عندما هتف الطلبة ضد طه حسين
ليسقط الأعمى
رد طه حسين
الحمد لله الذى خلقنى أعمى
كى لا أرى وجوهكم القبيحة

هناك فرق كبير
بين الحرية والفوضى
ونحن نسير فى طريق الفوضى
بسرعة لم يتوصل اليها أحمد زويل


أعلمه الرماية كل يوم    فلما اشتد ساعده رمانى


تحسبا لهذا المنطق الجاحد
لن أعلمه الرماية
وليبقى على جهله وضعفه
ولتأكله الأيام فى دوامات التخبط
وليظل العبد الذليل الضعيف


أليس هذا بتصرف طبيعى مع الجحود
تعتبر هذه مقدمة ضرورية
للتعليق على مايتم الآن
فى بعض الجامعات المصرية
من تطاول الطلبة على أساتذتهم
أعضاء هيئة التدريس
والآباء الحقيقيين لهم


فان الأباء فى المنازل
يغذون البطون
والآباء فى الجامعات
يغذون العقول
وهناك فرق كبير
بين تغذية العقل وتغذية البطن


والانسان العاقل فقط
هو الذى يهتم بغذاء عقله
ويشكر من ساعده على ذلك
ومن علمنى حرفا
صرت له عبدا


والأساتذة لايريدون عبيدا
ولكن لايريدون تطاولا أو جحودا
قد نتفق على ضرورة
خلع رئيس جامعة أو أكاديمية أو عميد
وهناك قانون يحكم العلاقة بين الطرفين
قد نتفق فى المطالبة بتعديل بعض القوانين


القوانين


على أن يلتزم كل طرف بحدود
مايفرضه القانون عليهما
وأريد أن أوضح نقطة فى البداية
أن الفرق بين الأستاذ المعلم
الدكتور عضو هيئة التدريس
وغيره من الأشخاص الاعتباريين فى المجتمع
كبييييييييييييييييييير


حتى رئيس الجمهورية
بالانتخاب لفترة
بعدها يكون الرئيس السابق
أو الوزير وتنتهى صلاحيته بانتهاء فترة توليه المنصب
وتنزع عنه الألقاب


أما أستاذ الجامعة
فلا تنزع عنه صفة
الأستاذ الدكتور ولو بمرور القرون
أو حتى بعد وفاته
فهذه الدرجة نتيجة علم وجهد
وبحث ومثابرة وعمر يفنى فى البحث
وضعف فى الجسم
والنظر
ليصل الى الدرجة التى يستطيع معها
خدمة ابنائه من الطلبة
وبالتالى خدمة المجتمع والوطن


لكن أن يحكمنا قانون الغاب
والتطاول على الأباء الذين يربون العقول
فهذا جحود لايمكن لأحد قبوله
وماستفعله اليوم ستلقاه غدا
جحود من أبنائك فى بيتك
ومن أصحابك وجيرانك وأقاربك
ومن تلامذتك ان أصبحت أستاذا فيما بعد
وستدرك بعد رحيل العمر
انك كنت تطارد نفسك
قيمك مستقبلك ومستقبل أبنائك الذين غرست فيهم
بذرة الجحود والتطاول على من علمك
ورباك ورعاك


هل أنتم غير راضين عن رئيس الجامعة
عن العميد
اعتصموا لو كانت هناك أسباب قانونية
لو كان هناك مايثبت مخالفته
لكن بأدب وبدون تعدى
ليأخذ القانون مجراه
ولتكونوا قدوة لأبنائكم فى البيت
 أو فى الجامعة فيما بعد


لكن السؤال
لو تبدلت الأماكن
وبعد أن عرفت النتيجة فى المستقبل
ستكون الجحود من ابنائك الطلبة
هلى ستعلمهم وتخلص فى تعليمهم
أم ستبخل بعلمك الذى تعلم مقدما
أنه مقلوب ضدك فى المستقبل
هل أعطيك السلاح الذى ستقتلنى به
وأعلمك الرماية أيضا


ألا يستطيع أعضاء هيئة التدريس فى الجامعات المصرية عامة
أن يجتمعوا ويقرروا الاضراب
أو الاستقالة الجماعية
تحت ضغط الجحود الذى يقابلون هم أو زملائهم
ألن تتوقف الحياة الجامعية والتعليم فى مصر
ألن يظل كل طالب فى الصف الدراسى
المقيد به
الى أن يشاء الله بعد كم من السنين
اذا عاد أعضاء هيئة التدريس للعمل بشروطهم الجديدة
ألن يظل من فى بكالوريوس أوليسانس
أو أى صف  دراسى آخر
فى مكانة حتى يشيب
فكروا بعقل
نحن معكم فى الثورة ضد الظلم
وضد بعض الفاسدين
أو أتباع النظام البائد
لكننا نحن يد واحدة
ثرنا معا
وضحينا معا
فلا يمكن أن  تكون نتيجة الثورة
والحرية
فوضى وجحود واعتداء على من علموكم وساندوكم


وان كنتم متضامنين مع زملائكم
الذين صدرت ضدهم أحكام المجالس التأديبية
ولا أعلم تفاصيل الموضوع بالكامل
وأنتم الأبناء الصغار والطلبة المرجوا منهم خيرا فى المستقبل
ألن يتضامن أعضاء هيئة التدريس مع زملائهم أيضا
الذين أحسوا بالمهانة لاعتداء الطلبة على زملائهم
وتتسع الفجوة

المصدر: أ.د/عبدالمنعم خليل
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 139 مشاهدة
نشرت فى 21 مايو 2011 بواسطة doctormonem

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

44,715