قتله، فهذا إنسان مهمل. هكذا أيضًا السيارة كالحصان تمامًا، فأنت ينبغي أن تعرف مدى حاجتها لكذا، أو صيانتها من كذا، بعدين فيه ناس تؤذي بعض الناس في قضية التلوث الذي تصنعه بسيارتها عندما لا تُصلحها، فتخرج هذه العوادم تلوث البيئة. وسبحان الله أي إنسان يأتي له مرض يتعلق في رقبة صاحب هذه المركبة التي كانت سببًا في مرضه يوم القيامة، "لتردن المخيط والمخيط." هكذا الحديث، "والله لتردن المخيط والمخيط، والله لو بغى جبل على جبل لدك الله الباغي، ولو أن شاة قرناء نطحت شاة جلحاء لاقتص الله من هذه لتلك".

يعني لو فيه شاة لها قرون نطحت شاة بدون قرون يُقتص من هذه، مع أن الحيوانات غير مكلفة لا بأمر ولا بنهي، ولا السماء ولا الأرض لا ده مكلف. والإنسان الذي حمل الأمانة إنه كان ظلومًا جهولًا. طيب إذا كان بهذا المنطق فأنا سبحان الله العظيم لما ألوث البيئة ويمرض الذي عنده مرض حساسية أو عنده الربو ولا عنده حالة في الجهاز التنفسي.

فأنا أزيد للأسف الشديد من كمية العوادم الموجودة في الجو والتلوث الموجود في الجو عندئذ أكون آثمًا.


لأن القاعدة تقول: لا ضرر ولا ضرار، فأنا أضريت بنفسي وأضريت بغيري، وهذا ليس من الإسلام في شيء. حتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حقوق الجار لما قال: "ولا تَستعلِ عليهِ بالبناءِ فتحجبَ عنهُ الرِّيحَ" أي لا تعلوا عليه بالجدار فتحجب عنه الريح. يعني أنا ساكن في بيت صغير يأتي برج بجواري من خمسين طابق يمنع عني الريح، فيجب أن يأتي يستأذني الأول، هل لي أن أبني؟ طبعًا قد يتعجب الناس كيف يعني، أنتظر أن آخذ أذنه؟ هو الرسول يقول أيه؟ قال: "ولا تَستعلِ عليهِ بالبناءِ فتحجبَ عنهُ الرِّيحَ". وصل الأمر "ولا تُؤذِه بقُتارِ ريحِ قِدرِك إلَّا أن تغرِفَ له منها وإن اشتريْتَ فاكهةً فاهْدِ له فإن لم تفعَلْ فأدخِلْها سرًّا ولا يخرُجْ بها ولدُك ليغيظَ بها ولدَه".

انظر إلى حساسية الإسلام وجمال الإسلام، لكن أولادنا منظرة في الجامعات، أنا أبي اشترى لي هذه السيارة الفارهة بكذا، وأنت لم يشتر لك كذا، أنا ابن عمي كذا وأنا أفضل من بن خالي في كذا. وسبحان الله العظيم يكون هذا الفرعون الكبير مصيبة كبيرة على نفسه وهذا العجب القاتل الذي يقتله ولا يقدم خيرًا للمجتمع.

لذلك أنا أهيب بأبنائنا وبناتنا بالذات أن يتقوا الله فينا، وألا يرعبوا الأب والأم كلما خرج الابن والبنت إلى الجامعة بالسيارة وضع الأب يده على قلبه، ووضعت الأم يدها على قلبها، يا رب استر، يا ابني على مهلك، لا تسرع في الطريق، لا تجعل صاحبك، وهكذا.

ولكن للأسف الشديد أبناؤنا أحيانًا يتمردون ويستغلون أن تكون المركبة جديدة فينطلق بها هكذا ويحدث ما نسمع عنه وما يؤذينا سماعه وما يؤلمنا سماعه من فقد رجل أو فقد عين أو فقد عضو من الأعضاء، أو فقد الحياة نفسها، وهذه كارثة كبيرة.

 

نعود إلى أخلاقيات السائق. أي بلد تجد فيه عدم وجود ضوضاء في الشوارع من آلات التنبيه تعرف أنه بلد متحضر، وأي بلد تجد فيه هذه الضوضاء والتلوث السمعي الذي نسمعه سواء من وسائل الإعلام أو من آلات التنبيه للسيارات في الطرقات العامة أعرف أن هذا بلد غير متحضر.

وأي بلد مسلم فهو بلد متحضر؛ لأنه إذا طبق الإسلام فالإسلام حضارة، والإسلام مدنية. فإذا لم يطبق هذا الإنسان يعني سبحان الله دين الله في قيادته وفي طريقة قيادته فلماذا يزعج الآخرين؟! يعني الضوضاء تكفي العوادم، يكفي ما نتنفس وما نشمه يكفي للجهاز الرئوي، يكفي ما يدخل على الدم سبحان الله من رصاص وغيره من عوادم، فما بالنا ونحن نؤذي أسماعنا بآلات التنبيه التي لا طائل تحتها، طوال ما هو في الطريق يده على آلة التنبيه يزعج الناس ويؤذي الناس ويؤذي أسماع الناس. وهذا ليس من دين الله سبحانه وتعالى.

ولذلك أنا أرى والله أعلم أنه لابد بعد أن نعلم أبناءنا وبناتنا في سن التي يسمح لهم بالحصول على رخص القيادة أن يتعلم أخلاقيات المهنة، ويتعلم سلوكيات المهنة، ويتعلم كيف يكون صاحب ذوق صاحب خلق، حفاظًا على حقوق الآخرين، ويجب عليه أيضًا أن يتقي الله رب العالمين؛ لأنه لا يسير وحده في الطريق، فيجب أن يتنبه ويكون متنبها، أيضًا كارثة كبيرة يقوم بها بناتنا وأبناؤنا وهو الانشغال طوال الوقت أثناء القيادة بالكلام في الهاتف.

وهذا حقيقة يصرف الإنسان عن يمكن 60% من تركيزه، وهذا خطر وعملوا إحصائيات كثيرة سأذكرها لكم في الحلقة القادمة ـ إن شاء الله ـ بإحصائيات على هذه القضية، أن عدم التركيز في القيادة نتيجة انشغال الإنسان بالحديث عن هذه يكون منشغلًا في موضوع خطير جدًا مع صاحب له أو هي مع صديقة لها وسبحان الله تنفعل جدًا وتتفاعل مع القضية، وتتفاعل مع طلاق أختها، وتتفاعل مع قضية الميراث، وتنسى أنها تسير في الطريق العام وتنسى أنها أمامها سيارة وعن يمينها سيارة، وأنه هناك سرعة وأنه هناك إشارة حمراء، وإشارة صفراء ولا يجب أن تتوقف ويجب أن تهدي هنا ويجب أن تسير هنا بسرعة كذا كل هذه المعايير تضيع عندما أشتت انتباهي؛ لأن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه، وهذا ليس من إتقان العمل؛ لأنه عندما أقود متهورًا سرحانًا بعيد عن التركيز فهذا ليس من دين الله في شيء.

لكن الكارثة أنك تجد إنسان جالس على مقود السيارة يأكل بيد ويشرب بيد واضعًا سماعة الهاتف على أذنه يكلم فلان ويفتح لنا سبحان الله العظيم. وهذه من الأخلاقيات التي تسيء إلينا. شباب ـ سبحان الله ـ يفتحون نوافذ السيارات ويسمعونا صخبًا وضجيجًا وكأنما جاءوا بغطيان الأواني ويطرقون عليها في اسطوانات عجيبة تصم الآذان وتصنع معنا هذه العصبية ويصاب أبناؤنا بقلة وخراب في السمع وضعف في السمع.

من هذا العجب الذي يسمعون، يا أخي أنت تريد أن تسمع لا داعي أن تُسمعنا، نحن لا نريد أن نسمع معك، من الذي قال أننا حريصون على ما تسمع؟! هذا الذي تسمعه هذه الضوضاء نحن لا نحبها فأنت لماذا تؤذينا بما تسمع؟! يا أخي اجعلها حرية خاصة لك، ولكن أنا أنصحك أن أذنيك أمانة، ويجب أن تحافظ عليها، كما أن عينيك أمانة أن تغضها عما حرم الله سبحانه وتعالى، وأن اللسان أمانة يبج أن لا تقول به إلا ما يرضي الله عز وجل، وأن تمنعه عن كل ما يغضب الله، وأن اليد أمانة لا تعطي إلا الخير، ولا تمتد إلا إلى الخير، وأن الرجل أمانة وهكذا أعضاؤك أمانة، فلماذا أنت تسيء إلينا بهذا الذي تصنع؟!

أيضاً من ضمن الأخلاقيات أو سوء أخلاقيات بعض قواد المركبات وهي قضية الاستهتار، والتعالي والغرور أنه يظن أنه هو قائد المركبة الوحيد المتمكن، وتقول يا فلان لماذا أراك تسير مسرعًا؟ يقول لك لا أنا كنت باسير على سرعة 150 كم، طيب لماذا؟ يقول لك أنا إنسان متمكن جدًا، أنا من عشرين سنة أقود السيارات ولم يحدث شيء، ولكن أنتم تخافون زيادة عن اللزوم.

يا أخي هذا الاستهتار، وهذا الغرور، وهذا الكبر يوردنا موارد التهلكة. ولكن يجب أن نلاحظ أن هناك أخطاء للغير، ليست أخطاءنا فقط، هناك أخطاء للغير يعني فجأة تخرج لك سيارة طائشة أو ولد يمر سريعًا أو إنسان سرحان وتجده أمامك، ولكن أنت عندما تتحكم في سرعة السيارة بإيقافها يكون سهلًا وبسيطًا.

أيضًا من ضمن ـ سبحان الله العظيم ـ لماذا لا نشغل أنفسنا ونحن في الطريق إلى العمل والآن تأخذه هذه المسافات الطويلة نتيجة ازدحام المدن في العالم كله أنه ـ سبحانه الله ـ أن نسمع إذاعة القرآن الكريم، ونأخذ ثوابًا، القارئ يأخذ عن كل حرف عشر حسنات، لا أقول ألف لام ميم حرف، ولكن أقول ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف. والقارئ مثل المستمع، والمستمع مثل القارئ في الثواب، أنا لما أسمع إلى القرآن أخذ نفس ثواب القارئ، وأعطر أذني بكلام الله، والذين يؤذون أسماعهم بالأغاني والفسوق والموسيقى الصاخبة والغناء الداعر وغير ذلك لو جربوا أنه كل يوم يسمع ولو عشرة دقائق فقط قرآنًا كريمًا لطردت العملة الجيدة العملة الرديئة، وسوف يتحقق فيه الحديث القدسي "ولا يزالُ عبدي يتقربُ إليّ بالنوافلِ حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يسمعُ به وبصرَه الذي يُبصِرُ به ويدَه التي يَبطشُ بها ورجلَه التي يمشي بها". "ولئن سألني لأُعطينه ولئن استعاذني لأُعيذنه". يعني أيه كنت سمعه الذي يسمع به؟ يعني لن يسعد الإنسان في الاستماع لشيء إلا لشيء يحبه الله ورسوله، وسوف يطرد بعيدًا عن أذنه أي شيء لا يحبه الله ولا يحبه رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فعندئذ أن تعطر نفسك بهذا الأمر.

 

أيضًا قضية أخرى الحمد لله رب العالمين هذه البرمجيات والاسطوانات الاستماعية والشريط هذا أنت ربما تأخذ في العمل ساعة في الذهاب وساعة في الإياب، يعني استفد وكأنك تجلس في مجلس علم، هذا المجلس ـ سبحان الله ـ وكأنك جلست في روضة من رياض الجنة. "فارتَعوا في رِياضِ الجنةِ قالوا: وما رياضُ الجنةِ يا رسولَ اللهِ؟ قال: مجالسُ الذِّكرِ".

 

إذًا كل هذه يجب أن تستفيد أنت منها بفضل الله ـ سبحانه وتعالى ـ وتكون حياتك بهذا المنطق، فتكون مستأنسا وأنت تقود السيارة بالكلم الطيب بالذكر الطيب بالبرنامج الجيد بسماعك لكتاب الله ـ سبحانه وتعالى ـ هكذا لا تضيع وقتك سدى.

أما مسألة الإحصائيات والخطورة التي علينا نتيجة تهور بعض من قائدي سيارتنا، فهذا هو موضوع حديثنا، ولكن ـ إن شاء الله ـ في الحلقة القادمة.

أرجو وأتمنى أن يكون كلامي قد خرج من القلب، ووصل إلى قلوبكم. نسأل الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يطرد عنا وعنكم شياطين الإنس والجن. ولكن سوف 
نقول أيضًا في الحلقة القادمة عن حكم الذي يقتل خطئاً وهو يقود السيارة، والذين قتلوا معه وهو الذي يقود، هل عليه دية؟ هذا مدار حديثنا إن كنا من أهل الدنيا ـ إن شاء الله ـ في الحلقة القادمة، ولا تنسونا من صالح دعائكم.

 

استودعكم الله رب العالمين الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله.

 

المصدر: اعداد/ دنيا زيدان
doniakhamies

"كل انسان أصادفه لا بد أن يفوقني من ناحية أو أخرى و لذلك أحاول أن أتعلم منه " إمرسون

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1231 مشاهدة
نشرت فى 31 أغسطس 2014 بواسطة doniakhamies

الباحثه / دنيا زيدان ابراهيم

doniakhamies
الباحثه فى مجال تكنولوجيا التعليم بكليه التربيه جامعه الاسكندريه »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

109,002

العلم والايمان


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :-

"الدُّعاءَ هوَ العِبادَةُ، ثمَّ قرأَ: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ"
 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :-

  "مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكانت منها طائفة طيبه قبلت الماء فأنبتت الكلاء والعشب الكثير وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلاء فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثي الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به"

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :-
"ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا ، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة"

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: 

«سلوا اللّه علما نافعا، وتعوّذوا باللّه من علم لا ينفع»

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  :

 كان من دعاء النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «اللّهمّ إنّي أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن دعاء لا يسمع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع »

عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال:
 «لا تعلّموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السّفهاء، ولا تخيّروا به المجالس، فمن فعل ذلك فالنّار النّار»

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:
 «يحمل هذا العلم من كلّ خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين»