الموقع الرسمى الخاص ب" الباحثه / دنيا زيدان "

موقع متخصص فى "تكنولوجيا التعليم " "العلوم التربويه " "الدراسات الاجتماعيه " " الدراسات العليا "

authentication required

أشكال النظم النهريه


يقصد بشكل التصريف النهرى الصوره العامة التى يبدو بها النهر بروافده الرئيسيه والثانويه . وهناك عدد عديد من أنماط وأشكال التصريف النهرى فى مناطق تتباين فيما بينها فى نوع الصخر ، وفى التركيب والبنيه الجيولوجيه وفى نظم المناخ ، وفى تاريخ ومراحل التعريه. ولعله من المفيد هنا ، ولاغراض الوصف المبسط . أن نصف عددا من أشكال التصريف النهرى الاكثر شيوعا وانتشارا ، غير أننا يجب أن نشير الى أن هذه الاشكال قد لا نصادفها فى الطبيعيه حسب النماذج المثاليه التى سنشرحها فى السطور التاليه .
1 ـ التصريف النهرى شبه المتوازى Subparallel :
وهو أبسط أنماط التصريف النهرى على الاطلاق ، ويتألف من عدد من المجارى النهريه التابعه ، التى تجرى متوازيه على وجه التقريب ويعتبر التصريف النهرى شبه المتوازى ميزة تختص بها المناطق التى تتألف من طبقات صخريه تميل بانتظام ، مثلما نجده فوق ظهور الكويستات (منحدرات الميل الطبقى والسطح للكويستات) أو المناطق التى انحسرت عنها مياه البحر بالتراجع فى العصر الحديث . وفى كلتا الحالتين لم تسمح الظروف الجيولوجيه ولا عامل الزمن بانماء وتطويرنمط من التصريف أكثر تعقيدا بواسطه عمليه التكيف النهرى مع التركيب الجيولوجى Adjustmenttostructure التى سبق لنا شرحها . من هذا ترى ان التصريف النهرى شبه المتوازى هو أساسا نمط تصريف أولى Inital أى يمثل مرحله ابتدائيه فى التكوين .
2 ـ التصريف النهرى الشجرى Dentritic :
يبدأ نشوء ونمو أحواض التصريف النهرى الشجرى بعدد من المجارى الرئيسيه تتدفق مباشرة فوق المنحدر صوب البحر . وهذه المجارى ما هى فى الواقع إلا نتيجه لاتجاه هذا المنحدر ، أى أنها تتبع فى جريانها اتجاه المنحدر ، ولهذا فانها تسمى الانهار التابعه Consequent وفى أثناء نموها تجرى الروافد نحوها ، وتتصل بها فى أوضاع مائلة أى بزوايا حاده ، كما تتصل بهذه الروافد روافد أخرى ثانوية .
وتسمى النقطه التى عندها يلتقى الروافد بالنهر الرئيسى بالملتقى أو الاتصال المتوافق Accordant Junction .
واذا كانت صخور الحوض متجانسه فى طبيعتها وفى مدى مقاومتها للتعريه ، فان كل نهر تابع يصبح مركز النظام تصريف نهرى مائل ، فيه تلتقى الروافد بيعضها وبالمجرى الرئيسى بزوايا حادة ، فيبدو بشكل شجره متفرعه كما فى شكل (21) ، متعددة الفروع والاغصان ولذا فانه يعرف بالتصريف النهري الشجرى Dentritic وهو تعبير مشتق من كلمه Dendron اليونانيه ومعناها شجرة 
والتصريف النهرى الشجرى نمط شائع ، ويكثر وجوده حيثما كانت الصخور متجانسه ، وكانت طبقاتها مائله ميلا هينا والتضاريس منخفضه نسبيا . وتتباين كثافه حوض التصريف النهرى الشجرى تبعا لعده عوامل أهمها مقدار نفاذيه الصخور ، وكميه الامطار الساقطه وطبيعتها ونظامها ، فهذه جميعا تؤثر فى كثافه الجريان السطحى للمياه . ولعامل الزمن أهميته الكبيره أيضا . ذلك أن التصريف النهرى الشجرى يكون فى البدايه مفتوحا Open ، لكنه يزداد تعقيدا وكثافه كلما أضيفت اليه روافد جديدة عن طريق عمليه النحت الصاعد أو التراجعى غير أن النمط يعود مره أخرى فيصبح بسيطا عن طريق ما يسمى " التجريد السطحى " وهو نوع من الاسر النهرى الجانبى سبق أن أشرنا اليه ، اذ تنجح بعض الانهار فى تعميق وتوسيع وديانها جانبيا حتى تصل الى أوديه أنهار مجاوره فتأسرها وتحتويها ، وتبعا لذلك يتناقص عدد المجارى المائيه التى يحتويها حوض التصريف النهرى الشجرى .
3 ـ التصريف النهرى المتشابك او المشبك Trellised :
اذا حدث وكان حوض النهر التابع يتركب من صخور غير متجانسه ، وتتفاوت فى درجه مقاومتها للتعريه ، فان الروافد التى تنشأ تكون ذات ارتباط وثيق بالتركيب الصخرى . وحينما تجرى تلك الروافد على طول مضرب الطبقات أو خط ظهورها Strike فانها تعرف حينئذ بالانهار التاليه Subsequent . ويزداد طول هذه الروافد أو الانهار التاليه بامتدادها تراجعيا نحو منابعها ، عن طريق النحت الصاعد أو التراجعى كما تتسع أوديتها بالتدريج .
وحينما يتألف حوض النهر التابع من سلسة نطاقات من الصخور الصلبه التى تتعاقب مع نطاقات من الصخور اللينه ، ولكنها تميل فى نفس الاتجاه ، وتمتد عموديا على اتجاه منحدرالنهرالتابع ، فان المجارى التاليه تجرى حينئذ على امتداد مضرب الطبقات الصخريه اللينه وتتصل بالنهر التابع بزوايا قائمه .
وتبقى نطاقات الطبقات الصلبه ناتئه قائمه فى شكل حافات أو تلال طويله توازى المجرى التاليه ، ويشقها النهر التابع ( الرئيسى ) ويجرى عبرها نحو أسفل المنحدر خلال فتحات ذات جوانب شديدة الانحدار تسمى الثغرات النهريه River .
وبالاضافه لذلك تنشأ روافد للمجارى التاليه تنحدر اليها من الحافات التلاليه الصلبه الصخور المشار اليها . ومن هذه الروافد ما يجرى متتبعا المنحدر الاصلى تجاه البحر ( موازيا للمجرى التابع ) ، وتسمى المجارى التابعه الثانويه Secondary Consequent ومنها ما يجرى على المنحدرات المضاده فتسمى المجارى العكسيه Obsequent ويستخدم اللفظ الاخير فى ألمانيا وفرنسا وأمريكا بالمعنى الذى أشرنا اليه ، أى يطلق على النهر الذى يجرى فى اتجاه مضاد لاتجاه النهر التابع Anti-Consequent أما فى انجلترا فيطلق أحيانا على النهر الذى يجرى عكس ميل الطبقات Anti-dip.
ونظام التصريف النهرى الذى يظهر بهذه الصوره يعرف بالتصريف النهرى المشبك أو المتشابك Trillised ، وفيه يتشابك ويتلاقى النهر التابع ورافده المستعرضه (أنهار تاليه) ، والطوليه (أنهار تابعه ثانويه و وأنهار عكسيه) بزوايا قائمه .
ونظام التصريف النهرى المشبك شائع ، مثله فى الذيوع مثل التصريف النهرى الشجرى خاصة فى المناطق التى يتميز سطحها بوجود الاشكال الارضيه المعروفه باسم الكويستات Cuestas ، حيث تجرى فوق ظهورها الانهار التابعه ، بينما تجرى الانهار التاليه بموازاة حضيض واجهاتها . ونظام التصريف المشبك نظام " متطور " developed فيه لعبت عمليه التكيف مع التركيب الجيولوجى Adjustment to structure دورا كبير الاهميه .
ونجد لهذا النمط المتشابك مثالا واضحا فى كويستات القسم الشرقى من حوض باريس ، الذى يعرف بأرض الحافات والوهاد ، حيث يجرى نهر السين وروافده فوق نطاقات صخريه غير متجانسه التركيب ويتضح نمط التصريف المتشابك أيضا فى كويستات جنوب شرق انجلترا حيث تتعاقب نطاقات من الطبقات اللينه الصلصالية ، مع نطاقات من الطبقات الصلبه الجيريه والطباشيريه ، وكلها تميل هينا نحو الجنوب الشرقى ، ونتيجه لذلك نشأت أشكال من التصريف النهرى المتشابك المعقد ، فيه تجرى الانهار التابعه مع المنحدر العام ، وتلتقى بها روافد مستعرضه منشئه لوهاد ووديان عريضه فى الصخور الصلصاليه . وتبرز الصخور الصلبه فى شكل حافات صخريه تتبع منها مجارى تابعه ثانويه ومجارى عكسيه .
هذا ويظهر فى بعض الاحيان نمط تصريف نهرى متشابك للتصريف المشبك فى المناطق التى تأثرت بعمليات التواء شبه متوازى مع نمط التواء الجورا Jura . وفى هذه الحاله يشغل النهر التابع بعناصره الرئيسيه ثنية مقعرة أوهادا تكونت نتيجه للتعريه فى الثنيات المحدبه ، بينما ترفده وتنتهى البه بزوايا قائمه أنهار صغيره تصرف جوانب الثنيات المحدبه .
4 ـ التصريف النهرى المستطيل Rectangular (فى البنيات الانكسارية) :
وهو يشبه فى بعض خصائص نمط التصريف النهرى المتشابك . ففى التصريف النهرى المتشابك تلتقى الروافد بالنهر الرئيسى بزوايا قائمه على وجه التقريب وفى النمط المستطيل تتعرج المجارى المائيه ذاتها بزوايا قائمه كما تلتقى بالنهر الرئيسى بزوايا قائمه أيضا . لكن نوع العوامل الجيولوجيه التى تراكمت فى تكوين كل من النمطين مختلفه . ففى النمط المشبك يتمثل السبب فى مكاشف طبقات الصخور الضعيفه ، اما فى النمط المستطيل فاذا العامل الجيولوجى المؤثر يتمثل فى خطوط ضعف حسنه التحديد كالعيوب والانكسارات والفواصل التى على امتدادها أطالت الانهار مجاريها بواسطه النحت الصاعد او التقويض التراجعى نحو المنبع ، وأيضا بواسطه التفويض الينبوعى . وهذا يعنى بكل وضوح انه نمط متطور ساهمت فى تكونيه عمليه التكيف النهرى مع التراكيب الجيولوجية .
ويشاهد هذا بوضوح فى مرتفعات اسكتلنده ، وفى الهضاب الممزقة بشرق افريقيا وجنوبها . وحينما تلتقى الروافد بالنهر الرئيسى بزوايا حاده نسبيا ، فإن التصريف النهرى يدعى حينئذ بالتصريف الزاوى Angular . ومن المجارى المائيه التى تجرى على طول نطاقات ضيقه اصابها التصدع نهر النيل فى مجراه الاعلى بالهضبه الاستوائيه ونهر الراين شمال بازل فيما بين الفوج والغابة السوداء .
5 ـ التصريف النهرى المتشعع والدائرى : (فوق التراكيب المخروطيه والقبابيه) :
للتركيب الصخريه المخروطيه والقبابيه الشكل أهميه خاصه لانها المسئولة عن نشوء أشكال التصريف النهرى التابع المتشعع radia lconse quent . ويتألف هذا النمط من عدد من الانهار التابعه تنحدر من قمم المخروطات البركانيه او قباب الاكوليت والباتوليت فوق منحدراتها إلى أسافلها .
ويظهر التصريف النهرى المتشعع واضحا جليا فوق منحدرات كثير من المخروطات البركانيه المركبه العظيمه كمخروط فوجى ياما ، واتنا ، ورينيير Rainier وهود Hood وقد قطعت المجارى المائيه منحدراتها تقطيعا شديدا ، فهى قويه نشيطه بسبب شده الانحدار على الرغم من أن أحواضها محدوده الرقعه . وتبدأ دورة التعريه المائيه فوق مثل هذه المخروطات بان تغزو المجارى المائيه جسم المخروط البركانى بعنف ، وتبدو عمليات الاختيار التحاتى بواسطه الماء الجارى فى اجلى صورها فهذه المخروطات تتركب من خليط من الرماد البركانى والجمرات واللافا ويختار الماء الجارى أضعفها وألينها فينحره اكثر مما ينحر غيره ، وما يزال النهر ينحت رأسيا وجانبيا إلى أن يصل بواديه إلى مرحله نضج تبدو واضحه على سبيل المثال فى مخروط ماونت شاستا فى مرتفعات كاسكيد ، ومونت دور Mont Dore ، وبلومب دى كانتال Plombdecantal فى اقليم أوفيرن Anvergne بهضبه فرنسا الوسطى . وحينما تتقدم دوره التعريه المائيه وتصل إلى مرحله الشيخوخه ، ويظهر المخروط البركانى وقد تداعى وتحطم هيكله ولايبقى منه سوى العنق الصلد المقاومه للتعريه الذى يتلاشى ويزول هو الآخر فى النهايه .
وهناك امثله للتصريف النهرى المتشعع نجدها فوق سطوح قباب اللاكوليت والباتوليت التى تنشأ نتيجه للنشاط الجوفى ، ومنها لاكوليت هنرى Henry Mount فى لاويه يوتاه . ولا تظهر أجسام الباتوليت يشكلها القبابى إلا بعد ان تزيل التعريه الغطاء الرسوبى الذى تحمله فوقها ، ومن ثم فان المرحله الاولى فى دورة التصريف النهرى المتشعع لا تظهر فوق سطحها . وحالما تتكشف وتبرز باعبتارها كتلة جرانيتية مرتفعه عن منسوب الأراضى المجاوره فإنها تصبح مركز لتصريف نهرى متشعع . وعاده ما تكون منحدرات الباتوليت هينه ، ونظرا لشده مقاومه الصخور البلوريه الصلبه التى يتركب منها الجسم النارى فان مجارى الانهار تكون فى العاده ضحله رغم شده النحت ، لكنها تزداد عمقا نحو اسافله حيث يشتد الانحدار . ونشاهد مثال اطيبا لهذه الظروف فى منطقه دارت مور Dart Moor القبابيه فى اقليم ديفون بجنوب غرب انجلترا ، وفى منطقه ليموزان Limosin بشمال غرب هضبه فرنسا الوسطى . وتتسبب التراكيب القبابيه احيانا فى نشأه نظام آخر من التصريف المائى ـ عدا التصريف المشعع ـ يعرف بالتصريف الدائرى Annular حول قاعدة القبة ويبدو ذلك جليا فى منطقه التلال السوداء فى ولايتى داكوتا الشماليه ووايومنج وقد كانت التلال اصلا أشبه بقبه مستطيله الشكل تتوسطها كتله جرانيتية متداخله تحف بها صخور متحوله من الشست ، وكانت تغطيها طبقات الصخور الجيريه والرمليه . وقد عمل نهر شيين Cheyenne وروافده ( تصريف متشعع ) على نحت القبه وتقطيعها ، وتمكن من الكشف عن كتلتها البللوريه الوسطى ، وبقيت مخلفات الغطاء الرسوبى القديم المتأكل على جوانبها مكونه لهضيبات تكتنفها الحافات الشديده الانحدار .
وتجرى الانهار فى مجارى دائريه حول القبه متوافقه مع مضارب تلك التكوينات الضعيفه ومشكله لما يعرف بالتصريف النهرى الدائرى

6 ـ التصريف النهرى العائد (فوق البنيات الالتوائيه) :
تتألف النطاقات الالتوائيه من ثنيات مقعره وأخرى محدبه . ويحدث حينما يجرى نهر تابع طولى أصلى على امتداد ثنيه مقعرة أن تتصل به روافد تنحدر اليه متعامدة عليه من فوق منحدارت الثنيات المحدبه الممتده على كلا جانبيه وتعرف هذه الروافد بالانهار التابعه العرضيه ( الجانبية ) Transverse Consequent وتنحت هذه الروافد القويه النشطه مجاريها وأوديتها بسرعة ، وقد تتمكن فى النهايه من تقويض وهدم قمم الثنيات المحدبه ، يساعدها ويشد من أزرها حقيقه أن محاور الثنيات المحدبه تكون عادة أضعف من الوجهه التركيبيه من محاور الثنيات المقعره ، نظرا لانها تعرضت اكثر لعمليات الضغط والشد . وفى نفس الوقت تنشأ روافد للمجارى التابعه العرضيه تسمى بالمجارى التاليه الطوليه Longitudinalsubsequent تجرى متوازيه للنهر التابع الطولى الاصلى الذى يجرى فى حوض الثنيه المقعره .
وتدأب هذه الروافد فى نحت مجاريها رأسيا على امتداد محاور الثنيات المحدبه مكونه لحافات صخريه لحافات صخريه تظل على المجرى . وماتزال هذه الحافات تتراجع بفعل التعريه تدريجيا وتتسع بذلك أوديه الروافد على حساب الثنيه المقعره المجاورة .
فيضمحل بذلك النهر التابع الطولى الاصلى الذى يجرى على امتداد تلك الثنيه ويقل نشاطه . فى الوقت الذى فيه ما يزال نهر الثنيه المحدبه ( التالى الطولى ) مستمرا فى النحت الرأسى والجانبى ، حتى يصبح على منسوب أدنى من منسوب وادى الثنيه المقعرة ، فيزداد حجمه ونشاطه ، بينما يضمحل وادى الثنيه المقعرة وقد يتلاشى ويزول فى النهايه . وتبقى حينئذ مخلفات الثنيه المقعرة فى هيئه حافه أو قمه جبليه .
وليست هذه فى الواقع نهايه المطاف ، اذ أن التعريه تستمر فى عملها ، وتناضل فى سبيل تحطيم حافات الثنيه المقعرة ، حتى تتمكن فى النهايه من ازالتها وتكوين سهل تحتاتى Peneplane . واذا ماحدث وتجددت حركات الرفع ، وهى ظاهره شائعه الحدوث ، فان الانهار الرئيسيه فى المنطقه تنحت من جديد على امتداد الثنيات المحدبه السابقه ، واذا ما اتفق وجدت فيها طبقات صخريه مقاومه فإن النهر يضطر إلى تفاديها ، فينتقل مجراها جانبيا صوب الثنيه المقعرة ومن ثم يحطم بقاياها كليه . وقد يصل النهر فى انتقاله الجانبى الى مجرى الثنيه المقعرة القديم الاصلى ( النهر التابع الطولى ) فيعود اليه متتبعا معظم امتداد مجراه ، مثل هذا النهر يعرف حينئذ بالنهر العائد Resequent . وهذه الظاهره شائعه الحدوث فى النطاقات الالتوائيه القديمه . ففى حوض هامبشير بجنوب انجلترا نجد نهر ابل Ebble وقد مر بهذه الدوره . فهو يجرى الان خلال ثنيه مقعره قد هاجر اليها متتبعا مجرى نهر تابع قديم .
ـ يسير مع ميل محور الثنيه المقعرة ، وفى الوقت نفسه تجرى الانهار التابعه العرضيه على جانبى الثنيه المقعرة اليه . ونظرا لان قمه الثنيه المحدبه تكون ضعيفه بسبب تأثرها الشديد بقوى الالتواء ، فان نهرا تاليا ينشأ وينحت فى تكونياتها ويتخذ نفس اتجاه ميل محورها نحو البحر ، بينما تتكون مجارى عكسيه تنصب فيه من الحافتين المشرفتين عليه .
وفى الوقت الذى مايزال فيه النهر التابع ينحت الطبقه الصخريه الصلدة ببطء نرى النهر التالى قويا نشيطا يواصل تعميق واديه وتوسيعه حتى يصبح أدنى منسوبا من النهر التابع ، وتصبح له السياده شكل وقد يحدث بعد ذلك ان يعرقل نشاط النهر التالى ظهور طبقه صخريه صلدة ، ومن ثم يبطئ فى تعميق مجراه فى الوقت الذى فيه يواصل النهر التابع الطولى نحره لمجراه ، وفى النهايه نرى التصريف النهرى فى المنطقه وقد عاد الى ما يشبه مظهره الأصلى .
ونجد العديد من أمثله التصريف النهرى العائد فى المناطق الالتوائيه الهرسينية فى أوربا . ففى جنوب غرب أيرلندا عاد التصريف النهرى إلى بطون الثنيات المقعرة الاصليه التى تتركب من صخور كربونيه ضعيفه وتكثنفها حافات صخريه محدبه تتركب من صخور رمليه قديمه مقاومه وبالمثل نجد التصريف النهرى العائد واضحا فى غربى بريتانى فى شمال غرب فرنسا ، حيث يجرى نهر أولين Aulune فى حوض يمثل ثنيه مقعرة أصليه قديمه نحو خليج بريست ، وتكتنفه فى الشمال وفى الجنوب حافات صخريه صلبه تمثل بقايا محدبات قديمه أكلتها التعريه النهريه ، ثم هجرتها إلى الثنيه المقعره بعدما ظهرت الصخور المتداخله القديمه .
وتظهر فى مرتفعات أبلاش أمثله رائعه لمراحل التصريف النهرى العائد .
ففى النطاق الذى يعرف باقليم الحافه والوادى Ridge & Valley الواقع بين هضبه أليجانى ـ كمبرلابد ( المقطعه بواسطه التعريه النهريه) فى الغرب ، وقمم الحافه الزرقاء البللوريه فى الشرق ، نجد الكثير من الثنيات المحدبه والمقعرة وتمتد متوازيه ، وتختفى وتعود إلى الظهور فوق مساحه كبيره ، وقد واءمت النظم النهرية نفسها بهذه الخطوط التركيبيه القديمه ، فحفرت لنفسها أوديه على طول محاور قممها المحدبه ، وخفضت منسوبها ، بينما نجد الثنيات المقعرة التى كانت قديما فى هيئه أحواض أو أوديه التوائيه تبدو الان فى هيئه جبليه (انظر شكل 24 ) وفى نفس النطاق نرى بعض الانهار وقد هجرت فى دوره تحاتيه لاحقه ، محاور الثنيات المحدبه السالبة وعادت إلى الثنيات المقعره ، وفيما بينها تختلف حافات طويله ومستقيمه تتركب من صخور صلبه رمليه وكوارتيزيه يقطع اتصالها اوديه عريضه وثغرات مائيه .
7 ـ التصريف النهرى المركزى Centripetal :
ويتكون هذا النمط من التصريف من عدد من المجارى المائيه تلتقى فى أرض حوضيه الشكل ، وتتجه اعمق أجزائها هابطه من الاراضى المرتفعه المحيطه وهو نمط تختص به كثير من الصحارى التى تتميز بالبيئات الحوضيه ذات التصريف المائى الداخلى ، مثل منخفضات صحراء مصر الغربيه . 
8 ـ التصريف النهرى الشائك Barbed :
وهو قليل الشيوع والانتشار ، ويقتصر وجوده فى الاجزاء العليا من أحواض التصريف المائى . وفيه تلتقى الروافد بالنهر الرئيسى يزوايا حاده جدا .
ويبدو وأنه متعدد الاسباب ، فتشارك فى تكوينه عمليات الاسر النهرى وعمليات رفع تكتونيه هينة ، علاوة على امكانيه تأثره بفعل الجليد فى المناطق التى تأثرت وتتأثر بفعل الجليد .
9 ـ التصريف النهرى المشوش (المقلقل) Deranged :
وهو تصريف نهرى " أصلى أو أولى " بالدرجه الاولى ، رغم ما قد يوحيه الاسم من تعقيد ، ويوجد حيثما لم يتوفر الزمن الكافى لاكتمال نموه فهو حديث التكوين وتبعا لذلك فان المجارى المائيه فى هذا النمط تتميز بعدم انتظام اتجاهاتها وكثره تعرجها وانثناءاتها ، وكثير ما تخترق مناطق فسيحه تغطيها المناقع والبحيرات . وترفد الانهار الرئيسيه مجارى قصيره صغيره الحجم .
ويوجد التصريف النهرى المشوش بشكل مثالى فى الاراضى المنخفضه التى اصابها فعل الجليد ، حيث نجد نظام التصريف النهرى السابق للتجليد قد انطمست نتيجه للبحث الجليدى من جهه والارساب الجليدى من جهه أخرى، خاصه ارساب الغطاءات التلاليه من الصلصال الجلاميدى والرمال والحصى .
وفوق هذا السطح المشوش غير المنتظم الذى تركه الجليد بعد انصهاره ، يظهر نمط تصريف مائى جديد ، هو هذا النمط المشوش الذى يتميز بأنهار قصيره تجرى فى مجارى غير منتظمه خلال اراضى حوضيه مستنقعيه تزركشها بحيرات .
هذا وينبغى أن نشير هنا إلى ان دراستنا لانماط التصريف النهرى وأشكاله انماهى دراسه وصفيه تصويريه رغم أننا كنا نضطر أحيانا إلى اللجوء للتفسير إلى أصل النشأه ، ولهذا فإننا هنا قد لاينبغى أن ندرس نظامى التصريف النهرى المناضل والمنطبع ، فدراستهما تدخل ضمن دراسة الاصل والتطور ، فضلا عن أن عمليه الانطباع النهرى قد تحدث لبعض أو كل أنماط التصريف النهرى التى شرحناها آنفا ولقد تصح دراستهما تحت العنوان التالى :-
عفوا ,,,
يتضح من الدراسة السابقه ان اشكال التصريف النهرى التى سبق أن ناقشناها تبدو متوافقه Conformable مع التراكيب الصخريه . ويحدث أحيانا أن نجد أشكالا من التصريف النهرى لا تتبع نظم التراكيب الصخريه ، ولا تنشأ على صله أصوليه متوافقه معها ، ويطلق على مثلها " التصريف النهرى التلقائى أو العشوائى Inconsequent او غير المتوافق Non- Conformable أو Discordant "
وينشأ هذا النمط المعقد الذى فيه تشق الانهار مجاريها فى النظم الالتوائيه غير مباليه بثنياتها المقعره والمحدبه بالطرق الاتيه :
1 ـ حينما يأسر نهر يجرى على امتداد جانب ثنيه محدبه نهرا آخر يجرى موازيا له على الجانب الاخر من الثنيه . وعلى الرغم من ان عمليات الاسر هذه قد تحدث احيانا فانها لايمكن ان تفسر نمط التصريف النهرى التلقائى فوق اقليم فسيح .
2 ـ بواسطه تأثير الجليد الذى قد يعمل حين يملآ المجرى المائى على تحويل اتجاهه
3 ـ عن طريق النضال أو السبق النهرى Artecedence حيث يجاهد النهر المناضل أو السالف أو السابق Antecedent وينشط فى شق مجراه خلال أرضه الآخذه فى الارتفاع التدريجى . ويحدث عقب نشأه التصريف المائى التابع ، أن تنشط الحركات الارضيه الرافعه ، وتؤدى الى تغيير جوهرى فى التركيب الصخرى الاصلى الذى يغذى التصريف النهرى التابع . فاذا ما كانت تلك الحركات سريعه وقويه ، فانها تنجح فى تمزيق نظام التصريف المائى الموجود ، وتعطى الفرصه لنشأة نظام تابع جديد ، يرتبط ارتباطا وثيقا بشكل وتوجيه التراكيب الجيولوجيه الجديدة . فاذا ما كانت الحركات متراخيه متطاوله وهينه ، فقد يتمكن التصريف النهرى الاصلى من الحفاظ على شكله بواسطه النحت والتعميق فى التراكيب الجديدة الآخذه فى النمو . وتعرف هذه الظاهره بالتصريف السالف أوالسابق أو المناضل Antecedent Drainage . وفى هذه الحاله يجرى النهر السالف (أى الذى سبق وجودة قبل حركه الرفع ) فى واد لا تربطه أيه صله بالتراكيب الجيولوجيه الحالية هذا وينبغى أن لا نعتقد ان التصريف السالف يمكن أن ينشأ نتيجه لحركه رفع عامه للارض، فلقد يؤدى ذلك الى تجديد شباب Rejuvenation نظام التصريف النهرى .
4 ـ عن طريق انطباع Superimposition التصريف النهرى فى غطاء صخرى غير متوافق ، يتركب من ضخور متباينه التراكيب اكتسحته وأزالته التعريه النهريه . فلقد تنجح الانهار التابعه التى نشأت اصلا فوق تكوين جيولوجى أو بنيه جيولوجيه معلومه فى نحر مجاريها رأسيا خلال اى منهما والوصوله الى سطح عدم توافق فتلاقى تكوينات او بنيه قديمه مختلفه ، ولا تستطع تلك الانهار أن تكيف مجاريها مباشرة كى تتوافق مع الظروف الجيولوجيه الجديدة ، ولاشك أن تكيف التصريف النهرى مع التركيب الجيولوجى الجديد سيحدث بمرور الزمن . وفى نفس الوقت يحافظ التصريف النهرى القديم على اتجاهاته .
ويمكن التعرف عليه حتى بعدما يزال الغطاء الصخرى السطحى الاصلى تماما ، وذلك عن طريق استجلاء الصله غير المتوافقه بالتراكيب الصخريه التى انكشفت حديثا ، وتعرف هذه الظاهره كما أسلفنا بالتصريف النهرى المنطبع Superimposed Drainage .
وسنرى ان الاختلاف الجوهرى بين التصريف النهرى السالف والتصريف النهرى المنطبع ، يتمثل فى ان الانهار فى التصريف السالف أقدم من التراكيب التى تخترقها ، بينما تكون الانهار فى االتصريف المنطبع احدث بكثير من الالتواءات والعيوب التى تجرى خلالها .
ويشترك الاثنان فى خاصيه واحده ، هى ان كليهما يرتبط بالانماط غير المتوافقه ، رغم أن ذلك لا بنطبق على الانطباع النهرى فى بعض الاحيان 

التصريف النهرى السالف أو السابق او المناضل::
يعزى التصريف النهرى العشوائى فى بعض الحالات الى النضال النهرى وفيه ينبغى اعتبار أمرين :-
الاول : معدل الارتفاع الذى اصاب المنطقه .
الثانى : معدل النحت الرأسى للنهر .
ومن الممكن اعتبار النضال (السبق) النهرى بمثابه تفسير معقول للتصريف العشوائى حينما يكون النهر كبير ، ومعدل الرفع صغيرا . 
أما فى الحالات التى تقطع فيها انهار صغيره مناطق التواءات كبيره نسبيا، فان تفسير التصريف العشوائى عن طريق السبق النهرى يصبح امرا بعيد الاحتمال كما هي الحال مثلا فى اقليم ويى ماوث Weymouth وجزيرة وايت ونجد أمثله واضحه للسبق النهرى كالجزء الخانقى من نهر الراين واختراق نهر كولومبيا لسلسله جبال كاسكيد Cascade ، وفى منطقه الهيمالايا ومنها حاله نهر تيسيا Tista نهر آرون Arun والاخير من خير الامثله للنضال النهرى . ففى الاجزاء العليا من مجراه يتدفق النهر من الغرب الى الشرق متوافقا مع تراكيب المنطقه ، لكنه ما يلبث بعد ذلك أن ينحنى جنوبا ويشق طريقه خلال جبال الهيمالايا فى سلسله من الخوانق العميقه . ولا يمكن تفسير هذه الظاهره الاعن طريق السبق النهرى نظرا لانه لم يعثر على شواهد لتأثير الجليد ، كما ان الدلائل تشير الى استبعاد الانطباع النهرى و الاسر النهرى .
وخلاصة القول أن الحركات الارضيه الرافعه قد تحدث تغيرات عظيمه وعلى نطاق واسع فى اوديه الانهار التى يتجدد شبابها بسببها .
وقد تستمر عمليات الرفع والنحت والرأسى لدرجه أن النهر الذى كان يجرى بالمنطقه قبل حدوثها ، والذى استطاع ان يحتفظ باتجاه مجراه الاصلى ( عن طريق النحت الرأسى الذى سار بمعدل يساوى معدل الرفع) يصبح الان فى واد لاتربطه صلة بالتراكيب الصخريه السطحيه ، ويعرف هذا النمط كما اسلفنا بالتصريف النهرى المناضل او السالف .
ورغم وجود هذه الامثلة الواضحه ، فان كثير من الجيومورفولوجيين يعرضون عن الاستشهاد بالسبق النهرى كتفسير للتصريف النهرى العشوائى الذى يتجاهل التراكيب الصخريه . ويعتبرونه أمرا محتملا حينما يتأكد استبعاد الانطباع النهرى الذى قد يؤدى ايضا الى عدم التوافق كما ذكرنا . 
وفى هذا يقول سباركس Sparks ينبغى أن يكون السبق النهرى آخر ما يلجأ اليه الجيومورفولوجى لتفسير نمط التصريف النهرى العشوائى ذلك لان السبق يصعب جدا اثباته واقامه الدليل عليه الا فى الحالات النموذجيه ويوغل الجيومورفوجيون فى الابتعاد عن السبق النهرى ، ويفضلون عليه الانطباع النهرى حتى ولوانبنى الاخير على أدله واهيه للغايه .
لكن ينبغى لنا أن نشير الى أنه لا يشترط بالضروره عدم حدوث عمليه معلومه كالسبق النهرى ، لمجرد اننا لا نستطيع الاستدلال عليها بسهوله فالسبق النهرى بطبيعته لايترك سوى ادلة طفيفه ومؤقته ، ويصعب استقراؤها .
ومن الممكن أحيانا استبعاد السبق النهرى بسهوله لتفسير نمط نهرى غير متوافق ، وأنهار جنوب ويلز التى تشق مجاريها غير متوافقه مع خطوط الالتواءات والانكسارات الهريسنيه المكونه لحقل الفحم خير مثال على ذلك . 
وأهم ظاهره يتميز بها هذا النمط النهرى شبابه الواضح كما ان المجارى التابعه بقيت سليمه ، رغم أن الخصائص الجيولوجيه تناسب تكوين أنهار تاليه وعمليات اسر نهرى ، ومن تلك الخصائص المناسبه مكاشف الصخور الضعيفه الممتدة فى اتجاه غربي شرقى ، فاذا ما رأينا أن هذا التصريف النهرى تصريف سالف ، فان عمره ينبغى أن يبدأ بالعصر الفحمى أو ما قبله ، اى منذ نحو 250 مليون سنه ، وهذا مستحيل . فقد توالت على المنطقه عصور طغيان وانحسار بحرى متعاقبه علاوه على تغير الظروف المناخيه من الرطوبه الى الجفاف .
لهذا قإننا ينبغى ان نفسر التصريف النهرى بجنوب ويلز اما بالانطباع النهرى من طبقه طباشيريه كانت ترتكز غير متوافقه على صخور الزمن الاول فى حقل الفحم ، أو نتيجه للنحت الصاعد بواسطه أنهار كانت تنحت ابتداء من الساحل صوب الداخل . وما يقال عن التصريف النهرى فى جنوب ويلز ينطبق على المناطق الاخرى من بريطانيا حيث يكون التصريف النهرى غير متوافق مع التراكيب الجيولوجيه المنتميه للفتره الهرسينيه وما قبلها . ويختلف الوضع عن ذلك اذا ما درسنا تصريفا نهريا فى منطقه حديثه التراكيب الصخريه ، ففى منطقه الويلد Weald الانجليزيه يوجد عدد من الانهار غير المتوافقه ، تقطع الالتواءات الالبيه المكونه لتلال الساوث داونى South Downs ومايليها شمالا . وهنا يمكن أن نجد أمثله للنضال أو السبق النهرى على اسس معلومه نوردها فيما يلى :-
1 ـ أنه من الممكن تقدير معدل نمو الالتواءات الالبيه ، التى يرجح بدء حدوثها فى عصر الايوسين ، ثم اكتملت فى عصرى الاوليجوسين والميوسين ولاتزيد ذرى الالتواءات التى تقطعها انهار مثل أرون Arun ، وأدور Adur وأوس Ouse على 350 مترا . واذا ماوزعنا هذا الرقم على الفاصل الزمنى منذ نشأتها حتى وقتنا الحالى ، وهو كل مائه الف سنه . ومن الواضح ان هذا الرقم ربما تضاعف اثناء عنفوان حركه الرفع فى عصر الميوسين لكنه رغم هذا يعطينا نوعا من القياس لتوضيح بطء نمو الالتواءات .
2 ـ من الممكن تكوين فكره عن معدل سرعه النحت الرأسى الممكنه فى اقليم الويلد Weald من خلال حقيقه ان انهار الاقليم تمكنت خلال الزمن الرابع من أن تعادل قطاعاتها لمستوى القاعده الذى هبط حينئذاك بما يناهز 200 متر وإذا ما افترضنا دوام الزمن الرابع مليون سنه ، فاننا اثناء فترات انخفاض منسوب البحر أى عند حلول كل فتره جليديه . ومن الواضح أن هذه الارقام تستند على افتراضات كثيره ، وهى لا تبرهن بالدليل القاطع على ان انهار الويلد مناضلة ، لكنها ترجح انها من النمط المناضل ، ولابد من الدراسة الحقليه لتجميع الشواهد والادلة الحقيقية للوصول الى رأى قاطع فى هذا السبيل .
ولعل اهم دليل يحسم حالة السبق النهرى هو وجود مدرجات نهريه مقوسة فى وادى النهر . وحينئذ ترتبط التقوسات بمجاور بنيويه لثينه محدبه ( أوعيب ) التى على امتدادها حدثت حركات ارضيه نشطة حديثه . ومن الواضح ، حينئذ انه مادامت المصاطب النهريه ما هى الابقايا قيعان أودية سالفة ، فان ما يعتريها من انحدارات وتقوسات لايمكن تفسيرها الا بحركه رفع معدلها لايزيد عن معدل النحت النهرى .
واذا لم يتوفر وجود الدليل السابق الذكر ، فلقد يوجد شاهد آخر يتعلق بالارساب أمام محور التقوس . اذ يحدث ان ينطمر القاع الصخرى للوادى بغطاء سميك من الرواسب النهريه التى أرسبها النهر حينما أعاق جريانه بروز الحاجز التركيبى ففى مثل هذه الحاله قد لا يغير النهر مجراه ويتدفق فى مسلك جديد ، وانما يتوازن الارساب والاطماء مع معدل رفع الحاجز البنيوى . وهنا تصبح عمليه الارساب أهم من تقوس المدرجات كدليل على النضال النهرى .

والواقع أن هذه الشواهد نادره الوجود . وتعد المصاطب النهريه والتراكمات الارسابيه النهريه ظواهر حديثه فى معظم البيئات الطبيعيه . ذلك ان كل المدرجات النهريه على وجه التقريب رباعيه العمر ( بلايوستوسينيه ـ هولوسينيه ) وكلها ذات صله بالتغيرات العديده التى حدثت لمستوى القاعده اثناء الزمن الرابع . ومن ثم يكون من العبث ان نحاول البرهنه على ان نهرا معلوما يقطع مجراه فى التواء البى ميوسينى العمر كان سابقا فى وجوده اللالتواء ، لان المدرجات التى نشأت حينئذاك لاشك قد اختفت منذ زمن طويل . ولهذا فاننا لانعجب حينما نرى امثله النضال النهرى التى ثبتت صحتها بالبراهين الحقليه هى فى الواقع حديثه جدا من وجهه النظر الجيولوجيه .
مثال ذلك دراسة كولمان(Coleman (1958 فى وادى نهر سالتساخ Salzach بجيال الالب ، فقد أثبت أن النهر تمكن من الحفاظ على مجراه رغم ارتفاع المنطقه التى يجرى بها نحو 43 مترا خلال التسعه آلاف سنه الاخيرة . 
وبالمثل تتصف أمثله التصريف النهرى السالف الشهيره فى جيال الهيمالايا ومنها نهر آرون Arun وروافده ، بالحداثه وذلك عن طريق الحصى النهرى . وحركه الرفع التى بلغت نحو 35 مترا فى مجرى نهر دزاكاشو Dzakarchu رافد آرون ما هى الاجزء من استمرار النشاط التكتونى لجبال الهيمالايا . ولاشك أن حركه الرفع كانت فيما مضى اقوى واعنف ، يدل عليها العمق الذى بلغته الخوانق التى شقها نهر آرون وغيره من الانهار التى تقطع بنيان مرتفعات الهيمالايا . ومن المؤكد ان عدم توافق هذه الانهارمع التراكيب الصخريه لايمكن تفسيره عن طريق الانطباع النهرى .
ومع هذا ينبغى الحرص الشديد عند تقويم الادلة المحددة لنوعيه الانهار هنا ذلك أن مجارى أنهار الهيمالايا قد تكون نتيجه للنحت الصاعد أو التراجعى بواسطه أنهار يتجدد نشاطها وتعظم قواها التحاتيه بسبب الانحدارت الشديدة التى تجرى فوقها وهى فى طريقها الى سهول الجانج ، وبناء على ذلك فان أنهار مثل نهر آرون يحتمل أنها نحتت مجاريها تراجعيا فى عصر حديث نسبيا خلال كتله الهيمالايا التى ما تزال تعانى الرفع والالتواء ، ومن ثم تمكنت من الحفاظ على مجاريها رغم استمرار رفع ولوى الكتله الجيلية . ومن هذا نرى أن ادلة نجاح النهر فى الحفاظ على مجراه رغم تأثره بحركه رفع حديثه ومحدودة ، تختلف عن أدله البرهنه على أن النهر كان موجودا بالفعل قبل جميع البنيات والتراكيب الجيولوجيه التى يشقها حاليا .

التصريف النهرى المنطبع::
سبق أن عرضنا لميكانيكيه الانطباع النهرى . وتتباين هذه الظاهره ضيقا واتساعا كما تختلف باختلاف التكاوين الجيولوجيه . والذى ينبغى أن نؤكده ان الانطباع النهرى ليس مجرد تعريه وإزالة طبقه صخريه والجريان فوق طبقه اخرى أسفلها من نفس التتابع الصخرى المتوافق ، وانما يجب أن تنتمى الطبقه التى انكشفت بالتعريه النهريه والتى اصبح النهر يجرى فوقها الى تتابع صخرى مختلف تماما عن التتابع الصخرى العلوى فى النوع والعمر وعادة فى النظام والبنيه .
ومن اكثر الانطباعات النهريه شيوعا ما يلى :-
1 ـ الانطباع النهرى فوق الارصفه البحريه :
تنشئ تعريه الامواج ارصفه بحريه تحاتيه يصل عرضها الى كيلومتر أو( كيلو مترين) ، وذلك اثناء استقرار منسوب مياه البحر على مستوى معلوم . وكثير ما تنحت الامواج تراكيب صخريه علويه وتكون الارصفه فى صخور أقدم ذات نظام وبنيه معلومه ، تنحدر انحدار هينا صوب البحر ، وتتغطى هذه الارصفه التحاتيه بغطاء يتفاوت فى سمكه من الحصى والرمال والطين . فاذا ما هبط منسوب البحر وظهرت تلك الارصفه البحريه فوق صفحة مائه ، فان أيه أنهار موجودة لاشك تطيل مجاريها وتجرى فوق سطح الرصيف البحرى الذى انحسرت عنه مياه البحر فى طريقها الى خط الساحل المتراجع الجديد . وتنجح هذه الانهار بمرور الزمن فى نحر وتعريه الغطاء الرسوبى الذى يغطى أرض الرصيف البحرى ، وتنطبع بكل تفاصيلها فوق صخور أرض الرصيف التحاتى ذاته .

وتشير أدله كثيره على حدوث مثل هذا الانطباع النهري فى جميع سواحل يابس القارات والجزر التى تسمح ظروف
المصدر: اعداد/ دنيا زيدان
doniakhamies

"كل انسان أصادفه لا بد أن يفوقني من ناحية أو أخرى و لذلك أحاول أن أتعلم منه " إمرسون

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 496 مشاهدة
نشرت فى 27 يونيو 2014 بواسطة doniakhamies

الباحثه / دنيا زيدان ابراهيم

doniakhamies
الباحثه فى مجال تكنولوجيا التعليم بكليه التربيه جامعه الاسكندريه »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

109,729

العلم والايمان


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :-

"الدُّعاءَ هوَ العِبادَةُ، ثمَّ قرأَ: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ"
 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :-

  "مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكانت منها طائفة طيبه قبلت الماء فأنبتت الكلاء والعشب الكثير وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلاء فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثي الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به"

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :-
"ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا ، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة"

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: 

«سلوا اللّه علما نافعا، وتعوّذوا باللّه من علم لا ينفع»

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  :

 كان من دعاء النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «اللّهمّ إنّي أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن دعاء لا يسمع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع »

عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال:
 «لا تعلّموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السّفهاء، ولا تخيّروا به المجالس، فمن فعل ذلك فالنّار النّار»

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:
 «يحمل هذا العلم من كلّ خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين»